بلوت بني الدنيا فلم أر فيهم .. سوى من غدا والبخل ملء إهابه ,
فجردت من غمد القناعة صارماً .. قطعت رجائي منهم بذبابه
, فلا ذا يراني واقفاً في طريقه .. ولا ذا يراني قاعداً عند بابه ,
غنى بلا مال عن الناس كلهم .. وليس الغنى إلا عن الشيء لا به ,
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً .. ولج عتواً في قبيح اكتسابه
فكله إلى صرف الليالي فإنها .. ستدعو له ما لم يكن في حسابه
, فكم قد رأينا ظالماً متمرداً .. يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه ,
فعما قليلٍ وهو في غفلاته .. أناخت صروف الحادثات ببابه ,
وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً .. وصب عليه الله سوط عذابه.
- محمد بن إدريس الشافعي