الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في رحاب التفسير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: في رحاب التفسير   في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 5:57 pm

في رحاب التفسير
من تفسير السعدي

تفسير سورة الناس

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} .
وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه [ص:938] يوسوس في صدور الناس، فيحسن [لهم] الشر، ويريهم إياه في صورة حسنة، وينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه.
فينبغي له أن [يستعين و] يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم.
وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.
وبألوهيته التي خلقهم لأجلها، فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم، الذي يريد أن يقتطعهم عنها ويحول بينهم وبينها، ويريد أن يجعلهم من حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس، ولهذا قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} .
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.
ونسأله تعالى أن يتم نعمته، وأن يعفو عنا ذنوبًا لنا حالت (1) بيننا وبين كثير من بركاته، وخطايا وشهوات ذهبت بقلوبنا عن تدبر آياته.
ونرجوه ونأمل منه أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا يقنط من رحمته إلا القوم الضالون.
وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلامًا دائمين متواصلين أبد الأوقات، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: الْفَلَقِ    في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 5:58 pm

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} .
أي: {قل} متعوذًا {أَعُوذُ} أي: ألجأ وألوذ، وأعتصم {بِرَبِّ الْفَلَقِ} أي: فالق الحب والنوى، وفالق الإصباح.
{مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} وهذا يشمل جميع ما خلق الله، من إنس، وجن، وحيوانات، فيستعاذ بخالقها، من الشر الذي فيها، ثم خص بعد ما عم، فقال: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس، وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
{وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} أي: ومن شر السواحر، اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في العقد، التي يعقدنها على السحر.
{وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} والحاسد، هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره، وإبطال كيده، ويدخل في الحاسد العاين، لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس، فهذه السورة، تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور، عمومًا وخصوصًا.
ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره، ويستعاذ بالله منه [ومن أهله] .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: الإخلاص   في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 5:59 pm

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .
أي {قُلْ} قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه، {هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
{اللَّهُ الصَّمَدُ} أي: المقصود في جميع الحوائج. فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي] وسعت رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} لكمال غناه {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لا في أسمائه ولا في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب التفسير   في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 6:00 pm

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى [ص:937] نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} .
أبو لهب هو عم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شديد العداوة [والأذية] للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا فيه دين، ولا حمية للقرابة -قبحه الله- فذمه الله بهذا الذم العظيم، الذي هو خزي عليه إلى يوم القيامة فقال: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} أي: خسرت يداه، وشقى {وَتَبَّ} فلم يربح، {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ} الذي كان عنده وأطغاه، ولا ما كسبه فلم يرد عنه شيئًا من عذاب الله إذ نزل به، {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ} أي: ستحيط به النار من كل جانب، هو {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} .
وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجمع على ظهرها من الأوزار بمنزلة من يجمع حطبًا، قد أعد له في عنقه حبلا {مِنْ مَسَدٍ} أي: من ليف.
أو أنها تحمل في النار الحطب على زوجها، متقلدة في عنقها حبلا من مسد، وعلى كل، ففي هذه السورة، آية باهرة من آيات الله، فإن الله أنزل هذه السورة، وأبو لهب وامرأته لم يهلكا، وأخبر أنهما سيعذبان في النار ولا بد، ومن لازم ذلك أنهما لا يسلمان، فوقع كما أخبر عالم الغيب والشهادة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب التفسير   في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين فبراير 03, 2020 6:01 pm

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} .
في هذه السورة الكريمة، بشارة وأمر لرسوله عند حصولها، وإشارة وتنبيه على ما يترتب على ذلك.
فالبشارة هي البشارة بنصر الله لرسوله، وفتحه مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا المبشر به، وأما الأمر بعد حصول النصر والفتح، فأمر رسوله أن يشكر ربه على ذلك، ويسبح بحمده ويستغفره، وأما الإشارة، فإن في ذلك إشارتين: إشارة لأن يستمر النصر لهذا الدين (1) ، ويزداد عند حصول التسبيح بحمد الله واستغفاره من رسوله، فإن هذا من الشكر، والله يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ} وقد وجد ذلك في زمن الخلفاء الراشدين وبعدهم في هذه الأمة لم يزل نصر الله مستمرًا، حتى وصل الإسلام إلى ما لم يصل إليه دين من الأديان، ودخل فيه ما لم يدخل في غيره، حتى حدث من الأمة من مخالفة أمر الله ما حدث، فابتلاهم الله (2) بتفرق الكلمة، وتشتت الأمر، فحصل ما حصل.
[ومع هذا] فلهذه الأمة، وهذا الدين، من رحمة الله ولطفه، ما لا يخطر بالبال، أو يدور في الخيال.
وأما الإشارة الثانية، فهي الإشارة إلى أن أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قرب ودنا، ووجه ذلك أن عمره عمر فاضل أقسم الله به.
وقد عهد أن الأمور الفاضلة تختم بالاستغفار، كالصلاة والحج، وغير ذلك.
فأمر الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب التفسير   في رحاب التفسير Icon_minitimeالثلاثاء أبريل 07, 2020 2:21 pm

من هم الحواريون؟ و ما عدتهم؟ و لماذا سموا بذلك؟

ما معنى (و الله خير الماكرين)؟

ما معنى (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )؟

تفسير الآيات (52- 57) من سورة آل عمران:

"52 - (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) أي فلمّا شعرَ وعلِمَ من بني إسرائيل الكفر والنفاق وتكذيبَهُ (قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ ) يعني من منكم ينصرني ويساعدني في دين الله (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ) أي الّذينَ آمنوا به ولازموا حارتهُ ، يعني إلتفّوا حوله ، من قولهم "حارَ يحورُ" إذا استدارَ في الحارة ، ومن ذلك قول الحارث بن حلّزة : فَقُلْ للحَوَارِيَّاتِ تَبْكِينَ غَيْرَنا ولا تَبْكِنا إِلاَّ الكِلابُ النَّوابِحُ فقول الشاعر "فقل للحواريّات" ، يعني الدائرات حول الميّت الباكيات في حارتِهِ . وقوله (نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ ) يعني أنصار دين الله (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) أي مُستسلمون لأمر الله ولِما جئتَ به من عند الله ، وهم إثنا عشر رجلاً فقالوا :

53 - (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتَ ) على عيسى من أحكام (وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ ) عيسى بن مريم (فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ) لك بالوحدانيّة ولرسولك بالرسالة . وهذه أسماؤهم في إنجيل متّي في الإصحاح العاشر: الأوّل سمعان الّذي يقال له بُطرس ، وأخوه أندراوس ، يعقوب بن زبدي ، وأخوه يوحنّا ، فيلبس ، برثولماوس ، توما ، متّي العشّار ، يعقوب بن حَلفي ، لبّاوس الملقَب تَدّاوس ، سِمعان القانونيّ ، يهوذا الإسخريوطيُّ الّذي أسلمهُ .

54 - (وَمَكَرُواْ) اليهود مع عيسى فأرادوا قتلهُ (وَمَكَرَ اللّهُ ) بهم إذ جعل رجلاً شبيهاً بعيسى فصلبوه ونجا عيسى منهم (وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) أي أنصفهم وأعدلهم ، لأنّ المكر نوعان مكرٌ حسن ومكرٌ سيّء ، ومن ذلك قوله تعالى في سورة فاطر {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } ، فالمكر السيّء هو الغدر والنفاق ، أمّا المكر الحسَن فهو أن تدعوَ إنساناً إلى الخير والصلاح فلا يقبل منك لجهله فتمكر بهِ فيصيب الخير بسبب مكرك معه وهذا حسن وممدوح .

55 - (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ) أي مُميتكَ (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) يعني رافع روحك إلى السماء ، وإنّما قال تعالى (رَافِعُكَ) ولم يقل رافع روحك لأنّ النفس هي الإنسان الحقيقي ، أمّا الجسم فيتمزّق ويكون تراباً (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الّذينَ كَفَرُواْ ) يعني مُنجّيك منهم فلا يمدّون أيديَهم النجسة إليك ليُصيبوكَ بأذىً ، لأنّ الكافر والمشرك نجس ، والشاهد على ذلك قوله تعالى في سورة التوبة {يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } . (وَجَاعِلُ الّذينَ اتَّبَعُوكَ ) أي النصارى (فَوْقَ الّذينَ كَفَرُواْ ) يعني فوق اليهود بالسُلطة والغلَبة والعِزّة (إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثمّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ) يعني إلى عالم النفوس يكون مرجعكم بعد موتكم فاُحاسبكم (فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) من أمر عيسى بن مريم ، فإنّ عيسى مات وصعدت نفسه الأثيريّة إلى السماء . وكانت المدّة من زمن المسيح إلى نبوّة محمّد (ع) 570 سنة ، ومن زمن خروج موسى من مصر مع قومه إلى زمن عيسى 1515 سنة .

56 - (فَأَمَّا الّذينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ) فعذابهم في الدنيا هو إذلالهم بالقتل والأسر والسبي بأيدي أعدائهم والطرد من بلادهم وأخذ الجزية منهم ، أمّا في الآخرة فعذاب النار (وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ) ينصرونهم ويُخلّصونهم من عذاب الله .

57 - (وَأَمَّا الّذينَ آمَنُوا ) بعيسى رسولاً (وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ ) الله (أُجُورَهُمْ) في الآخرة (وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الّذينَ يظلمون الناس ويغصبون حقوقهم .

58 - (ذَلِكَ) الحديث (نَتْلُوهُ عَلَيْكَ ) يا محمّد (مِنَ الآيَاتِ ) الدالّة على صدقك ورسالتك إذْ أخبرتهم بما جرى عندهم من قبل ولم تكن تعلم بهِ لأنّك اُمّي لا تقرأ الكتُب ولم تسمع بقصصهم لولا أن تلوناها عليك (وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ) أيضاً آية لك على صِدقك ، وهو القرآن وإنّما سمّاهُ الذِكر الحكيم ، يعني فيه المواعظ الّتي كلّها حِكمة لمن سمعها وعملَ بها".

#محمد_علي_حسن_الحلي، حقائق التأويل في الوحي و التنزيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10442
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

في رحاب التفسير Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب التفسير   في رحاب التفسير Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 09, 2020 7:45 am

( قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ )
البقرة (144)
قد نرى تحوُّل وجهك -أيها الرسول- في جهة السماء، مرة بعد مرة؛ انتظارًا لنزول الوحي إليك في شأن القبلة، فلنصرفنك عن "بيت المقدس" إلى قبلة تحبها وترضاها، وهي وجهة المسجد الحرام بـ "مكة"، فولِّ وجهك إليها. وفي أي مكان كنتم -أيها المسلمون- وأردتم الصلاة فتوجهوا نحو المسجد الحرام. وإن الذين أعطاهم الله علم الكتاب من اليهود والنصارى لَيعلمون أن تحويلك إلى الكعبة هو الحق الثابت في كتبهم. وما الله بغافل عما يعمل هؤلاء المعترضون المشككون، وسيجازيهم على ذلك.
( وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ )
البقرة (145)
ولئن جئت -أيالميسرها الرسول- الذين أُعطوا التوراة والإنجيل بكل حجة وبرهان على أن توجُّهك إلى الكعبة في الصلاة هو الحق من عند الله، ما تبعوا قبلتك عنادًا واستكبارًا، وما أنت بتابع قبلتهم مرة أخرى، وما بعضهم بتابع قبلة بعض. ولئن اتبعت أهواءهم في شأن القبلة وغيرها بعد ما جاءك من العلم بأنك على الحق وهم على الباطل، إنك حينئذ لمن الظالمين لأنفسهم. وهذا خطاب لجميع الأمة وهو تهديد ووعيد لمن يتبع أهواء المخالفين لشريعة الإسلام.
التفسير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب التفسير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» واحة التفسير
» التفسير بعد الإبهام
» التفسير الميسر للقرآن كاملا
»  في رحاب الهجرة
» في رحاب الجنة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: استمع الى القران الكريم مباشرة-
انتقل الى: