أبو فراس الحمداني :
الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ، وَذا زَلَلُ *** وَالعيشُ طعمان: ذا صَابٌ وَذا عسَلُ
كذا الزمانُ ؛ فما في نعمة ٍ بطرٌ *** للعارفينَ ؛ ولا في نقمة ٍ فشلُ
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِ إنْ رَجَحَتْ *** وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَى الهَمّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ ، وإنْ حاذرتَ ، ثابتة ٌ *** ولا السرورُ ، وإنْ أمَّلتَ يتصلُ
فما الأسى لهمومِ ، لابقاءَ لها *** وَما السّرُورُ بنُعمَى ، سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنّ في النّاسِ مَغْروراً بِنِعْمَتِهِ *** ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُ الأجلُ
أبو العلاء المعري:
منَ النّاسِ مَن لَفظُهُ لؤلؤٌ *** يُبادرُهُ اللّقْطُ، إذ يُلفَظُ
وبَعضُهُمُ قَولُهُ كالحَصَى *** يُقالُ فيُلغى، ولا يُحفَظُ
ابن الرومي :
رأيتُ الدهر يرفعُ كلِّ وغدٍ *** ويخفضُ كل ذي شِيمَ شريفه
كمثل البحر يغرق فيه حيٌّ *** ولا ينفكُّ تطفو فيه جيفَهْ
أو الميزانِ يخفض كلّ وافٍ *** ويرفعُ كل ذي زنة ٍ خفيفهْ
كذلك دأبُه فينا وإنا *** على ما كان في حُصُنٍ مُنيفه
بناها أوَّلُونا فاعتصمنا *** بها وبأنفُسٍ فينا عفيفه
إذا ما جهْلُه أربى علينا *** حملناه بألبابٍ حصيفه
وندْرأُ بؤسه بالصبر حتى *** نُفرِّجه بأذهانٍ لطيفه
إلى أن يرحم الله المرجَّى *** لكلِّ شديدة ٍ منه عنيفه