قصيدة في مدح الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
محمد الهاشمي.
نُحبُّك إنّ الحُبَّ آيَتُكَ الكُبرى - هَزمْتَ بهِ الطاغوتَ والبغي والكُفرا
وأعليتهُ شأناً وزوّدتنا به - فصارَ لنا نهْجأ وصرْنا به فخْرا
ومن داجياتِ الشرْك ِ والجهل سيّدي - طلعْتَ بهِ للناس قاطبة ً فَجْرا
وأشَْرقتَ بدراً قد توَضّأ بالسنا - فلمْ نَرَ بدراً قبلَهُ نوّرَ البَدرا
نُحبُّك فالحُبّ ُ الذي أنْت رمزُهُ - يُوحّدُنا فكرا ويرْفعُنا قدْرا
ويجْعلُنا للتائهين منارةً - بها يهْتدي من تاه عنْ درْبه شِبْرا
شددْنا به أرواحنا وقُلوبَنا - وكانَ لنا في كلّ ملْحَمَةٍ أزرا
زحَفنا بهِ نغْزو القلوبَ،، سلاحُنا - كلامٌ من القُرآن ِ نحْملُهُ فِكْرا
أَلِنّا عصيّاتِ العقولِ بآيه ِ - فما جحدتْ من بعد إيمانها أمْرا
وجادتْ ولم تحْفلْ بدُنيا غرورة ٍ - ومنْ رُزق التوحيد لمْ يأبه العُمْرا
حمَلنا به للناس منك رسالة ً - مددْنا بها للفتْح أضلاعَنا جسْرا
وصلْنا حُدودَ الصينِ،، في كًلّ موطئ ٍ - يعانقُنا نصرٌ فنُتْبعُهُ نصْرا
وما تعِبَتْ يوماً سرايا جهادِنا - اذا اقٌتحَمَتْ برّاً وانْ ركِبَتْ بحْرا
فَسَلْ تونس الخضراء،، زيْتون أرضِها - وسلْ قيروانَ الفاتحينْ وسلْ مِصرا
أليْس بحدّ الحُبِ رقّتْ قلوبُها - فجاءتْ الى الاسلامِ أفواجٌها تتْرى
وليْس بحد السيْف فالسيْفُ آلة ٌ - اذا عافها الايمانُ أدْمنت الشّرا
وكانت وصاياك الدليلَ لزحْفنا - فلا تهدموا دارا ولا تطْعنوا غدْرا
ولا تقطعوا زرعاً ولا تُسلبوا فتىً - ولا تقتلوا شيْخا ولا أمَة ً حيْرى
اذا كان للأخلاق في الحرب سيّدٌ - فإنك للأخلاق سيّدُها طُرّا
عجيبٌ هو الحبُ الذي جئتنا به - وأعجبُ ما فيه سماحتُهُ حصْرا
فأيُ نبي ٍ في الديانات كلِّها - مُقابل حرْف واحدٍ أطلق الاسرى
نحبُّك،، أيْ والله نبضُ قلوبِنا - يُرددُ طه والعليمُ بها أدرى
فحُبك في الاولى ينيرُ طريقنا - وحُبُّك في الاُخرى يُجنّبُنا سقْرا
وحُبك في الدارين خيرٌ ونعمة ٌ - ونحنُ به اولى ونحْنُ بها أحْرى
اليكَ أبا الزهراء هاجرَ خافقي - فحُبُّك في الاحشاء أوْقدها جمْرا
يُحاصرُني أنّى اتجهْتُ يحوطُني - ويعْصرُني عصْرا فأنظُمُهُ شعْرا
وأسكُبُهُ شهْداً وفي الشهد حكْمة ٌ - متى ذاقَهُ المعلول من دائه يبرا
أما والذي أعْطى فأرضى نبيّهُ - وعنْد اشتداد الخطْبِ ألْهمَهُ الصبْرا
جرى حُبّ طه في القلوب تدفقاً - وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجرى
فما كان فظاً او غليظاً فؤادهُ - ولا حاملاً غِلاّ ولا مانعاً خيْرا
ولا قابلا جارا يبيتُ على الطِوى - ولا طالبا اذ ْ راح يُطعمُهُ أجْرا
ولا كانزاً مالاً ولا غائلاً يداً - ولا ناكثا عهْداً ولا فاضحاً سرّا
ولا سائلاً الآّ الذي فلقَ النوى - ولا طائعاً إلآ لخالقه أمرا
بنى دولة ً فوق الحصير مهيبة ً - ولمْ يعْتمرْ تاجا ً ولمْ يتخذ ْ قصرا
هُما الوحيُ والاسراء فيه خصاصة ٌ - فسُبْحان من أوحى وسُبْحان منْ أسرى
نُحبّكّ إن الحُب آيتُك الكُبرى - ومنْهاجُنا في الحقِ آياتُك الاُخرى