الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 واحة الفصحى 5

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 10:32 am

عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل ؟ قال : " كل مخموم القلب صدوق اللسان " . قالوا : صدوق اللسان نعرفه ، فما مخموم القلب ؟ قال : " هو النقي ، التقي ، لا إثم عليه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد " . رواه ابن ماجه ، والبيهقي في " شعب الإيمان " .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا هريرة: كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وأقل الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب. قال الشيخ الألباني: صحيح.




قصة أبو يوسف القاضى وأبو حنيفة :.
كان أبو يوسف شابًا من أسرة بسيطة الحال وكان يجلس فى مجلس أبي حنيفة ليتعلم العلم الشرعي ، وفي ذات الأيام أمره أبوه أن يتوقف حتى يذهب إلى السوق ويعمل ويساعد أباه فى الحياة ، فطلب منه أبو حنيفة أن يدعه مع إعطاء أبيه درهمين كل يوم نظير إذا عمل أبو يوسف فى السوق ، وقال لأبيه أنا أعلمه علمًا لو أتقنه لجلس على الطنافس فى صدور المجالس واكل اللوز بالفالودج ؛ ( هو حلوى غاليه الثمن لا يأكلها إلا الأمراء)
فتركه أبوه وصار أبو يوسف يتعلم من أبي حنيفة إلى أن تغيب عن الدرس ، فسأل عنه الشيخ أبو حنيفة ، فقالوا له إنه مرض مرضًا شديدًا ، وذهب إليه أبو حنيفة ليعوده وقال و هو خارج من عنده كنت أرجوك للناس من بعدى ، فسمعه بعض الناس ، فعندما أحس أبو يوسف بالشفاء والقدرة على الخروج لبس وتهيأ للخروج إلى درس الشيخ أبي حنيفة ، فقالوا له بعض الجالسين أين أنت ذاهب فقال لهم إنى ذاهب إلى درس الشيخ أبي حنيفة ، فقالوا له ما سمعوا وقالوا له أنت شيخ ، فقال نعم أنا شيخ ، وذهب إلى المسجد واتخذ ركنًا وبدأ بالدرس ، وتجمع حوله الناس وأبو حنيفه جالس فى الجانب الأخر فسأل الناس من هنا القاضى فلان جاء إلى هنا ليعطى درسًا أم نزل شيخ جديد بالبلدة ؟ فقالوا له إنه أبو يوسف يعطى درسًا وقد سمع ما قلت فيه فقال أبو حنيفة : يأبى أبو يوسف إلا أن نقشر له العصا ، فدعى أحد الشباب الموجودين فى المسجد وقال اذهب الى الشيخ وقل له هذه المسألة : ذهب شخص إلى خياط ودفع له ثوب ليقصره ، ثم جاءه بعد فترة وطلب منه الثوب فجحده ، فبلغ الشرطة وجاءت الشرطة وفتشت المحل ووجدت الثوب، السؤال : هل للخياط أجرة تقصير الثوب ام لا ؟ فإن قال لك نعم ، فقل له أخطأت ، وإن قال لك لا ،فقل له أخطأت ، فذهب وطلب من الشيخ أن يفتيه فى مسألته وقالها فقال نعم له أجرة فقال السائل أخطأت ، فقال لا ليس له أجرة ، فقال السائل أخطأت ، فنظر إلى وجهه ، وقال فى كنينته إن هذا الوجه لا يأتى بهذه المسألة ، فقال له : بالله عليك من أرسلك بهذه المسألة ، فقال : الشيخ وأشار إلى أبي حنيفة ، فذهب إلى أبي حنيفه ، وقال يا شيخ مسألة ، وهو واقف فأعرض عنه أبو حنيفة ، حتى جثى أبو يوسف على ركبتيه ، وقال يا شيخ مسألة ، فقال نعم قلها ، فقال أبو يوسف أنت تعرفها ، هذه المسألة لا تخرج إلا من هذا العقل ، فقال له أبو حنيفة ، إن كان قد قصر الخياط الثوب على مقاسه ، فليس له شيء لأنه كان ينوى أن لا يرده بعد تقصيره الى صاحبه ، وإن كان قصره على مقاس الرجل ، فله الأجرة لأنه كان ينوى إعطاءه لصاحبه ثم جحده ، ومع مرور الزمن توفى أبو حنيفة ، وأصبح أبو يوسف قاضى القضاة ، وكان يومًا جالسًا عند الخليفة ، فجاء الخدم بلوز وقدموه إلى الوزراء والحاضرين ، وجاءوا بالفالوذج وقدموه إلى الخليفة ، فرفض الخليفة أن يأكل وقال قدموا إلى الشيخ أولا ،ً فقدموا لأبي يوسف فضحك ، فقال الخليفة على ما تضحك؟ اقدم لك الطعام المقدم لى وتضحك,ما هذا الأدب ؟ فقال أبو يوسف تذكرت أبى وذكر له قصته مع أبي حنيفة





واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10734163_406772736141081_6769442116519697679_n





قصيدة جميلة أنشدها أحدهم عندما تقدم لخطبة إحدى الفتيات ، فرفضته لأنه أسود اللون

قالت لي يا أسود - رجعت للوراء
مغرورة شكلها تحب الطاعة والولاء
السواد هو الوطن في القارة السمراء
سوادي هبة خالقي وأحس بارضاء
لوني شرف لي وللكعبة كساء
للرجــال مميز للشوارب واللحاء
سوادي في العيون زينة وبدونه عمياء
لوني شهامة ورجولة ما به ما يساء
سوادي خيام بادية لعروبة كرماء
تعلمين لوني للمرأة ستر وجمال وغطاء
سوادي على كل راس أمنية النساء
وإن كان شعرك أبيض تشترين لوني بسخاء
وبعدما تضعينه تعودين شباباً للوراء
تقولين أســـود ؟؟؟
تقولين أســـود ؟؟؟
وكل من يزور الكعبة يقبل لوني بانحناء
السواد هو صندوق سر لرحلات الفضاء
السواد هو بترول مبدل صحاريك لواحة خضراء
لولا السواد ما سطح نجم ولا ظهر بدر في السماء
السواد هو لون بلال المؤذن لخير الأنبياء
لولا السواد لا سكون ولا سكينة بل تعب وابتلاء
تقولين أســـود ؟؟؟
تقولين لي أسود
والسواد فيه التهجد والقيام والسجود والرجاء
فيه الركوع والخشوع والتضرع لاستجابة الدعاء
فيه ذهاب نبينا من مكة للأقصى ليلة الإسراء
لو ضاع السواد منا علينا أن نستغفر ونجهش بالبكاء
عــــزيزتي
تأملي الزرع والضرع وسر حياتنا في سحابة سوداء
اسمعيني والله أنتي مريضة بداء الكبرياء
أنصتي لنصيحتي يا مغرورة لوصفة الدواء
عليك بحبة مباركة من لوني مع جرعة من ماء
أنا لست مازحاً وستنعمين والله بالصحة والشفاء
سامحيني يا مغرورة لكل حرف جاء وكلمة هجاء
وكل ما ذكرت هو حلم في غفوة ليل أسود أو مساء
لا أسود ولا أبيض بيننا في شرعنا سواء
كلنا من خلق الله الواحد نعود لآدم وأمنا حواء


واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1012089_870299502995231_3866632747860695639_n





خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي :: وبانَ كَذِبُ ادَّعائيَ أنني جَلِـدُ
بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني :: ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ
كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ :: قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ
إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ :: ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا




ليس التظاهـر جائزاً في ديننا *** حتى تجوز لدى التَقِيّ مُدامُ
هي لُعبة الشيطان في بُلداننا *** واللاعبون بها هم الأقدامُ
ما في التظاهر غير سفك دمائنا *** وقلاقلٌ في صفنا وصِدامُ
كم أُزهقت من أنفسٍ فيها وكم *** نُهبت بيوتٌ أهلها أيتامُ
وزوال ذي الدنيا أخف عواقباً *** من قتل نفسٍ قرر الإسلامُ
ما بال قتل النفس صار مبرراً *** والنهب صار يحبذ الأقوامُ





فإن كنت من أهل الكتابة واثقا *** بنفسك فيها لا تخاف تهضما )
( فما ألف من بعد ياء مريضة *** مصاحبة عينا تخوفها العما )
( وما مصدر قد ألزم الرفع دائما *** وما اسمان إن فتشت بالجر ألزما )
( وما نون جمع تطلب الكسر شهوة *** وتكره أن ترقى إلى الفتح سلما )
( ترى الكسر غنما في يديها محصلا *** ويعتد ذاك الفتح خسرا ومغرما )

( وإن كنت في علم العروض ووزنه *** وجمع القوافي للورى متقدما )
( فكيف السباح واللباس ونافد *** إذا البيت زاد الوزن فيه وأخرما )
( وكيف السناد والرفاد إذا غدا *** بوصل إلى أصل الزحاف قد انتما )
( وما كلمات الوزن إن كنت عارفا *** بهن وما فعلان فيه وفعلما )
( وما الهزج المرمول إن رمت شرحه *** عن القضيب والبيت الطويل إذا جما )
( وما الجث في بحر الخفيف إذا غدا *** سريعا فلاقى جانيا فترمرما )
( وما الكامل المحسوب في بحر إلفه *** بسيطا إذا أضحى مذالا ململما )
( وما الخبل المطوي أصبح ناشرا *** إذا هو بالتشعيث صار مهشما )
( وما الكف والقبض المضارع مشكل *** بناء المديد بعد أن يتهدما )
( وما الثلم إن رمت اقتراب اتفاقه *** وما الحذف إن ألفى بتارا وأثرما )

( وإن كنت في نظم القريض مجودا *** وكنت عليه قادرا متحكما )
( فكيف يكون الرفع والقطع واصلا *** فريد المعاني حين أصبح توأما )
( وكيف الروي المستقيم وما الذي *** تقول إذا أنشأت تنعت عندما )
( وكيف ترى وصف السحاب وذكره *** إذا أحفرت أهدابه وإذا همى )
( ووصف أثافي الديار إذا انطوت *** محاسنها وابيض ما كان أسحما )
( وكيف خروج المدح والهجو بعده *** جميعا إذا كان النسيب متمما )
( وما وصف دوح مطمئن قراره *** يرى مضمحلا بالزيادة والنما )
( وغادية كالطود تحسب جرسها *** جوادا رأى الخيل العراب فحمحما )
( تميل إليها الغاديات رواجيا *** جناها لتكسوهن وشيا منمنما )
( تحط بأغوار البلاد رحاها *** وقد صافحت من قبل نسرا ومرزما )

( وإن كنت في القرآن أتقن حافظ *** وأدرى بأصناف الخلاف وأفهما )
( فمن جعل الأحزاب تسعين آية *** وزاد على التسعين عشرا فتمما )
( ومن جعل الفرقان من بعد فاطر *** وصير قبل الكهف سورة مريما )
( وعمن روى ابن الحاجبية وحده *** قراءته حتى على الناس قدما )
( ومن حقق الهمزات في سورة النسا *** ولينها في العنكبوت وأدغما )
( ومن زاد في مد الحروف وهمزها *** على ابن كثير أو أمال المفخما )
( ومن قال في القرآن عشرون سجدة *** وست ويروي ذاك عمن تقدما )
( ومن شدد النون التي قبل ربه *** وخفف لكن التي بعدها رمى )
( ومن وصل الآيات جحدا لقطعها *** ومد الضحى من بعد ما قصر السما )
( ومن حذف الياءات من غير علة *** وأنكر في القرآن تضعيف ربما )

( وإن كنت ذا فقه بدين محمد *** على ذكره صلى الإله وسلما )
( فمن جعل الإجماع في البيع حجة *** وصيره كالعرف ظنا مرجما )
( ومن رد ما قال ابن عباس عامدا *** ودان بما قال ابن حفص توهما )
( وماذا يرى النعمان في أهل قرية *** أقاموا إماما للأنام مجذما )
( وكيف ترى رأي ابن إدريس في فتى *** عصى وغدا في فعله متأثما )
( وما حجة الثوري فيما يقيسه *** إذا لم يثبت فيه أصلا مسلما )
( وما رأى شيخ العلم مالك في امرئ *** تمجس قصدا بعد ما كان أسلما )
( يحل إذا ما أحرم الناس بالضحى *** وإما أحل الناس بالليل أحرما )
( وليس بذي ذنب يقاد بفعله *** ولا قيل يوما قد أساء وأجرما )

( وإن كنت في حفظ النوائب أوحدا *** تجمع من أخبارها وما تقسما )
( فمن فرض التعفير قبل صلاته *** وأوجب في إثر الركوع التيمما )
( ومن جعل التسوير في الزند شرعة *** ومن سن في إحدى اليدين التختما )
( ومن فرض الصوم الربيعين بعد أن *** يصوم جمادى كله والمحرما )
( ومن حظر التزويج إلا بثيب *** وصير تزويج البكار محرما )
( ومن أوجب التكبير بعد صلاته *** على قومه فيما يقال وألزما )
( وقال زكاة المرء من نصف ماله *** تكون وإلا صار نهبا مقسما )
( ومن قال إن البيع ليس بجائز *** على المرء إلا أن يكون بعسرما )
( ومن طاف حول البيت سبعين مرة *** يرى ذلك التطواف فرضا محتما )
( ومن فرض التسليم في كل ركعة *** وأوجب فيها رنة وترنما )

( وإن كنت ممن يدعي علم سيرة *** وحفظا لأخبار الأوائل محكما )
( فمن صام عن أكل الطعام نهاره *** مع الليل يطوي الصوم حولا مجرما )
( ومن طاف نحوا من ثمانين حجة *** على حاجة ليست تماثل درهما )
( وفي يده أموال قارون كلها *** ونمرود كنعان وأموال علقما )
( ومن قطع البحرين في بعض يومه *** وواصل أقصى البر ساعة أعتما )
( ومن عاش ألفا بعد ألف كوامل *** يعوذ بدر الثدي من خيفة الظما )
( ومن ملك الدنيا الخئون بأسرها *** ثمانين يوما بعد عام تصرما )
( يذبح أولاد الأنام تجبرا *** ويستحي للنسوان منهم تذمما )
( ومن هاب خوض النيل ساعة زخره *** وخاض سواء البحر والبحر قد طما )
( ومن سار طول الأرض يوما وليلة *** وعاد على أعقابه ما تلوما )

( لعمرك إنا قد سألناك هينا *** ولم نقصد المعنى العويص المغمغما )
( ففكر ولا تعجل بما أنت قائل *** وسر منجدا تبغي الجواب ومتهما )
( فإن أنت فيما قد سألنا بيانه *** أصبت فحق أن تعز وتكرما )
( وإن أنت أخطأت الصواب ولم تعجب *** فحقك أن يحثى عليك وترجما )
( فما لك علم بالأمور وإنما *** قصاراك أن تروي كلاما منظما )




فصن يا ربنا عقلي ومالي *** وصن نفسي وصن عرضي ودينيِ
وقِ السلفيَّ ما بَقِيَتْ حياةٌ *** شرور المكر من خصم خؤونِ
وصلِّ على النبيِّ وخيرِ آلٍ *** صلاةً فوق أعدادِ الغصونِ





ومن يطعنْ على العلماءِ ظلمًا *** فسوف يموت من سُمِّ الطعونِ
وسهمُ البغي مردودٌ عليهم *** معاذَ اللهِ من جمعٍ مَهِينِ

هم الطلقاء من علمٍ وحِلمٍ *** هم الأسرى لوسواس اللعينِ
وما للقوم والعلم الرفيعِ *** فَفَرْقٌ بين ذي صادٍ وسينِ([2])
ومن يَطْحنْ ليعجنَ شرَّ عجنٍ *** فبدِّدْ طِحْنه قبل العجينِ
فلا رُفعت لمبتدعٍ لواءٌ *** لواءُ البِدْع والقولِ المَشِينِ
وسوف يُهانُ ذا الخلفيُّ يومًا *** ويُوقَفُ موقِفَ الرجلِ الظََّنينِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 10:38 am


فِي حَادِياتِ اللَّيالِي للْفَتَـى عَجَـبُ
وَفِـي نَوائِبِـها تَفَـاوَتُ الرِّيَـبُ

فَطالَما أَظْهَرَتْ للنَّاسِ خَيْـرَ فَتَـىً
مِنْ قَبْلِها كَانَ بالتَّزْويـرِ يَحْتَجِـبُ

لَولا التَّجارِبُ ظَنَّ النَّـاسُ فِي شَبَـهٍ
بأنَّـه الفِضَّـةُ البَيْضـاءُ والذَّهَـبُ

إِنَّ المعادِنَ لَـوْلا الحَفْـرُ وَاحِـدَةٌ
والكُلُّ مِنْها لِوَجْهِ الأَرْضِ يَنْتَسِـبُ

والحُلْوُ والْمُرُّ فِي الشَّيْئَيْنِ مُحْتَجِـبٌ
فإِن بَلَوْتَهُـما لَم يُجْهَـلِ السَّبَـبُ

والخَيْرُ والشَّرُّ لا يَدْرِي الفَتَى بِهِـما
حَتَّى يسـاوِرَهُ فِي دَهْـرِهِ النُّـوَبُ

كَمْ مِنْ فَتَىً تَعْشَقُ الأَبْصارَ رَوْنَقَـهُ
وَدَمْعُها بَعْدَ خُبْـرٍ مِنْـهُ يَنْسَكِـبُ

ومِنْ فَتَىً تَزدَريهِ وَهُوَ إنْ صَدَقَـتْ
مِنْهُ التَّجارِبُ للْمَعْـروفِ يُكْتَسَـبُ

اُبْلُ الرِّجالَ وَدَعْ عَنْكَ الغُرورَ بِمـا
يَقْضِي بِهِ حَسَبُ الفِتيانِ والنَّسَـبُ

فإنْ وَجَدْتَ جَميـلاً بَعْـدَ تَجْربَـةٍ
فاشْدُدْ يَدَيْكَ فَهَذا عِنْدِيَ الحَسَـبُ

وإنْ وَجَدْتَ قَبِيحـاً بَعْـدَ مَخْبَـرَةٍ
فَذاكَ لَمْعُ سَـرَابٍ كُلُّـهُ كَـذِبُ

وإِنَّنِي قَدْ حَلَبْـتُ الدَّهْـرُ أَشْطُـرَهُ
وَقَدْ بَلَوْتُ الأَخِلاّ فَـوْقَ مَا يَجِـبُ

وَقَدْ خَبِرتُ الوَرَى فِي كُلِّ حادِثَـةٍ
فَلَمْ يكُنْ عِنْدَهُمْ فِي مَطْلَـبٍ أَرَبُ

وكُلُّهُمْ مُظْهِرٌ حُـبّاً لـذِي نَشَـبٍ
إِنْ عادَ يوماً علَيْهـمْ ذَلِكَ النّشَـبُ

يَدُومُ صَفْوُ الإخا مِنْهُمْ فإن سَلَبَـتْ
يَدُ الزَّمانِ الَّـذِي يَرْجُونَـهُ سَلَبُـوا

إنْ كُنْتَ تَبْغي وِدادَ النَّاسِ كُنْ رَجُلاً
فِيهمْ لَهُ رَغَبٌ إِن شِئْتَ أو رَهَـبُ

فإنْ تَكُنْ رَاغِباً فِي مِثْـلِ ذَا رَغِبـوا
وَإِن تَكُنْ راغِبـاً عَنْ مِثْلِـهِ رَغِبـوا

مَا لامْرِىء فِي وِدادِ النَّاسِ مِنْ سَبَبٍ
إِنْ لَمْ يكُنْ عِنْدَهُ يَوْمـاً لَهُ سَبَـبُ

ومَنْ يَقُلْ غَيْرَ ذَا قُلْ أَنْتَ فِي غَـرَرٍ
وَلَسْتَ مِنْ مَعْشَرٍ للنَّاس قَدْ صَحبُـوا

سَتَعْرِفُ الأَمْـرَ إنْ نابَتْـكَ نائِبَـةٌ
أَوْ أَمْكَنَتْ فُرْصَةٌ فِي مِثْلِـها يَثِبُـوا

فَلُذْ بِحَبْلِ التُّقَى والعِلْـمِ مُطَّرِحـاً
كَسْبَ الإخاءِ فَهَذا الأَمْرُ مُضْطَـرِبُ

لا تَقْتَحِمْ لِـوِدادِ النَّـاسِ مَهْلَكَـةً
يَغْتَالُكَ الوَيْلُ والتَّنْكِيـدُ والنَّصَـبُ

ولَسْتُ مُسْتَثْنِياً مِنْهُمْ سِـوَى نَفَـرٍ
فِي رَبْعِهِمْ للأَخِـلاّ يُرْفَـعُ الطَّنَـبُ

يَصْفُونَ إِنْ كُدِّرَتْ أَخْلاقُهُمْ كَرَمـاً
وإنْ يَشُبْ مَحْضَ وُدِّي القَوْمُ يَشِبُوا

يُقَدِّمونَ قَضا حَاجِ الصَّديـقِ عَلَـى
حاجَاتِهِمْ إِذْ رَأَوْهُ بَعْضَ مَا يَجِـبُ

ومِنْهُمُ العالِـمُ السَّـبَّاقُ فِي رُتَـبٍ
حَتَّى حَوَى غايَةً تَعْنُو لَهَا والرُّتَـبُ

حِيناً يَحُلُّ رُموزَ العِلْـمِ إِنْ خَفِيَـتْ
وَتارةً عِنْـدَهُ الأَشْعـارُ والخُطَـبُ

يَمْشِي عَلَى نَمَطِ الأَعْرابِ إِنْ نَظَمَتْ
يَراعُـهُ كَلِـماتٍ شَأْنُهـا عَجَـبُ

انْظُـرْ إلَى مِـدَحٍ منْـهُ مُجَـوَّدَةٍ
كَأنَّما نُظِمَتْ فِي سِلْكِها الشُّهُـبُ

وانْظُرْ حَماسَةَ نَظْـمٍ مِنـه رائِعَـةً
كأَنَّها فِي الطُّروسِ البِيضُ والنِّيَـبُ

تَحْكِي لَنا مِنْ خُطوبِ الدَّهْرِ مُعْضِلَةً
وفِتْنَةً نارُهَـا فِي السَّفْـحِ تَلْتَهِـبُ

مِنْ جاحِدٍ نِعْمَةَ الْمَوْلَى الإمامِ وقَـدْ
أَوْلاهُ مِنْ سَيْبها ما لَيْـسَ يَحْتَسِـبُ

لَمْ يَنْهَـهُ كَـرَمٌ لَـمْ تُثْنِـهِ نِعَـمٌ
لَمْ تُلْهِهِ نِقَـمٌ فِي كَفِّـها العَطَـبُ

وَلَمْ يَنَلْ مِنْهُ مَا يَرْجُوهُ مِـنْ ظَفَـرٍ
بِذلِكَ الحَرْبِ لا بَلْ نالَـهُ الحَـرَبُ

خَفِّفْ عَلَيْكَ ابنَ يَحْيَى مَا دَهَاك بـهِ
رَيْبُ الزَّمانِ فَما فِي رَيْبِـهِ رَيَـبُ

كَانَتْ سَحابَةَ صَيْفٍ مَا تَأَلَّفَ فِـي
أَطْرافِها البَرْقُ حَتَّى انْجابَتِ السُّحُبُ

أَو مِثْلَ صَوْت رياحٍ زَعْزَعٍ زَحَفَـتْ
عَلَى الجِبال فَما مَادَتْ لَهـا كُثُـبُ

من يَنْطَحِ الصَّخْرَةَ الصَّماءَ تَهْشِمُـهُ
والصَّخْرُ بالنَّطْحِ يَوْماً لَيْسَ يَنْشَعِـبُ






يا أمتي أين الهمم
أين التسابق للقمم
قد أحرقتني لظى الحمم
ما عاد يطربني الغناء
ولا الكلام عن القدم
أقسمت أن يا أمتي
أن تعتلين عرش الأمم





طرفة نادرة
يذكر ابن الجوزي رحمه الله فى أخبار الحمقى والمغفلين
أنه كان لبعض المغفلين حمار فمرض الحمار , فنذر ان عوفى
حماره ان يصوم عشرة ايام , فعوفي الحمار فصام الرجل
عشرة ايام , فلما اكملهم وتمت مات الحمار فى اليوم العاشر .
فقال الاعرابى : ايموت حمارى بعدما صمت عشرة ايام والله!!!!
لاْحسبنها من رمضان القادم .
من كتاب لا تحزن وابتسم للحياة
للشيخ محمود المصرى حفظه الله



دخل ابن أبي محجن على معاوية فقال له: أبوك الذي يقول ؟
إذا متّ فادفنّي إلى جنب كرمـةٍ***تروّي عظامي بعد موتي عروقها
ولا تدفننّي فـي الفـلاة فإننـي***أخاف إذا مـا مـتّ ألاّ أذوقهـا

فقال: يا أمير المؤمنين؛ لو شئت لذكرت من شعره ما هو أحسن من هذا وأنشد:
لا تسألي القوم عن مالي وكثرتـه***وسائلي القوم عن بأسي وعن خلقي
القوم أعلـم أنـي مـن سراتهـم***إذا تطيـش يـد الرّعديـدة الفـرق
أُعطى السنان غداة الروع حصّتـه***وعامل الرمح أرويـه مـن العلـق
وأطعن الطعنة النّجلاء عن عـرضٍ***وأكتم السـرّ فيـه ضربـة العنـق

فقال: لئن كنا أسأنا المقال، لا نسيء الفعال؛ وأمر له بصلة.
رواها الحصري في كتابه جمع الجواهر في الملح والنوادر


واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10374527_699334383495334_2227735833703124722_n



قصيدة ابن حزم :
من المحتمي بالله رب العوالم **=**ودين رسول الله من آل هاشم
محمد الهادي إلى الله بالتقى*=**وبالرشد والإسلام أفضل قائم
عليه من الله السلام مرددا*=**إلى أن يوافي الحشر كل العوالم
إلى قائل بالإفك جهلا وضلة**=**عن النقفور المفتري في الأعاجم
دعوت إماما ليس من أمرائه**=**بكفيه إلا كالرسوم الطواسم
دهته الدواهي في خلافته كما**=**دهت قبله الأملاك دهم الدواهم
ولا عجب من نكبة أو ملمة**=**تصيب الكريم الجدود الأكارم
ولو أنه في حال ماضي جدوده**=**لجرعتم منه سموم الأراقم
عسى عطفة لله في اهل دينه **=**تجدد منه دارسات المعالم
فخررتم بما لو كان فيكم حقيقة**=**لكان بفضل الله أحكم حاكم
إذن لاعترتكم خجلة عند ذكره **=**وأخرس منكم كل فاه مخاصم
سلبناكم كرا ففزتم بغرة**=**من الكر أفعال الضعاف العزائم
فطرتم سرورا عند ذاك ونسوة**=**كفعل المهين الناقص المتعالم
وما ذاك إلا في تضاعيف عقله**=**عريقا وصرف الدهر جم الملاحم
ولما تنازعنا الأمور تخاذلا**=**ودانت لأهل الجهل دولة ظالم
وقد شعلت فينا الخلائف فتنة **=**لعبدانهم مع تركهم والدلائم
بكفر أياديهم وجحد حقوقهم **=**بمن رفعوه من حضيض البهائم
وثبتم على أطرافنا عند ذاكم**=**وثوب لصوص عند غفلة نائم
ألم تنتزع منكم بأعظم قوة**=**جميع بلاد الشام ضربة لازم
ومصرا وأرض القيروان بأسرها**=**وأندلسا قسرا بضرب الجماجم
ألم ننتزع منكم على ضعف حالنا**=**صقلية في بحرها المتلاطم
مشاهد تقديساتكم وبيوتها**=**لنا وبأيدينا على رغم راغم
أما بيت لحم والقمامة بعدها**=**بأيدي رجال المسلمين الأعاظم
وسر كيسكم قسرا برغم أنوفكم**=**وكرسى قسطنطينية في المعادم
ولا بد من عود الجميع بأسره **=**إلينا بعز قاهر متعاظم
أليس يزيد حل وسط دياركم**=**على باب قسطنطينية بالصورام
ومسلمة قد داسها بعد ذاكم**=**بجيش تهام قد دوى بالضراغم
وأخدمكم بالذل مسجدنا الذي**=**بنى فيكم في عصره المتقادم
إلى جنب قصرالملك من دار ملككم**=**ألا هذه حق صرامة صارم
وأذى لهارون الرشد مليككم **=**رفادة مغلوب وجزية غارم
سلبناكم مصرا شهود بقوة **=**حبانا بها الرحمن أرحم راحم
إلى بيت يعقوب وأرباب دومة **=**إلى لجة البحر المحيط المحاوم
فهل سرتم في أرضنا قط جمعة **=**أبى لله ذا كم يا بقايا الهزائم
فما لكم إلا الأماني وحدها **=**بضائع نوكى تلك أحلام نائم
رويدا بعد نحو الخلافة نورها **=**وسفر مغير وجوه الهواشم
وحينئذ تدرون كيف قراركم**=**إذا صدمتكم خيل جيش مصادم
على سالف العادات منا ومنكم**=**ليالي بهم في عداد الغنائم
سبيتم سبايا يحصر العدو دونها**=**وسبيكم فينا كقطر الغمائم
فلو رام خلق عدها رام معجزا **=**وأتى بتعداد لرش الحمائم
بأبنا بني حمدان وكافور صلتم**=**أراذل أنجاس قصار المعاصم
دعي وحجام سطوتهم عليهما**=** وما قدر مصاص دماء المحاجم
فهلا على دميانة قبل ذاك أو**=** على محل أربا رماة الضراغم
ليالي قادوكم كما اقتادكم **=* أقيال جرجان بحز الحلاقم
وساقوا على رسل بنات ملوككم *=** سبايا كما سيقت ظباء الصرائم
ولكن سلوا عنا هرقلا ومن خلى *=** لكم من ملوك مكرمين قماقم
يخبركم عنا التنوخ وقيصر *=** وكم قد سبينا من نساء كرائم
وعما فتحنا من منيع بلادكم*=** وعما أقمنا فيكم من مآتم
ودع كل نذل مفتر لا تعده*=** إماما ولا الدعوى له بالتقادم
فهيهات سامرا وتكريت منكم**=* إلى جبل تلكم أماني هائم
منى يتمناها الضعيف ودونها *=** نظائرها وحز الغلاصم
تريدون بغداد سوقا جديدة *=** مسيرة شهر للفنيق القواصم
محلة أهل الزهد والعلم والتقى*=** ومنزلة يختارها كل عالم
دعوا الرملة الصهباء عنكم فدونها**=* من المسلمين الغر كل مقاوم
ودون دمشق جمع جيش كأنه **=* سحائب طير ينتحي بالقوادم
وضرب يلقي الكفر كل مذلة *=** كما ضرب السكي بيض الدراهم
ومن دون أكناف الحجاز جحافل**=* كقطر الغيوم الهائلات السواحم
بها من بني عدنان كل سميدع *=** ومن حي قحطان كرام العمائم
ولو قد لقيتم من قضاعة كبة *=** لقيتم ضراما في يبيس الهشائم
إذا أصبحوكم ذكروكم بما خلا *=** لهم معكم من صادق متلاحم
زمان يقودون الصوافن نحوكم *=** فجئتم ضمانا أنكم في الغنائم
سيأتيكم منهم قريبا عصائب *=** تنسيكم تذكار أخذ العواصم
وأموالكم حل لهم ودماؤكم *=** بها يشتفي حر الصدور الحوايم
وأرضيكم حقا سيقتسمونها *=** كما فعلوا دهرا بعدل المقاسم
ولو طرقتكم من خراسان عصبة *=** وشيراز والري الملاح القوائم
لما كان منكم عند ذلك غيرما **=* عهدنا لكم ذل وعض الأباهم
فقد طالما زاروكم في دياركم *=** مسيرة عام بالخيول الصوادم
فأما سجستان وكرمان بال **=* أولى وكابل حلوان بلاد المراهم
وفي فارس والسوس جمع عرمرم *=** وفي أصبهان كل أروع عارم
فلوا قد أتاكم جمعهم لغدوتم *=** فرائس كالآساد فوق البهائم
وبالبصرة الغراء والكوفة التي *=** سمت وبآدي واسط بالعظائم
جموع تسامى الرمل عدا وكثرة *=** فما أحد عادوه منه بسالم
ومن دون بيت الله في مكة التي *=** حباها بمجد للبرايا مراحم
محل جميع الأرض منها تيقنا *=** محلة سفل الخف من فص خاتم
دفاع من الرحمن عنها بحقها *=** فما هو عنها رد طرف برائم
بها وقع الأحبوش هلكى وفيلهم *=** بحصباء طير في ذرى الجو حائم
وجمع كجمع البحر ماض عرمرم *=** حمى بنية البطحاء ذات المحارم
ومن دون قبر المصطفى وسط طيبة*=** جموع كمسود من الليل فاحم
يقودهم جيش الملائكة العلى **=* دفاعا ودفعا عن مصل وصائم
فلو قد لقيناكم لعدتم رمائما *=** كما فرق الإعصار عظم البهائم
وباليمن الممنوع فتيان غارة **=* إذا ما لقوكم كنتم كالمطاعم
وفي جانبي أرض اليمامة عصبة **=* معاذر أمجاد طوال البراجم
نستفينكم والقرمطيين دولة *=** تقووا يميمون التقية حازم
خليفة حق ينصر الدين حكمه *=** ولا يتقي في الله لومة لائم
إلى ولد العباس تنمي جدوده *=** بفخر عميم مزبد الموج ناعم
ملوك جرى بالنصر طائر سعدهم *=** فاهلا بماضي منهم وبقادم
محلهم في مسجد القدس أولدى *=** منازل بغداد محل المكارم
وإن كان من عليا عدي وتيمها *=** ومن أسد هذا الصلاح الحضارم
فاهلا وسهلا ثم نعمى ومرحبا **=* بهم من خيار سالفين أقادم
هم نصروا الإسلام نصرا مؤزرا *=** وهم فتحوا البلدان فتح المراغم
رويدا فوعد الله بالصدق وارد **=* بتجريع أهل الكفر طعم العلاقم
سنفتح قسطنطينية وذواتها **=* ونجعلكم فوق النسور القعاشم
ونفتح أرض الصين والهند عنوة *=** بجيش لأرض الترك والخزر حاطم
مواعيد للرحمن فينا صحيحة **=* وليست كآمال العقول السواقم
ونملك أقصى أرضكم وبلادكم **=* ونلزمكم ذل الحر أو الغارم
إلى أن ترى الإسلام قد عم حكمه *=** جميع الأراضي بالجيوش الصوارم
أتقرن يا مخذول دينا مثلثا **=* بعيدا عن المعقول بادي المآثم
تدين لمخلوق يدين لغيره **=* فيا لك سحقا ليس بخفي لعالم
أنا جيلكم مصنوعة قد تشابهت*=** كلام الأولى فيها أتوا بالعظائم
وعود صليب ما تزالون سجدا *=** له يا عقول الهاملات السوائم
تدينون تضلالا بصلب إلهكم **=* بأيدي يهود أرذلين لآئم
إلى ملة الإسلام توحيد ربنا **=* فما دين ذي دين لها بمقاوم
وصدق رسالات الذي جاء بالهدى*=** محمد الآتي برفع المظالم
وأذ عنت الأملاك طوعا لدينه *=** ببرهان صدق طاهر في المواسم
كما دان في صنعاء مالك دولة *=** وأهل عمان حيث رهط الجهاضم
وسائر أملاك اليمانين أسلموا *=** ومن بلد البحرين قوم اللهازم
أجابوا لدين الله لا من مخافة *=** ولا رغبة يحظى بها كف عادم
فحلوا عرى التيجان طوعا ورغبة*=** بحق يقين بالبراهين فاحم
وحاباه بالنصر المكين إلهه *=** وصير من عاداه تحت المناسم
فقير وحيد لم تعنه عشيرة *=** ولا دفعوا عنه شتيمة شاتم
ولا عنده مال عتيد لناصر **=* ولا دفع مرهوب ولا لمسالم
ولا وعد الأنصار مالا يخصم *=** بلى كان معصوما لأقدر عاصم
ولم تنهنهه قط قوة آسر **=* ولا مكنت من جسمه يد ظالم
كما يفتري إفكا وزورا وضلة *=** على وجهه عيسى منكم كل لاطم
على أنكم قد قلتموا هو ربكم *=** في الضلال في القيامة عائم
أبى لله أن يدعى له ابن صاحب **=* ستلقى دعاة الكفر حالة نادم
ولكنه عبد نبي رسول مكرم *=** من الناس مخلوق ولا قول زاعم
أيلطم وجه الرب تبا لدينكم *=** لقد فقتم في قولكم كل ظالم
وكم آية أبدى النبي محمد *=** وكم علم أبداه للشرك حاطم
تساوي جميع الناس في نصر حقه**=* بل لكل في إعطائه حال خادم
فعرب وأحبوش وفرس وبربر *=** وكرديهم قد فاز قدح المراحم
وقبط وأنباط وخزر وديلم *=** وروم رموكم دونه بالقواصم
أبوا كفر أسلاف لهم فتمنعوا *=**فآبوا بحظ في السعادة لازم
به دخلوا في ملة الحق كلهم *=** ودانوا لأحكام إلاله اللوازم
به صح تفسير المنام الذي أتى *=** به دانيال قبله حتم حاتم
وهند وسند أسلموا وتدينوا *=** بدين الهدى رفض لدين الأعاجم
وشق له بدر السموات آية *=** وأشبع من صاع له كل طاعم
وسالت عيون الماء في وسط كفه*=** فأروى به جيشا كثيرا هماهم
وجاء بما تقضي العقول بصدقه *=** ولا كدعاء غير ذات قوائم
عليه سلام الله ماذر شارق **=* تعقبه ظلماء أسحم قاتم
براهينه كالشمس لا مثل قولكم *=** وتخليطكم في جوهر وأقائم
لنا كل علم من قديم ومحدث *=** وأنتم حمير داميات المحازم
أتيتم بشعر بارد متخاذل **=* ضعيف معاني النظم جم البلاعم
فدونكها كالعقد فيه زمرد*=** ودر وياقوت بإحكام حاكم





يحكى أن رجلا كان يتمشى في أدغال إفريقيا حيث الطبيعة
الخلابة ، وكان يتمتع بمنظر الأشجار ويستمتع بتغريد العصافير.
وبينما هو مستمتع بتلك المناظر
سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح
والتفت الرجل الى الخلف
واذا به يرى أسدا ضخم الجثة منطلق بسرعة نحوه
أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه
وعندما اخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديمة
فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في البئر
وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء
وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر
وعندما أخذ أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد
واذا به يسمع صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر
وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان
اذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان إلى أعلى الحبل
وبدءا يقرضان الحبل و أنهلع الرجل خوفا
وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب الفأرين
وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالا بداخل البئر
وأخذ يصدم بجوانب البئر
وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج
واذا بذالك الشيء عسل النحل
فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر ذلك
ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه
وفجأة استيقظ الرجل من النوم ، فقد كان حلما مزعجا !!!
وقرر الرجل أن يذهب إلى شخص يفسر له الحلم
وذهب إلى عالم واخبره بالحلم فضحك الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟
قال الرجل: لا.
قال له الأسد الذي يجري ورائك هو ملك الموت
والبئر الذي به الثعبان هو قبرك
والحبل الذي تتعلق به هو عمرك
والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك....
قال : والعسل يا شيخ ؟؟
قال هي الدنيا من حلاوتهااااا أنستك أن وراءك موت وحساب؟؟؟





من نونية القحطاني...
والله لو علموا قبيح سريرتي لأبى السلام علي من يلقاني
ولأعرضوا عني وملوا صحبتي ولبؤت بعد كرامة بهوان
لكن سترت معايبي ومثالبي وحلمت عن سقطي وعن طغياني
فلك المحامد والمدائح كلها بخواطري وجوارحي ولساني
ولقد مننت علي رب بأنعم مالي بشكر أقلهن يدان
فوحق حكمتك التي آتيتني حتى شددت بنورها برهاني
لئن اجتبتني من رضاك معونة حتى تقوي أيدها إيماني
لأسبحنك بكرة وعشية ولتخدمنك في الدجى أركاني
ولأذكرنك قائما أو قاعدا ولأشكرنك سائر الأحيان
ولأكتمن عن البرية خلتي ولاشكون إليك جهد زماني
ولأقصدنك في جميع حوائجي من دون قصد فلانة وفلان
ولأحسمن عن الأنام مطامعي بحسام يأس لم تشبه بناني
ولأجعلن رضاك أكبر همتي ولاضربن من الهوى شيطاني
ولأكسون عيوب نفسي بالتقى ولأقبضن عن الفجور عناني
ولأمنعن النفس عن شهواتها ولأجعلن الزهد من أعواني
ولأتلون حروف وحيك في الدجى ولأحرقن بنوره شيطاني




هذه رائية الشيخ تقي الدين الهلالي
خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا *** على آل باز إنهم بالعلى أحرى
فما منهمو إلا كريم وماجد *** تراه إذا ما زرته في الندى بحرا
فعالمهم جلى بعلم وحكمة *** وفارسهم أولى عداة الهدى قهرا
فسل عنهمو القاموس والكتب التي *** بعلم حديث المصطفى قد سمت قدرا
أعمهمو مدحا وإني مقصر *** واختص من حاز المعالي والفخرا

أمام الهدى عبد العزيز الذي بدا *** بعلم وأخلاق أمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئته متهللا *** ينيلك ترحيبا ويمنحك البشرا
وأما قرى الأضياف فهو إمامه *** فحاتم لم يبق له في الورى ذكرا
حليم عن الجافي إذا فاء بالخنا *** ولو شاء أرداه وجلله خسرا
يقابل بالعفو المسيء تكرما *** ويبدل بالحسنى مساءته غفرا

وزهده في الدنيا لو أن ابن أدهم *** رآه ارتأى فيه المشقة والعسراء
وكم رامت الدنيا تحل فؤاده *** فأبدلها نكرا وأوسعها هجرا
فقالت له دعني بكفك إنني *** بقلبك لم أطمح فحسبي بها وكرا
خطيب بليغ دون أي تلعثم *** ومن دون لحن حين يكتب أو يقرا
بعصر يرى قراؤه اللحن واجبا *** عليهم ومحتوما ولو قرءوا سطرا
بتفسير قرآن وسنة أحمد *** يعمر أوقاتا وينشرها درا

وينصر مظلوما ويسعف طالبا *** بحاجاته ما إن يخيب مضطرا
قضى في القضا دهرا فكان شريحه *** بخرج أزال الظلم والحيف والقسرا
وجامعة الإسلام اطلع شمسها *** فعمت به أنوارها السهل والوعرا
تيممها الطلاب من كل وجهة *** ونالوا بها علما فكان لهم ذخرا
لمن كان منهم ذا خداع فخاسر *** ومن كان منهم مخلصا فله البشرى

ولم أر في هذا الزمان نظيره *** وآتاك شيخا صالحا علما برا
وأصبح في الإفتا إماما محققا *** بعلم وأخلاق بدا عرفهم نشرا
وأما بحوث العلم فهو طبيبها *** مشاكله العسرى قد أبدلها نكرا
ويعرف معروفا وينكر منكرا *** ولم يخش في الإنكار زيدا ولا عمرا
وما زال في الدعوى سراجا منورا *** دجى الجهل والإشراك يدحره دحرا
بدعوته أضحت جموع كثيرة *** تحقق دين الحق تنصره نصرا

ألم تره في موسم الحج قائما *** كيعسوب نحل والحشود له تترا
وما زال في التوحيد بدر كماله *** يحققه للسامعين وللقرا
ويثبت للرحمن كل صفاته *** على رغم جهمي يعطلها جهرا
ويعلن حربا ليس فيها هواده *** على أهل الحاد ومن عبد القبرا
وما قلت هذا رغبة أو تملقا *** ولكن قلبي بالذي قلته أدرى

فيا رب متعنا بطول حياته *** وحفظا له من كل ما ساء أو ضرا
فلو كان في الدنيا أناس كمثله *** بأقطار إسلام بهم تكشف الضرا
فيا أيها الملك المعظم خالد *** بإرشاده اعمل تحرز الفتح والنصرا
فأنت لأهل الكفر والشرك ضيغم *** تذيقهمو حوبا وتسقيهمو المرا
فلا زلت للإسلام تنصر أهله *** وتردى بأهل الكفر ترديهمو كسرا
وحببك الرحمن للناس كلهم *** سوى حاسد أو مشرك اضمر الكفرا

وقد أبغض الكفار أكرم مرسل *** وإن كان خير الخلق والنعمة الكبرى
عليه صلاة الله ثم سلامه *** يدون في الدنيا وفي النشأة الأخرى
وآله مع أصحابه الدهر ما بكت *** مطوقة ورقاء في دوحة خضرا
وما طاف بالبيت العتيق تقربا *** حجيج يرجون المثوبة والأجرا
وما قال مشتاق وقد بان ألفه *** خليلي عوجا بي لنغتنما الأجرا
فيا أيها الأستاذ خذها ظعينة *** مقنعة شعثاء تلتمس العذرا
فقابل جفاها بالقبول وأولها *** من العفو جلبابا يكون لها سترا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 10:46 am

من الأخطاء الشائعة:

" جمع أُوقِيَّة: أَوَاقٍ " و" هُوَ بَين البينين ".
أ‌- يَقُولُونَ فِي جمع أُوقِيَّة: أَوَاقٍ على وزن أَفعَال، فيغلطون فِيهِ لِأَن ذَلِك جمع أوق وَهُوَ الثّقل، فَأَما أُوقِيَّة فتجمع على أواقيّ بتَشْديد الْيَاء، كَمَا تجمع امنية على أمانيّ.
وَقد خفف بَعضهم فِيهَا التَّشْدِيد، فَقَالَ: أَوَاقٍ كَمَا قيل فِي تَخْفيف صحارى: صحار.
ب‌- يَقُولُونَ للمتوسط الصّفة: هُوَ بَين البينين، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: هُوَ بَين بَين، كَمَا قَالَ عبيد بن الأبرص:
(إِنَّا إِذا عض الثقاف ... بِرَأْس صعدتنا لوينا)
(نحمي حقيقتنا وَبَعض ... الْقَوْم يسْقط بَين بَينا)
أَي بَين العالي والمنخفض.
درة الغواص في أوهام الخواص (ص:69- 74)







العلم والأدب
أرى العلم نوراً والتأدُّب حلية ***** فخذ منهما في رغبةٍ بنصيبِ
وليس يتمُّ العلمُ في الناس للفتى ***** إذا لم يكن في علمه بأديب(1).
* * * * * *
ما وهب الله لامرئ هِبَة ***** أحسن من عقله ومن أدبه
هما جمال الفتى فإن فُقدا ***** ففقده للحياة أجمل به(2)



جاء في نهاية الأرب في فنون الأدب للنويري:
((وقيل: حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو في زمن الوليد، فلما طاف جهد أن يستلم الحجر فلم يطق لزحام الناس عليه، فنصب له منبرٌ، وجلس ينظر إلى الناس، إذ أقبل علي بن الحسين رضي الله عنه من أحسن الناس وجهاً وأطيبهم ريحاً، فطاف بالبيت، فكان كلما بلغ الحجر تنحى الناس له حتى يستلمه.
فقال رجلٌ من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه المهابة ؟ فقال هشام: لا أعرفه - مخافة أن يرغب الناس فيه - وكان حوله وجوه أهل الشام والفرزدق الشاعر، فقال الفرزدق: لكنني أنا أعرفه، فقال أهل الشام: من هذا يا أبا فراس ؟ فزبره هشام، وقال: لا أعرفه.
فقال الفرزدق: بل تعرفه، ثم أنشد مشيراً إليه:

هذا سليل حسين وابن فاطمة *** بنت الرسول الذي انجابت به الظّلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته *** والبيت يعرفه والحلّ والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلّهمو *** هذا النّقي التّقي الطاهر العلم

إذا رأته قريشٌ قال قائلها *** إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يرقى إلى ذروة العزّ الذي قصرت *** عن نيلها عرب الإسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته *** ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضى حياءً ويغضى من مهابته *** فلا يكلّم إلا حين يبتسم

بكفّه خيزران ريحها عبقٌ *** من كفّ أروع في عرنينه شمم
من جدّه دان فضل الأنبياء له *** وفضل أمته دانت له الأمم
ينشقّ نور الهدى عن نور غرّته *** كالشمس تنجاب عن إشراقها الظّلم
مشتقة من رسول الله نبعته *** طابت عناصرها والخيم والشّيم

هذا ابن فاطمةٍ إن كنت جاهله *** بجدّه أنبياء الله قد ختموا
الله شرّفه قدماً وفضّله *** جرى بذاك له في لوحه القلم
فليس قولك: من هذا, بضائره *** العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياثٌ عمّ نفعهما *** يستو كفان ولا يعروهما عدم

حمّال أثقال أقوام إذا فدحوا *** حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لا يخلف الوعد ميمونٌ نقيبته *** رحب الفناء أريب حين يعتزم
من معشرٍ حبّهم دين وبغضهمو *** كفرٌ وقربهمو منجىً ومعتصم
إن عدّ أهل التّقى كانوا أئمتهم *** أو قيل: من خير أهل الأرض؟ قيل: همو

لا يستطيع جوادٌ بعد غايتهم *** ولا يدانيهم قومٌ وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمةٌ أزمت *** والأسد أسد الشّرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطاً من أكفّهم *** سيّان ذلك إن أثروا وإن عدموا
يستدفع السوء والبلوى بحبّهمو *** ويستردّ به الإحسان والنعم

مقدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهمو *** في كل أمرٍ ومختومٌ به الكلم
يأبى لهم أن يحلّ الذّلّ ساحتهم *** خيمٌ كريم وأيدٍ بالندى هضم
أيّ الخلائق ليست في رقابهمو *** لأوّليّة هذا أو له نعم
من يشكر الله يشكر أوليّة ذا *** فالدّين من بيت هذا بابه الأمم

قال: فغضب هشام لذلك وتنغص عليه يومه، وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة.
وبلغ ذلك علي بن الحسين رضي الله عنه، فبعث إليه باثني عشر ألف درهم، وقال: اعذر أبا فراس، لو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك بها.
فردها الفرزدق، وقال: ما قلت الذي قلت إلا غضباً لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليها شيئاً، فردها عليه.
وقال: بحقي عليك إلا قبلتها، فقد علمت أنا أهل بيت إذا أنفذنا أمراً لا نرجع فيه، وقد رأى الله مكانك، وعلم نيتك، والجزاء عليه تعالى. فقبلها.
وجعل الفرزدق يهجو هشاماً، فكان مما هجاه به:
أتحبسني بين المدينة والتي *** إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلّب رأساً لم يكن رأس سيّدٍ *** وعينين حولاوين بادٍ عيوبها

وكان علي بن الحسين يقول: لقد استرقك بالود من سبقك بالشكر)





قصة طريفة ،أن الحجاج بن يوسف الثقفي اشترى غلامين أحدهما أسود والآخر أبيض ، فقال لهما ,أريد أن يمدح كل منكما نفسة ويذم الآخر .
فقال الأسود :
ألم تر أن المسك لاشيء مثله ............. وأن بياض اللفت حمل بدرهم
وأن سواد العين لاشك نورها ............. وأن بياض العين لاشيء فاعلم
فقال الأبيض:

ألم تر أن البدر لاشيء مثله ............... وأن سواد الفحم حمل بدرهم
وأن رجال الله بيضٌ وجوههم ............. ولاشك أن السود أهل جهنم
فضحك الحجاج وكافأهما.






فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي
وفي فــــؤادي من أقوالها دخل

أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا
تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا

والله لو كنت من حور الجــنان لما
نظرت نحوك مهما غرني الهدل

أختاه إني أخاف الله فاســـــتتري
ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل

تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي
ولا تكوني كمن أغراهم الأجل

أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت
وأم ياســــــر لما ضامها الجهل

كوني كفاطمة الزهراء مؤمنــــة
ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل

كوني كزوجات خير الخلق كلهمو
من علم الـناس أن الآفة الزلل

من صانت العرض تحيا وهي شامخة
ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل

كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة
ونافذ العرض لا تجدي له الحيل

من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة
كمريم ابنت عمران التي سألوا

ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة
تريـد تسير من قد عاقه الشلل

أختاه من كانت العلياء غا يته
فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل

أختاه من همه الدنيا سيخسرها
ومن إلى الله يسعى سوف يتصل

أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنــــا
وســــوف نسأل عما خانه المقل

أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي
ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل

توبي إلى الله من ذنب وقعت به
وراجعي النفس إن الجرح يندمل




أشأم من طويس:
كان يقول: يا أهل المدينة , مادمت بين أظهركم فتوقعوا خروج الدجال والدابة,فإن أمي كانت تمشي بين نساء الأنصار بالنمائم,ثم ولدتني في الليلة التي مات فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وفطمتني في الليلة التي مات فيها أبو بكر - رضي الله عنه - وبلغت الحلم في اليوم الذي مات فيه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وتزوجت في اليوم الذي قتل فيه عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وولد لي في اليوم الذي قتل فيه علي بن أبي طالب-رضي الله عنه -, فمن مثلي؟




الحمد لله على تقديره **** وحسن ما صرف من أموره
الحمد لله بحسن صنعه **** شكرا على اعطائه ومنعه
يخير للعبد وان لم يشكره **** ويستر الجهل على من يظهره
خوف من يجهل من عقابه **** وأطمع العامل في ثوابه
واوجد الحجة بالارسال **** اليهم في الازمن الخوالي
نستعصم الله فخير عاصم **** قد يسعد المظلوم ظلم الظالم
فضلنا بالعقل والتدبير **** وعلم ما يأتي من الامور
يا خير من يدعى لدى الشدائد *** ومن له الشكر مع المحامد
انت الهي وبك التوفيق **** والوعد يبدي نوره التحقيق
حسبك مما تبتغيه القوت **** ما اكثر القوت لمن يموت
ان كان لا يغنيك ما يكفيكا **** فكل ما في الارض لا يغنيكا
الفقر فيما جاوز الكفافا **** من عرف الله رجا وخافا
ان القليل بالقليل يكثر ***** ان الصفاء بالقذى ليكدر
يا رب من أسخطنا بجهده **** قد سرنا الله بغير حمده
من لم يصل فارض اذا جفاكا **** لا تقطعن للهوى أخاكا
العنز لا يسمن الا بعلف **** لا يسمن العنز الا بقول بلطف
الله حسبي في جميع امري *** به غنائي واليه فقري
لن تصلح الناس وانت فاسد *** هيهات ما ابعد ما تكابد
الترك للدنيا النجاة منها *** لم تر انهى لك منها عنها
لكل ما يؤذي وان قل ألم*** ما اطول الليل على من لم ينم
من لاح في عارضه القتير *** فقد اتاه بالبلى النذير
ان اختفى ما في الزمان الآتي **** فقس على الماضي من الاوقات
من جعل النمام عينا لكا **** مبلغك الشر كباغيه لكا
يغنيك عن قول قبيح تركه **** قد يوهن الرأي الاصيل شكه
لكل قلب امل يقلبه ***** يصدقه طورا وطورا يكذبه
المكر والخب اداة الغادر **** والكذب المحض سلاح الفاجر
لم يصف للمرء صديق يمذقه **** ليس صديق المرء من لا يصدقه
معروف من من به خداج **** ما طاب عذب شابه عجاج
سامح اذا سمت لاتخش الغبن *** لم يغل شيء هو موجود الثمن
من عاش لا يخل من مصيبة **** وقل ما ينفك عن عجيبة
يا طالب الدنيا بدنيا الهمة **** أين طلبت الله كان ثمة
يوسع الضيق الرضا بالضيق**** وانما الرشد من التوفيق
أستودع الله أموري كلها ***** ان لم يكن ربي لها فمن لها
ما أبعد الشيء اذا الشيء فُُقد *** ما اقرب الشيء اذا الشيء وجد
يعيش حي بتراث ميت **** يعمر بيت بخراب بيت
صلح قرين السوء للقرين**** كمثل صلح اللحم للسكين
ما عيش من آفته بقاؤه **** نغص عيشا طيبا فناؤه
انا لنفنى نفَسا وطرفا ***** لم يترك الموت لالف الفا
وللكلام باطن وظاهر **** في ساعة العدل يموت الفاجر
علمت يا مجاشع بن مسعدة *** ان الشباب والفراغ والجدة





شَيئانِ لَو بَكَتِ الدِماءَ عَلَيهِما عَينايَ حَتّى تَأذَنا بِذِهابِ
لَم تَبلُغِ المِعشارَ مِن حَقَّيهِما فَقدُ الشَبابِ وَفُرقَةُ الأَحبابِ



هذه فقرة من مقامة "الهمة"
أنـشـــأهــا الشيـخ : عـائـض بـن عبد اللـه القرنـــي
يا كثير الرقاد ، أما لنومك نفاد ، سوف تدفع الثمن ، يا من غلبه الوسن ، تظن الحياة جلسة وكبسة ، ولبسةٌ وخلسة ، بل الحياة شرعة ودمعة ، وركعة ومحاربة بدعة .
الله أمرنا بالعمل لينظر عملنا ، وقال : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فالحياة عقيدة وجهاد ، وصبر وجلاد ، ونضال وكفاح ، وبر وفلاح، لا مكان في الحياة للأكول الكسول ، ولا مقعد في حافلة الدنيا للمخذول .

علو في الحياة وفي الممات . . . بحق أنت إحدى المعجزات










يا عاشق الدنيا تسل عنها **** ويلي على الدنيا وويلي منها
ما أسرع الساعات في الأيام *** وأسرع الايام في الاعوام
للموت بي جد وأي جد **** ولست للموت بمستعد
هل أذن تسمع ما تسمع *** قوارع الدهر التي تقرع
ما طاب فرع لا يطيب اصله *** احذر مؤاخاة اللئيم فعله
انظر اذا آخيت من تؤاخي **** ما كل من آخيت بالمؤاخي
الحمد لله الكثير خيره *** لم يسع الخلق جميعا غيره
من يشتك الدهر يطل في الشكوى **** الدهر ما ليس عليه عدوى
لم نر من دام له سرور **** وصاحب الدنيا بها مغرور
نعوذ بالله من الشقاء *** ماأطمع الانسان في البقاء
لم يخل من حسن يد مكانه*** والمرء لم يسلمه احسانه
من يأمن الموت وليس يؤمن *** نحن له في كل يوم نؤذن
يا رب ذي خوف من مأمنه **** كم مبتلى من يأسه بأمنه
استغن بالله تكن غنيا **** ارض عن الله تعش رضيا
يا رب انا بك يا عظيم **** انك انت الواسع الحكيم





نعوذ بالله من الشيطان **** ما أولع الشيطان بالانسان
خير الامور خيرها عواقبا *** من يرد الله يجد مذاهبا
الجود مما يثبت المحبة *** والبخل مما يثبت المسبة
لكل شيء اجل مكتوب **** وطالب الرزق به مطلوب
لكل شيء سبب وعاقبة **** وكلها آتية وذاهبة
يا عجبا ممن يحب الدنيا *** وليس للدنيا عليه بقيا
الصدق والبر هما الوقاء *** يوم تقوم الارض والسماء
وكل قرن فله زمان **** ولم يدم ملك ولا سلطان
مسرة الدنيا الى تنغيص *** وربما أكدت يد الحريص
ما هي الا دول بعد دول *** تجري بأسباب تأتى وعلل
ما قلب القلب كتقليب الامل *** للقلب والآمال حل ورحل
وكل خير تبع للخير **** وكل شر تبع للجهل
لكل نفس همم ونجوى *** لا كرم يعرف الا التقوى
ليجهد المرء فما يعدو القدر *** وربما قاد الى الحين الحذر
ما صاحب الدنيا بمستريح **** والداء داء النهم الشحيح
لم نر شيئا يعدل السلامه *** لا خير فيما يعقب الندامه
بحسبك الله فما يقض يكن *** وما يهونه من الامر يهن
كم من نقي الثوب ذي قلب دنس *** الموحش الباطل والحق انس
تحر فيما تطلب البلاغا *** واغتنم الصحة والفراغا
المرء يبغي كل من يبغيه **** وكل ذي رزق سيستوفيه
في كل شيء عجب من العجب *** وكل شيء فبوقت وسبب
الحق ما كان أحق ما اتبع *** وربما لج لجوج فرجع
الامر قد يحدث بعد الامر *** كل امرىء يجري وليس يدري
دنياي ، دنياي غري غيري *** اني من الله بكل خير
لكل نفس صبغة وشيمة **** ولن ترى ..... عزيمة
لا تترك المعروف حيث كنتا *** واعزم على الخير وان جبنتا
الحمد لله كثيرا شكرا **** الله أعلى واعز امرا
لا بد مما ليس منه بد **** والغي لا ينزل حيث الرشد
ما شاء ربي ان يكون كانا *** والمرء يردي نفسه احيانا


واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10561743_406875192797502_7225647324482250795_n





الطرائف والنوادرمن كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير
سأل رجل إياسا عن النبيذ , فقال : " هو حرام " , فقال الرجل : " أخبرني عن الماء؟ " , فقال : " حلال " , قال: " فالمكسور؟ " , قال : " حلال " , قال : " فالتمر ؟ " , قال : " حلال " , قال : " فما باله إذا اجتمع يحرم ؟!" , فقال إياس : " أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب , أتوجعك ؟ " , قال : " لا ! " , قال : " فهذه الحفنة من التبن ؟ " , قال : " لا توجعني ! " , قال : " فهذه الغرفة من الماء ؟ " , قال: " لا توجعني شيئا ! " , قال : " أفرأيت إن خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك به أيوجعك ؟ " , قال : " إي والله وتقتلني ! " , قال : " فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت ". من كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير (9/336)






قال أبو سعد السمعاني في بعض أماليه:
وودعني عبد الله بن محمد بن غالب أبو محمد الجيلي الفقيه نزيل الأنبار،وأنشدني:
و لما برزنا لتــوديعـهم بكوا لؤلؤاً و بكينا عقيقا
أداروا علينا كؤوس الفراق وهيهات من سكرها أن نفيقا
تولوا فأتبعتهم أدمـعي فصاحوا الغريق وصحت الحريقا





ﻟﻚ ﺍﻟﺜﻠﺜﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ *** ﻭﺛﻠﺜﺎ ﺛﻠﺜﻪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ
ﻭﺛﻠﺜﺎ ﺛﻠﺚ ﻣﺎ ﻳﺒﻘﻰ *** ﻭﺛﻠﺚ ﺍﻟﺜﻠﺚ ﻟﻠﺴﺎﻗﻲ
ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺃﺳﻬﻢ ﺳتة ** ﺗﻘﺴﻢ ﺑﻴﻦ ﻋﺸﺎﻗﻲ





ياليت شعري كيف حال أحبتي وبأي أرض خيموا وأقاموا
مالي أنيس غير بيت قاله صب رمته من الفراق سهام
"والله ما اخترت الفراق وإنما حكمـــــت علي بذلك الأيام





أضحى التنائي بديلا من تدانينا ......::::::...... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
ألا وقد حان صبح البين صبحنا ........::::::...... حين فقام بنا للحين ناعينا
من مبلغ المبلسينا بانتزاحهم .........::::::....... حزنا مع الدهر لا يبلى ويبلينا
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ........:::::::....... أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعوا .......::::::.... بأن نغص فقال الدهر : آمينا






ثلاث يعز الصبر عند حلولها ويذهب عنها عقل كل لبيبِ
خروج اضطرار من بلاد تحبها وفرقة خلانٍ و فقد حبيبِ



ــــــــــــــــــــــــــ
أفعال أمر من حرف واحد :
ــــــــــــــــــــــــــ
إِ ← من الوأي
تِ ← من الإتيان
ثِ ← من الوثي
جِ ← من يجي
حِ ← من وحى
خِ ← من الوخي
دِ ← من الدية
ذِ ← من الوذي
رَ ← من رأى
رِ← من ورى
زِ ← من وزى
سِ ← من وسى
شِ ← من وشى
صِ ← من وصى
طِ ← من وطى
عِ ← من وعى
فِ ← من وفى
قِ ← من وقى
كِ ← من وكى
لِ ← من ولى
مِ ← من ومى
نِ ← من ونى
هِ ← من وهى
ــــــــــــــــــــــــــ







روى الإمام أحمد عن زيد بن ثابت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مَنْ كَانَ هَمُّهُ الْآخِرَةَ، جَمَعَ اللهُ شَمْلَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ الدُّنْيَا، فَرَّقَ اللهُ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَهُ.




واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10649715_406762962808725_395192176866355334_n





الرحمن الرحيم:
الرحمن على وزن فعلان والرحيم على وزن فعيل ومن المقرر في علم التصريف في اللغة العربية ان الصفة فعلان تمثل الحدوث والتجدد والامتلاء والاتصاف بالوصف الى حده الاقصى فيقال غضبان بمعنى امتلأ غضبا (فرجع موسى الى قومه غضبان اسفا) لكن الغضب زال (فلما سكت عن موسى الغضب) ومثل ذلك عطشان، ريان، جوعان يكون عطشان فيشرب فيذهب العطش
اما صيغة فعيل فهي تدل على الثبوت سواء كان خلقة ويسمى تحول في الصفات مثل طويل، جميل، قبيح فلا يقال خطيب لمن ألقى خطبة واحدة وانما تقال لمن يمارس الخطابة وكذلك الفقيه.
هذا الاحساس اللغوي بصفات فعلان وفعيل لا يزال في لغتنا الدارجة الى الآن فنقول بدا عليه الطول (طولان) فيرد هو طويل (صفة ثابتة) فلان ضعفان (حدث فيه شيئ جديد لم يكن) فيرد هو ضعيف (هذه صفته الثابتة فهو اصلا ضعيف)
ولذا جاء سبحانه وتعالى بصفتين تدلان على التجدد والثبوت معا فلو قال الرحمن فقط لتوهم السامع ان هذه الصفة طارئة قد تزول كما يزول الجوع من الجوعان والغضب من الغضبان وغيره. ولو قال رحيم وحدها لفهم منها ان صفة رحيم مع انها ثابتة لكنها ليست بالضرورة على الدوام ظاهرة انما قد تنفك مثلا عندما يقال فلان كريم فهذا لا يعني انه لا ينفك عن الكرم لحظة واحدة انما الصفة الغالبة عليه هي الكرم.
وجاء سبحانه بالصفتين مجتمعتين ليدل على ان صفاته الثابتة والمتجددة هي الرحمة ويدل على ان رحمته لا تنقطع وهذا ياتي من باب الاحتياط للمعنى وجاء بالصفتين الثابتة والمتجددة لا ينفك عن احداهما انما هذه الصفات مستمرة ثابتة لا تنفك البتة غير منقطعة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 10:49 am

في رحاب آية:
قال تعالى: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ» يونس:23
سواء كان بغياً على النفس خاصة، بإيرادها موارد التهلكة، والزج بها في ركب الندامة الخاسر بالمعصية أو كان بغياً على الناس فالناس نفس واحدة. على أن البغاة ومن يرضون منهم البغي يلقون في أنفسهم العاقبة.
والبغي لا يتمثل في أبشع ولا أشنع من البغي على ألوهية الله سبحانه، واغتصاب الربوبية والقوامة والحاكمية ومزاولتها في عباده.
والناس حين يبغون هذا البغي يذوقون عاقبته في حياتهم الدنيا، قبل أن يذوقوا جزاءه في الدار الآخرة.
يذوقون هذه العاقبة فساداً في الحياة كلها لا يبقى أحد لا يشقى به، ولا تبقى إنسانية ولا كرامة ولا حرية ولا فضيلة لا تضارّ به.
إن الناس إما أن يخلصوا دينونتهم لله. وإما أن يتعبدهم الطغاة. والكفاح لتقرير ألوهية الله وحدها في الأرض، وربوبية الله وحدها في حياة البشر، هو كفاح للإنسانية وللحرية وللكرامة وللفضيلة، ولكل معنى كريم يرتفع به الإنسان على ذل القيد، ودنس المستنقع، وامتهان الكرامة، وفساد المجتمع، ودناءة الحياة!
في ظلال القرآن (3/ 1774)









من الأخطاء الشائعة:


" جمع فَم: أفمام " و" تَصْغِير عقرب: عقيربة ".
أ‌- يَقُولُونَ فِي جمع فَم: أفمام، وَهُوَ من أوضح الأوهام، وَالصَّوَاب أَن يُقَال: أَفْوَاه، كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: {يَقُولُونَ بأفواههم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم} ، وَذَلِكَ أَن الأَصْل فِي فَم فوه على وزن سَوط، فحذفت الْهَاء تَخْفِيفًا لشبهها بحروف اللين فَبَقيَ الِاسْم على حرفين: الثَّانِي مِنْهُمَا حرف لين، فَلم يرَوا إِيقَاع الاعراب عَلَيْهِ لِئَلَّا تثقل اللَّفْظَة وَلم يرَوا حذفه لِئَلَّا يجحفوا بِهِ، فأبدلوا من الْوَاو ميما، فَقَالُوا: فَم لِأَن مخرجهما من الشّفة.
وَالدَّلِيل على أَن الأَصْل فِي فَم الْوَاو قَوْلهم: تفوهت بِكَذَا، وَرجل أفوه، وَلم يَقُولُوا تفممت وَلَا رجل أفم وَأكْثر مَا يسْتَعْمل بِالْمِيم عِنْد الْأَفْرَاد.
ب- يَقُولُونَ فِي تَصْغِير عقرب عقيربة، فيوهمون فِيهِ وهم من لم يسْتَقرّ كَلَام الْعَرَب، وَلَا عشا إِلَى جذوة الْأَدَب لِأَن الْعَرَب تصغرها على عقيرب، كَمَا تصغر زَيْنَب على زيينب، وَذَلِكَ أَن الْهَاء إِنَّمَا ألحقت فِي تَصْغِير الثلاثي، نَحْو قدر وقديرة وشمس وشميسة، فَأَما الرباعي فَإِنَّهُ لما ثقل بِكَثْرَة حُرُوفه نزل الْحَرْف الْأَخير مِنْهُ منزلَة هَاء التَّأْنِيث، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ منع سعاد من الصّرْف كَمَا منع مَا فِيهِ الْهَاء، فَلَمَّا حل الْحَرْف الْأَخير من الرباعي الْمُؤَنَّث مَحل الْهَاء من الثلاثي لم يجز أَن تدخل عَلَيْهِ الْهَاء، كَمَا لَا تدخل على هَاء التَّأْنِيث هَاء أُخْرَى.
: درة الغواص في أوهام الخواص (ص: 81-83)





قال المرقش الأصغر:
أَرَّقَنِي الليْلَ بَرْقٌ ناصِبٌ *** ولَمْ يُعِنِّي عَلَى ذاكَ حَمِيمْ
مَنْ لِخَيَالٍ تَسَدَّى مَوْهِناً *** أَشْعَرَنِي الهمَّ فَالقَلْبُ سقِيمْ
ولَيْلةٍ بِتُّها مُسْهِرَةٍ *** قد كَرَّرَتْها عَلَى عَيْنِي الهُمُومْ
لم أغنمض طُولَهَا حَتَّى انْقَضَتْ *** أَكلَؤُها بَعْدَ ما نام السهم
تَبْكِي على الدَّهْرِ والدَّهْرُ الَّذِي *** أَبْكَاك فالدَّمْعُ كالشَّنِّ الهَزيمْ
فَعَمْرَكَ اللهَ هَلْ تَدْرِي إِذَا *** ما لُمْتَ في حُبِّهَا فِيمَ تَلُومْ
: المفضليات (ص: 248)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 10:50 am


قصة مثلي: " أينما أوجه ألق سعدا". و" في كل واد بنو سعد"
وزعموا أنّ الأضبط بن قريع كان يرى من قومه - وهو سيدهم- بغيا عليه، وتنقصا له. فقال: ما في مجامعة هؤلاء خير، ففارقهم وسار بأهله حتى نزل بقوم آخرين، فإذا هم يفعلون بأشرافهم كما كان يفعل به قومه من التنقص له والبغي عليه، فارتحل عنهم وحلّ بآخرين، فإذا هم كذلك، فلما رأى ذلك انصرف. وقال: ما أرى الناس إلا قريبا بعضهم من بعض، فانصرف نحو قومه وقال: أينما أوجّه ألق سعدا فأرسلها مثلا.
ألق سعدا : أي أرى مثل قومي بني سعد.
ومما زاده قوله: في كل واد بنو سعد.
: أمثال العرب ط الهلال (ص: 27)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 1:18 pm

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10006929_1442749785964345_8219639620692312390_n







خير أيام الفتى يوم نفع واصطناع الخيرأبقى ما صنع




ما ينال الخير بالشر ولا يحصد الزارع إلا ما زرع




ليس كل الدهر يوما واحدا ربما ضاق الفتى ثم اتسع




خذ من الدنيا الذي درت به واسلوا عما بان منها وانقطع




إنما الدنيا متاع زائل فاقتصد فيه و خذ منه ودع




وارض للناس بما ترضى به و اتبع الحق فنعم المتبع




احمد الله على تدبيره قدر الرزق فأعطى و منع




صنت نفسي ورعا تصدقه فنهاها النفس عن ذاك الورع




ولنفسي حين تعطى فرح واضطراب عند منع و جزع




ولنفسي غفلات لم تزل فلها بالشئ أحيانا ولع




للتقي عاقبه محمودة والتقي الحق من كان ورع




وقنوع المرء يحمي عرضه هل قرير العين إلا من قنع




إنما الدنيا على ما جبلت جيفة نحن عليها نصطرع




فسد الناس وصاروا إن راوا صالحا في الدين قالوا مبتدع




عبر الدنيا لنا مكشوفة قد رأى من كان فيها وسمع




واخو الدنيا غدا تصرعه فبأي العيش فيها ينتفع




و أرى كل مقيم زائل و أرى كل اتصال منقطع




يصرع الدهر رجالا تارة هكذا من صارع الدهر صرع




خير أيام الفتى يوم نفع واصطناع الخيرأبقى ما صنع







قَالَ رَجُلٌ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ : أَوْصِنِي . قَالَ : " اصْحَبْ أَهْلَ التَّقْوَى،

فَإِنَّهُمْ أَيْسَرُ أَهْلِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ مَؤونَةً ، وَأَكْثَرُهُمْ لَكَ مَعُونَةً "




واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1912314_1500775273530315_4194155924148345816_n




ولا خير في خل يخون خليله- ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشاً قد تقادم عهده - ويظهر سراً كان بالأمس في خفا







ما مات منا سيدٌ بفراشه * * * أو كان في سوح الوغى يتأخرُ

وإذا تجندل قائدٌ منا علا * * * في إثرهِ شهمٌ جوادٌ قسورُ

والقتل للأحرار ليس بسبةٍ * * * ود النبي القتل لو يتكررُ







إنّا لريب الدهر لا نتضعضع * * * نحن الجبال الشم لا نتقهقر

فلندفعّن عن المآثر والحمى * * * لن ننثني لن ننحني وسنظفرُ

ستظل في كل الثغور جيوشنا * * * لمعاقل الكفر الأثيم تفجرُ


عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في الثلاثاء أكتوبر 28, 2014 6:29 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 7:25 pm


دَعَا عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ، عند نزاعه، بِشَرَابٍ، فَأَتَى بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ. فَشَرِبَ مِنْه،ُ ثُمَّ قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، الْيَوْمَ أَلْقَى الأَحِبَّةَ، مُحَمَّدًا وَحِزْبَهُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –قَالَ: إِن آخر شَيْء تزوده من الدُّنْيَا ضيحة لَبَنٍ.
يُنظر: الثبات عند الممات (ص: 108)







وقال المخبل السعدي:
ذكر الرباب وذِكْرُها سُقْمُ *** فَصَبَا ولَيْسَ ِلمَنْ صَبا حِلْمُ
وإِذا أَلَمَّ خَيالُها طُرِفَتْ *** عَيني فماءُ شُؤُونِها سَجْمُ
كاللُّؤلُؤِ المسْجُورِ أُغْفِلَ في *** سِلْكِ النِّظَام فَخانهُ النَّظْمُ
المفضليات (ص: 113)





واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10734277_1493471850903638_7605291004320469566_n


بائع الحكمة
روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر ، وأثناء تجواله وقع بصره على دكان قديمٍ
ليس فيه شيء مما يغري بالشراء ،
كانت البقالة شبه خالية ،
وكان فيها رجل طاعن في السن ،
يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك ،
ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار ،
اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ،
ورد الرجل التحية بأحسن منها ،
وكان يغشاه هدوء غريب ،
وثقة بالنفس عجيبة ..
وسأل الوالي الرجل :
دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
أجاب الرجل بهدوء وثقة :
أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل :
نعم كل الجد ، فبضائعي لا تقدر بثمن ، أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ، ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
قال الرجل : أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير ، وانتفع بها الذين اشتروها ....!
ولم يبق معي سوى لوحتين ..!
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيراً ، فلوحاتي غالية الثمن جداً ..!
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار ، فإذا مكتوباً فيها :
( فكر قبل أن تعمل ) ..تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!! هل أنت جاد ؟
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن ،
فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..والرجل يرفض ، فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار .. والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،ضحك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه ، وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!
لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة ، فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
فتراجع عما كان ينوي القيام به !! ووجد انشراحا لذلك ..!!
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!
ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان العجوز في لهفة ،
ولما وقف عليه قال : لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء ، وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة ،
ثم ناولها الوالي ، واستلم المبلغ كاملاً ، وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
قال الوالي : وما هو الشرط ؟
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك ، وعلى أكثر الأماكن في البيت ،وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !
وذهب الوالي إلى قصره ، وأمر بكتابة هذه الحكمة في أماكن كثيرة في القصر ،حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه وكثير من أداواته !!!
وتوالت الأيام وتبعتها شهور ، وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية ،واتفق مع حلاق الوالي الخاص ، أغراه بألوان من الإغراء حتى وافق أن يكون في صفه ،وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!!
ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك ، إذ كيف سيقتل الوالي ،إنها مهمة صعبة وخطيرة ، وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة : ( فكر قبل أن تعمل !! )
وازداد ارتباكاً ، وانتفض جسده ، وداخله الخوف ، ولكنه جمع نفسه ودخل ،
وفي الممر الطويل ، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :
( فكر قبل أن تعمل ! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) ( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !!
وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه ، فلا ينظر إلا إلى الأرض ، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا ، فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة ، وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه !!( فكر قبل أن تعمل !!) !!
فانتفض جسد ه من جديد ، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !
وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة ، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي ، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
( فكر قبل أن تعمل ).. !!
واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق ، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ،وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً ، مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!
فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده ،فأخذ يراقبه بحذر شديد ، وتوجس ، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه ،فصرف نظره إلى الحائط ، فرأى اللوحة منتصبة أمامه ( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا ، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!
وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان ، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه ، وعفا عن الحلاق ..
وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار ،وينظر إليها بزهو ، وفرح وانشراح ، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز ، وشراء حكمة أخرى منه !!
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً ، وأخبره الناس أن العجوز قد مات.




لا تعتب الدهر في خطب رماك به ==إن استرد فقدما طالما وهبا
حاسب زمانك في حالي تصرفه ==تجده أعطاك أضعاف الذي سلبا
والله قـــد جعـــل الأيـــام دائــــرة == فلا تــرى راحة تبقى ولا تعبا
ورأس مالك وهي الروح قد سلمت == لا تأسفن لشيء بعدها ذهبا
بهاء الدين زهير



ما كنتُ أَول مَمنُوٍّ بِحادثةٍ *** كذا مضى الدهرُ لا بِدعاً ولا عجبا
ورب مالٍ نما مِن بعدِ مرزأَةٍ *** أَما تَرى الشمعَ بعد القَطِّ ملتهِبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 7:41 pm


"من أسماء أوَائِل الأشياء"
الصُّبْحُ أوَّلُ النَّهارِ.
الغَسَقُ أوَّلُ اللَّيْلِ.
الْوَسْمِيُّ أوَّلُ المَطرِ.
البَارِضُ أوَّلُ النَّبْتِ.
اللُّعَاعُ أوَّلُ الزَرْعِ .
اللِّبَأُ أوَّلُ اللَّبنِ.
السُّلافُ أوَّلُ العَصِيرِ.
البَاكُورَةُ أوَّلُ الفَاكِهَة.
البِكْرُ أوَّلُ الْوَلَدِ.
الطَّلِيعَةُ أوَّلُ الجَيْشِ.
النّهَلُ أوَّلُ الشُرْب.
النَّشْوَةُ أوَّلُ السُّكْرِ.
نكمل غداً إن شاء الله
: فقه اللغة وسر العربية (ص: 37)





قصة مثلي: " تَجَنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعدُو." و " دَمِّثْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ النَّوْم مُضْطَجَعا."
أ‌- تَجَنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعدُو.
يضرب لمن اختار الشقاء على الراحة، وأحال: أي أقبل.
ب‌- دَمِّثْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ النَّوْم مُضْطَجَعا.
ويروى "لجنبك" أي استعدَّ للنوائب قبل حلولها، والتدميث: التَّلْيين، والدَّمَاثة والدمث: الين، ويروى أن عائشة رضي الله تعالى عنها، ذكرت عمر رضي الله تعالى عنه، فقالت: كان والله أحْوَذيّاً نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعَدَّ للأمور أقْرَانَها.
: مجمع الأمثال (1/ 122-265)





واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10660358_281868648670943_5802266867648351649_n



غُصِصتُ مِنكَ بِما لا يَدفَعُ الماءُ***وَصَحَّ هَجرُكَ حَتّى ما بِهِ داءُ

قَد كانَ يَكفيكُمُ إِن كانَ عَزمُكُمُ**أَن تَهجُروني مِنَ التَصريحِ إيماءُ

وَما نَسيتُ مَكانَ الآمِرينَ بِذا***مِنَ الوُشاةِ وَلَكِن في فَمي ماءُ

ما زِلتُ أَسمَعُ حَتّى صِرتُ ذاك** بِمَن قامَت قِيامَتُهُ وَالناسُ أَحياءُ

قَد كُنتُ ذا اِسمٍ فَقَد أَصبَحتُ يُعرَفُ **لي مِمّا أُكابِدُ في حُبَّيكِ أَسماءُ



وإني رأيت الدهر منذ صحبته ... محاسنه مقرونة بمعايبه
إذا سرني في أول الأمر لم أزل ... على حذر من غمه في عواقبه

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10675758_1582191202009618_1946249016389378926_n




ابن خالويه :
إذا همذان اعتادها البرد وانقضى ... برغمك أيلول وأنت مقيم
فعينك عمشاء وأنفك سابل ... ووجهك مسود البياض بهيم
وأنت أسير برد تمشّى تعلة ... على السيف تحبو مرة وتقوم
بلاد إذا ما الصيف أقبل جنة ... ولكنها عند الشتاء جحيم



قال
الأصمعي: رأيت أعرابيا قد حفر قرموصا وقعد فيه في أول الشتاء، فقلت: ما صيرك إلى هذا؟ قال: شدة البرد، وأنشأ يقول:
أيا رب هذا البرد أصبح كالحا ... وأنت بصير عالم لا تعلم
لئن كنت يوما ما جهنم مدخلي ... ففي مثل هذا اليوم طابت جهنم



قال
أبو الحسن الطوسي صاحب الأصمعي:
هجم الشتاء ولا أم ... لك إلا رواية العربية
وقميصا لو هبّت الريح لم تب ... ق على عاتقي منه بقية




مطر مصر مثل في نافع يستضر به، لأن مصر لا تمطر، فإن مطرت ضرها المطر، ولذلك يكرهه أهلها أشد الكراهية، فرحمة الله المجللة للخلق كلهم عذاب لهم. وفيهم:
وما خير قوم تجدب الأرض عندهم ... بما فيه خصب العالمين من القطر
إذا بشروا بالغيث ريعت قلوبهم ... كما ريع في الظلماء سرب القطا الكدر







الجاحظ:
خليلي لا تستلما العام وادعوا ... به كل يوم أن يصوب ربيع
حيا لبلاد أقحل المحل عودها ... وجبرا لعظم في شظاه صدوع
بمستنضد غر النشاص كأنها ... جبال عليهن النسور وقوع
عسى أن يحل الحي جرعاء وابل ... وعلّ النوى بالظاعنين تريع
أفي كل عام زفرة مستجدة ... تضمنها مني حشا وضلوع







بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... وقد فقدنا الحيا واجلّوذ المطر
فجاء بالماء وسمّي له سبل ... ثجا فعاشت به الأنعام والشجر




منع البقاء تقلب الشمس ... وطلوعها من حيث لا تمسي
وطلوعها بيضاء صافية ... وغروبها صفراء كالورس
تجري على كبد السماء كما ... يجري حمام الموت بالنس




أمية بن أبي الصلت :
تأمل صنع ربّك غير شك ... بعينك كيف تختلف النجوم
دوائب في النهار فما تراها ... وتمسي مسي ليلتها تعوم
فما تجرى سوابق ملجمات ... كما تجري ولا طير تسوم
هو المجرى سوابقها سراعا ... كما حبس الجبال فما تريم
يا نعم عيني بربي إنه صنع ... وعالم بالذي نعيا به حكم
إلى السماء تأمل كيف بنيتها ... وكل شيء بناه الله ملتئم





اعرابي اعياه صوم رمضان و فرح بانه انتهى:
لقد سرني أن الهلال غدية ... غدا وهو محقور الخيال دقيق
أضرت به الأيام حتى كأنه ... سوار لواه باليدين رقيق
فقمت أعزيه وقد رق عظمه ... وقد حان من شمس النهار شروق
ألا في سبيل الله إنك هالك ... وإني بأن أبكي عليك حقيق
وإنك قد عطشتني وتركتني ... وفي الصدر من طول الغليل حريق
وإني لشهر الصوم إذ مر شاكر ... وإنك يا شوال لي لصديق





عمر بن عبد العزيز:
وقوم هم كانوا الملوك هديتهم ... بظلماء لم يبصر بها ضوء كوكب
ولا قمر إلا ضئيل كأنه ... سوار حناه صائغ سور مذهب




طرفة:
نظر أعرابي في سبعة وعشرين من رمضان إلى الهلال فقال:
الحمد لله الذي أنحل جسمك كما أخمصت بطني.






أصبحت والله في مضيق ... هل من دليل على الطريق
أف لدنيا تلعّبت بي ... تلعّب الموج بالغريق




نهاري نهار الناس حتى إذا دنا ... لي الليل هزتني إليك المضاجع
أقضي نهاري بالأحاديث والمنى ... ويجمعني والهم بالليل جامع




ماذا يريني الليل من أهواله ... أنا ابن عم الليل وابن خاله
إذا دجا دخلت في سرباله ... لست كمن يغرق من خياله





وليل في كواكبه حران ... فليس لطول مدته انتهاء
عدمت تبلج الإصباح فيه ... كأن الصبح جود أو وفاء



قال الأصمعي : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كنت أدور في ضيعة لي فسمعت من يقول:
وإن امرأ دنياه أكبر همّه
لمستمسك منها بحبل غرور




نزل النعمان بن المنذر : تحت شجرة ليلهو، فقال له عدي «7» : أيها الملك أتدري ما تقول هذه الشجرة، ثم أنشأ يقول:
رب ركب قد أناخوا عندنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم أضحوا عصف الدهر بهم ... وكذاك الدهر حالا بعد حال



عن علي رضي الله عنه: اجموا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان، وفي رواية: إن هذه النفوس تمل، وهذه القلوب تدثر، فابتغوا لها طرائف الحكم وملاهيها.



سيري تماضر حيث شئت وحدّثي ... إني إلى بطحاء مكة سائر
حتى أنيخ وبين أطماري فتىً ... للكعبة البيت الحرام مجاور
والله أكبر رحمةٍ، والله أك ... ثر نعمةٍ، وهو الكريم القادر
يا من يسافر في البلاد منقباً ... إني إلى البلد الحرام مسافر
إن هاجر الإنسان عن أوطانه ... فالله أولى من إليه يهاجر
سأروح بين وفود مكّة وافداً ... حتى إذا صدروا فما أنا صادر
حسبي جوار الله حسبي وحده ... عن كل مفخرةٍ يعدّ الفاخر





أقام الزمخشري بخوارزم بعد رجوعه من مكة المكرّمة إلى أن توفّاه الله ليلة عرفة سنة 538 هـ بجرجانية، وكان قد أوصى بأن تكتب على قبره هذه الأبيات:
يا من يرى مدّ البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى عروق نياطها في نحرها ... والمخّ في تلك العظام النّحّل
اغفر لعبدٍ تاب من فرطاته ... ما كان منه في الزمان الأول




أمكّة هل تدرين ماذا تضمّنت ... بمقدم جار الله منك الأباطح
به وإليه العلم ينمي وينتهي ... وفيه لأرباب العلوم المناجح
محطّ رحال الفاضلين فلم يزل ... يحطّ إليه الرّحل غاد ورائح




أسرة الزمخشري كانت أسرة متدينة ملتزمة بآداب الشرع وتعاليمه وهو ما أشاد به هو نفسه في الأبيات التالية:
هات التي شبهت ظلماً بشمس ضحى ... لو عارضتها لغطّتها بإشراق
استغفر الله أني قد نسبت بها ... ولم أكن لحميّاها بذوّاق
ولم يذقها أبي قبلًا ولا أحداً ... من أسرتي واتفاق الناس مصداقي




رب قوم قد غدوا في نعمة == زمنا والدهر ريان غدق
سكت الدهر زمانا عنهم == ثم أبكاهم دما حين نطق




ليس التظاهـر جائزاً في ديننا *** حتى تجوز لدى التَقِيّ مُدامُ
هي لُعبة الشيطان في بُلداننا *** واللاعبون بها هم الأقدامُ
ما في التظاهر غير سفك دمائنا *** وقلاقلٌ في صفنا وصِدامُ
كم أُزهقت من أنفسٍ فيها وكم *** نُهبت بيوتٌ أهلها أيتامُ
وزوال ذي الدنيا أخف عواقباً *** من قتل نفسٍ قرر الإسلامُ
ما بال قتل النفس صار مبرراً *** والنهب صار يحبذ الأقوامُ





قصة طريفة ،أن الحجاج بن يوسف الثقفي اشترى غلامين أحدهما أسود والآخر أبيض ، فقال لهما ,أريد أن يمدح كل منكما نفسة ويذم الآخر .
فقال الأسود :
ألم تر أن المسك لاشيء مثله ............. وأن بياض اللفت حمل بدرهم
وأن سواد العين لاشك نورها ............. وأن بياض العين لاشيء فاعلم
فقال الأبيض:

ألم تر أن البدر لاشيء مثله ............... وأن سواد الفحم حمل بدرهم
وأن رجال الله بيضٌ وجوههم ............. ولاشك أن السود أهل جهنم
فضحك الحجاج وكافأهما.



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1002525_818253758239439_4835835008682371603_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 17, 2014 7:50 pm


في رحاب آية:
قال تعالى: "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" النحل:33
وعجيب أمر الناس. فإنهم يرون ما حل بمن قبلهم ممن يسلكون طريقهم، ثم يظلون سادرين في الطريق غير متصورين أن ما أصاب غيرهم يمكن أن يصيبهم، وغير مدركين أن سنة الله تمضي وفق ناموس مرسوم، وأن المقدمات تعطي دائما نتائجها، وأن الأعمال تلقى دائماً جزاءها، وأن سنة الله لن تحابيهم ولن تتوقف إزاءهم، ولن تحيد عن طريقهم.
ما ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ»
فقد أتاهم الله حرية التدبر والتفكر والاختيار، وعرض عليهم آياته في الآفاق وفي أنفسهم، وحذرهم العاقبة، ووكلهم إلى عملهم وإلى سنته الجارية. فما ظلمهم في مصيرهم المحتوم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
وما قسا عليهم في عقوبة، إنما قست عليهم سيئات أعمالهم، لأنهم أصيبوا بها أي بنتائجها الطبيعية وجرائرها
في ظلال القرآن (4/ 2170)







من الأخطاء الشائعة:

" مَا آلَيْت جهداً فِي حَاجَتك " و" مَا رَأَيْته من أمس ".
أ‌- يَقُولُونَ: مَا آلَيْت جهداً فِي حَاجَتك، فيخطئون فِيهِ، لِأَن معنى مَا آلَيْت، مَا حَلَفت، وَتَصْحِيح الْكَلَام فِيهِ أَن يُقَال: مَا ألوت، أَي مَا قصرت لِأَن الْعَرَب تَقول: أَلا الرجل يألو، إِذا قصر وفتر.
ب‌- يَقُولُونَ: مَا رَأَيْته من أمس وَالصَّوَاب أَن يُقَال: مُنْذُ أمس، لِأَن من تخْتَص بِالْمَكَانِ ومذ ومنذ يختصان بِالزَّمَانِ، وَأما قَوْله عز وَجل: {إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة} فَإِن من هَاهُنَا بِمَعْنى فِي الدَّالَّة على الظَّرْفِيَّة، بِدَلِيل أَن النداء للصَّلَاة الْمشَار إِلَيْهَا يُوقع فِي وسط يَوْم الْجُمُعَة، وَلَو كَانَت من هَا هُنَا هِيَ الَّتِي تخْتَص بابتداء الْغَايَة لَكَانَ مُقْتَضى الْكَلَام أَن يُوقع النداء فِي أول يَوْم الْجُمُعَة.
وَأما قَوْله تَعَالَى: {لمَسْجِد أسس على التَّقْوَى من أول يَوْم} فَهُوَ على إِضْمَار مصدر حذف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ، وَتَقْدِيره: من تأسيس أول يَوْم، وَأما قَوْلهم: مَا رَأَيْته مذ خلق ومذ كَانَ، فَفِي الْكَلَام حذف، تَقْدِيره مذ يَوْم خلق ومذ يَوْم كَانَ.
: درة الغواص في أوهام الخواص (ص: 85-91)







ابن العميد الوزير الكبير أبو الفضل ، محمد بن الحسين بن محمد الكاتب ، وزير الملك ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي .
كان عجبا في الترسل والإنشاء والبلاغة ، يضرب به المثل ، ويقال له : الجاحظ الثاني . وقيل : بدئت الكتابة بعبد الحميد ، وختمت بابن العميد .
وقد مدحه المتنبي فأجازه بثلاثة آلاف دينار .
وكان مع سعة فنونه لا يدري ما الشرع ، وكان متفلسفا ، متهما بمذهب الأوائل .
وكان إذا تكلم فقيه بحضرته شق عليه ويسكت ، ثم يأخذ في شيء آخر .
وكان ابن عباد يصحبه ويلزمه ، ومن ثم لقب بالصاحب .
مات سنة ستين وثلاث مائة فوزر بعده ابنه أبو الفتح علي وعمره اثنتان وعشرون سنة ، وكان ذكيا ، غزير الأدب ، تياها ، ولقب ذا الكفايتين ، وله نظم رائق ، ثم عذب وقتل في ربيع الآخر سنة ست وستين وثلاث مائة ، بعد أن سمل عضد الدولة عينه الواحدة ، وقطع أنفه ، وله نظم جيد.
: سير أعلام النبلاء للذهبي.




أَتَهْوَى رُؤْيَةَ الغَدِ فِيْ بِلَادِيْ // إِذَنْ فَانْظُرْ لِأَحْوَالِ الشَّبَابِ
فَلَيْسَ تَسُرُّ أَعْيُنَ مُبْصِرِيهَا // وَتَدْعُو لِلقُنُوطِ وَالاكْتِئَابِ
قَضَوْا أَوْقَاتَهُمْ فِيْ مَا عَلَيْهِمْ // سَيَرْجِعُ بِالمَضَرَّةِ وَالخَرَابِ
فَهُمْ يَقْضُونَهَا عَبَثَاً وَلَهْوَاً // عَلَى طُرُقِ الغِوَايَةِ وَالتَّصَابِي
فَلَمْ أَرَ مَنْ يَهِيمُ بِحُبِّ عِلْمٍ // وَلَا مَنْ بَاتَ يُشْغَفُ فِيْ كِتَابِ
وَلَمْ أَرَ مَنْ يَتُوقُ إِلَى سُؤَالٍ // وَلَا مَنْ بَاتَ يَبْحَثُ عَنْ جَوَابِ
إِذَا ضَاعَ الشَّبَابُ فَقُلْ : سَلَامٌ // عَلَى مُسْتَقْبَلٍ رَثِّ الثِّيَابِ
شعر : ‫#‏سعيد_يعقوب‬..




ملكنــا هذه الدنيـــــا قرونــــا
ملكنا هذه الدنيا قرونا .... وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء .... فما نسى الزمان ولا نسينا
حملناها سيوفا لامعات .... غداة الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما .... رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يرمينا أناس .... نؤدبهم أباة قادرينا
وكنا حين يأخذنا ولي .... بطغيان ندوس له الجبينا
تفيض قلوبنا بالهدي بأسا .... فما نغضي عن الظلم الجفونا
وما فتئ الزمان يدور حت .... ى مضى بالمجد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي .... وقد عاشوا أئمته سنينا
وآلمني وآلم كل حر .... سؤال الدهر : أين المسلمون ؟
ترى هل يرجع الماضي ؟ فإني .... أذوب لذلك الماضي حنينا
بنينا حقبة في الأرض ملكا .... يدعمه شباب طامحونا
شباب ذللوا سبل المعالي .... وما عرفوا سوى الإسلام دينا
تعهدهم فأنبتهم نباتا .... كريما طاب في الدنيا غصونا
هم وردوا الحياض مباركات .... فسالت عندهم ماء معينا
إذا شهدوا الوغى كانوا كماة .... يدكون المعاقل والحصونا
وإن جن المساء فلا تراهم .... من الإشفاق إلا ساجدينا
شباب لم تحطمه الليال .... ي ولم يسلم الى الخصم العرينا
ولم تشهدهم الأقداح يوما .... وقد ملأوا نواديهم سجونا
عرفوا الأغاني مائعات .... ولكن العلا صنعت لحونا
وقد دانوا بأعظمهم نضالا .... وعلما، لا بأجزلهم عيونا
فيتحدون أخلاقا عذابا .... ويأتلفون مجتمعا رزينا
فما عرف الخلاعة في بنات .... ولا عرف التخنث
ولم يتبجحوا في كل أمر .... خطير، كي يقال مثقفونا
كذلك أخرج الإسلام قومي .... شبابا مخلصا حرا أمينا
وعلمه الكرامة كيف تبنى .... فيأبى أن يقيد أو يهونا
دعوني من آماني كاذبات .... فلم أجد المنى إلا ظنوناً
وهاتوا لي من الإيمان نور .... وقووا بين جنبي اليقينا
أمد يدي فأنتزع الرواسي .... وأبني المجد مؤتلقاً مكينا
هاشم الرفاعي




تعريـف الغوغـاء
يُطلق "الغوغاء" على هؤلاء الذين لا عبرة بهم. قال الأصمعي: والغوغاء الجراد إذا ماج بعضهم في بعض. وبه سُمي الغوغاء من الناس. وقال آخر: هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، وإذا تفرقوا لم يُعرفوا. ومن علاماتهم ما تضمنته حكاية الخطابي عن أبي عاصم النبيل. وذلك أن رجلاً أتاه فقال: إن امرأتي قالت لي: يا غوغاء! فقلت لها: إن كنتُ غوغاء فأنتِ طالق ثلاثاً. فما عساي أصنع؟ فقال له أبو عاصم: هل أنت رجلٌ إذا خرج الأمير يوم الجمعة جلست على ظهر الطريق حتى يمرّ فتراه؟ فقال: لا. قال أبو عاصم: لستَ بغوغاء، إنما الغوغاء من يفعل هذا. من كتاب "طبائع المُلك" لابن الأزرق.


الدليـل علـى وجود الله
قال رجل لجعفر الصادق: ما الدليل على اللّه، ولا تَذْكُرْ لي العالَم والعَرَضَ والجوهر؟ فقال له: هل ركبتَ البحر؟ قال: نعم. قال: هل عصفتْ بكم الريحُ حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم. قال: فهل انقطع رجاؤك من المركب والملاّحين؟ قال: نعم. قال: فهل أحسّت نفسُك أن ثَمَّ من يُنجيك؟ قال: نعم. قال: فإن ذاك هو اللّه. من كتاب "ربيع الأبرار" للزمخشري.


أقُـولُ وَقَــدْ نَـاحَـتْ بِـقُرْبيْ حمامَةٌ
أيــا جـارتا هـل تـشعرين بـحالي ؟
معاذَ الـهوى ‍, ما ذقتِ طارقة النوى
وَلا خـطَـرَتْ مِــنـكِ الـهُـمُـومُ بـبـالِ
أتــحـْمـلُ محـزونَ الــفـؤادِ قـــوادمٌ
على غُصُنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيـا جـارتا ، مـا أنـصفَ الـدهرُ بـيننا ‍
تَـعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِـــي!
تَـعَـالَيْ تَــرَيْ رُوحــاً لَـدَيّ ضَـعِيفَة ً
تَـرَدّدُ فـــي جِــسْـمٍ يُــعَـذّبُ بَـــالِ
أيَـضْحَكُ مـأسُورٌ، وَتَـبكي طَـلِيقَة ٌ،
ويـسكتُ مـحزونٌ ، ويـندبُ سالِ ؟
لـقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً
وَلَـكِنّ دَمْـعي فـي الـحَوَادِثِ غَـالِ!
..................................
أبو فراس الحَمْداني




لكَ أنْ تلومَ، و لي منَ الأعذارِ *** أنَّ الهوى قدرٌ منَ الأقدارِ
ما كنْتً أسلمُ للعيونِ سلامتي *** و أبيحُ حادثةَ الغرامِ وقاري
وطرٌ تعلَّقَهُ الفؤادُ و ينقضي *** و النفسُ ماضيةٌ مع الأوطارِ
يا قلبُ، شأْنَك، لا أمدُّكَ في الهوى *** أبداً و لا أدعوك للإقصارِ
أمري و أمرُك في الهوى بيدِ الهوى *** لو أنَّهُ بيدي فككْتُ إساري
~ أحمد شوقي ~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2014 5:25 am


** من روائع القصص
* اذهب فإنّك لا تعرفه
شَهِدَ رجلٌ عندَ عمرَ بْنِ الخطّاب - رضي الله عنه - في قضيّة، فقال عمر للرجل : ائْتِني بمن يعرفُك. فأتاه برجلٍ أثنى عليه خيرًا. فقال عمر: أنت جارُه الأدنى الّذي يعرف مَدخَله ومَخرَجه؟ قال: لا. قال: كنت رفيقه في السّفر الّذي يُستدَلُّ به على مكارم الأخلاق؟ قال: لا. قال: عاملته بالدّينار والدّرهم الّذي يَستبينُ به وَرَعُ الرّجال؟ قال: لا.
قال عمر: أظُنُّك رأيته قائمًا في المسجد يُهَمْهِمُ بالقرآن، يُخفِضُ رأسَه طَوْرًا ويرفعُه أخرى؟ قال: نعم. قال: اذهبْ؛ فلست تعرفه.




دخل أحد النحاة على صديق له في ساعة الاحتضار, فقال له: يا فلان قل لا إله إلا الله, وإن شئت قل لا إلهاً إلا الله, والأولى أحب إلى سيبويه.




وإني رأيت الدهر منذ صحبته ... محاسنه مقرونة بمعايبه
إذا سرني في أول الأمر لم أزل ... على حذر من غمه في عواقبه






كم قد ظفرت بمن أهوى فيمنعني ... منه الحياء وخوف الله والحذر
كم قد خلوت بمن أهوى فيقنعني ... منه الفكاهة والتحديث والنظر
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا إتيان معصية ... لا خير في لذة من بعدها سقر



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10454304_870738582951323_6656010763048613406_n





وقال المتنبي يصف حُمّى كانت تُعتادُهُ :
وَزائرتي كأنّ بِها حياءً ... فليس تزُورُ إلا في الظلامِ
بَذلتُ لها المطارفَ والحشايَا ... فَعافَتْها وباتَتْ في عِظَامِي
يضيق الجلدُ عن نفسي وعنها ... فتوسعه بأنواع السقامِ
كأنّ الصبح يطردُها فتجري ... مدامعها باربعة سجامِ
أراقب وقتها من غير شوقٍ ... مراقبة المشوق المستهامِ
ويصدق وعدها والصدق شرٌّ ... إذا ألقاك في الكرب العظامِ
أبِنتَ الدهر عندي كلُّ بنتٍ ... فكيف وصلتِ أنتِ من الزّحامِ

جرحت مجرحا لم يبق فيه ... مكان للسيوف ولا السهام





قال ابن الرومي في البحتري:
أولى بمن عظمت في الناس لحيته ... من حاكة الشعر أن يدعى أبا العجب
الجد أعمى ولولا ذاك لم تره ... في البحتري بلا عقل ولا أدب





قال
المبرد:
ما إن دعاني الهوى لفاحشة ... إلّا عصاه الحياء والكرم
فلا إلى محرم مددت يدي ... ولا مشت بي لريبة قدم



قال
محمود الوراق:
الصدق منجاة لأصحابه ... وقربة يدني من الرب
مضرة الصدق على أهله ... أردّ من منفعة الكذب



وقال
أليس عجيبا بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه
فمن بين باك له موجع ... وبين معزّ مغذّ إليه
ويسلبه الشيب شرخ الشبا ... ب فليس يعزيه خلق عليه








سلني أنبئك بآيات الكبر ... نوم العشاء وسعال بالسحر
وقلة النوم إذا الليل اعتكر ... وقلة الطعم إذا الزاد حضر
وسرعة الطرف وتحميج النظر ... وتركي الحسناء في قبل الطهر
وكثرة النسيان فيما يدّكر ... وشعر بدّلته بعد شعر






هبني بقيت على الأيام والأبد ... ونلت ما رمت من مال ومن ولد
من لي برؤية من قد كنت ألفه ... وبالشباب الذي ولى فلم يعد






اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك، فأحضر بين يديه كيساً فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس، فبدر الفرزدق فقال:
أنا القطران والشعراء جربى ... وفي القطران للجربى شفاء
فقال الأخطل:
فإن تك زق زاملةٍ فإني ... أنا الطاعون ليس له دواء
فقال جرير:
أنا الموت الذي آتى عليكم ... فليس لهاربٍ مني نجاء
فقال عبد الملك: خذ الكيس، فلعمري إن الموت أتى على كل شيء









رثاء جرير لزوجته و هي من أروع المرثيات:
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
وَلَقَد نَظَرتُ وَما تَمَتُّعُ نَظرَةٍ في اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ
فَجَزاكِ رَبُّكِ في عَشيرِكِ نَظرَةً وَسَقى صَداكِ مُجَلجِلٌ مِدرارُ
وَلَّهتِ قَلبي إِذ عَلَتني كَبرَةٌ وَذَوُو التَمائِمِ مِن بَنيكِ صِغارُ
أَرعى النُجومَ وَقَد مَضَت غَورِيَّةً عُصَبُ النُجومِ كَأَنَّهُنَّ صِوارُ
نِعمَ القَرينُ وَكُنتِ عِلقَ مَضِنَّةٍ وارى بِنَعفِ بُلَيَّةَ الأَحجارُ
عَمِرَت مُكَرَّمَةَ المَساكِ وَفارَقَت ما مَسَّها صَلَفٌ وَلا إِقتارُ
فَسَقى صَدى جَدَثٍ بِبُرقَةِ ضاحِكٍ هَزِمٌ أَجَشُّ وَديمَةٌ مِدرارُ
هَزِمٌ أَجَشُّ إِذا اِستَحارَ بِبَلدَةٍ فَكَأَنَّما بِجِوائِها الأَنهارُ
مُتَراكِبٌ زَجِلٌ يُضيءُ وَميضُهُ كَالبُلقِ تَحتَ بُطونِها الأَمهارُ
كانَت مُكَرَّمَةَ العَشيرِ وَلَم يَكُن يُخشى غَوائِلَ أُمِّ حَزرَةَ جارُ
وَلَقَد أَراكِ كُسيتِ أَجمَلَ مَنظَرٍ وَمَعَ الجَمالِ سَكينَةٌ وَوَقارُ
وَالريحُ طَيِّبَةٌ إِذا اِستَقبَلتِها وَالعِرضُ لا دَنِسٌ وَلا خَوّارُ
وَإِذا سَرَيتُ رَأَيتُ نارَكِ نَوَّرَت وَجهاً أَغَرَّ يَزينُهُ الإِسفارُ
صَلّى المَلائِكَةُ الَّذينَ تُخُيُّروا وَالصالِحونَ عَلَيكِ وَالأَبرارُ
وَعَلَيكِ مِن صَلَواتِ رَبِّكِ كُلَّما نَصِبَ الحَجيجُ مُلَبِّدينَ وَغاروا
يا نَظرَةً لَكِ يَومَ هاجَت عَبرَةً مِن أُمِّ حَزرَةَ بِالنُمَيرَةِ دارُ
تُحيِي الرَوامِسُ رَبعَها فَتُجِدُّهُ بَعدَ البِلى وَتُميتُهُ الأَمطارُ
وَكَأَنَّ مَنزِلَةً لَها بِجُلاجِلٍ وَحيُ الزَبورِ تُجِدُّهُ الأَحبارُ
لا تُكثِرَنَّ إِذا جَعَلتَ تَلومُني لا يَذهَبَنَّ بِحِلمِكَ الإِكثارُ
كانَ الخَليطُ هُمُ الخَليطَ فَأَصبَحوا مُتَبَدِّلينَ وَبِالدِيارِ دِيارُ
لا يُلبِثُ القُرَناءَ أَن يَتَفَرَّقوا لَيلٌ يَكُرُّ عَلَيهِمُ وَنَهارُ
أَفَأُمَّ حَزرَةَ يا فَرَزدَقُ عِبتُم غَضِبَ المَليكُ عَلَيكُمُ القَهّارُ
كانَت إِذا هَجَرَ الحَليلُ فِراشَها خُزِنَ الحَديثُ وَعَفَّتِ الأَسرارُ
لَيسَت كَأُمِّكَ إِذ يَعَضُّ بِقُرطِها قَينٌ وَلَيسَ عَلى القُرونِ خِمارُ
سَنُثيرُ قَينَكُمُ وَلا يوفى بِها قَينٌ بِقارِعَةِ المِقَرِّ مُثارُ
وُجِدَ الكَتيفُ ذَخيرَةً في قَبرِهِ وَالكَلبَتانِ جُمِعنَ وَالميشارُ
يَبكي صَداهُ إِذا تَهَزَّمَ مِرجَلٌ أَو إِن تَثَلَّمَ بُرمَةٌ أَعشارُ
رَجَفَ المِقَرُّ وَصاحَ في شَرقِيِّهِ قَينٌ عَلَيهِ دَواخِنٌ وَشَرارُ
قَتَلَت أَباكَ بَنو فُقَيمٍ عَنوَةً إِذ جُرَّ لَيسَ عَلى أَبيكَ إِزارُ
عَقَروا رَواحِلَهُ فَلَيسَ بِقَتلِهِ قَتلٌ وَلَيسَ بِعَقرِهِنَّ عِقارُ
حَدراءُ أَنكَرَتِ القُيونَ وَريحَهُم وَالحُرُّ يَمنَعُ ضَيمَهُ الإِنكارُ
لَمّا رَأَت صَدَأَ الحَديدِ بِجِلدِهِ فَاللَونُ أَورَقُ وَالبَنانُ قِصارُ
قالَ الفَرَزدَقُ رَقِّعي أَكيارَنا قالَت وَكَيفَ تُرَقَّعُ الأَكيارُ
رَقِّع مَتاعَكَ إِنَّ جَدّي خالِدٌ وَالقَينُ جَدُّكَ لَم تَلِدكَ نِزارُ
وَسَمِعتُها اِتَّصَلَت بِذُهلٍ إِنَّهُم ظَلَموا بِصِهرِهِمُ القُيونَ وَجاروا
دَعَتِ المُصَوِّرَ دَعوَةً مَسموعَةً وَمَعَ الدُعاءِ تَضَرُّعٌ وَحِذارُ
عاذَت بِرَبِّكَ أَن يَكونَ قَرينُها قَيناً أَحَمَّ لِفَسوِهِ إِعصارُ
أَوصَت بِلائِمَةٍ لِزيقٍ وَاِبنِهِ إِنَّ الكَريمَ تَشينُهُ الأَصهارُ
إِنَّ الفَضيحَةَ لَو بُليتِ بِقَينِهِم وَمَعَ الفَضيحَةَ غُربَةٌ وَضِرارُ
هَلّا الزُبَيرَ مَنَعتَ يَومَ تَشَمَّسَت حَربٌ تَضَرَّمُ نارُها مِذكارُ
وَدَعا الزُبَيرُ فَما تَحَرَّكَتِ الحُبى لَو سُمتَهُم جُحَفَ الخَزيرِ لَثاروا
غَرّوا بِعَقدِهِمُ الزُبَيرَ كَأَنَّهُم أَثوارُ مَحرَثَةٍ لَهُنَّ خُوارُ
وَالصِمَّتَينِ أَجَرتُمُ فَغَدَرتُمُ وَاِبنُ الأَصَمِّ بِحَبلِ بَيبَةَ جارُ
أَخزاكَ رَهطُ اِبنِ الأَشَدِّ فَأَصبَحَت أَكبادُ قَومِكَ ما لَهُنَّ مَرارُ
باتَت تُكَلَّتُ ما عَلِمتَ وَلَم تَكُن عونٌ تُكَلَّفُهُ وَلا أَبكارُ
سَبّوا الحِمارَ فَسَوفَ أَهجو نِسوَةً لِلكيرِ وَسطَ بُيوتِهِنَّ أُوارُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ لَن يُزاوِلَ لُؤمَهُ حَتّى يَزولَ عَنِ الطَريقِ صِرارُ
فيمَ المِراءُ وَقَد سَبَقتُ مُجاشِعاً سَبقاً تَقَطَّعُ دونَهُ الأَبصارُ
قَضَتِ الغَطارِفُ مِن قُرَيشٍ فَاِعتَرِف يا اِبنَ القُيونِ عَلَيكَ وَالأَنصارُ
هَل في مِئينَ وَفي مِئينَ سَبَقتُها مَدَّ الأَعِنَّةِ غايَةٌ وَحِضارُ
كَذَبَ الفَرَزدَقُ إِنَّ عودَ مُجاشِعٍ قَصِفٌ وَإِنَّ صَليبَهُم خَوّارُ
وَإِذا بَطِنتَ فَأَنتَ يا اِبنَ مُجاشِعٍ عِندَ الهَوانِ جُنادِفٌ نَثّارُ
سَعدٌ أَبَوا لَكَ أَن تَفي بِجِوارِهِم أَو أَن يَفي لَكَ بِالجِوارِ جِوارُ
قَد طالَ قَرعُكَ قَبلَ ذاكَ صَفاتَنا حَتّى صَمِمتَ وَفُلِّلَ المِنقارُ
يا اِبنَ القُيونِ وَطالَما جَرَّبتَني وَالنَزعُ حَيثُ أُمِرَّتِ الأَوتارُ
ما في مُعاوَدَتي الفَرَزدَقَ فَاِعلَموا لِمُجاشِعٍ ظَفَرٌ وَلا اِستِبشارُ
إِنَّ القَصائِدَ قَد جَدَعنَ مُجاشِعاً بِالسُمِّ يُلحَمُ نَسجُها وَيُنارُ
وَلَقوا عَواصِيَ قَد عَيِيتَ بِنَقضِها وَلَقَد نُقِضتَ فَما بِكَ اِستِمرارُ
قَد كانَ قَومُكَ يَحسَبونَكَ شاعِراً حَتّى غَرِقتَ وَضَمَّكَ التَيّارُ
نَزَعَ الفَرَزدَقُ ما يَسُرُّ مُجاشِعاً مِنهُ مُراهَنَةٌ وَلا مِشوارُ
قَصُرَت يَداكَ عَنِ السَماءِ فَلَم يَكُن في الأَرضِ لِلشَجَرِ الخَبيثِ قَرارُ
أَثنَت نَوارُ عَلى الفَرَزدَقِ خَزيَةً صَدَقَت وَما كَذَبَت عَلَيكَ نَوارُ
إِنَّ الفَرَزدَقَ لا يَزالُ مُقَنَّعاً وَإِلَيهِ بِالعَمَلِ الخَبيثِ يُشارُ
لا يَخفَيَنَّ عَلَيكَ أَنَّ مُجاشِعاً لَو يُنفَخونَ مِنَ الخُؤورِ لَطاروا
قَد يُؤسَرونَ فَما يُفَكَّ أَسيرُهُم وَيُقَتَّلونَ فَتَسلَمُ الأَوتارُ
وَيُفايِشونَكَ وَالعِظامُ ضَعيفَةٌ وَالمُخُّ مُمتَخَرُ الهُنانَةِ رارُ
نَظَروا إِلَيكَ وَقَد تَقَلَّبَ هامُهُم نَظَرَ الضِباعُ أَصابَهُنَّ دُوارُ
قُرِنَ الفَرَزدَقُ وَالبَعيثُ وَأُمُّهُ وَأَبو الفَرَزدَقِ قُبِّحَ الإِستارُ
أَضحى يُرَمِّزُ حاجِبَيهِ كَأَنَّهُ ذيخٌ لَهُ بِقَصيمَتَينِ وِجارُ
لَيسَت لِقَومي بِالكَتيفِ تِجارَةٌ لَكِنَّ قَومي بِالطِعانِ تِجارُ
يَحمي فَوارِسيَ الَّذينَ لِخَيلِهِم بِالثَغرِ قَد عَلِمَ العَدُوُّ مُغارُ
تَدمى شَكائِمُها وَخَيلُ مُجاشِعٍ لَم يَندَ مِن عَرَقٍ لَهُنَّ عِذارُ
إِنّا وَقَينُكُمُ يُرَقِّعُ كيرَهُ سِرنا لِنَغتَصِبَ المُلوكَ وَساروا
عَضَّت سَلاسِلُنا عَلى اِبنَي مُنذِرٍ حَتّى أَقَرَّ بِحُكمِنا الجَبّارُ
وَاِبنَي هُجَيمَةَ قَد تَرَكنا عَنوَةً لِاِبنَي هُجَيمَةَ في الرِماحِ خُوارُ
وَرَئيسُ مَملَكَةٍ وَطِئنَ جَبينَهُ يَغشى حَواجِبَهُ دَمٌ وَغُبارُ
نَحمي مُخاطَرَةً عَلى أَحسابِنا كَرُمَ الحُماةُ وَعَزَّتِ الأَخطارُ
وَإِذا النِساءُ خَرَجنَ غَيرَ تَبَرُّزٍ غِرنا وَعِندَ خُروجِهِنَّ نَغارُ
وَمُجاشِعٌ فَضَحوا فَوارِسَ مالِكٍ فَرَبا الخَزيرُ وَضُيِّعَ الأَدبارُ
أَغمامَ لَو شَهِدَ الوَقيطَ فَوارِسي ما قيدَ يُعتَلُ عَثجَلٌ وَضِرارُ
يا اِبنَ القُيونِ وَكَيفَ تَطلُبُ مَجدَنا وَعَلَيكَ مِن سِمَةِ القُيونِ نِجارُ



قال
الأصمعي قال: أول ما تكلم به النابغة - يعني الذبياني - من الشعر، أنه حضر مع عمه عند رجل، وكان عمه يحب أن يحاضر به الناس، ويخاف أن يكون عيياً، فوضع الرجل كأساً في يده، وقال:
تطيب نفوسنا لولا قذاها ... ونحتمل الجليس على أذاها
فقال النابغة:
قذاها أن صاحبها بخيل ... يحاسب نفسه بكم اشتراها






بين جرير و الفرزدق:
أن جريراً اجتمع مع الفرزدق في مجلس عبد الملك، فقال الفرزدق: النوار بنت مجاشع طالق ثلاثاً إن لم أقل بيتاً لا يستطيع ابن المراغة أن ينقضه أبداً، ولا يجد في الزيادة عليه مذهباً، فقال عبد الملك: ما هو؟ فقال:
فإني أنا الموت الذي هو واقع ... بنفسك فنظر كيف أنت مزاوله
وما أحد يا بن الأتان بوائلٍ ... من الموت إن الموت لاشك نائله
فأطرق جرير قليلاً ثم قال: أم حرزة طالق منه ثلاثاً إن لم أكن نقضته وزدت عليه. فقال عبد الملك: هات فقد - والله - طلق أحد كما لا محالة، فأنشد:
أنا البدر يعشى نور عينيك فالتمس ... بكفيك يا بن القين هل أنت نائله
أنا الدهر يفني الموت والدهر خالد ... فجئني بمثل الدهر شيئاً يطاوله



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1013743_617902894985707_8161892535422959814_n




إذا ما المرء قصر ثم مرّت ... عليه الأربعون ولم يبال
ولم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحق أخرى الليالي





قال
يحيى بن خالد البرمكي:
الليل شيّب والنهار كلاهما ... رأسي بكثرة ما تدور رحاهما
الشيب إحدى الميتتين تقدمت ... أولاهما وتأخرت آخراهما
- تميم بن خزيمة :
قالت تغيّرت قلت الدهر غيّرني ... والهم شيّبني ما شبت من كبر






تحلم عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما
متى ترق أضغان العشيرة بالأنى ... وكف الأذى يحسم لك الداء محسما






أرقٌ على أرقٍ ومثلي يأرَقُ
وجوًى يزيد وعبرةٌ تترقرقُ

جُهدُ الصبابةِ أن تكون كما أُرى
عينٌ مُسهَّدةٌ .. وقلبٌ يخفقُ

المتنبّي





قل للذي لست أدري من تلونه ... أناصح أم على غش يداجيني
إني لأكثر مما سمتني عجبا ... يد تشج وأخرى منك تأسوني
تغتابني عند أقوام وتمدحني ... في آخرين وكل عنك تأتيني
هذان شيئان شتىّ بون بينهما ... فاكفف لسانك عن شتمي وتزييني



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10350406_384049228415012_8308348126493925633_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2014 5:30 am


من عجائب التاء في الرسم القرآني..
عندما يساهم الشكل في انفتاح الدلالة..
===
إن السائد في كتابة "التاء" التي تلحق الأسماء أن تكون مربوطة وأن تكتب التاء مفتوحة في الأفعال.. غير أن التاء في الرسم القرآني لها شأن مختلف يلفت انتباه القارئ ويربكه في آن حينما يجدها مفتوحة في كلمات عرف أنها تكون موبوطة فيها على عادة ما تعلم ودرس. غير أننا اليوم حينما نولي البصري اهتمامنا ونسأل عن الأسرار التي جعلت التاء تأخذ هذه الهيئة دون غيرها، نكتشف حقيقة أخرى كنا لا نعرف سرها من قبل حينما كان يقال لنا إن النظر في المصحف الشريف عبادة.. نعم عبادة.. ولكننا لم نكن نفقه سرها إلا حينما أدرجنا هذا البعد الذي يجعلك أمام أبعاد الدلالة وهي تتكئ على الرسم لتفتح أمامك إمكانية التوسع في التخريج والتأويل..
هناك حقيقة يجب إقرارها قبل البدأ.. كلنا يعلم أن الخط العربي لم يستكمل شكله النهائي إلى في حدود القرن الرابع الهجري، وأن الكتابة كانت أيام رسول الله وكتبة الوحي من دون إعجام ولا حركات، وربما كان شكل الحرف فيها يحتاج إلى تحديد أكثر.. ولكن كتبة الوحي رسموا القرآن الكريم على الهيئة التي وصلنا عليها اليوم.. فكيف حدث ذلك وكيف تسنى لهم أن يسجلوا في الرسم ما نجده اليوم في علم البصريات معجزا دلاليا؟؟
نقول إن الرسم توقيف وتوفيق من الله عز وجل، أجراه الله عز وجل في أقلام الكتبة حفاظا على كتابه الكريم ليستمر عطاؤها إلى أن تقوم الساعة. لذلك يجب أن يكون للقرآن الكريم نحوه الخاص، وقواعد إملائه الخاصة، ورسمه الخاص.. ليغاير به ما تعارف عليه الناس في شأن لغتهم التي هي عرضة للتحول المستمر من زمن لآخر تطورا وتأثر وتأثيرا في سياقاتها التاريخية المختلفة.
من هنا كانت هذه الوقفات فيها شيء من التخريج القائم على الملاحظة والاستقراء، فإذا اطردت الظاهرة في عدد من الآيات أمكننا أن نستخلص منها حكما في الدلالة. ومن هنا سيكون حديثنا عن التاء المربوطة والتاء المفتوحة.
لنتخيل - تقريبا للفهم - صُرَّة الأم التي تضع فيها أغراضها ثم تحكم ربطها بأطرافها فلا نعرف ما صرَّته الأم في منديلها ذاك إلا حينما تفك الرباط وتبسط المنديل ليكشف عن المحتوى.. هذا شأن التاء في الرسم القرآني..
لقد رسمت كلمة "امرأة" بالتاء المفتوحة حينما كان الحديث عن امرأة نوح ولوط وفرعون لأننا نعرفهن بأسمائهن وصفاتهن.. ولكن حينما جاء الحديث عن امرأة تهب نفسها للنبي كتبت مربوطة لأننا لا نعرفها ويمكن أن تكون أي امرأة تفعل ذلك الفعل.. وعين الحال مع شجرة ..فحينما كان الحديث عن شجرة الزقوم حينما سماها باسمها كتبت التاء مفتوحة: "إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ [الدخان : 43]"وحين ذكر أنها تنبت في أصل الجحيم ولا أحد يعرف شكلها كتبت بالتاء المربوطة " إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ [الصافات : 64]" وكذلك الأمر في كلمة "سُنَّة" والسنن قسمان: قسم يتعلق بشؤون البشر وأحوال معاشهم وهي قوانين يكتشها الدارسون تباعا ويؤسسون عليها علومهم الاجتماعية والمادية، فقد كتبت التاء المتصلة بها مفتوحة والفتح فيها إمكانية لمعرفتها وتعلمها واستنباطها، أما الأخرى التي أختص الله بها علمه وتدبيره للكون فقد جاءت بالتاء المربوطة. ومثل ذلك قوله تعالى :{قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال : 38] وقوله: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} [الإسراء : 77]..







العتابي :
وكم نعمة آتاكها الله جزلة ... مبرأة من كل شيء يذيمها
فسلطت أخلاقا عليها ذميمة ... تعاورنها حتى تفرى أديمها
ولوعا وإشفاقا ونطقا من الخنا ... بعوراء يجري في الرجال نميمها
وكنت امرأ لو شئت أن تبلغ المدى ... بلغت بأدنى نعمة تستديمها
ولكن فطام النفس أثقل محملا ... من الصخرة الصماء حين ترومها







سيري تماضر حيث شئت وحدّثي ... إني إلى بطحاء مكة سائر
حتى أنيخ وبين أطماري فتىً ... للكعبة البيت الحرام مجاور
والله أكبر رحمةٍ، والله أك ... ثر نعمةٍ، وهو الكريم القادر
يا من يسافر في البلاد منقباً ... إني إلى البلد الحرام مسافر
إن هاجر الإنسان عن أوطانه ... فالله أولى من إليه يهاجر
سأروح بين وفود مكّة وافداً ... حتى إذا صدروا فما أنا صادر
حسبي جوار الله حسبي وحده ... عن كل مفخرةٍ يعدّ الفاخر




العنق: هو هذه الوصلة بين الرأس و الجذع و هو عام للرجل و المرأة و غيرهما من المخلوقات .
الجيد : يغلب إطلاقه على المرأة
هي امرأة جيداء أي : حسنة الجيد .
و لا يستساغ أن تقول عن رجل مثلا له جيد دقيق ، بل له عنق دقيق ...
الشاهد :
1 جاء في " لسان العرب " :
" الجيد : العنق ... وقد غلب على عنق المرأة "
2 جاء في القرآن الكريم :
" ... وامرأته حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد "




واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1800332_1484519765158590_7297223965787115848_n




إذا أنت لم ترحلْ بزادٍ من التقى ** ولاقيتَ بعد الموتِ من قد تزودا
ندمتَ على ألا تكون كمثـــــــلِه ** وأنك لم ترصدْ كما كان أرصدا







سأل نحوي تلميذه - وكان التلميذ يومها مغموماً - : كيف الحال؟ فأجاب التلميذ: إن كانت الحال التي علمتنا فمنصوبة ، أما حالي فمكسورة.
و في الغد سأله: يا تلميذ أ لم تنتصب حالك بعد؟ فأجاب : هي اليوم مرفوعة. -أي ذهب عنه الغم- ، فقال النحوي: لم تعد بهذا حالاً .فأجاب التلميذ : بل هي حال جاءت جملة فعلية فعلها مضارع. فدهش النحوي و قال له : أنت اليوم أنحى مني و الله .....






من الأخطاء الشائعة:

" مَا آلَيْت جهداً فِي حَاجَتك " و" مَا رَأَيْته من أمس ".
أ‌- يَقُولُونَ: مَا آلَيْت جهداً فِي حَاجَتك، فيخطئون فِيهِ، لِأَن معنى مَا آلَيْت، مَا حَلَفت، وَتَصْحِيح الْكَلَام فِيهِ أَن يُقَال: مَا ألوت، أَي مَا قصرت لِأَن الْعَرَب تَقول: أَلا الرجل يألو، إِذا قصر وفتر.
ب‌- يَقُولُونَ: مَا رَأَيْته من أمس وَالصَّوَاب أَن يُقَال: مُنْذُ أمس، لِأَن من تخْتَص بِالْمَكَانِ ومذ ومنذ يختصان بِالزَّمَانِ، وَأما قَوْله عز وَجل: {إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة} فَإِن من هَاهُنَا بِمَعْنى فِي الدَّالَّة على الظَّرْفِيَّة، بِدَلِيل أَن النداء للصَّلَاة الْمشَار إِلَيْهَا يُوقع فِي وسط يَوْم الْجُمُعَة، وَلَو كَانَت من هَا هُنَا هِيَ الَّتِي تخْتَص بابتداء الْغَايَة لَكَانَ مُقْتَضى الْكَلَام أَن يُوقع النداء فِي أول يَوْم الْجُمُعَة.
وَأما قَوْله تَعَالَى: {لمَسْجِد أسس على التَّقْوَى من أول يَوْم} فَهُوَ على إِضْمَار مصدر حذف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ، وَتَقْدِيره: من تأسيس أول يَوْم، وَأما قَوْلهم: مَا رَأَيْته مذ خلق ومذ كَانَ، فَفِي الْكَلَام حذف، تَقْدِيره مذ يَوْم خلق ومذ يَوْم كَانَ.
: درة الغواص في أوهام الخواص (ص: 85-91)









عن ابن عباس : إنه جاءه رجل ، فقال : يا ابن عباس ، إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، قال : أوبلغت ذلك ؟ قال : أرجو . قال : إن لم تخش أن تفتضح بثلاث آيات من كتاب الله فافعل . قال : وما هن ؟ قال : قوله عز وجل : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) أحكمت هذه ؟ قال : لا . قال : فالحرف الثاني . قال : قوله تعالى : ( لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) [ الصف : 2 ، 3 ] أحكمت هذه ؟ قال : لا . قال : فالحرف الثالث . قال : قول العبد الصالح شعيب ، عليه السلام : ( وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ) [ هود : 88 ] أحكمت هذه الآية ؟ قال : لا . قال : فابدأ بنفسك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2014 3:18 pm

سئل الشافعي عن العلم ,كيف حرصك عليه؟ قال: "حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال.
فقيل له: فكيف طلبك له؟ قال: "طلب المرأة المضلة ولدها ليس لها غيره
ونسبت للمنذر بن واصل في كتاب آخر والله أعلم






والذاتُ تسأل من أنا
أنا مثلها حيرى أحدّق في ظلام
لا شيءَ يمنحني السلامْ
أبقى أسائل والجوابْ
سيظل يحجبه سراب
وأظلّ أحسبه دنا

"نازك الملائكة"





(لا تأكل السمك وتشرب اللبن)
هذا مثال مشهور عند النحاة،
والأوجه الإعرابية الجائزة في (تشرب) ثلاثة:
الأول: الجزم على أن الواو للعطف، عطفت الفعل (تشرب) على الفعل (تأكل) على نية تكرار (لا) الناهية، وتحرك الباء بالكسر لالتقاء الساكنين، فيكون المعنى: النهي عن أكل السمك، والنهي عن شرب اللبن.
الثاني: النصب بأن مضمرة وجوباً على أن الواو للمعية، ويكون المعنى لا تجمع بين أكل السمك وشرب اللبن
الثالث: الرفع بالضمة على أن الواو للاستئناف، ويكون المعنى حينئذ: لا تأكل السمك وأنت الذي تشرب اللبن.







شاع في وقتنا الحاضر مصطلح ( دموع التماسيح ) و يطلق على من يدعي الحزن و الرأفة ويتباكى بالظاهر و يخفي خلاف ذلك .
ــــــــــــــــــــــــــ
و السؤال هنا لماذا التماسيح وليس حيوان آخر ...؟
ـــــــــــــــــــــــــ
و تعلق المثل بالتماسيح ، لأنّ التماسيح في الحقيقة لا دموع لها ، و أنقل لكم هذه القصة عن سبب التسمية من محرك البحث :
ـــــــــــــــــــــــــ
" في قديم الزمان وفي أفريقيا بالذات والتحديد كانت هناك قبيلة كبيرة وكان كل اعتقاد لها يصدق من قبل القبائل المجاورة هذه القبيلة كانت لديها تماسيح .... وبالطبع كانوا يطعمونها لظنهم أنها مقدسة ...
وكانوا يلاحظون أن التماسيح عندما كانت تأكل الضحية مثل (( البقر أو الغزال أو الخراف أو أياً كان نوع الضحية)) كانوا يرون دموعها تنزل من عينها .... فاعتقدوا أن التماسيح تبكي على ضحيتها رأفةً منها عليها وتبكي تعاطفا معها وان ما يفعله - أي التمساح - إنما هو ذنب لذلك يبكي ولكنه جائع لابد له من الأكل ...
فمن الطبيعي أن تحترم هذه القبيلة هذه التماسيح ولابد من أن تقدر مشاعرها الحساسة المرهفة
فكانوا يعاملونها بكل تقدير واحترام و لكن في العصر الحديث تم اكتشاف أن التماسيح عندما تأكل ضحيتها تتخلص من الأملاح الزائدة عن طريق الدموع بمعني أنه كلما بكى التمساح أعلم أنه كاذب الشعور وليس حزينا ولكنه يأكل طعام ملحه زائد عليه بمعنى أنه غير صحي له فلذلك يتخلص من الأملاح التي في الضحية على الفور وبطريقة الدموع . " .





واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10678861_871053862919795_3911370577732929665_n






سيري تماضر حيث شئت وحدّثي ... إني إلى بطحاء مكة سائر
حتى أنيخ وبين أطماري فتىً ... للكعبة البيت الحرام مجاور
والله أكبر رحمةٍ، والله أك ... ثر نعمةٍ، وهو الكريم القادر
يا من يسافر في البلاد منقباً ... إني إلى البلد الحرام مسافر
إن هاجر الإنسان عن أوطانه ... فالله أولى من إليه يهاجر
سأروح بين وفود مكّة وافداً ... حتى إذا صدروا فما أنا صادر
حسبي جوار الله حسبي وحده ... عن كل مفخرةٍ يعدّ الفاخر





هذه أبياتٌ خفق بها فؤاد والدٍ امتلأ بحبّ طفله :
الحمد للرحمن حمدَ الشاكرِ
حمداً كثجّاج السحاب الماطرِ
لمَّا استفاقت كلّ أفراح الدُّنا
بقدوم من أحيا موات مشاعري
****
أهلاً فديتُكَ يافؤاداً ثانياً
أسكنتُهُ كبدي وكحّلَ ناظري
كم كنتُ أسأل عن مشاعر والدي
واليومَ أُدرِكُها بعفو الخاطرِ
****
جاء الوليدُ فقام صرحُ أبوتي
وأُسِرتُ في شَبَكِ الحبيب الآسرِ
إنَّ الأبوة غيثُ كلّ قريحةٍ
وتزيد إخصاباً بقلب الشاعرِ
****
(ولدي) نداءٌ نبعه من خافقي
اسمٌ له في الروح مسحةُ ساحرِ
ولدي الحبيب تعال وادفن وحدتي
وازرع بقلبي كلّ روضٍ ناضرِ
****
وارسم على شفتيَّ بسمتَكَ التي
هزِأَت بحال الناس هُزءَ الساخرِ
واكتب بدمعي في هواكَ قصيدةً
تُبكي بها الماضي وتُضحكُ حاضري
****
يايوسفيَّ الوصف ياقمراً سرى
من بين أحشاءِ الظلام الطاهرِ
فأزاح عتمَ الكون قبل وصوله
وسقى بفرحته فؤادَ الضامرِ
****
فمشاعري بهواك (يعقوبية)ٌ
أخفيت منها ضِعفَ ضِعفِ الظاهرِ
وإذا أمدَّ اللُه عمرك يافتى
ستخوض في بحر الحياة الزاخرِ
****
وتُحيلني الأيّامُ شيخاً فانياً
وأودع الدنيا وداعَ مسافرِ
فارفق بحالي واذكر الحبَّ الذي
أوليتُهُ إيّاك غيرَ مُشاطَرِ

أحمد الزهراني
أبو يوسف








فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي
وفي فــــؤادي من أقوالها دخل

أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا
تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا

والله لو كنت من حور الجــنان لما
نظرت نحوك مهما غرني الهدل

أختاه إني أخاف الله فاســـــتتري
ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل

تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي
ولا تكوني كمن أغراهم الأجل

أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت
وأم ياســــــر لما ضامها الجهل

كوني كفاطمة الزهراء مؤمنــــة
ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل

كوني كزوجات خير الخلق كلهمو
من علم الـناس أن الآفة الزلل

من صانت العرض تحيا وهي شامخة
ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل

كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة
ونافذ العرض لا تجدي له الحيل

من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة
كمريم ابنت عمران التي سألوا

ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة
تريـد تسير من قد عاقه الشلل

أختاه من كانت العلياء غا يته
فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل

أختاه من همه الدنيا سيخسرها
ومن إلى الله يسعى سوف يتصل

أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنــــا
وســــوف نسأل عما خانه المقل

أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي
ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل

توبي إلى الله من ذنب وقعت به
وراجعي النفس إن الجرح يندمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2014 3:23 pm


قال تعالى:﴿ قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ﴾
وقفة مع آية

الأصل في الأخوة أن يذهب الأخ عن أخيه البؤس والحزن ويبعث في نفس أخيه الطمأنينة بالود والقرب منه
ما أجمل الحياة حين تضيق بك الدنيا فتجد فيها أخا عزيزا أو صديقا حميما يشاركك أحزانك و يُواسيك في همومك
وأجمل من ذلك حين يُقاسمك
الشراكة في العمل الصالح ،

"اشدد بهِ أزري و أشركهُ في أمري
كي نُسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا"

سئل حكيم: كيف تعرف ود أخيك؟ فقال: يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذكرني بربي، فقيل له: وكيف تكافئه؟ قال: أدعو له بظهر الغيب .
قال ابن تيمية رحمه الله: مثل الأخوة في الله كمثل اليد والعين، إذا دمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت أكتوبر 18, 2014 8:09 pm

إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني ... فليس يعدل عندي صحَّة الجسد

في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ ... والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد

بشار بن برد


واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10678861_871053862919795_3911370577732929665_n



إذا جَارَ الزَّمانُ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ ** فَإِنَّ الصَّبْرَ أَحْسَنُ مايَكُونُ
فإنَّ اليُسرَ يأتي بَعْدَ عُسْرٍ ** ومــَـــا مِنْ شِدَّةٍ إِلّاَ تَهُونُ
الإمام الشافعي




قال الشّعبي: تعايش الناس زمانا بالدّين والتّقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمّم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشدّ من هذا.
عيون الأخبار للدينوري



في معاني ( الظن )
*************************
لفظة ( الظن ) تأتي على خمسة أوجه ذكرها ابن الجوزي عن أهل التفسير فقال :
الوجه الأول : بمعنى الشك ومنه قوله تعالى Sadوإن هم إلاّ يظنون) [ البقرة ]
وفي الجاثية : (إن نظن إلاّ ظنا وما نحن بمستيقنين)
- الوجه الثاني :بمعنى اليقين ومنه قوله تعالى: (الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون) [ البقرة ]
وفيها أيضاً : (قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله)
- الوجه الثالث : بمعنى التهمة ومنه قوله تعالى : (وما هو على الغيب -بضنين-) أي بمتهم .
- الوجه الرابع : الحسبان ومنه قوله تعالى : (ولكن ظننتم أن الله لايعلم كثيراً مما تعملون)
وفي الانشقاق : (إنه ظن أن لن يحور)، أي : حسب
- الوجه الخامس : بمعنى الكذب ومنه قوله تعالى :
(أن يتبعون إلاّالظن وإن الظن لايغني من الحق شيئاً)



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1010489_1514467672128453_3091611229675801766_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 5:17 am

كان لأبي الأسود الدُؤلي جار متطفل لا يأتيه إلا على وقت طعام
فيأكل ما بين يديه ولا يترك له شيئاً وكان من طبيعة هذا المتطفل
أن يشد أبا الأسود لكلامه وهو ينشغل بالأكل فصمم أبو الأسود
على نبذه، فأتاه مرة وأبو الأسود يتغدى في السوق، فجلس المتطفل
بجانبه وسلم فرد عليه السلام؛
ثم قال جاره: إني مررت بأهلك.
قال أبو الأسود: كذلك كان طريقك.
قال: وامرأتك حُبلى.
قال: كذلك كان عهدي بها.
قال:فقد ولدت.
قال: كان لابد لها أن تلد.
قال: ولدت غلامين.
قال: كذلك كانت أمها.
قال: مات أحدهما.
قال: ما كانت تقوى على إرضاع الاثنين.
قال: ثم مات الآخر.
قال: ما كان ليقوى على البقاء بعد موت أخيه.
قال: وماتت الأم.
قال: ماتت حزناً على ولديها.
قال: ما أطيب طعامك.
قال: لذلك أكلته وحدي؛ ووالله لا ذقته يا متطفل.



والعز ضيف لا يراه بربعه ... من لا يرى بذل التلاد تلادا
والجود أعلى كعب كعب قبلنا ... فمضي جوادا يوم مات جودا




لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسرف
فإن تولت فأخرى أن تجود بها ... فالشكر منها إذا ما أدبرت خلف




زاد معروفك عندي عظما ... أنه عندك مستور صغير
تتناساه كأن لم تأته ... وهو عند الناس مشهور كبير




إني وإن لم ينل مالي مدى خلقي ... وهاب ما ملكت كفي من المال
لا أحبس المال إلا ريث أنفقه ... ولا يغيرني حال إلى حال




وكم من فتى يعجب الناظرين ... له ألسن وله أوجه
ينام إذا ذكر المكرمات ... وعند الدناءة يستنبه




الأصمعي: قلت لأعرابي معروف بالكذب: أصدقت قط؟
قال: لولا أني أصدق في هذا لقلت لا




لو أن ذا حسب نال السماء به ... نلنا السماء بلا كد ولا تعب
فإن صدقتم فأعلى الخلق نحن وإن ... ملتم عن الصدق أعقبتم إلى الكذب




لقد علم السادات في كل بلدة ... بأن لنا فضلا على سادة الأرض
وأن أبي ذو المجد والسؤدد الذي ... يساد به ما بين نشز إلى خفض
وجدي وآباء له أثلوا العلى ... قديما بطيب العرق والحسب المحض




وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدلو إلى عقد الكرب




أتيه على جن البلاد وأنسها ... ولو لم أجد جنا لتهت على نفسي
أتيه فلا أدري من التيه من أنا ... سوى ما يقول الناس فيّ وفي جنسي
فإن زعموا أني من الأنس مثلهم ... فما لي عيب غير أني من الأنس




هي الأيام والغير ... وأمر الله ينتظر
أتيأس أن ترى فرجا ... فأين الله والقدر




عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
فيأمن خائف ويفك عان ... ويأتي أهله النائي الغريب




إني رأيت الناس في عصرنا ... لا يطلبون العلم للعلم
إلا مباهاة لأصحابه ... وعدة للغشم والظلم





أعرابية في ابنها:
لو ظمىء القوم فقالوا من فتى ... يحلف لا يردعه خوف الردى
وبعثوا سعدا إلى الماء سدى ... في ليلة كأنها مثل العمى
بغير دلو ورشاء لاستقى ... امر يهدي رأيه رأي اللحى







ألم تر أن الله قال لمريم ... وهزي إليك الجذع يسّاقط الرطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزه ... جنته ولكن كل رزق له سبب






يقول ابن القيم-رحمه الله :
"إذا فتح الله عليك في باب قيام الليل ، فلا تنظر للنائمين نظرة ازدراء
وإذا فتح الله عليك في باب الصيام ، فلا تنظر للمفطرين نظرة ازدراء
وإذا فتح الله عليك في باب الجهاد ، فلا تنظر للقاعدين نظرة ازدراء
فرب نائم ومفطر وقاعد أقرب إلى الله منك".
وإنك أن تبيت نائماً وتصبح نادماً، خير من أن تبيت قائماً وتُصبح معجباً، فإنَّ المُعجَب لا يصعد له عمل".

المصدر/ مدارج السالكين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 5:23 am


ذهب الصواب برأيه فكأنما ... آراؤه اشتقت من التأييد
فإذا دجا خطب تبلج رأيه ... صبحا من التوفيق والتسديد





سمع محمد بن يزداد وزير المأمون قول القائل:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تتردّدا
فأضاف إليه:
وإن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلا ... فإن فساد العزم أن تتقيّدا




الجعجاع الأزدي :
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن ... بحزم نصيح أو نصيحة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي قوة للقوادام
وخل الهوينى للضعيف ولا تكن ... نؤوما فإنّ الحزم ليس بنائم
وأدن من القربى المقرب نفسه ... ولا تشهد الشورى امرءا غير كاتم
وما خير كف أمسك الغل أختها ... وما خير سيف لم يؤيد بقائم
فإنك لا تستطرد الهم بالمنى ... ولا تبلغ العليا بغير المكارم







أحلام عاد . مثل عند العرب في رجاحة العقول، قاسوا عقولهم على أجسادهم فاسترجحوها. قال:
وأحلام عاد لا يخاف جليسهم ... وإن فطن العوراء غرب لسان






إذا لم يكن للمرء عقل فإنه ... وإن كان ذا مال على الناس هيّن
ومن كان ذا عقل أجل بعقله ... وأفضل عقل عقل من يتدين




وعفا يسمى عاجزا لعفافه ... ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه
وليس بعجز المرء أخطأه الغنى ... ولا باحتيال أدرك المال كاسبه




إن التواني أنكح العجز بنته ... وساق إليها حين زوجها مهرا
فراشا وطيئا ثم قال لها اتكي ... فقصرا كما لا شك أن تلدا الفقرا





حتى متى لا نرى عدلا نسّر به ... ولا نرى لولاة الحق أعوانا
مستمسكين بحق قائمين به ... إذا تلوّن أهل الجور ألوانا
يا للرجال لداء لا دواء له ... وقائد ذي عمى يقتاد عميانا




سمع الرشيد أعرابية بمكة تقول:
طحنتنا كلاكل الأعوام ... وبرتنا طوارق الأيام
فأتيناكم نمد أكفا ... لقمامات زادكم والطعام
فاطلبوا الأجر والمثوبة فينا ... أيها الزائرون بيت الحرام
فاستعبر الرشيد وقال لأصحابه: سألتكم بالله ألا دفعتم إليها صدقاتكم. فألقوا الثياب حتى وارتها كثرة، وملأوا حجرها دنانير ودراهم.




قدم زيادة الأعجم على طلحة الطلحات بسجستان، فأقام على بابه أربعين صباحا، فلما طال كتب إليه:
ورد السقاة المعطشون فأنهلوا ... ريّا وطاب لهم لديك المكرع
ووردت بحرا طاميا متدفقا ... فرددت دلوي شنّه يتقعقع
وأراك تمطر جانبا عن جانب ... ومحل بيتي من سمائك بلقع




قال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب لأبي الفضل البلعمي :
يا أبا الفضل لك الفضل المنين ... وبما نلت به أنت قمين
ليس تخلو من زكاة نعمة ... وزكاة الجاه رفد المستعين




سأل رجل معاوية حاجة فأبى، فسأله أخرى فقال:
طلب الأبيض العقوق فلمّا ... لم ينله أراد بيض الأنوق




وصاحب كان لي وكنت له ... مثل ذراع شدّت إلى عضد
حتى إذا استرفدت يدي يده ... كنت كمسترفد يد الأسد




أبا هانىء لا تسأل الناس والتمس ... بكفيك فضل الله فالله أوسع
فلو تسأل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملّوا فيمنعوا




المبرّد:
أروح بتسليم عليك وأغتدي ... وحسبك بالتسليم منّي تقاضيا
كفى بطلاب المرء مالا يناله ... عناء وبالبأس المصرّح شافيا




ابن دريد :
لا تلحقنّك ضجرة من سائل ... فبقاء عزك أن ترى مسؤولا
لا تجبهن بالردّ وجه مؤمل ... فلخير يومك أن ترى مأمولا
واعلم بأنك عن قليل صائر ... خيرا فكن خيرا يروق جميلا



روى الإمام أحمد بسنده عن أبي العالية قوله:
( يأتي على الناس زمانٌ تَخْرُبُ صدورُهم من القرآن، ولا يجدون له حلاوةً ولا لذاذةً
إن قصّروا عما أُمِروا به قالوا: إن الله غفور رحيم!
وإن عملوا بما نُهوا عنه قالوا: سيُغفر لنا إنا لم نشرك بالله شيئا!
أمرُهم كلُّه طمع ليس معه صدق
يلبسون جلود الضّأن على قلوب الذئاب
أفضلهم في دِينه المداهِن)

  الزهد للإمام أحمد - 1741
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 5:30 am


سأل المأمون محمد بن حازم الباهلي أن يرتجل بيتين فقال:
أنت سماء ويدي أرضها ... والأرض قد تأمل غيث السماء
فارع يدا عندي محمودة ... تحصد بها عندي حسن الثناء
فأعطاه عشرة آلاف درهم.



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1904037_1583215955240476_8022348938150769926_n


لمست أعرابية كف أبيها فألفتها خشناء فقالت:
هذه كف أبي خشنها ... ضرب مسحاة ونقل بالزبيل
فأجابها:
ويلك لا تستنكري مس يدي ... ليس من كدّ لعز بذليل
إنما الذلة أن يمشي الفتى ... ساحب الذيل إلى باب البخيل






من الأخطاء الشائعة:

" أزمعت على الْمسير ." و" تَتَابَعَت النوائب على فلَان ".
أ‌- يَقُولُونَ: أزمعت على الْمسير وَوجه الْكَلَام: أزمعت الْمسير كَمَا قَالَ عنترة:
(إِن كنت أزمعت الْمسير فَإِنَّمَا ... رمت ركابكم بلَيْل مظلم)
وَفِي معنى أزمعت لَفْظَة أَجمعت إِلَّا أَنه يجوز فِي أَجمعت خَاصَّة تعديتها بِنَفسِهَا وبلفظة على، فَيُقَال: أَجمعت الْأَمر وأجمعت عَلَيْهِ.

ب‌- يَقُولُونَ: تَتَابَعَت النوائب على فلَان، وَوجه الْكَلَام أَن يُقَال: تتايعت، بِالْيَاءِ الْمُعْجَمَة بِاثْنَتَيْنِ من تَحت لِأَن التَّتَابُع يكون فِي الصّلاح وَالْخَيْر، والتتايع يخْتَص بالمنكر وَالشَّر، كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر: مَا يحملكم على أَن تتايعوا فِي الْكَذِب كَمَا تتايع الْفراش فِي النَّار.
وكما روى أَنه لما كثر شرب الْخمر فِي عهد عمر رَضِي الله عَنهُ جمع الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم، وَقَالَ: إِنِّي أرى النَّاس قد تتايعوا فِي شرب الْخمر واستهانوا بحدها، فَمَاذَا ترَوْنَ فَقَالَ لَهُ عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: أرى أَن أحده ثَمَانِينَ، لِأَنِّي أرَاهُ إِذا شرب سكر، وَإِذا سكر هذى، وَإِذا هذى افترى، فأحده حد المفتري.
فاستصوب عمر رَأْيه، واخذ بِهِ.
وَقد جَاءَ فِي لُغَة الْعَرَب أَلْفَاظ خصت بِالِاسْتِعْمَالِ فِي الشَّرّ دون الْخَيْر، كلفظة تهافت، الَّتِي لَا تسْتَعْمل إِلَّا فِي الْمَكْرُوه والحزن، وكلفظة أشفى الَّتِي لَا تقال إِلَّا لمن أشرف على الهلكة، وكالأرق الَّذِي لَا يكون إِلَّا فِي الْمَكْرُوه لِأَن السهر يكون فِي الْمَكْرُوه والمحبوب،
: درة الغواص في أوهام الخواص (ص: 79، 91-92)




محمود الوراق:
شاد الملوك قصورهم وتحصّنوا ... من كل طالب حاجة أو راغب
عالوا بأبواب الحديد لعزها ... وتنوقوا في قبح وجه الحاجب
فإذا تلطف للدخول عليهم ... عاف تلقّوه بوعد كاذب






إذا كان أصلي من تراب فكلها .-. بلادي وكل العالمين أقاربي
ولابد لي أن أسأل العيس حاجة .-. تشق علي شم الذري والغوارب



أبو العباس المبرد :
ولو رفع الله عنّا البلاء ... لم ندر ما خطر العافية






في رحاب آية:
قال تعالى: «فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا، وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ» النحل:34.
ولهذا التعبير وأمثاله دلالة فإنهم لا يعاقبون بشيء خارج عن ثمرة أعمالهم الذاتية. وإنهم ليصابون بجرائر سلوكهم التلقائية. وهم ينتكسون إلى أدنى من رتبة البشرية بما يعملون، فيجازون بما هو أدنى من رتبة البشرية في دركات المقام المهين، والعذاب الأليم.
في ظلال القرآن (4/ 2170)





قيل لأعرابي: من أنعم الناس عيشا؟ قال: أنا، قيل: فما بال الخليفة؟ فخفس بأنفه وقال:
وما العيش إلا في الخمول مع الغنى ... وعافية تغدو بها وتروح






و لمَّا تَلاقينا على ســـــــفحِ رامَةٍ ---- وجدتُ بنان الـــــــعامريَّةِ أحمرا
فقلتُ خضبتِ الكفَّ على فراقنا؟! --- فقالت : معاذ الله , ذلك ما جرى
ولكنَّنِــــــي لـــــــما وجدتُكَ راحلاً --- بكيتُ دماً حتى بللــت به الثرى
مسحت بأطراف البنانِ مدامعي --- فصار خضاباً في اليدين كــما ترى



ابن الرومي:
إذا ما كساك الله سربال صحة ... ولم تخل من قوت يحل ويعذب
فلا تغبطنّ المكثرين فإنما ... على قدر ما يكسوهم الدهر يسلب



واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10603764_618274421615221_1969225535776461097_n





أَبُو عقيل عبد الرحمن بن عبد الله :
لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْيَمَامَةِ، وَاصْطَفَّ النَّاسُ لِلْقِتَالِ، كَانَ أَوَّلُ مَنْ جُرِحَ أَبُو عَقِيلٍ، رُمِيَ بِسَهْمٍ فَوَقَعَ بَيْنَ مِنْكَبَيْهِ وَفُؤَادَهُ، فَأَخْرَجَ السَّهْمَ فَوَهَنَ لَهُ شِقَّهُ الأَيْسَرُ، وَجُرَّ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَّا حَمِيَ الْقِتَالُ وَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، سَمِعَ مَعْنَ بْنَ عَدِيٍّ يَصِيحُ: يَا آلَ الأَنْصَارِ، اللَّهَ اللَّهَ ، وَالْكَرَّةَ عَلَى عَدُوِّكُمْ. قَالَ عبد الله بْنُ عُمَرَ : فَنَهِضَ أَبُو عَقِيلٍ، فَقُلْتُ مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: قَدْ فَوَّهَ الْمُنَادِي بِاسْمِي، فَقُلْتُ: مَا يَعْنِي الْجَرْحَى. فَقَالَ: أَنَا مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَا أُجِيبُهُ وَلَوْ حَبْوًا. فَتَحَزَّمَ، وَأَخَذَ السَّيْفَ، ثُمَّ جَعَلَ يُنَادِي: يَا آلَ الأَنْصَارِ كَرَّةً كَيَوْمِ حُنَيْنٍ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَاخْتَلَفَتِ السُّيُوفُ بَيْنَهُمْ، فَقُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمِنْكَبِ، فَقُلْتُ: أَبَا عَقِيلٍ؟ فَقَالَ: لَبَّيْكَ بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فَقُلْتُ: أَبْشِرْ قَدْ قُتِلَ عَدُوَّ اللَّهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، أَوْ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ وَمَاتَ يَرْحَمَهُ اللَّهُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ. فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا.
الثبات عند الممات (ص: 110-111)







ابن السماك : أيها المغرور بصحته ونشاطه أما علمت أن الأرواح يغدى عليها بالمنايا ويراح، وأنشد:
ومؤمل قد قصرت أكفانه ... ومحاذر أكفانه لم تغزل






إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني ... فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ ... والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
بشار بن برد






كانت قناتي لا تلين لغامز ... فألانها الأصباح والإمساء
فدعوت ربي بالسلامة جاهدا ... ليصبحني فإذا السلامة داء






قال المثقب العبدي:
لاَ تَقُوَلنَّ إِذَا ما لم تُرِدْ *** أَن تُتِمَّ الوَعْدَ في شَيءٍ نَعَمْ
حَسَنٌ قَوْلُ نَعَمْ مِنْ بَعْدِ لاَ *** وقَبيحٌ قوْلُ لاَ بَعدَ نَعَمْ
إِنَّ لاَ بَعْدَ نَعَمْ فاحِشَةٌ *** فَبِلا فابْدَأ إِذَا خِفْتَ النَّدَمْ
فإِذا قُلْتَ نَعَمْ فاصبرْ لَها *** بِنَجَاحِ القَولِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمّْ
وأعْلمَ أنَّ الذَّمَّ نَقْصٌ للفَتَى *** ومَتَى لاَ يَتَّقِ الذَّمَّ يُذَمّْ
المفضليات (ص: 293)





قصة مثلي : " إنّما هو كالبرق الخلب." و " مواعيد عرقوب."
أ‌- إنّما هو كالبرق الخلب.
وهو الذي لا مطر معه، ويقول: إنّه يخلف كما يخلف ذلك البرق. قال الزبير بن بكار: سألت حمزة بن عتبة اللهبي عن برق الخلب، فقال: عندنا بمكة مكان يقال له: الخلبة، يكذب برق ذلك المكان، وبه شبه الناس البرق الكاذب.
ب- مواعيد عرقوبٍ.
قال: سمعت أبي يخبر بحديثه إنّه كان رجل من العماليق يقال له عرقوب، فأتاه أخ له يسأله شيئاً، فقال له عرقوب: إذا أطلعت هذه النخلة فلك طلعها، فلما أطلعت أتاه للعده فقال: دعها حتى تصير بلحاً. فلما أبلحت أتاه فقال له: دعها حتى تصير زهواً، فلما أزهت قال له: دعها حتى تصير تمراً، فلما أتمرت عمد إليها عرقوب من الليل فجذها ولم يعط منها شيئاً، فصار مثلا في الخلف.
الأمثال لابن سلام (ص:86- 87)





"من أسماء أوَائِل الأشياء"

الوَخْطُ أوَّلُ الشَّيْبِ.
النُّعَاسُ أوَّلُ النَّوْم.
الحَافِرَةُ أوَّلُ الأَمْرِ وهيَ من قَولِ الله عزَّ وجلَّ: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} اَي في أوَّلُ أمرِنا. الفَرَطُ أوَّلُ الوُرّادِ وفي الحديث: "أنَا فَرَطُكُمْ على الحَوْض" أي أوَّلُكُمْ.
الزُّلَفُ أوَّلُ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَاحِدَتُهَا زُلْفَة.
الزَّفيرُ أوَّلُ صَوْتِ الحِمَارِ والشَهِيقُ آخِرُهُ.
النُّقْبَةُ أوَّلُ ما يَظْهَرُ من آلجرَبِ.
العِلْقَةُ أوَّلُ ثَوبِ يُتَّخَذُ للصَّبيِّ.
الاسْتِهْلالُ أوَّلُ صيَاحِ المولودِ إذا وُلِدً.
العِقْيُ أوَّلُ ما يَخْرُجُ من بَطْنِهِ.
النَّبَطُ أوَّلُ ما يَظْهَرُ مِنْ ماءِ البئْرِ إذا حُفِرَتْ.
الرَّسُّ والرَّسِيسُ أوَّلُ ما يَاْخُذُ مِنَ الحُمَّى.
الفَرَعُ أوَّلُ ما تُنْتِجهُ الناقَةُ وكانت العَرَب تَذْبَحُه لأَصْنامِها تَبرُكاً بِذَلك
يُنظر: فقه اللغة وسر العربية (ص: 37)







وفي الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية:
وقولهم: " أعز من الكِبْريتِ الأحمرِ " إنَّما هو كقولهم: " أعزُّ من بَيْضِ الأَنوقِ ". ويقال أيضاً: ذهبٌ كِبْريتٌ، أي خالص.






قال الشّعبي: تعايش الناس زمانا بالدّين والتّقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمّم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشدّ من هذا.
عيون الأخبار للدينوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 9:20 am

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 10290037_871054726253042_3730781519918140463_n




الفروق اللغوية بين حروف العطف:
- الواو : تدل على المعية.. وذلك مثل قولك: جاء محمد وأحمد.. المقصود هنا أن أحمد ومحمد جاءا معًا...
- ثم: هو حرف يدل على التراخي .. وذلك مثل قولنا: تناولت غدائي ثم أكلت الفاكهة.. والمقصود هنا: تناولت غدائي ثم أكلت الفاكهة ولكن هناك فترة بين الحدثين أي تناول الغداء وأكل الفاكهة...
- الفاء : هو حرف يدل على التعقيب والسرعة.. وذلك مثل قولنا: تجرع السم فمات من فوره.. أي أنه بمجرد تجرعه للسم مات بسرعة.. ومثل قولنا: رآه الأسد فافترسه..
- بل: بل تنفي الجملة السابقة وذلك مثل قولنا: لا أحب الكتابة بل القراءة..
- لكن: تثبت الجملة السابقة وذلك مثل قولنا: الحديقة جميلة لكن الجو بارد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 9:40 am


بعض العلم تحصيل بالقراءة… وبعضه سعي في الطلب…وبعضه جزاء التقوى، وبعضه عطاء من لدن حكيم خبير…
------------
بعض المعاني لن تتعلمها إلا من الجبال ، وبعضها لا تمنح سرها إلا الصحراء ، وبعضها يولد بين جدران الأَسر، وبعضها في البراح. عرض النهر يعلمك أمر وأفق الإبحار يعلمك أشياء ، وحَر الصيف يهديك مِزاجا يختلف عن برد الشتاء …
الشجر والورد والنمل والطير ، والسحاب والمطر.. وحتى أثر الماء الذي شق يوما سبيله بين الصخور ..ثم جَف.
آيات ظاهرة تبث رسائل القدرة وتخاطب في العقل والنفس مساحات للفهم ...فلا تغفل وتُعرض عن الآيات ، كل خطوة تخطوها آية من آيات الأنفس..وكل ما تقع عليه عينك إشارة ..
اقرأ…

‫#‏د_هبة_رؤوف_عزت‬
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 9:42 am

إن الإنسان المستقيم لا يعيش الخوف. لأن الخوف أمران. إما ذنب أنا سبب فيه. والسائر على الطريق المستقيم لم يفعل شيئا يخاف انكشافه. وإما أمر لا دخل لي فيه. يجريه على خالقي. وهذا لابد أن يكون لحكمة. قد أدركها. وقد لا أدركها ولكني أتقبلها. فالذي يتبع هدى الله. لا يخاف ولا يحزن. لأنه لم يذنب. ولم يخرق قانونا. ولم يغش بشرا. أو يخفي جريمة. فلا يخاف شيئا، ولو قابله حدث مفاجئ، فقلبه مطمئن. والذين يتبعون الله. لا يخافون. ولا يخاف عليهم.. وقوله تعالى: {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} لأن الذي يعيش طائعا لمنهج الله.. ليس هناك شيء يجعله يحزن. ذلك أن إرادته في هذه الحالة تخضع لإرادة خالقه. فكل ما يحدث له من الله هو خير. حتى ولو كان يبدو على السطح غير ذلك. ملكاته منسجمة وهو في سلام مع الكون ومع نفسه. والكون لا يسمع منه إلا التسبيح والطاعة والصلاة. وكلها رحمة. فهو في سلام مع نفسه. وفي سلام مع ربه. وفي سلام مع المجتمع.
الشيخ الشعراوي - رحمه الله -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 4:42 pm


اطلب العلم وحصّله فمن
لا تقل قد ذهبت أربابه
يعرف المقصود يحقر ما بذل
كل من سار على الدرب وصل



خبيب بن عدي وهو يلقي قصيدة الفداء، على خشبة الفناء، في إصرار وإباء ، وصبر ومضاء :
ولست أبالي حين أُقتل مسلماً
وذلك في ذات الإله وإن يشأ
على أيّ جنبٍ كان في الله مصرعي
يبارك على أشلاء شلوٍ ممزّعِ




أحب امرؤ القيس فتاة ، وأحب أبو جهل العزى ومناة ، وأحب قارون الذهب ، وأحب الرئاسة أبو لهب ، فأفلسوا جميعا ، لأنهم أخطؤوا خطأً شنيعا .
أما حب بلال بن رباح ، فهو البر والصلاح . سحب على الرمضاء ، فنادى رب الأرض والسماء ، انبعث من قلب المحب أَحدٌ أَحد ، لأن في القلب إيماناً كجبل أُحد .
إذا كان حب الهائمين من الورى
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي
بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا
سرى قلبُه شوقاً إلى العالم الأعلى

مهر الجنة عند بلال السنة ، ركعتان ودمعتان . الحب لا يعترف بالألوان ولا بالأوطان ، والدليل بلال وسلمان ، بلال أبيض القلب أسود البشرة ، فصار بالحب مع البررة ، وأبو لهب بالبغض ليس من أهل البيت ، وسلمان نال بالحب جائزة سلمان منا أهل البيت .
دعني من حب مجنون ليلى ، ومحبوب سلمى ، ومعشوق عفرا ، فلطالما لطخت بأشعارهم الطروس ، وضاقت بأخبارهم النفوس ، وخدعت بقصائدهم الأجيال ، واتبعهم الضلال .
حدثني عن أنباء الأنبياء ، وهم من أجل حب الرب يهجرون الآباء والأبناء .
فإبراهيم يتبرأ من أبيه ، ونوح من بنيه ، وامرأة فرعون تلغي بنفسها عقد النكاح ، لأن البقاء مع الكافر سفاح .
هذا هو عالم الحب بتضحياته ، بأفراحه وأتراحه ، وهو حب يصلك برضوان مَنْ رضاه مطلب ، وعفوه مكسب .
والله ما نظرت عيني لغيركمو
كل الذين رووا في الحب ملحمة
يا واهب الحب والأشواق والمهج
في آخر الصف أو في أسفل الدرج

امرؤ القيس يصيح في نجد ، وقد غلبه الوجد ، قفا نبكِ فإذا بكاؤه على الأطلال ، وإذا دموعه تسفح على الرمال ، إنه هيام العقل بلا وازع ، وحيرة الإنسان بلا رادع .
ورسولنا يذوق الويلات ، ويعيش النكبات ، ثم ينادي مولاه في ومناجاة إخبات، ويقول : لك العتبى حتى ترضى .
لا تضع عمري بشعر طرفة بن العبد ، وهو يشكو الحب والصد ، حب ماذا ، يا هذا ، أما علمت أن أحد الأنصار ، كان يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ بتكرار ، فسئل عن المقصود ، قال : لأن فيها مدح المعبود ، وأنا أحب تلك البنود ، فدخل الجنة بالمحبة ، لأن الله أحبه .
دعني أمسح فوق الروض أجفاني
نسيت في حبكم أهلي ومنتجعي
فالنور موقده من بعض أشجاني
فحبكم عن جميع الناس ألهاني

شغلونا بالروايات الشرقيّة ، والمسرحيّة الغربيّة ، ويل هذا الجيل ويله ، سهر مع غراميات ألف ليلة وليله ، وفي الذكر المنـزل ، والحديث المبجل ، قصص الحب الصادقة ، والمعاني الناطقة ، ما يخلب اللب ، ويستميل القلب .
الحب ليس رواية شرقية
الحب مبدأ دعوة قدسية
بأريجها يتزوّج الأبطالُ
فيها من النور العظيم جلالُ

أخرجونا يا قوم من ظلمات عشق الأعراب ، والهيام في الأهداب ، فكل ما فوق التراب تراب ، وأدخلونا في عالم الحب الراقي ، والدواء الواقي ، الذي تطير له الأرواح، وتهتز له الأشباح ، في ملكوت الخلود ، وعلى بساط رب الوجود .
دع حب هؤلاء فإنهم مرضى ، وتعال إلى الواحد وناد : وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً .
في حالة البعد نفسي كنت أرسلها
وهذه دولة الأشباح قد حضرت
تقبل الأرض عنكم وهي رائدتي
فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي

حمزة سيد الشهداء يمزق الحب تمزيقا ، وأنتم تهيمون بروايات غراميّة لفقت تلفيقا ، نقول حدثونا عن الحب عند ابن عباس ، فتذكرون لنا عشق أبي نواس ، كفى جفاء ، فأمّا الزبد فيذهب جُفاء .
حب طلحة والزبير ، أعظم من حب شكسبير ، لأن حبهم سطر في بدر لمرضاة القوي العزيز ، وحب شكسبير كتب في شوارع لندن لمراهقي الإنجليز .
إن كنت يا شاعر الغرب كتبت رواية الحب بالحبر ، فالصحابة سجلوا قصص المحبة بدم الصبر .
لا تدري ربما عذبت بحبك ، وكتب عنك عند ربك ، هذا فراق ما بيني وبينك ، ونحن نسمع من أجل امرأة بكاءك وأنينك .
ولما جعلتُ الحبَّ خدناً وصاحبا
فلا تسمعني شكسبير ولهوه
فلي في رحاب الله ملك ودولة
تركت الهوى والعشق ينتحبانِ
ورنة عود أو غناء غواني
أظن السما والأرض قد حسداني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 4:44 pm

مقـامَــــة الـمتنـبي
(( شـاعـر الدنيــا وشـاغـل الناس ))
لقيت أبا الطيب أحمد بن الحسين ، بعد بضع سنين ، وهو من الشعراء المحسنين .
فكلما سألنا عن الأخبار ، أجاب بالأشعار :
قلنا : من أنت ؟
قال : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبـي

وأسـمعت كلماتي من به صممُ
الخيل والليل والبيـداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
قلنا : أما ترى السفهاء ، ينالون العظماء .
قال : وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
قلنا : نراك تعبت في طلبك للمجد .
قال : جزى الله المسير إليك خيرا
وإن ترك المطايا كالمـزاد
قلنا : أما ترى أن المجد يتعب ؟
قال : لولا المشقة سادَ الناس كلهمو
الجود يفقر والإقدام قتال
قلنا : نرى السلف يتأثرون عند سماع القرآن ونحن لا نتأثر ؟
قال : لا تعذل المشتاق في أشواقه
حتى يكون حشاك في أحشائه
قلنا : نرى المنافق أحياناً يبكي ؟
قال : إذا اشتبكت دموع في خدود
تبين من بكى ممن تباكى
قلنا : نرى واحداً من الناس يعادل أمة في الفضل ؟
قال : وإن تَفُقِ الأنام وأنت منهم
فإن المسك بعض دم الغزال
قلنا : نرى لك حسّاداً كثيرين ؟
قال : أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني
فلا أعاتبه صفحاً وإهوانا
قلنا : بعض الناس غلب عليه سوء الظن ؟
قال : إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه
وصدق ما يعتاده من توهم
قلنا : القوميّون العرب يهددون إسرائيل من خمسين سنة ؟
قال : وإذا مـا خـلا الجـبــان بأرض
طلـب الطعـن وحـده والنـزالا
قلنا : نعرف أغنياء ألسنتهم سخيّة وأيديهم بخيلة .
قال : جود الرجال من الأيدي وجودهمو
من اللسـان فلا كانـوا ولا الجودُ
قلنا : من يتأمل الشريعة يملكه حبها .
قال : وما كنت ممن يملك الحبُّ قلبَه
ولكن من ينظر عيونك يعشقِ
قلنا : نسمع لأعداء الإسلام شبهات يثيرونها عنه ؟
قال : ولله سِرٌّ في علاك وإنما
كلام الورى ضرب من الهذيان
قلنا : ما رأيكم في الدنيا ؟
قال : لحا الله ذي الدنيا مناخا لراكب
فكل بعيد الهم فيها معذب

قلنا : والمال ؟
قال : إذا المال لم يرزق خلاصاً من الأذى
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
قلنا : بعضهم يستطيع أن يكون أفضل فلا يفعل ؟
قال : ولم أر في عيوب الناس عيباً
كنقص القادرين على التمامِ
قلنا : عرفنا من تمنى الموت لسوء حاله .
قال : كفا بك داءً أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا
قلنا : بعضهم لا يتأثر بالنقد .
قال : من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميّت إيلام
قلنا : نحن نردد اسم الرسول ولو قصرنا في العمل بسنته .
فقال : نحن أدرى وقد سألنا بنجد
أطويل طريقنا أم يطولُ
وكثير من السؤال اشتياق
وكثير من ردِّه تعليلُ
قلنا : بُلينا بمثقفين عندهم ألقاب بلا حقيقة .
قال : أُعيذها نظراتٍ منك صادقةً
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
قلنا : أظنه لابد من مجاملة بعض الناس في هذه الحياة .
قال : ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى
عـدوّاً له ما من صـداقتـه بُدُّ

قلنا : كان للعلماء قدر عند الناس واليوم جُهِل قدرهم .
قال : أتى الزمانَ بنوه في شبيبته
فسره وأتيناهُ على هرم
قلنا : نرى العظماء لا يبالون بالمصاعب .
قال : إذا اعتاد الفتى خوض المنايا
فأهـون ما يمر به الوحولُ
قلنا : بعض الناس يستفيد من نكبات الآخرين .
قال : كذا قضت الأيـام ما بين أهلهـا
مصائب قوم عند قوم فوائد
قلنا : ما رأيك في الزمان .
قال : ربما تحسن الصنيع لياليـ
ـه ولكن تكدر الإحسانا
قلنا : والمـوت .
قال : الموت آتٍ والنفوس نفائس
والمستغر بما لديه الأحمق
قلنا : الذين ينكرون الحقائق .
قال : وكيف يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
قلنا : ومن خير جليس ؟
قال : أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتابُ
قلنا : هل الرأي أفضل أو الشجاعة ؟
قال : الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أولٌ وهي المحل الثاني

قلنا : ما أحسن وسيلة لقضاء الحاجات ؟
قال : من اقتضى بسوى الهندي حاجتَه
أجاب كل سؤالٍ عن هلٍ بلمِ
قلنا : أراك تجامل الناس
قال : ولما صار ود الناس خبا
جزيت على ابتسام بابتسامِ
قلنا : وكيف حالك الآن ؟
قال : وحيد من الخلان في كل بلدة
إذا عظم المطلوب قل المسـاعـد
قلنا : نراك تسرف في المديح أحيانا .
قال : وقد أطال ثنائي طول لابسه
إن الثناء على التِّنبال تنبالُ
قلنا : نراك أحياناً لا تصل لمقصودك .
قال : ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ
قلنا : متى تزور أحبابك ؟
قال : أزورهم وظلام الليل يشفع لي
وأنثني وبياض الصبح يغري بي
قلنا : ما رأيك في شعرك ؟
قال : وما الدهـر إلا من رواةِ قصائـدي
إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا
قلنا : ما رأيك في اللئام ؟
قال : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

قلنا : ما رأيك في الناس ؟
قال : إنا لفي زمن ترك القبيح به
من أكثر الناس إحسانٌ وإجمالُ
قلنا : نراك تحسن القول ولا تعطي شيئاً .
قال : لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم تسعد الحالُ
قلنا : بعضهم يسهر على اللهو وبعضهم على العبادة .
قال : ما الذي عنده تدار المنايا
كالـذي عنده تدار الشمولُ
قلنا : ما رأيك في أهل العشق ؟
قال : تفنى نفوسهمو شوقاً وأدمعهم
في إِثر كل قبيح وجهه حسنُ
قلنا : ماذا تقول في مقام الرسول ؟
قال : إذا تغلغل فكر المرء في طرف
من مجده غرقت فيه خواطره
قلنا : لماذا عاداك حسادك ؟
قال : أعادى على ما يوجب الحب للفتى
وأهدأ والأفكار فيّ تجولُ
قلنا : يسيء لنا بعض الناس فنستفيد من إساءتهم ؟
قال : رب أمر أتاك لا تحمد الفُعَّا
ل فيه وتحمد الأفعالا
قلنا : بعض العداوة نافعة .
قال : ومن العداوة ما ينالك نفعه
ومن الصداقة ما يضر ويؤلمُ
قلنا : بماذا عاقبت حسادك ؟
قال : إني وإن لُمت حسّادي فما
أنكر أني عقوبة لهمُ
قلنا : ما أحسن الحلل الملبوسة ؟
قال : ورفلت في حلل الثناء وإنما
عدم الثناء نهاية الإعدامِ
قلنا : ما أحسن ما خلّف الإنسان بعد موته ؟
قال : كفل الثناء له برد حياته
لما انطوى فكأنه منشورُ
قلنا : بعضهم يكثر من الحلف ؟
قال : وفي اليمين على ما أنت واعده
ما دل أنك في الميعاد متهمُ

قلنا : من أحق الناس بالمجد ؟
قال : أحقهمو بالمجد من ضرب الطلى
وبالأمـر من هانت عليه الشدائد
قلنا : ما الأمن والخوف ؟
قال : وما الخوف إلا ما تخوفه الفتى
وما الأمن إلا ما رآه الفتى أمنا
قلنا : نحن بين خوف ورجاء .
قال : وأحلى الهوى ما شك في الوصل ربه
وفي الهجر فهو الدهـر يرجو ويتقي
قلنا : بلينا والدهر ما بَلي .
قال : إذا ما لبست الدهـر مسـتمتعاً به
تخرقت والملبوس لم يتخرقِ
قلنا : نحن نحاول كتم مشاعرنا فما نستطيع .
قال : بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا
وبكاك إذ لم يجر دمعك أو جرى
قلنا : بعضهم يضع من علماء الإسلام .
قال : من كان فوق محل الشمس موضعه
فليس يرفعه شيء ولا يضعُ
قلنا : ما وصف من أراد العلياء ؟
قال : كثير سهاد العين من غير علة
يؤرقه فيما يشرفه الفكر
قلنا : تزداد همتنا عند قراءة سير السلف ؟
قال : فلا تسمعاه ذا المديح فإنه
شجاع متى يذكر له الطعن يشتقِ
قلنا : أظنه لا يُهرب من المـوت ؟
قال : نعد المشرفية والعوالي
وتقتلنا المنون بلا قتالِ
قلنا : بعضهم لا يرضى إلا بالمحل العالي .
قال : على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
قلنا : ما رأيك في الحمَّى ؟
قال : وزائرتي كأن بها حياءً
فليس تزور إلا في الظلام
قلنا : والفراق ؟
قال : لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
قلنا : صف لنا نفسك ؟
قال : خلقت ألوفاً لو رجعت إلى الصبا
لفارقت شيبي مُوجَع القلب باكيا
قلنا : أما ترى فصاحة بعض الناس ؟
قال : إذا سمع الناس ألفاظه
خلقن له في القلوب الحسد
قلنا : ما أحسن صفات المتقي لربه ؟
قال : عليك منك إذا أُخليتَ مرتقبٌ
لم تأت في السر ما لم تأت إعلانا
قلنا : بعضهم يخشع ظاهره فحسب ؟
قال : وإطراق طرف العين ليس بنافـع
إذا كان طرف القلب ليس بمطرقِ
قلنا : ما أجمل كلام ؟
قال : فهو المُشيَّع بالمسامع إن مضى
وهو المضاعف حسنه إن كُرّرا
قلنا : هل للموت من طبيب ؟
قال : وقد فارق الناس الأحبة قبلنا
وأعيا دواء الموت كل طبيب
قلنا : الناس اختلفوا في معاني أبياتك ؟
قال : أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الناس جرّاها ويختصمُ
قلنا : أُدميت قدما رسول الله لما عاد من الطائف فما تعليقكم ؟
قال : إن كان سركمو ما قال حاسدنا
فما لجرح إذا أرضاكمو ألم
قلنا : أما ترى سب المنافقين لأهل الدين ؟
قال : ما أبعد العيب والنقصان من شرفي
أنا الثريا وذان الشيب والهرمُ
قلنا : نحن نطمع في لقاء رسولنا في الآخرة .
قال : وما صبابة مشتاق على أمل
من اللقاء كمشتاق بلا أمل
قلنا : عندنا شريعة فهل نضيف إليها تجارب الآخرين .
قال : خذ ما رأيت ودع شيئاً سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحلِ
قلنا : ماذا تقول لو طلب منك وصف الرسول ؟
قال : الشمس من حساده والنصر من
أين الثلاثة من ثلاث خلاله
مضت الدهور وما أتين بمثله
قرنائه والسيف من أسمائه
من حسنه وإبائه ومضائه
ولقد أتى وعجزن عن نظرائه

قلنا : هل لحسد الحاسد من دواء ؟
قال : سوى وجع الحساد داو فإنه
ولا تطمعَنْ من حاسد في مودة
إذا حل في قلب فليس يحول
وإن كنت تبديها له وتنيل

قلنا : لمن يكتب النصر ؟
قال : لمن هوَّن الدنيا على النفس ساعة
وللبيض في هـام الكماة صليل

قلنا : لو عدت شيخ الإسلام وهو مريض فماذا تقول ؟ قال : كنت قلت :
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
صَحَّت بصحتك الغارات وابتهجت
وراجع الشمس نور كان فارقها
وما أخصك في برء بتهنئة
وزال عنك إلى أعدائك الألم
بها المكارم وانهلت بها الديم
كأنما فقده في جسمها سقم
إذا سلمت فكل الناس قد سلموا

قلنا : بعض الناس يتقدم إلى المعالي بشجاعة ؟
قال : هو الجد حتى تفضل العين أختها
وحتى يكون اليوم لليوم سيّدا

قلنا : كيف نعاقب الأحرار إذا أخطؤوا ؟
قال : وما قتل الأحرار كالعفو عنهمو
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا

قلنا : هل تصلح الشدة مكان اللين والعكس ؟ قال :
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى

قلنا : ماذا تقول لحبيبك لو مرض .
قال : وإذا صح فالزمان صحيح
وإذا اعتل فالزمان عليل

قلنا : أما تخشى أن يشوه الإسلام من قبل بنيه .
قال : وكيف تعلّك الدنيا بشيء
وأنت بعلّة الدنيا طبيب

قلنا : ألا ترى كيف تقلب بنا الزمان .
قال : وصرنا نرى أن المتارك محسن
وأنّ خليلاً لا يضر وصولُ

قلنا : نشكو قلة الإنصاف من أهل زماننا .
قال : ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة
بين الرجال وإن كانوا ذوي رحم
قلنا : أحياناً نشكو ما بنا إلى الأصحاب .
قال : ولا تَشَكَّ إلى خلقٍ فتشمته
شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
قلنا : كيف نعامل الناس ؟
قال : وكن على حذر للناس تستره
غاض الوفاء فما تلقاه في عدة
ولا يغرك منهم ثغر مبتسمِ
وأعوز الصدق في الأخبار والقسمِ

قلنا : هل يشعر الناقصون بنقصهم ؟
قال : كدعواك كلٌّ يدّعي صحة العقل
ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهلِ
قلنا : معنا علماء بين أظهرنا ونرى الناس لا يستفيدون منهم .
قال : وليس الذي يتبّع الوبل رائداً
كمن جاءه في داره رائد الوبل

قلنا : خلاصة تجربتك مع الناس ما هي ؟
قال : ومن عرف الأيام معرفتي بها
فليس بمرحوم إذا ظفروا به
وبالناس روى رمحه غير ظالم
ولا في الردى الجاري عليهم بآثم

قلنا : هل تحب الهدية ممن تحب ؟
قال : وما أنا بالباغي على الحب رشوة
ضعيف هوىً يبغي عليه ثوابا

قلنا : هل من رسالة ؟
قال : يا من يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيء بعدكم عدمُ
قلنا : وداعاً .
قال : رحلت فكم باك بأجفان شادنٍ
عليّ وكم باك بأجفان ضيغم
قلنا : لا تبك على فراقنا .
قال : قد كنت أشفق من دمعي على بصري
فاليـوم كل عزيز بعدكم هانا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 4:45 pm


إذا جـار الوزيـر وكاتبـاه
وقاضي الأرض أجحف في القضاءِ
فويـل ثم ويـل ثـم ويـل
لقاضي الأرض من قاضي السماءِ



ديوان المتنبي مجلد لطيف خفيف ، فيه لفظ منيف ، ومعنى شريف ، أنصت لشعره الدهر ، وعبر البر والبحر ، وسار غدوه شهر ورواحه شهر . وبعض الشعراء المولّدين ، لكل منهم عشرة دواوين ، كل ديوان ككيس الأسمنت ، إذا قرأت منها قصيدة سكتّ وصمتّ ، وبُهتّ وخُفتَ ثم مُتّ ، تعبنا من ركاكة الكلام ، ومن هذا الركام ، إذا سألناهم عن المعنى أكثروا من الهمز والغمز ، وقال هذا شعر الرمز ، فيه إيجاز ، وألغاز وإعجاز ، والصحيح أنه هراء وطلسمة ، وشعاب مظلمة ، وتمتمة ، وهمهمة ، وغمغمة .
وقد حكم رسولنا في الشعر وقد رضينا حكمه فقال : (إن من الشعر لحكمة) وهو الشعر المحمود ، الذي يوافق المقصود ، وليس فيه بذاء ، ولا هجاء ، ولا ازدراء ، وكان فيه لطف بلا سخف ، مع صدق في الوصف ، وليس فيه تبذل ولا إغراب ، ولا كذب ولا إعجاب ، مع إشراق في العبارة ، ولطف في الإشارة ومتانة في السبك ، وجمال في الحبك ، فإذا كان كما وصفنا ، وصار كما عرّفنا ، فهو السحر الحلال ، وهو فيض من الجمال ، وهالة من الجلال ، يبهج العاقل ، وينبّه الغافل
واعلم أن في الشعر مختارات ، وفي القصائد أمهات ، مثل المعلقات ، وما اختاره أصحاب الحماسات ، ولا تنس الفريدة الحسناء ،
هذا الذي تعرف البطحاء

وإن تعجب فيحق لك العجب ، من قصيدة :
السيف أصدق إنباء من الكتب

وأجمل المراثي الرائعات :
علو في الحياة وفي المماتْ

أو ابن زيدون وهو يشجينا :
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا

أو الشريف الرضي في روعة البيان ، يوم أنشد :
يا ظبية البان

وواعجباه ،
من واحر قلباه

وما أبهى تاج الكلام ،
تفت فؤادك الأيام

وأبو البقاء الراوندي يوم اهتم ، فقال :
لكل شيء إذا ما تم

واعلم رحمك الله أن في الشعر تِبْر وتراب ، وذهب وأخشاب ، ولا يخدعنك قولهم فلانٌ شاعر موّار ، فقد لا يساوي شعره ربع دينار ، فإن من الشعر مسك وعنبر ، ولؤلؤ وجوهر ، يسافر إلى سويداء قلبك ويبحر ، وينادي إنما نحن فتنة فلا تكفر .




واحة الفصحى 5 - صفحة 2 1959514_282440928613715_2463932243670028526_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 4:47 pm


زار أبو جعفر المنصور المدينة طلب شيخاً كبيرا ، وجعله عنده أجيرا ، يخبره ببيوت المهاجرين والأنصار ، فدار به إلى آخر النهار ، ولم يعطه مالا ، ونسيه إهمالا ، فقال الشيخ يا أمير المؤمنين : هذا بيت الأحوص الشاعر المبين القائل :
يا بيت عاتكة الذي اتعزل

حذر العدا وبك الفؤاد موكّل
فتذكر أبو جعفر القصيدة ، وهي فريدة مجيدة ، يقول في آخرها :
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم

مذق الكلام يقول ما لا يفعلُ
ففهم المراد ، وأعطى الشيخ الزاد .


أقبل عالم كبير القدر ، ظاهر الأمر ، على شاعر قاعد ، فقام لهذا العالِم الوافد ، وكان العالم يرى أن القيام للقادم باطل ، ولو أن القادم رجل كامل ، فقال للشاعر دع القيام ، فأنت لا تلام ، فقال الشاعر :
قيامي والإله إليـك حق
وهل رجل له لب وعقل
وترك الحق ما لا يستقيمُ


سب أحد الأمراء ، المعري أبا العلاء ، وهجاه أشد هجاء ، وسب أستاذه سيد الشعراء ، فقال أبو العلاء : لا تسبه أيها الأمير ، فإنه شاعر قدير ، ولم يكن له إلا قصيدة،
لك يا منازل في القلوب منازل
أقفرت أنت و هن منك أواهل

ففهم الأمير ماذا يريد ، لأنه قصد آخر القصيد ، وهي قوله :
وإذا أتتـك مذمتي من ناقصٍ

فهي الشهـادة لي بأني كامـلُ





لما قتل محمّد بن حميد ، بكاه أبو تمام بذاك القصيد ، ورثاه بذاك النشيد :
كذا فليجل الخطب وليفـدح الأمرُ

فليس لعين لم يفض ماؤها عذرُ





أوشك المتنبي الشاعر الهدّار ، أن يولي الأدبار ، ويجد في الفرار ، فكرر عليه غلامه ، أبياتاً ثبتت أقدامه ، حيث يقول :
الخيل والليل والبيداء تعرفنـي

والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
فرجع مقبلا ، فقتل مجندلا . وقتل عضد الدولة الوزير ابن بقية ، ولم تردعه تقيّة ، فأنشد ابن الأنباري قصيدة كأنها برقية ، أو رواية شرقية ، اسمع مطلعها ، وما أبدعها :
علو في الحياة وفي الممات
بحق أنت إحدى المعجزات





كاد معاوية أن يفر من صفين ، يوم وقف بين الصفين ، فذكر قول ابن الأطنابة، فأوقف ركابَه :
أقول لها وقد جشأت وجاشت
مكانك تحمدي أو تستريحي



أصدر حاكم اليمن ، قراراً بإعدام سبعين من أهل العلم والسنن ، والفقه والفطن ، فأنشده البيحاني ، قصيدة بديعة المعاني ، هزّ بها أعطافه ، واستدر بها ألطافه ، أولها :
يا أبا المجد يا ابن ماء السماء
يا سليل النجوم في الظلماء

فأكرم مثواه ، وعفا عن السبعين من العلماء والقضاة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: واحة الفصحى 5   واحة الفصحى 5 - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد أكتوبر 19, 2014 4:50 pm


أهدر البشير النذير ،دم كعب بن زهير، فعاد إليه ، ووضع يده بين يديه ،وأنشده :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيم إثرها لم يُفد مقبولُ
فحلم عليه وصفح ، وعفا عنه وسمح ، واستقام حاله وصلح



حكم النعمان ، على نابغة ذبيان ، بالإعدام ، بعد ما اتهمه ببعض الاتهام ، فأنشده البائيَّة الرائعة الذائعة :
فإنك شمس والملوك كواكب
إذا طلعتْ لم يبْدُ منهن كوكبُ

فعفا عنه وحباه ، وقربه واجتباه





أبو تمام ، وهو شاعر مقدام ، مدح المعتصم ، فما تعثر وما وهم ، يقول :
إقدام عمرو في سماحة حاتمٍ

في حلم أحنف في ذكاء إيـاسِ
فقال الحارث الكندي ، ما لك قدر عندي ، أما تخاف ، تصف أمير المؤمنين بالأجلاف ، فانهد أبو تمام كالسيل معتذراً عما قيل :
لا تنكروا ضربي له من دونه

مثلاً شروداً في الندى والباسِ
فالله قد ضرب الأقل لنـوره
مثلاً من المشكـاة والنبراسِ



أبو جعفر المنصور تحدى الشعراء بقافية ، قال : من أجازها فله الجائزة وافية ، إذ يقول ، وفكره يجول :
وهاجرة وقفت بها قلوصي

يقطع حرها ظهر الغطايَه
فقام الشعراء على ركبهم جاثين ، كلهم يريد الجائزة من أمير المؤمنين ، فقال بشار بن برد ، وكان سريع الردّ :
وقفت بها القلوص فسال دمعي

على خدي واقصر واعظايَه
فأخذ بردة أبي جعفر ، وكانت من خز أصفر .



سمرنا ليلة مع جماعة أبية ، لهم شوق إلى المقامات الأدبية ، والأشعار العربيّة ، فقالوا حدثنا عن الأدب ، فإنه ديوان العرب ، ومنتهى الأرب ، ونهاية الطلب .
قلنا : حباً وكرامة ، وتحية وسلامة ، فقد رضعت الآداب ، وجالست الأعراب ، وحفظت الشعر من عصر الشباب ، فالشعر عندي سمير ، وهو لنفسي روضة وغدير .
وحديثه السحر الحلال لو أنه

لم يجن قتل المسلم المتحـرّزِ
إن طال لم يملّ وإن أوجزته
ودّ المحـدث أنه لـم يوجـزِ





علامة العلماء والبحر الذي
افخر فإن الناس فيك ثلاثة
لا ينتهي ولكل لج ساحلُ
مستعظم أو حاسد أو جاهلُ

قال الراوي نراك متيّم بابن تيميّة ، تذكره باليوميّة، ولك إليه ميل وحميّة ، فقال : ليس عروس إلا بمهر ، وحديثنا عن ابن تيميّة غدوّه شهر ورواحه شهر ، وحسبك أنه عالم الدهر ، ألّف الواسطيّة فذبت في حبها ، ودبّج الحمويّة فتذوّقت من لبِّها ، وجمع التدمريّة تدمّر كل شيء بأمر ربها ، آه يا أحمد ابن تيمية ، يا من اهتدى بسميِّه ، فنصر السنة وهزم الجهميّة ، بذل للطالبين بحره ، وعرّض للسيوف نحره ، ابن تيميه بطل ، هزّ الدول ، وأتْبع القول العمل .
رأيـته فرأيت الناس في رجـلٍ
حروفه كشعاع الشمس لو قطرت
كالفجر في شرفٍ والدر في صدفِ
ألفاظـه قلت هذا الزهـر في ترفِ

ابن تيمية للشريعة ابنٌ بارّ ، هجر الدرهم والدينار ، وهو لأعداء الملة سيف بتّار ، جنته في صدره ، لأنه وحيد عصره ، وفريد دهره ، وقتله شهادة ، لأنه مجتهد في العبادة ، كثير الإفادة ، أرهب عبدة الأصنام ، وأذل خصوم الإسلام ، وسلّ على كل ملحد الحسام، كلامه شهب ، وردوده لهب ، وألفاظه ذهب .
له موقف يحمي به الدين ذكره

تشيد به الركبـان في البـدوِ الحـضرِ
أقام عمود الدين بالنور والهدى
وسلّ حساماً فاتك الوقع بالكفرِ
تعطّل به سوق الباطل وكسد ، وخافه كل من عصى وفسد ، لأن قلبه قلب أسد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واحة الفصحى 5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 8انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» واحة الفصحى
» واحة الفصحى 6
» واحة الفصحى 7
» واحة الفصحى 8
» واحة الفصحى 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: المنتدى التعليمى-
انتقل الى: