الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ساعات بين الكتب 6

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 10, 11, 12, 13  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالسبت مارس 26, 2016 5:41 pm

وقال الوليدُ بن عبيد البحتريّ يصفُ سيفاً :
.
ماضٍ وإنْ لم تُمْضِه يدُ فارسٍ ... بطلٍ ومصقولٌ وإنْ لم يُصْقَلِ
.
مُتوقِّدٌ يَفْري بأوَّلِ ضربةٍ ... ما أدْرَكَتْ ولو انَّها في يَذْبُلِ
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص129
.
يذبل : اسم جبل









الأصمعيُّ قال : حدَّثنا ابنُ أبي الزّناد قال : ضربَ الزبيرُ بنُ العوَّامِ يومَ
.
الخندقِ عثمانَ بنَ عبد اللّه بن المغيرة فقَطَّه إلى القَرَبوسِ ،
.
فقالوا : ما أجودَ سَيْفَكَ ! فغَضِبَ ، يريدُ أنَّ العملَ ليَدِه لا لِسيفِه .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص129
.
قطه : قطعه .
القَرَبوس : حنو السرج أي قسمه المقوس من قدام المقعد ومن مؤخره







قيلَ لعبّادِ بنِ الحصين وكانَ أشدَّ رجالِ أهلِ البصرة : في أيِّ عُدَّةٍ
.
تُحبُّ أنْ تَلْقَى عَدوَّكَ ؟
.
قال : في أجَلٍ مُسْتَأْخِر .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص128









كان يزيدُ بن عمر بن هبيرة يحبُّ أنْ يضعَ مِن نصرِ بن سيار فكان لا يمدُّه
.
بالرجال ، ولا يرفعُ ما يَرِدُ عليه مِن أخبارِ خُراسان ، فلمَّا كَثُرَ ذلك على
.
نصرٍ قال :
أَرى خَلَلَ الرَّمَادِ وَمِيضَ جَمْرٍ ... فَيُوشِكُ أَنْ يَكُونَ لَهُ ضِرَامُ
.
فَإِنَّ النَّارَ بِالعُودَيْنِ تُذْكَى ... وَإنَّ الحَرْبَ أَوَّلُهَا الكَلامُ
.
فإِنْ لم يُطْفِئها عقلاءُ قومٍ ... يكونُ وَقودُها جُثَثٌ وهامُ
.
فقلْتُ مِنَ التَّعَجُّبِ لَيْتَ شِعْري ... أَأَيْقَاظٌ أُمَيَّة أَمْ نِيَامُ
.
ونحو قوله : " الحربُ أوّلها الكلام " قول حذيفة : إنَّ الفتنةَ تُلْقَحُ
.
بالنجوى وتُنْتَجُ بالشكوى .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص128











قال أبو العباس : وهذا بابٌ مِن تكاذيبِ الأعراب .
.
حدَّثني أبو عمر الجَرْمِيُّ قال : سألتُ أبا عبيدةَ عن قولِ الرّاجز :
.
أهَدَموا بيتَك لا أبا لكا ... وأنا أمشي الدَّأَلَى حَوَالَكا!
.
فقلتُ : لِمَن هذا الشعر ؟
.
فقال : تقولُ العربُ : هذا يقولُه الضَّبُّ للْحِسْل ، أيامَ كانتِ
.
الأشياءُ تَتَكَلَّمُ .
.
الدَّأَلَى : مَشْيٌ كمَشْي الذئب ، يقال :هو يَدْأَلُ في مِشْيَتِه ، إذا
.
مَشَى كمِشْيةِ الذئب .
.
الكامل للمبرد (ت285هـ) ج2 ص731









وزعموا أنَّ عمروَ بنَ سعيد قال له معاوية - وذلك قبل أن يبلغ ويحتلم - :
.
إلى مَن أوصى بِكَ أبوكَ ؟
.
قال : إنَّ أبي أوصى إليَّ ولم يُوصِ بي .
.
وقال : فَبِمَ أوْصاكَ ؟
.
قال : أوصاني ألا يَفْقِدَ إخوانُه منه إلا وَجْهه .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص299









إذَا مَا تَرَعْرَعَ فِيْنَا الغُلاَمُ ... فَليسَ يُقالُ لَهُ مَنْ هُوَهْ
.
إذَا لَمْ يَسُدْ قَبْلَ شَدِّ الإزَارِ ... فَذَلِكَ فِيْنا الذِي لاَ هُوَهْ
.
وَلِي صاحِبٌ مِنْ بني الشَّيْصَبَانِ ... فَطُوْراً أقُولُ وَطُوْراً هُوَهْ
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص299
.
الشَّيْصَبَانِ : أبو حي من الجن .
.
الأبيات لحسان بن ثابت








إذا المرءُ أعْيَتْهُ المروءةُ ناشِئاً ... فمَطْلَبُها كَهْلاً عليه عَسيرُ
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص299
.
البيت للمعلوط بن بدل القريعي









لطيفُ الاسْتِمْناح
.
قال الحكماءُ : لطيفُ الاسْتِمْناحِ سببُ النجاح ، والنفسُ ربما انْطلقَتْ
.
وانْشرحَتْ لِلَطيفِ السؤالِ ، وامْتنعَتْ وانْقَبَضتْ بِجَفاءِ السائل ،
.
ولله دَرُّ القائل :
.
إنَّ الكريمَ أخا المودةِ والنُّهى ... مَن ليسَ في حاجاتِه بِمُثَقِّلِ
.
دخلَ عبدُ الملك بنُ صالح على الرشيد فقال له : أسألُكَ بالقَرابةِ والخاصة
.
أم بالخلافَةِ والعامَّة ؟
.
فقال : بالخلافة والعامة
.
فقال : يا أميرَ المؤمنين ، يداكَ بالعَطِيَّةِ أطْلَقُ مِن لساني ، فأجزلَ عَطِيَّتَه .
.
وقفَتِ امرأةٌ على قيسِ بنِ سعد بن عبادة فقالتْ : أشكو إليكَ قِلَّةَ
.
الجرذان .
.
فقال : ما أحسنَ هذهِ الكناية ، املأوا لها بيتَها لحماً وخبزاً وسمناً .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ت837هـ) ص102












[ مما يجري مجرى الأمثال ]
.
ومِن ذلك ما رُويَ عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام :
.
" مَن تواضَعَ لله رفَعَه الله " .
.
" مَن كَثُرَتْ نِعَمُ الله لديه كَثرَتْ حَوَائِجُ الناسِ إليه " .
.
" إنَّ اللهَ في عونِ العبدِ ما دامَ العبدُ في عونِ أخيه المسلم " .
.
" إنَّ اللهَ يحبُّ معالي الأمور ، ويُبْغضُ سَفْسَافَها " .
.
" التَّأنِّي مِن الله ، والعجلةُ مِن الشيطان " .
.
" إذا أرادَ الله أمراً يَسَّرَ أسبابَه " .
.
" إنَّ الله إذا أنعمَ على عبدٍ نِعمةً أحبَّ أنْ يرى أثرَها عليه " .
.
" عفوُ اللهِ أكثرُ مِن ذنبي " .
.
التمثيل والمحاضرة للثعالبي (ت429هـ) ص7









[ لطائفُ التَّحميد ]
.
بحمدِ اللهِ لا بِحَمْدِكَ .
.
قالتُه عائشةُ رضيَ الله تعالى عنها وعن أبيها للنبيِّ عليه الصلاةُ والسلامُ
.
حينَ نزلَتْ آيةُ الإفْكِ .
.
التمثيل والمحاضرة للثعالبي (ت429هـ) ص7












[ لطائفُ التَّحميد ]
.
الحمدُ لله الذي يَقْتلُ أولادَنا ونُحِبُّه .
.
قاله عبد الملك بن مروان ، وقد أُصَيْبَ ببعضِ أولادِه .
.
التمثيل والمحاضرة للثعالبي (ت429هـ) ص7












[ قصة مثل ]
.
إنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطاً أوْ يُلِمُّ .
.
قاله عليه الصلاة و السلام في صفة الدنيا والحثِّ على قلةِ الأخذِ منها
.
والْحَبَطُ : انتفاخُ البطن وهو أن تأكلَ الإبلُ الذُّرَقَ فتنتفخَ بطونُها إذا
.
أكثرتْ منه ونصب " حَبَطاً " على التمييز وقوله " أو يلم " معناه يقتل
.
أو يَقْرُبُ مِن القتل والإلمام : النزولُ ، والإلمام : القربُ ، ومنه الحديث
.
في صفةِ أهلِ الجنة " لولا أنه شيءٌ قضاه اللّه لألَمَّ أنْ يذهبَ بصرُهُ لما يرى
.
فيها " أي لقَرُبَ أنْ يذهبَ بصرُه .
.
قال الأزهري : هذا الخبر - يعني إنَّ مما يُنبتُ - إذا بُتِرَ لم يكدْ يُفْهَم
.
وأوّلُ الحديث " إني أخَافُ عليكم بعدِي ما يُفْتَحُ عليكم مِن زَهْرةِ الدنيا
.
وزينتِها "
.
فقال رجلٌ : أوَ يأتِي الخيرُ بالشرِّ يا رسول اللّه ؟
.
فقال عليه الصلاة و السلام : " إنَّهُ لا يأتي الخيرُ بالشرِّ وإنَّ مما يُنْبِتُ
.
الربيعُ ما يقتلُ حَبَطاً أو يُلِمّ إلا آكلة الْخَضِرِ فإنها أكلَتْ حتى إذا امْتَلأَتْ
.
خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلطَتْ وَبَالَتْ ثم رَتَعَتْ " هذا تمامُ
.
الحديث .
قال : وفي هذا الحديثِ مثلان : أحدُهُما للمُفْرِطِ في جمعِ الدنيا وفي منعِها
.
من حقِّها والآخرُ للمُقْتصدِ في أخْذِها والانتفاعِ بها .
.
فأمّا قولُه " وإنَّ مما يُنبتُ الربيعُ ما يقتل حَبَطاً أو يُلمُّ " فهو مثل المُفْرِط
.
الذي يأخذُها بغيرِ حقٍّ ، وذلك أنَّ الربيعَ يُنْبِتُ أحْرَارَ العُشْب فتَسْتكثِرُ
.
منها الماشيةُ حتى تَنْتفخَ بطونُها إذا جاوزَتْ حدَّ الاحتمالِ فتَنْشقَّ أمعاؤُها
.
وتَهْلِكَ ، كذلك الذي يجمعُ الدنيا مِن غيرِ حِلِّها ويمنعُ ذا الحقِّ حقَّه يَهْلكُ
.
في الآخرةِ بدخولِه النار .
.
وأما مَثَلُ الْمُتقصدِ فقولُه صلى اللّه عليه وسلم " إلا آكلة الْخَضِر " بما
.
وصفَها به وذلكَ أنَّ الْخَضِرَ ليستْ مِن أحرارِ البُقولِ التي يُنْبتُها الربيعُ
.
ولكنها مِن الْجَنْبَة التي ترعاها المواشي بعدَ هَيْجِ البُقول ، فضربَ صلى
.
اللّه عليه وسلم آكلةَ الخضِر مِن المواشي مثلاً لِمَن يقتصِدُ في أخذِ الدنيا
.
وجَمْعِها ولا يَحْمِلُه الحِرصُ على أخذِها بغيرِ حقِّها فهو يَنْجو منِ وَبَالِها
.
كما نَجَتْ آكلةُ الخضِر ، ألا تَراه قال عليه الصلاة و السلام : " فإنها إذا
.
أصابَتْ مِن الْخَضِرِ اسْتقبلَتْ عينَ الشمسِ فَثَلَطَتْ وبالَتْ " أرادَ أنَّها إذا
.
شَبِعتْ منها بَرَكَتْ مُستقبلةَ الشمسِ تَسْتَمْرِىءُ بذلك ما أكَلَتْ وتجْتَرُّ
.
وتَثْلِطُ فإذا ثَلَطَتْه فقد زالَ عنها الْحَبَط وإنما تَحْبَطُ الماشيةُ لأنها لا تثلِطُ ولا تبولُ .
.
يُضربُ في النَّهي عن الإفراط .
.
مجمع الأمثال للميداني (518هـ) ج1 ص8













..... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : « كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
.
أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ،
.
وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ
.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ »
.
صحيح البخاري (ت256هـ) رقم الحديث6
.
[تعليق مصطفى البغا]
6 (1/ 6) -[ ش أخرجه مسلم في الفضائل باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير رقم 2308
(أجود الناس) أسخى الناس أفعل تفضيل من الجود وهو العطاء. (فيدارسه) من المدارسة وأصلها تعهد الشيء حتى لا ينسى والمراد يتناوب معه القراءة على سرعة. (المرسلة) المطلقة التي يدوم هبوبها ويعم نفعها]









يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النّون يقول :
.
مَنْ وُجِدَتْ فيه خمسُ خصالٍ رَجَوتُ له السعادةَ ولو
.
قبل موتِه بساعتين .
.
قيل : ما هي ؟
.
قال : اسْتِواءُ الخَلْقِ ، وخِفَّةُ الرُّوحِ ، وغزارةُ العقلِ ،
.
وصفاءُ التَّوحيدِ ، وطِيْبِ المَوْلِد .
.
الأذكياء لابن الجوزي ص40










لن يبلغَ المجدَ أقوامٌ وإنْ شَرُفوا ... حتى يَذِلُّوا وإنْ عزُّوا لأقوام
.
ويُشْتَموا فترى الألوان مُسْفرةً ... لا صفْحَ ذُلٍّ ولكِنْ صفْحَ إكرام
.
سراج الملوك للطرطوشي










حدثنا أحمد بن خلاد قال : حدثني أبي قال :
.
قلت لبشار إنك لَتجيءُ بالشيء الهجين المتفاوت
.
قال : وما ذاك ؟
.
قال قلت : بينما تقول شعراً تُثِيرُ به النَّقْعَ وتخْلَعُ به القلوب
.
مثل قولك :
.
إذا ما غَضِبنا عَضْبَةً مُضَرِيَّةً ... هَتكنا حِجابَ الشمس أو تُمْطِرَ الدمَا
.
إذا ما أعَرْنا سَيِّداً من قبيلةٍ ... ذُرَى مِنْبرٍ صلَّى علينا وسَلّمَا
.
تقول :
.
رَبَابَةُ رَبَّةُ البيتِ ... تَصُبُّ الخلَّ في الزَّيتِ
.
لها عَشْرُ دَجَاجَاتٍ ... ودِيكٌ حَسَنُ الصّوتِ
.
فقال : لِكُلٍّ وجهٌ وموضعٌ
.
فالقول الأول جِدٌّ ، وهذا قُلْتُه في ربابة جاريتي
.
وأنا لا آكلُ البيضَ من السوق ، وربابة هذه لها عشر دجاجات
.
وديك فهي تجمع ليَ البيض وتحفظه عندها
.
فهذا عندها من قولي أحسنُ من
.
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرى حبيبٍ ومَنزِلِ ...
.
عندك
.
الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني













الشعبي قال : حدَّثني عجلان ،
.
قال لي زياد : أدْخِلْ عليَّ رجلاً عاقلاً .
.
قلت : لا أعرف من تعني .
.
قال : لا يخفى العاقل في وجهه وقَدِّه .
.
فخرجْتُ فإذا أنا برجلٍ حسنِ الوجه ِمَدِيدِ القامَةِ فصيحِ اللسان .
.
قلت : ادْخلْ ، فدخَل
.
فقال زياد : يا هذا إنّي قدْ أردْتُ مُشاوَرَتَك في أمرٍ فما عنْدَك
.
قال : إني حاقِن ، ولا رأيَ لحاقن .
.
قال : يا عجلان أدخلْهُ المُتَوَضَّأ
.
فلمّا خرج قال : إني جائعٌ ولا رأيَ لجائع .
.
قال : يا عجلان ائتِهِ بالطعام ، فأُتِيَ به ، فطَعِمَ ،
.
ثم قال : سَلْ عمَّا بدا لك .
.
فما سألَه عن شيءٍ إلّا وجدَ عندَه بعضَ ما يريدُ .
.
الأذكياء لابن الجوزي ص39













قال جميل :
.
صادَتْ فُؤادي بعَيْنَيها ومُبْتَسَمٍ ... كأنَّه حينَ أبدَتْه لنا بَرَدُ
.
عذبٌ كأنَّ ذَكِيَّ المِسكِ خالَطَه ... والزَّنْجَبيلُ وماءُ المُزْنِ والشَّهَدُ
.
الأذكياء لابن الجوزي ص37










وقال عبدُ الله بنُ المُعتزِّ :
.
نسيرُ إلى الآجالِ في كلِّ ساعةٍ ... وأيامُنا تُطْوى وهُنَّ مَراحِلُ
.
ولمْ أرَ مثلَ الموتِ حقّاً فإنَّه ... إذا ما تَخَطَّتْهُ الأمانيُّ باطِلُ
.
وما أقبحَ التَّفْريطَ في زمن الصِّبا ! ... فكيفَ به والشَّيبُ في الرأسِ شاعلُ ؟
.
تَرَحَّلْ من الدنيا بزادٍ منَ التُّقى ... فَعُمْرُكَ أيامٌ تُعَدُّ قلَائِلُ
.
سراج الملوك للطرطوشي ص53











قال بعضهم : سمعت أعرابيّةً تطوف وهي تقول :
.
اللهمّ مالك يوم القضا ، وخالق الأرض والسّما ،
.
ارحم أهل الهوى ، وأنقذهم من عظيم البلا ،
.
فإنّك تسمع النّجوى ، قريبٌ لمن دعا .
.
ثمّ أنشأت تقول :
.
يا ربّ إنّك ذو منٍّ وذو سعةٍ ... دارك بعافيةٍ منك المحبّينا
.
الذّاكرين الهوى من بعد ما رقدوا ... حتّى نراهم على الأيدي مكبّينا
.
فقلت لها : يا هذه أيُقال هذا في الطّواف ؟
.
فقالت : إليك عنّي ، لا يرهقك الحبّ .
.
فقلت : وما الحبّ ؟
.
فقالت : جلّ أن يخفى ، ودقّ على أن يرى
.
له كمونٌ ككمون النّار في الحجر ،
.
إن قدحته أورى ، وإن تركته توارى .
.
أخبار النساء لابن الجوزي












وحُكي أن رجلاً زَوَّرَ ورقة عن خطِّ الفضل بن الربيع تَتَضمَّنُ أنّه
.
أطلقَ له ألف دينار ، ثمَّ جاء بها إلى وكيل الفضل
.
فلمّا وقف الوكيل عليها لم يشكَّ أنَّها خطُّ الفضل
.
فشرعَ في أنْ يزِنَ له الألفَ دينار وإذا بالفضل قد حضر
.
ليتحدث مع وكيله في تلك الساعة في أمرٍ مُهِمٍّ
.
فلمَّا جلس أخبره الوكيل بأمر الرجل وأوْقَفَهُ على الورقة
.
فنظر الفضل فيها ثمَّ نظر في وجه الرجل فرآه كاد يموت
.
من الوَجَلِ والخَجَلَ فأطْرَقَ الفضل بوجهه
.
ثم قال للوكيل : أتدري لِمَ أتَيْتُكَ في هذا الوقت
.
قال : لا
.
قال : جِئْتُ لأسْتَنْهِضَك حتى تُعَجِّلَ لهذا الرجل إعطاء المبلغ
.
الذي في هذه الورقة ، فأسرع عند ذلك الوكيل في وزن المال
.
وناوله الرجلُ فقبضَهُ وصار مُتَحَيِّراً في أمره
.
فالْتَفَتَ إليه الفضلُ وقال له :
.
طِبْ نفْساً وامْضِ إلى سبيلك آمناً على نفسك
.
فقبَّل الرجل يده وقال له :
.
سترْتَنِي سَتَرَكَ الله في الدنيا والآخرة ، ثمَّ أخذ المال ومضى .
.
المستطرف للأبشيهي










ومرَّ طفيلي بقوم يتغدَّون فقال : سلام عليكم معشر اللئام .
.
فقالوا : لا والله ، بل كرام .
.
فثنى رجله وجلس ،
.
وقال : اللهمَّ اجعلهم من الصادقين ، واجعلني من الكاذبين .
.
العقد لابن عبد ربه










ويُروى أن هشاماً غضبَ على رجلٍ من أشراف الناس ، فَشَتَمَه
.
فَوَبَّخَهُ الرَّجلُ وقال له : أمَا تسْتَحِي أن تشْتُمَني وأنت
.
خليفة الله في أرضه ؟
.
فأَطْرَقَ هشام واسْتَحْى وقال له : اقْتَصَّ !
.
فقال : أنا إذاً سفيهٌ مِثْلُكَ !
.
قال : فخُذْ عن ذلك عِوَضاً من المال .
.
قال : ما كنتُ لأفعل !
.
قال : فهَبْهَا لله .
.
قال : هيَ لله ثمَّ لك !
.
فنَكَس هشام رأسه وقال : والله لا أعود لمثلها .
.
سراج الملوك للطرطوشي










[ محاسن المكاتبات ]
.
قال : وغضبَ سليمانُ بن عبد الملك على ابنِ عُبيد مَولاه ،
.
فَشَكا إلى سعيدِ بن المسيب ذلك ،
.
فكتب إليه : أما بعد ، فإنَّ أميرَ المؤمنين في الموضعِ الذي يَرْتَفِعُ قدرُه
.
عمَّا تَقْتَضِيه رَعِيَّتُه ، وفي عفوِ أميرِ المؤمنين سَعَةٌ للمُسِيئين ، فرَضِيَ عنه .
.
المحاسن والأضداد للجاحظ (ت255هـ) ص12









ما كَثْرَةُ الْمَقالةِ بِعَثْرَةٍ مُقالَة
.
نوابغ الكَلِم للزمخشري (ت538هـ)
.
أقال عثرته : عفا عنه .













وقال الأصمعي : رأيتُ جاريةً بالطواف وهي تقول :
.
لن يقبل الله من معشوقةٍ عملاً ... يوماً، وعاشقها حَيرانُ مهجور
.
وليس يأجرها في قتل عاشقها، ... لكنّ عاشقها لا شكّ مأجور
.
فقلت : يا جارية ! أفي هذا المقام ، أما حياء فيرْدَعُكِ ؟
.
فأنشأت تقول :
.
بيضٌ أوانس ما هممْنَ بريبةٍ، ... كظباء مكة صيدهنّ حرام
.
يُحسَبْن من لين الكلام زوانياً، ... ويصدُّهنّ عن الخَنى الإسلام
.
الموشى لأبي الطيب الوشاء











قبسٌ مِن نورِ كلامِ أفصحِ العرب صلى الله عليه وسلم
.
...... حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
.
{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
.
قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً ،
.
وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ –
.
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
.
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا ،
.
وَقَالَ سَعِيدٌ : أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا ، فَحَرَّكَ
.
شَفَتَيْهِ - فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى :
.
{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
.
قَالَ : جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ
.
: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}
.
قَالَ : فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ
.
: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}
.
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ
.
ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
.
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ .
.
صحيح البخاري (ت256هـ) رقم الحديث5
.
[تعليق مصطفى البغا]
5 (1/ 6) -[ ش أخرجه مسلم في الصلاة باب الاستماع للقراءة رقم 448
(يعالج) من المعالجة وهي محاولة الشيء بمشقة. (التنزيل) تنزيل القرآن عليه. (وكان مما يحرك شفتيه) أي كانت الشدة من كثرة تحريكه شفتيه وكان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك خشية أن ينسى ما أوحي إليه. (به) بالقرآن. (لتعجل به) لتأخذه على عجل مسارعة إلى حفظه خشية أن ينفلت منه شيء. (جمعه له) جمع الله تعالى للقرآن. (وتقرأه) وأن تقرأه بعد انتهاء وحيه. (قرآنه) قراءته كما أنزل فلا يغيب عنك منه شيء. (بيانه) استمرار حفظك له بظهوره على لسانك وقيل بيان مجملاته وتوضيح مشكلاته وبيان ما فيه من حلال وحرام وغير ذلك. والآيات من سورة القيامة 16 - 19]










أتى رجلٌ ابنَ شُبْرُمة بقومٍ يشهدون له على قَرَاح فيه نخل ،
.
فشهِدُوا وكانوا عُدُولاً فسألهم : كمْ في القَرَاحِ منْ نخلة ؟
.
قالوا : لا نعلمُ . فردَّ شهادَتَهم .
.
فقال له رجلٌ منهم : أنتَ تقضِي في هذا المسجد منذُ ثلاثين سنة ،
.
فأعْلِمْنا : كم فيه من أُسْطُوانة ؟ فأجازَهم .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص69










[ اسْتِنْجازُ المواعيد ]
.
ومِن البلاغةِ الْمُرْقِصةِ في هذا البابِ خطابُ كَوثر بنِ زُفَر ، وقد
.
وَعَدَه يزيدُ بنُ المهلبِ وأبطأ بِوَعْدِه ، وهو :
.
أصلحَ اللهُ الأميرَ ، أنتَ أعظمُ مِن أنْ يُسْتعانَ بِكَ أو يُسْتعانَ
.
عليك ، ولستَ تفعلُ مِن الخير شيئاً إلا وهوَ يَصْغُرُ عنك ، وأنتَ تكبرُ
.
عنه ، وليسَ العجبُ أنْ تَفعلَ ، ولكنَّ العجبَ أنْ لا تَفعل .
.
قيل : إنَّ يزيدَ بنَ المهلبَ لما سمعَ هذا الخطابَ البليغَ مالَ سُكْراً
.
وطَرَباً ، وقال له : سَلْ حاجَتَك .
.
قال : حملتُ مِن عشيرتي عَشْر دِيَات ،
.
قال : قد أمرْتَ لكَ بِها ، وشَفَعْتُها بِمِثْلِها .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ت837هـ) ص102










ويُعجبُني قولُ عبدِ الصمد الرقاشي في خالد بن ديسم عامل الريّ
.
وقد أبطأ عليه بِوَعد :
.
أخالدُ إنَّ الرِّيَّ قد أجْحَفَتْ بنا ... وضاقَ علينا رسمُها ومعاشُها
.
وقد أطْمَعَتْنا منكَ يوماً سحابةٌ ... أضاءَتْ لنا بَرْقاً وأبطا رشاشُها
.
فلا غَيمُها يَصْحو فيرجِعَ طامعٌ ... ولا وَدْقُها يَهْمِي فيَرْوَى عِطاشُها
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ت837هـ) ص101










وليس مَن نظرَ في العلمِ على الرَّغبةِ والشهوةِ له كَمَن نظرَ فيه
.
على المَكْسَبةِ به والهربِ إليه ؛ لأنَّ النفسَ لا تُسْمِحُ بكلِّ قُواها
.
إلا مع النشاطِ والشَّهوة ، وهي في ذلكَ لِنفسِها مُسْتكرِهة ولها مكابِدة .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص296











أشعب
.
ومن أخباره المستظرفة ما حكاه المدائني ،
.
قال : قال أشعب : تعلقْتُ بأستار الكعبة فقلت :
.
اللهم أذهب عني الحرص والطَّلب إلى الناس ،
.
فمررْتُ بالقرشيين وغيرهم فلم يعطني أحد شيئاً .
.
فجِئْتُ إلى أمي ، فقالت : مالك قد جئت خائباً ؟
.
فأخبرتها بذلك ،
.
فقالت : والله لا تدخلُ حتى ترجعَ فتسْتَقِيلَ ربك
.
فرجعْتُ فجعلْتُ أقول : يا رب أقِلْنِي ، ثم رجعت ،
.
فما مررْتُ بمجلسٍ لقريش ولا غيرهم إلا أعطوني ،
.
ووُهِبَ لي غلام ، فجئْتُ إلى أمي بجِمَال موقورة من كل شيء . .
.
فقالت : ما هذا الغلام ؟
.
فخِفْتُ أن أُخْبرَها فتموتَ فَرَحاً إن قلتُ : وهبوه لي .
.
فقالت : أي شيء هذا ؟
.
فقلت : غين .
.
قالت : أي شيء غين ؟
.
قلت : لام .
.
قالت : أي شيء لام ؟
.
قلت : ألف .
.
قالت: وأي شيء ألف ؟
.
قلت : ميم .
.
قالت : وأي ميم ؟
.
قلت : غلام ، فغُشي عليها .
.
ولو لم أقطع الحروف لماتت الفاسقة فرحاً .
.
نهاية الأرب للنويري











إنَّ الغَرارَةَ مقرونةٌ بالحَدَاثة ، والحنكةَ موصولةٌ بطولِ التَّجْربة ،
.
فإنَّ الذِّهنَ الحديدَ والطَّبعَ الصحيح ، والإرادةَ الوافرة ، يُنالُ في
.
الأيامِ اليسيرة ، ويُدركُ في الدُّهور القصيرة ، ما لا تُدْركُه
.
العقولُ المَخْدوجة ، ولا الطبائعُ المَدْخولة ، والإرادةُ الناقصة ،
.
في الأيام الكثيرة ، والدُّهور الطويلة .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص295











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالسبت مارس 26, 2016 5:45 pm

صديق لي له أدب ... مودة مثله نسب
.
رعى لي فوق ما يرعى ... وأوجب فوق ما يجب
.
فلو سُبكت خلائقه ... لَبَهْرَجَ عندها الذهب
.
أحسن ما سمعت للثعالبي ص20








وأنشدني أبو بكر التاريخي للبحتري :
.
دنوْتَ تواضعاً وبَعُدْتَ قدراً ... فشَأْناكَ انْحِدَارٌ وارْتفاعُ
.
كذاك الشمسُ يَبْعُدُ أنْ تُسَامَى ... ويدْنُو الضَّوء منها والشُّعَاعُ
.
أمالي القالي ج1 ص40






كان ابن عيينة يتمثل بهذين البيتين :
.
دنيا تناولها العباد ذميمة ... شيبت بأكرهِ من نقيع الحنظل
.
وبنات دهر لا تزال صروفها ... فيها وقائع مثل وقع الجندل
.
ربيع الأبرار للزمخشري ص44







قول عمرو بن الإطنابة :
.
أَبَتْ لِي عِفَّتِي وأَبَى بَلائِي ... وأَخْذِي الحَمْدَ بالثَّمَنِ الرَّبِيحِ
.
وإِقْدامِي على المَكْرُوهِ نَفْسِي ... وضَرْبِي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ
.
وَقَوْلِي كلَّما جَشَأَتْ لنفسي ... مَكانَكِ ، تُحْمَدِي أَو تَسْتَرِيحِي
.
لأدْفعَ عن مآثِرَ صالِحاتٍ ... وأَحْمِي بَعْدُ عن عِرْضٍ صَحِيحِ
.
أبَتْ لي أنْ أُقَضِّي في فعالِي ... وأنْ أُغْضِي على أمرٍ قَبيحِ
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص126








وقال قطريّ بن الفجاءة :
.
وقَولي كلّما جَشَأَتْ وجاشَتْ ... مِن الأبطالِ وَيْحَكِ لا تُراعي
.
فإنَّكِ لو سَأَلْتِ حياةَ يومٍ ... سِوَى الأجَلِ الذي لَكِ لم تُطاعِي
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص126








لا تَمْهَرِ الدنيا دينَك ، فإنَّ مَنْ أمْهَرَ الدنيا دينَه زَفَّتْ إليه النَّدم .
.
ربيع الأبرار للزمخشري ص40









حَنَنْتُ إليهم والدِّيارُ قريبةٌ ... فكيف إذا سارَ المَطِيُّ مَرَاحِلا ؟
.
وقد كنتُ قبل البَيْنِ لا كان بَيْنُهُمْ ... أُعَايِنُ للهِجْرَانِ فيهم دَلائِلا
.
وتحت سُجُوفِ الرقم أغْيَدُ ناعِمٌ ... يَمِيسُ كخوطِ الخَيزرانةِ مائِلا
.
ويَنْضُو علينا السيفَ مِن جَفْنِ مُقلةٍ ... تريقُ دَمَ الأبطالِ في الحبِّ باطِلا
.
وتُسْكِرنا لَحْظاً ولَفْظاً كأنما ... بِفِيه وعَيْنَيْهِ سُلاَفَةُ بَابِلاَ
.
الأبيات للميداني
مجمع الأمثال للميداني (518هـ)








[ عليٌّ رضي الله عنه يُوْصي بَنِيْه ]
.
يا بَنِيَّ : مَن أبصرَ عيبَ نفسِه شُغِلَ عن عيبِ غيرِه ، ومَن رَضِيَ بقَسَمِ
.
اللهِ لم يحزَنْ على ما فاتَه ، ومَن سَلَّ سيفَ البغيِ قُتِلَ به ، ومَن حفرَ
.
لأخيه بئراً وقعَ فيها ، ومَن هَتَكَ حجابَ أخيه انْكشفتْ عوراتُ
.
بَنِيْه ، ومَن نَسِيَ خطيئَته اسْتَعظمَ خطيئةَ غيرِه ، ومَن أُعْجِبَ برأيِهِ
.
ضَلَّ ، ومَن اسْتَغنى بعقلِه زَلًَّ ، ومَن تَكَبَّرَ على الناسِ ذَلَّ ، ومَن
.
خالطَ الأنذالَ احْتُقِر ، ومَن جالسَ العلماءَ وُقِّرَ ، ومَن يصحبْ
.
صاحبَ السوءِ لا يَسْلَم ، ومَن يصحبْ صاحباً صالحاً يَغْنم ،
.
ومَن دخلَ مداخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ ، ومَن لا يملك نفسَه ندم ،
.
ومَن مَزَحَ اسْتُخِفَّ به ، ومَن أكثرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به ، ومَن كَثُرَ
.
كلامُه كَثُرَ خَطأُه ، ومَن كَثُرَ خطأُه قَلَّ حياؤُه ، ومَن قلَّ حياؤُه قَلَّ
.
وَرَعُه ، ومَن قلَّ وَرَعُه ماتَ قلبُه ، ومَن ماتَ قلبُه دخلَ النار .
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص108










[ محاسنُ المكاتبات ]
.
قال : وسَخِطَ مَسلمةُ بنُ عبدِ الملكِ على العُريانِ بنِ الهيثم ، فعزَلَه
.
عن شُرطةِ الكوفة ، فشكا ذلك إلى عمرَ بنِ عبد العزيز ،
.
فكتب إليه : إنَّ مِن حِفظِ أنْعُمِ الله رعايةُ ذَوِي الإحسان ؛ ومِن
.
إظهارِ شكرِ الموهوبِ صَفْحُ القادرِ عن الذَّنْب ، ومِن تمامِ السُؤْدُدِ
.
حفظُ الودائع ، واسْتِتْمامُ الصنائع ، وقد كنتَ أَوْدَعْتَ العُريانَ نعمةً
.
مِن أَنْعُمِك ، فسَلَبَتْها عَجَلةُ سَخَطِك ، وما أَنْصَفْتَه ، غَصَبْتَه على أنْ
.
وَلَّيْتَه ثم عَزَلْتَه وخَلَّيْتَه ، وأنا شفِيعُه ؛ فأُحِبُّ أنْ تجعلَ له مِن قلبِك
.
نصيْبَه ، ولا تُخْرجْه مِن حُسْنِ رأيِكَ ، فتُضيعَ ما أَوْدَعْتَه
.
وتَتْوِيَ ما أفَدْتَه ، فعفا عنه ورَدَّه إلى عملِه .
.
المحاسن والأضداد للجاحظ (ت255هـ) ص11
.
التواء : الهلاك .








قال سعيد بن المسيب : ما فاتني الأذان في مسجد رسول الله
.
صلى الله عليه وسلم منذ أربعين سنة ، ثمَّ قام يريد الصلاةَ
.
فوجد الناس يخرجون من المسجد .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون









[ عليٌّ رضي الله عنه يُوْصي بَنِيْه ]
.
ولما ضَرَبَ ابنُ مُلْجم عليّاً رضيَ الله عنه أُدْخِلَ منْزلِه ، فاعْتَرَتْهُ غَشْيَةٌ
.
ثم أفاقَ ، ودَعا الحسنَ والحسينَ فقال : أُوْصِيكُما بتقوى الله تعالى
.
والرغبةِ في الآخرةِ والزُّهدِ في الدنيا ، ولا تأسَفَا على شيءٍ فاتَكُما
.
منها ، اعْمَلا الخيرَ وكُوْنا للظالمِ خَصْماً وللمظلومِ عَوناً ،
.
ثم دَعَا محمداً وقال له : أما سمعْتَ ما أَوْصَيْتُ به أخَوَيْك ؟
.
قال : بلى .
.
قال : فإني أُوْصِيكَ به ، وعليكَ بِبِرِّ أخَوَيكَ وتَوْقيرِهِما ومعرفةِ
.
فَضْلِهما ، ولا تقطَعْ أمْراً دونَهما .
.
ثم أقبلَ عليهما وقال : أُوْصِيكُما به خيراً فإنَّه أخُوْكُما وابنُ أبِيْكُما ،
.
وأنتُما تَعْلَمانِ أنَّ أباكُما كانَ يُحِبُّه فأَحِبَّاه .
.
ثم قالَ : يا بَنِيَّ أُوْصِيْكُم بتقوى اللهِ في الغَيبِ والشَّهادةِ ، وكلمةِ الحقِّ
.
في الرِّضَى والغضب ، والقصدِ في الغنى والفقر ، والعدلِ في الصديقِ
.
والعدوّ ، والعملِ في النشاطِ والكَسَل ، والرِّضَى عنِ اللهِ في
.
الشِّدَّةِ والرَّخاء .
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص107
















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 4:23 pm

هذا الرّثاءُ الذي تمليه أشجاني
أخطّهُ ودموعِي ملء أجفاني

إنَّ الذي روّع الأحباب روّعني
يا دار أنسي، وما أبكاكِ، أبكاني

"جبران خليل جبران"





.لا يَخدعنَّكَ صِحة ٌ ويَسارُ *** ابن عينين
لا يَخدعنَّكَ صِحة ٌ ويَسارُ *** ما لا يدومُ عليكَ فهوَ معارُ
يغشى الفتى حُبَّ الحياة ِ وزينة َ*** الـدّنيا وينسى ما إليهِ
يصارُ وإذا البصائرُ عن طرائق رشدها *** عميتْ فماذا تنفعُ الأبصارُ
وانظرْ إلى من كانَ قبلكَ واعتبرْ *** ستصيرُ عن كَثَبٍ إِلى ما صاروا
فيزول عنك جميعُ ما أوتيتَ في *** الـدّنيا ولو زويتْ لكَ الأمصارُ









قال بعض العرب:
دببتَ لِلْمَجْدِ وَالسَّاعُونَ قَدْ بَلَغُوا
حَـدَّ النُّفُوسِ وَأَلْقَوا دُونَهُ الأُزُرَا
وَكَابَدُوا المَجْدَ حَتَّى مَلَّ أَكْثَرُهُمْ
وَعَانَقَ المَجْد مَنْ وَفى وَمَنْ صَبَرَا
لاَتَحْسِب المَجْدَ تَمْراً أَنْتَ آكِلُـهُ
لَنْ تَبْلغََ المَجْدَ حَتَّى تَلْعَقَ الصَّبِرَا






ِﻟﻠﺪَّﻫﺮِ ﻳﻮﻡٌ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻻ‌ ﻳﺪﻭﻡُ ﻛﻤﺎ
ﻳﻮﻡٌ ﻟﻨﺎ ﻟﻢ ﻳَﺪُﻡْ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪِ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ
ﻻ‌ ﻳﻠﺒَﺚُ ﺍﻟﻐﺼﻦُ ﻋُﺮﻳﺎﻧﺎً ﺑﻼ‌ ﺛَﻤﺮ
ٍﺣﺘَّﻰ ﺗﺮﺍﻩُ ﺑﺄﻭﺭﺍﻕٍ ﻭﺃﺛﻤﺎﺭ
ِﺳَﻴﻔﺘَﺢُ ﺍﻟﻠﻪُ ﺑﺎﺑﺎً ﻟﻴﺲَ ﺗﻌﺮِﻓُﻪ
ُﻭﻣﻨﻬَﺠﺎً ﻏﻴﺮَ ﻣﻠﺤﻮﻅٍ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭِ
ﺇﺫﺍ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺭﺟﺎﺀَ ﺍﻟﻨَّﻔﺲِ ﻣِﻦ ﻓَﺮَﺝٍ
ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺭﺣﻤﺔَ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ








عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا) رواه البخاري (6469) .








علي بن أبي طالب يصف نفسه قائلا
محمد النبي أخي وصهري
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفرٌ الذي يمسي ويضحي
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنـت محمد سكني وعرسي
مسـوط لحمها بدمي ولحمي
وسـبــطا أحـمد ولـداي مـنها
فمـن منـكم لـه سهم كسهمي
سبقـتكـم إلـى الإسـلام طــرّاً
غلاماً ما بلغتُ أوان حلمي






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 4:25 pm

(يا صباحاه)
تقولها العرب إذا صاحوا للغارة ، لأنهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ،
فكأنّ القائل (يا صباحاه) يقول : قد غَشِينا العدو.
(لسان العرب)





كنّا وقد أزف المساء
نمشي الهوينا في الخلاء

ثملين من خمر الهوى
طربيْن من نغم الهواء

متشاكيين همومنا
وكثيرها محضُ اشتكاء!

"جبران خليل جبران"








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأحد مارس 27, 2016 4:33 pm

.
[ من تكاذيب الأعراب ]
.
وحدَّثَني سليمانُ بنُ عبدِ الله عن أبي العَمَيْثَلِ مَولى العباس بنِ محمّد :
.
تَكَاذَبَ أعْرابِيَّانِ فقالَ أحدُهما : خرجْتُ مَرَّةً على فرسٍ لي ، فإذا
.
أنا بِظُلْمةٍ شديدة ، فَيَمَّمْتُها حتى وصلْتُ إليها ، فإذا قِطعةٌ مِنَ الليلِ
.
لمْ تَنْتَبِهْ ، فما زِلْتُ أحملُ بفرسِي عليها حتى أنْبَهْتُها ، فانْجَابَتْ ؛
.
قال : فقال الآخرُ : لقد رَمَيْتُ ظَبياً مرَّةً بسهمٍ فعَدَلَ الظَّبْيُ يَمْنَةً ،
.
فعدَلَ السهمُ خَلْفَه ، فتَيَاسَرَ الظَّبْيُ ، فتَيَاسَرَ السهمُ خَلْفَه ، ثمَّ علا
.
الظَّبْيُ فعَلا السَّهمُ خَلْفَه ، ثمَّ انْحَدَرَ فانْحَدَرَ حتى أخَذَه .
.
الكامل للمبرد (ت285هـ) ج2 ص733









[ من تكاذيب الأعراب ]
.
قال أبو العباس : وحدَّثني غيرُ واحدٍ مِن أصحابِنا ، قال :
.
قيلَ لرُؤْبة : ما قولُك :
.
لو أنَّني عُمِّرْتُ سِنَّ الحِسْلِ ... أو عُمْرَ نوحٍ زَمَنَ الفِطْحَلِ
.
والصَّخْرُ مُبْتَلٌّ كَمِثلِ الوَحْلِ
.
قال : أيامَ كانتِ السِّلامُ رِطابَاً .
.
قولُه : سِنُّ الحِسل : مثلٌ ؛ تضربُه العربُ في طولِ العُمُرِ .
.
وأنشدَني رجلٌ مِن بني العَنْبر ، أعرابيٌّ فصيحٌ ، لعُبيدِ بنِ أيوبَ العَنبريُّ :
.
كأني وليلى لم يكنْ حَلَّ أهلُنا ... بوادٍ خَصيبٍ والسِّلامُ رِطابُ
.
الكامل للمبرد (ت285هـ) ج2 ص733
.
السِّلام : الحجارة الصلبة ، الحسل : ولد الضب .
.
وفي زيادات بعض النسخ : ما زمن الفطحل ؟ قال : أيام كانت السلام رطاباً .
.
ذكر ابن جني أن الحسل يعيش ثلاث مئة سنة .










وقال ابنُ عباس : خُيِّرَ سُليمانُ بنُ داودَ بينَ العلمِ والمالِ والمُلك ، فاختارَ
.
العلمَ ، فأُعْطِيَ المالَ والمُلكَ معَه .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون (ت562هـ) ج1 ص61










في الخبرِ أنَّ لقمانَ نُودِيَ : إني أجعلُكَ خليفةً في الأرض ،
.
فقال : إنِ اخْتارَني ربي فسَمْعاً وطاعة ، و إنْ خَيَّرَني اخْتَرْتُ العافية ،
.
فأَوْلاهُ اللهُ الحكمةَ وصُرِفَتِ الخلافةُ إلى داودَ عليه السلام ، فكانَ إذا
.
رآهُ يقول : وُقِيْتَ الفِتنةَ يا لُقمان .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون (ت562هـ) ج1 ص61










وكان السيدُ المسيحُ يقول : اعملوا لله ولا تعملوا لبطونِكم ،
.
وإيَّاكم وفضولَ الدنيا ، فإنَّ فضولَ الدنيا عندَ اللهِ رِجْس ،
.
انْظُروا إلى طيرِ السماءِ تَغْدوا وتَرُوحُ ليسَ معَها مِن أرزاقِها شيءٌ ،
.
لا تَحْرُثُ ولا تَحْصُدُ واللهُ يَرْزقُها ، فإنْ زعمتُم أنكم أكبرُ بُطوناً
.
مِن الطير ، فهذه الوحوشُ مِنَ البقرِ والحميرِ تغدو وتروحُ وليسَ
.
معها مِن أرزاقِها شيء ، لا تَحْرثُ ولا تحصُدُ واللهُ يرزقُها .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون (ت562هـ) ج1 ص60









[ مما يجري مجرى الأمثال ]
.
ومِن ذلك ما صدرَ عن سائرِ السلفِ والحكماءِ والبلغاء :
.
إنَّ الله خَصَّ نفسَه بالكمال ، ولم يُبَرِّئْ أحداً مِن النقصان .
.
الكمالُ لله عزَّ وجلَّ .
.
كم نعمةٍ للهِ في عِرْقٍ ساكن .
.
مَن صدَّق اللهَ نجا .
.
الدعاءُ مِن الله بِمَكان .
.
في اللهِ عِوَضٌ مِن كُلِّ فائِت .
.
ما أمرَ اللهُ بشيءٍ إلا أعانَ عليه ، ولا نَهَى عن شيءٍ إلا أغْنى عنه .
.
مَنِ افْتقرَ إلى الله اسْتَغنى عن الناس .
.
صُنْعُ الله غادٍ ورائِح .
.
لله لطائف .
.
كم لله مِن صُنْعٍ خَفِيٍّ ولُطفٍ حَفِيّ .
.
إنَّ اللهَ عَلَّامُ الغُيوب ، ومَن بِيَدِه أزِمَّةُ القلوب .
.
إنَّ الله يَقْضي ما يُريد ، وإنْ رَغِمَ أنفُ الشيطانِ المَريد .
.
إنَّ الله تعالى يُمْهِلُ ولا يُهْمِل .
.
إنَّما يَعْجلُ مَن يخافُ الفَوْت .
.
لا تَسْألْ إلا الله ؛ فإنَّه إنْ أعطاكَ أغْناك .
.
التمثيل والمحاضرة للثعالبي (ت429هـ) ص8








لَأُدِيْمَنَّ مديحَ المُصطفى ... فِعْلَ مَن في الله قَوَّى طَمَعَهْ
.
فعسى أنْعَمُ في الدنيا به ... وعسى يَحْشُرُني الله معَهْ
.
نفح الطيب للمقَّري التلمساني (ت 1041 هـ) ج1 ص55









فلما دخلتُ المسجدَ الأقصى ، وأبصرتُ بدائعَه التي لا تُسْتقصى ،
.
بَهَرني جمالُه الذي تجلَّى الله به عليه ، وسألتُ عن محلِّ المعراج الشريف
.
فأُرْشدتُ إليه ، وشاهدتُ مَحلَّاً أَمَّ فيه صلى الله عليه وسلم الرسلَ
.
الكرامَ الهُداةَ ، وكان حقِّي أنْ أنشدَ هنالكَ ما قالَه بعضُ المُوَفَّقين وهو ممَّا
.
يَنبغي أنْ تُزَمْزمَ به الحُدَاة :
.
إنْ كنتَ تسألُ أينَ قَدْ ... رُ محمّدٍ بينَ الأنامْ
.
فأصِخْ إلى آياتِـه ... تظفرْ بِرِيِّكَ في الأُوام
.
أكرمْ بعبدٍ سَلَّمتْ ... تقديمَه الرسلُ الكرامْ
.
في حضرةِ للقدسٍ وا ... فاها بعزٍّ واحترامْ
.
صَفُّوا وصَلُّوا خلفَه ... إنَّ الجماعةَ بالإمامْ
.
للشُّهْبِ نورٌ بَيِّنٌ ... والفضلُ للقمرِ التَّمامْ
.
سِلْكُ النبوةِ باهرٌ ... وبأحمدٍ خُتمَ النِّظام
.
هذا الكتابُ دلالةٌ ... تَبْقى إلى يوم القيامْ
.
شهدَتْ له مِن بعدِ عَجْـ ... زٍ ألْسُنُ اللُّدِّ الخِصامْ
.
خيرُ الورى وأجَلًُّ آ ... ياتٍ له خيرُ الكلامْ
.
فعليه مِن ربِّ الورى ... أزكى صلاةٍ معْ سلامْ
.
نفح الطيب للمقَّري التلمساني (ت 1041 هـ) ج1 ص54









[ في ذكر الاستمطار ]
.
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى
.
الله عليه وسلم ، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ :
.
يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلَكَتِ الْكُرَاعُ ، هَلَكَتِ الشَّاءُ ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا ،
.
فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا ،
.
قَالَ أَنَسٌ : وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا ،
.
ثُمَّ اجْتَمَعَ ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا ، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى
.
أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا ، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى ، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ
.
الرَّجُلُ ، أَوْ غَيْرُهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ ، فَادْعُ اللَّهَ
.
يَحْبِسْهُ ، فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا ،
.
فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ .
.
ربيع الأبرار للزمخشري (ت538هـ) ج1 ص112
.
والحديث في المسند الجامع وفيه : أخرجه أحمد والخاري وأبو داود .
.
الكراع : الخيل والسلاح ، الشاء : جمع شاة وهي الواحدة من الضأن والمعز والظباء والبقر ، أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا : كناية عن انهمار المطر والعزلاء مصب الماء من القربة .









إنَّ دمعِي فوقَ خَدِّي ... مِثلَ طَلٍّ فوقَ وَرْدِ
.
ونُجومُ الليلِ تَحْكي ... فضَّةً في لازَوَرْدِ
.
أحسن ما سمعت للثعالبي (ت429هـ) ص80
.
اللازورد : معدن يُتخذ للحلي .









[ ومن أحسن ما قيل في الليل ]
.
نادمْتُ إخواني بدجلةَ ليلةً ... والنجمُ في كبدِ السماءِ مُحَلِّقُ
.
والبدرُ يضحكُ وجهُه في وجهِها ... والماءُ يرقصُ حولَنا ويُصَفِّقُ
.
أحسن ما سمعت للثعالبي (ت429هـ) ص80
.
البيتان لابن المعتز








لقمان : يا بني إيَّاك والكسل والضجر ،
.
فإن كسلت لم تؤَدِ حقاً ، وإذا ضجرْتَ لم تصبِرْ على حقّ .
.
ربيع الأبرار للزمخشري












أيُّ ليلٍ على المُحبِّ أطالَهْ ... سائقُ الظَّعنِ يومَ زَمَّ جِمالَهْ
.
يزجُرُ العِيسَ طاوياً يقطعُ المَهْـ ... ـمَهَ عَسْفاً سهولَه ورمالَهْ
.
أيها السائقُ المُجِدُّ ترفَّقْ ... بالمَطايا فقد سَئِمْنَ الرّحاله
.
وأنِخْها هُنَيْهةً وأرِحْها ... إذْ بَراها السُّرى وفرطُ الكَلاله
.
لا تُطِلْ سَيْرَها العنيفَ فقدْ برَّ ... حَ بالصَّبِّ في سُرَاها الإطاله
.
وارْثِ للنَّازِحِ الَّذي إنْ رأى رَبْـ ... ـعاً ثوى فيه نادِباً أطلْالَه
.
نفح الطيب للمقري التلمساني ص21










كانتْ دِرْعُ عليّ رضيَ اللّه عنه صَدْراً لا ظَهْرَ لها ، فقيلَ له في ذلك
.
فقال : إذا اسْتَمْكَنَ عَدوِّي مِن ظَهري لا يُبْقِ .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص131










قال فيلسوف : أعلمُ النَّاس بالدَّهر أقلُّهم تَعَجُّباً مِن أحداثِه .
.
البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي












وقالَ عمرُ بنُ الخطاب رضيَ اللّه عنه لعمروِ بنِ معد يكرب : أخبرْني
.
عن السلاح ،
.
قال : سَلْ عمَّا شئِتَ منه ،
.
قال : الرمح ؟
.
قال : أخوكَ وربما خانَك ،
.
قال : النَّبل ؟
.
قال : مَنايا تُخْطىءُ وتُصيب ،
.
قال : التُّرس ؟
.
قال : ذاك المِجَنُّ وعليه تدورُ الدَّوائر ،
.
قال : الدِّرع ؟
.
قال : مُثْقِلَةٌ للرَّاجِلِ مُتْعِبةٌ للفارس ، وإنّها لَحِصنٌ حَصين ،
.
قال : السيف ؟
.
قال : ثَمَّ ، قارَعَتْكَ أمُّكَ عن الثَّكْل ،
.
قال عمر : بل أمُّك ،
.
قال " الحُمَّى أضْرَعَتْني لك " .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص129
.
الحُمَّى أضْرَعَتْني لك : أراد أن الإسلام قيدني ولو كنت في الجاهلية لم تكلمني بهذا الكلام .









قال العتبيّ : سمعت أعرابيّةً تقول :
.
مسكين العاشق ، كلّ شيءٍ عدوّه :
.
هبوب الرّيح تقلقه ، ولمعان البرق يؤرقه ، ورسوم الدّيار تحرقه ،
.
والعذل يؤلمه ، والتّذكير يسقمه .
.
إذا دنا الليل منه هرب النّوم عنه ،
.
ولقد تداويت بالقرب والبعد فما أنجح فيه دواء .
.
ولقد أحسن الذي يقول :
.
بكلٍّ تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أنّ قرب الدّار خيرٌ من البعد
.
أخبار النساء لابن الجوزي








الأمينُ آمِنٌ ، والخائِنُ حائِنٌ .
.
نوابغ الكَلِم للزمخشري (ت538هـ)
.
حائن : من حان يحين إذا هلك .








لما حضرتْ عبدَ اللّه بنَ شدّاد بنِ الهاد الوفاة دعا ابناً له
.
يقال له محمد ، فقال : يا بنيّ ، إني أرى داعيَ الموت لا يُقْلِع ،
.
وأرى مَنْ مضى لا يرجع ، ومَنْ بقيَ فإليه ينْزِع ؛
.
وإنِّي مُوصيكَ بوصية فاحفظها :
.
عليك بتقوى اللّه العظيم ،
.
ولْيَكنْ أَوْلى الأمورِ بك شكرُ اللّه وحسنُ النِّية في السِّرِّ والعلانية ،
.
فإنَّ الشّكور يزداد ، والتقوى خير زاد ؛ وكن كما قال الحطيئة :
.
ولسْتُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ ... ولكنّ التقيّ هو السعيد
.
وتقوى اللّه خيرُ الزادِ ذُخراً ... وعندَ اللّه للأتْقَى مَزِيد
.
وما لا بدَّ أنْ يأتي قريبٌ ... ولكنّ الذي يمضي بعيد
.
الأمالي لأبي علي القالي









آيةُ العقلِ سرعةُ الفهم ، وغايتُه إصابةُ الوَهم .
.
ثمرةُ العقلِ حُسنُ الاختيار ، ودلالتُه صحبةُ الأخيار .
.
مَن ساءَ أدبُه ضاعَ نسبُه .
.
إذا قلَّتِ العقولُ كَثُرَتِ الفضول .
.
خيرُ المواهبِ العقل ، وشرُّ المصائبِ الجهل .
.
مَن صاحبَ العلماءَ وُقِّر ، ومَن صاحبَ السفهاءَ حُقِّر .
.
مَن قلَّ عقلُه كَثُرَ هزلُه .
.
مَن لم يتعلمْ في صِغَرِه ، لم يتقدَّمْ في كِبَرِه .
.
مَن خلا بالعلمِ لم تُوحشْه خلوة ، ومَن تسلَّى بالكتبِ لم تفتْه سَلوة .
.
الفرائد والقلائد لأبي حسين الأهوازي ص12









والحسدُ - أبقاكَ الله - داءٌ يَنْهَكُ الجسدَ ، ويُفسِدُ الوُدَّ ، عِلاجُه عَسِرٌ ،
.
وصاحِبُه ضَجِرٌ ، وهو بابٌ غامِضٌ وأمرٌ مُتَعَذِّرٌ ، وما ظَهَرَ منه فلا
.
يُداوَى ، وما بَطَنَ منه فمُدَاوِيْهِ في عَناءٍ ، ولذلِكَ قال النبيُّ صلى الله
.
عليه وسلم : " دَبَّ إليكم داءُ الأُمَمِ مِن قبلِكم : الحسدُ والبَغْضاء " .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج3 ص3









وخيرُ الكتُبِ ما إذا أعَدْتَ النظرَ فيه زادَكَ في حُسْنِه ،
.
وأوْقَفَكَ على حَدِّه .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج3 ص42








والمعلِّمونَ أشْقَى بالصبيانِ مِن رُعاةِ الضَّأْنِ ورُوَّاضِ الْمِهارة .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج3 ص28
.
المِهار والمِهارة هو جمع مُهر : ولد الفرس .










أجوادُ الجاهليةِ الذين انتهى إليهمُ الجودُ ثلاثةُ نَفَرٍ : حاتمُ بنُ عَدِيٍّ الطائِيُّ
.
وهَرِمُ بنُ سنان المازنيُّ وكعبُ بنُ مامةَ الإياديُّ ، ولكنَّ المضروبَ به المثلُ
.
حاتمُ وحدَه ، وكان إذا اشْتدَّ البردُ ، وكانَ الشتاءُ أوقدَ ناراً في بقاعِ
.
الأرضِ لِيَنْظرَ إليها مَن ضلَّ الطريقَ ليلاً فيُبادرَ إليها ، وهو القائلُ لغلامِه
.
يسار :
.
أوْقِدْ فإنَّ الليلَ ليلٌ قَرُّ ... والريحُ يا مُوقِدُ ريحٌ صِرُّ
.
حتى يرى نارَكَ مَن يَمُرُّ ... إنْ جَلَبَتْ ضيفاً فأنتَ حُرُّ
.
وأما هَرِمُ بنُ سِنان فهو صاحبُ زهير الذي يقولُ فيه :
.
تَراه إذا ما جِئْتَه مُتَهلِّلاً ... كأنَّكَ تُعطيه الذي أنتَ سائِلُه
.
وأمَّا كعبُ بنُ مَامةَ الإياديُّ فلم يأتِ له إلا ما ذكرتُ عنه مِن إيثارِه رفيقَه
.
السَّعديَّ بالماءِ حتى ماتَ عَطشاً ونجا السعديُّ ، وناهيكَ بهذا الكرمِ الذي
.
ما سُبِقَ إليه .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ت837هـ) ص103






دخلَ على إياسِ بنِ مُعاويةَ ثلاثُ نِسوةٍ ، فقال : أمَّا واحدةٌ فمُرضِعٌ
.
والأُخرى بكرٌ والثالثةُ ثَيِّبٌ ،
.
فقيل له : بِمَ علمتَ ؟
.
قال : أما المُرْضعُ فإنَّها لمَّا قعدَتْ أمسكَتْ ثديَها بيدِها ، وأما البكرُ
.
فلما دخلتْ لم تَلتَفِتْ إلى أحدٍ ، وأما الثَّيِّبُ فلمَّا دخلتْ رمقتْ بعينِها
.
يميناً وشمالاً .
.
الأذكياء لابن الجوزي (ت597هـ) ص96










ومَرِضَ زيادٌ فدخَلَ عليه شُريحٌ القاضي يَعودُه .
.
فلمِّا خَرجَ بَعَثَ إليه مَسْرُوقُ بنُ الأجْدَعِ يسألُه :
.
كيف تركتَ الأمير ؟
.
قال : تركتُه يأمرُ ويَنْهى ؛
.
فقال مَسروق : إنَّ شُرَيحاَ صاحبُ تَعرِيضٍ عَوِيص ، فاسألوه ،
.
فسألوه فقال : تركتُه يَأمرُ بالوَصيّةِ ويَنْهى عن البُكاء .
.
العقد الفريد لابن عبد ربه









عن مجالدٍ عن الشعبيِّ قال : شهدْتُ شُريحاً
.
وجاءَتْه امرأةٌ تُخاصمُ رجلاً ، فأرسلَتْ عينيها فبكَتْ
.
فقلت : يا أبا أميَّةَ ما أظنُّ هذه البائسةَ إلا مظلومةٌ
.
فقال : يا شعبيُّ ، إنَّ إخوةَ يوسفَ جاؤوا أباهم عِشاءً يبكون .
.
الأذكياء لابن الجوزي (ت597هـ) ص96









قيل وقف أعرابي بباب داود بن المُهَلَّب سنة لم يؤذن له .
.
فلمَّا أُذِن للناس إِذْناً عامَّاً دخل في جُملتهم ،
.
فقضى داود حوائجَ الناس على طبقاتهم ، وبقي هو ،
.
فرفع داود رأسه إليه وقال : ألك حاجة يا بدوي ؟
.
فقال : نعم أصلح الله الأمير أتيْتُك مُمْتَدِحاً بأبيات من الشعر ،
.
أُؤَمِّلُ بكلِّ بيتٍ منها ألفَ درهم .
.
قال له داود : قُل ،
.
فاندفع يقول :
.
آمَنْتُ بداودٍ وجود يمينه ... من الحَدَثِ المَخْشِيِّ والبؤسِ والفقر
.
وأصبحْتُ لا أخشى بداود نكبة ... ولا حَدَثاناً إذ شددْتُ به ظهري
.
فما طلحةُ الطَّلَحاتِ ساواه في النَّدى ...
.
ولا حاتم الطائي ولا خالد القَسْري
.
له حكمُ لقمانٍ وصُورةُ يُوسُفٍ ... ومُلْكُ سليمانٍ وصِدْقُ أبي ذرِّ
.
فتىً تَهْرُبُ الأموالُ مِنْ جُودِ كَفِّهِ ... كما يهرُبُ الشيطان من ليلة القَدْرِ
.
له هِمَمٌ لا مُنْتَهى لكبيرِها ... وهِمَّتُه الصُغْرى أجلُّ منَ الدَّهر
.
وراحتُهُ لو أنَّ مِعْشَارَ عُشْرِها ... على البَرِّ كان البَرُّ أنْدَى من البَحْر
.
فقال داود : أحسنْتَ يا أعرابيّ ، أيُّمَا أحبُّ إليك أن أُعْطِيَك
.
على قدْرِك أو على قدْرِي أو على قدْرِ الشِّعر ،
.
فقال : بل على قدِْر شعري ، فأمرَ له على كلِّ بيتٍ بألفِ درهم
.
فأخذها وانْصَرف ،
.
فقال بعضُ جُلَسَائِه : لو رَدَدْتَه أيُّها الأمير واسْتَخْبَرْتَه لمَ اخْتَاَر
.
على قدْرِ الشَّعر ولمْ يخْتَرْ على قدْرِك ؟
.
فأمرَ بِرَدِّهِ واسْتَخْبَرَه عن ذلك ،
.
فقال: أيُّها الأمير نظرْتُ إلى الدنيا بما فيها فإذا هيَ لا تَفِي
.
بِمِعْشَارِ عُشْرِ قدْرِك ، فأشْفَقْتُ أنْ أسأَلَكَ ما لمْ تُطِقْ .
.
فقال : أحسَنْتَ والله ، هذا أحسنُ منْ شِعْرِك ،
.
وأضْعَفَ له الجائِزَةَ فأخَذَها وانْصرَف .
.
مخطوطة روضة الأزهار وبهجة النفوس ونزهة الأبصار
للحسن بن علي بن خلف القرطبي الأموي












وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج يأمره أن يبعث إليه
.
برأس عبّاد بن أسلم البكريّ
.
فقال له عبّاد : أيها الأمير أنشدك الله لا تقتلني
.
فوالله إني لأَعُوْلُ أربعاً وعشرين إمرأة ما لهنَّ كاسِبٌ غيري
.
فرقَّ لهنَّ واسْتَحْضَرَهنَّ وإذا واحدة منهنَّ كالبدر
.
فقال لها الحجاج : ما أنت منه ؟
.
قالت أنا بنته فاسمع يا حجاج منِّي ما أقول ثم قالت :
.
أحجاجُ إما أن تَمُنَّ بتركه ... علينا وإما أن تقتلنا معا
.
أحجاجُ لا تفجعْ به إنْ قتلْتَه ... ثماناً وعشراً واثنتين وأربعا
.
أحجاجُ لا تتركْ عليه بناته ... وخالاته ينْدُبْنَهُ الدهرَ أجمعا
.
فبكى الحجاج ورقَّ له واسْتَوْهَبَه من أمير المؤمنين
.
عبد الملك وأمر له بِصِلة .
.
المستطرف للأبشيهي












قال وتزوج الأُقَيْشِر ابنةَ عمٍّ له يُقال لها الرِّباب ، على أربعة
.
آلاف درهم ويقال : على عشرة آلاف درهم
.
فأتى قومه فسألهم فلم يعطوه شيئاً ،
.
فأتى ابنَ رأسِ البغْلِ وهو دَهْقان الصِّين ، وكان مجوسياً ،
.
فسأله فأعطاه الصَدَاق كاملاً ، فقال :
.
كفاني المجوسيُّ همَّ الرَّباب ... فدىً للمجوسيِّ خالٌ وعمّ
.
شَهدْتُ بأنَّك رطبُ اللِّسان ... وأنك بحرٌ جوادٌ خِضَمّ
.
وأنك سيِّدُ أهل الجحيم ... إذا ما تَرَدَّيْتَ فيمن ظلم
.
تُجاور هامان في قعرِها ... وفرعون والمُكْتَنى بالحكم
.
فقال له المجوسيُّ : ويحك ! سألْتَ قومَك فما أعطَوْكَ شيئاً ،
.
وجِئْتَني فأعطيْتُكَ فجَزَيْتَنِي هذا القول ولم أُفْلِتْ من شرِّك !
.
قال : أَوَ ما تَرْضى أنْ جعلْتُكَ مع الملوك وقَرِينَ أبي جهل ؟
.
نهاية الأرب للنويري








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالإثنين مارس 28, 2016 4:15 pm

على بن أبي طالب يصف نفسه قائلا
محمد النبي أخي وصهري
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفرٌ الذي يمسي ويضحي
يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنـت محمد سكني وعرسي
مسـوط لحمها بدمي ولحمي
وسـبــطا أحـمد ولـداي مـنها
فمـن منـكم لـه سهم كسهمي
سبقـتكـم إلـى الإسـلام طــرّاً
غلاماً ما بلغتُ أوان حلمي








قصة الزبرقان بن بدر مع الحطيئة
هجا الحطيئة الزبرقان بن بدر في قصيدة كان منها البيت الشهير:
دع المكارمَ لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعُم الكاسي
فشكا الزبرقان بن بدر الحطيئة للخليفة عمر بن الخطاب فأحضرهما معاً، واستمع عمر للبيت السابق فقال: أين الهجاء في هذا البيت؟ إنني لا أسمع هجاءً بل هو عتاب.
قال الزبرقان: أَكلُّ مروءاتي هي أن آكل وألبس؟
فاستدعا عمر حسان بن ثابت، لأنه أكثر دراية بالشعر وأسمعه بيت الحطيئة وقال: هل هذا هجاء؟ قال حسان: بل هو أكثر من الهجاء، لقد سلح عليه، أي سبّه.
فعاقبه الخليفة بالسجن، فوضعه في بئر، فنظم أبياتاً ليرقق قلب الفاروق ويستعطفه ليفرج عنه فقال:
ماذا تقــــــــــــــــــــــــــــــول لأفراخٍ بذي مرخٍ
زغب الحواصل لا ماءٌ ولا شجرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ
فاغفِرْ عليك سلامُ اللهِ يا عمرُ
وهمّ عمر بن الخطاب أن يقطع لسانه، فلما سمع الحطيئة بذلك، خاف وقال للخليفة إنه طبع فيه وقد هجا أمه وأباه وزوجته وحتى نفسه، وبقي يردد أمام الخليفة أنه سيكفّ عن الهجاء.
واشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الحطيئة أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، على ألا يهجو أحداً بعد ذلك.







عن ابن الأثير ..

ابن الأثير كان ثلاثة إخوة وليس شخصا واحدا

1-مجد الدين بن الأثير، محدث
له كتاب "جامع الأصول" و"النهاية" في الحديث.

2-عز الدين بن الأثير، مؤرخ، له "الكامل" و"أسد الغابة" في التاريخ.

3-ضياء الدين بن الأثير، أديب، له " المثل السائر" في البلاغة.

ومما قيل في بني الأثير الثلاثة

وبنو الأثير ثلاثة .. قد حاز كل مفتخر

فمؤرخ جمع العلوم .. وآخر ولي الوزر

ومحدث كتب الحديث .. له النهاية والأثر









مَن المكَنَّى بالأب :
أبو ضَوْطَرى : كنية الأحمق .
أبو عَمْرَة : كنية الجوع .
أبو مالِك : كنية الهَرَم .
أبو حاجب : النار لايُنْتَفَع بها .
(لسان العرب)










توضيح معنى : (النار لاينتفع بها)
عن ابن الكلبي، قال:
كان أبو حباحب رجلاً من العرب في سالف الدهر، بخيلاً لا توقد له نارٌ بليلٍ، مخافة أن يقتبس منها، فإن أوقدها، ثم أبصرها مستضيءٌ أطفأها. فضربت العرب به المثل في البخل والخلف، فقالوا: " أخلف من نار أبي حباحب " .
وقال ابن الشجري في أماليه: حباحب: رجل كان لا ينتفع بناره، لبخله، فنسب إليه (كل نار لا ينتفع بها)، فقيل لما تقدحه حوافر الخيل على الصفا: نار الحباحب.









جاء في الخزانة للبغدادي :
العرب تقول: يا ابن ضوطر، أي: يا ابن الأمة. وقال اللخمي: الضوطر: المرأة الحمقاء.

أبو ضَوْطَرَى :
إذا نسبت العرب العيوب إلى إنسان قالت : أبو ضوطرى ، وأبو حباحب ، وأنشدوا :
أبو ضَوْطَرى جدْعَاً بأنفكَ كلّما ** تشبَّهْتَ بالساداتِ والكُبراءِ

















من روائع الأدب الفرنسي قصيدة البحيرة لـ ألفونس دو لامارتين
ترجمها للعربية الدكتور / نقولا فياض
وهذه بعضٌ من أبياتها:

أهكذا أبداً تمضي أمانينا …
نطوي الحياةَ وليلُ الموت يطوينا

تجري بنا سُفُنُ الأعمارِ ماخرةً …
بحرَ الوجودِ ولا نُلقي مراسينا؟

بحيرةَ الحبِّ حيّاكِ الحيا فَكَمْ …
كانت مياهُكِ بالنجوى تُحيّينا

قد كنتُ أرجو ختامَ العامِ يجمعنا …
واليومَ للدهر لا يُرجى تلاقينا
















هذا الرّثاءُ الذي تمليه أشجاني
أخطّهُ ودموعِي ملء أجفاني

إنَّ الذي روّع الأحباب روّعني
يا دار أنسي، وما أبكاكِ، أبكاني

"جبران خليل جبران"












بلد - البلد
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدًا آمنًا) البقرة 126
(وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا) إبراهيم 35
(بلدًا) التي في سورة البقرة دعا بها قبل أن تكون عامرة بأهلها
، ثم دعا مرة أخرى بعد أن صارت عامرة فقال رب اجعل هذا البلد.
















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالإثنين مارس 28, 2016 5:59 pm

قال ابن بسام في الذخيرة: إن أبا عبد الله بن شرف قال يوماً للمأمون ابن ذي النون أيام خدمته إياه، واستشفافه صبابة عمره في ذراه وقد أجروا ذكر أبي الطيب، فذهبوا في وصفه كل مذهب: إن رأى المأمون - لا فارق العزة والعلاء - أن يشير إلى أي قصيدة شاء من شعر أبي الطيب حتى أعارضه بقصيدة تنسى اسمه، وتعفى رسمه، فتثاقل ابن ذي النون عن جوابه علما بضيق جنابه، وإشفاقاً من فضيحته وانتشابه، وألح أبو عبد الله حتى أحرج ابن ذي النون، وأغراه، فقال له: دونك قوله:
" لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي "
فخلا بها ابن شرف أياماً فوجد مركبها وعراً ومريرتها شزرا، ولكنه أبلى عذراً، وأرهق نفسه من أمرها عسراً؛ فما قام ولا قعد، ولا حل ولا عقد. وسئل ابن ذي النون بعد. أي شيء أقصده إلى تلك القصيدة؟ فقال: لأن أبا الطيب، يقول فيها:
بلغتُ بسيف الدولة النور رتبةً
أنَرتُ بها ما بين غرب ومشرق
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق
أراه غُباري ثم قال له: الحق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 8:48 am

وقفة لغوية :
{ تبت يدا أبو لهب وتب }
سورة المسد
بسم الله الرحمن الرحيم
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
القراءة المعروفة والمتواترة للآية الأولى هي : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍوَتَبَّ }, غير أنه توجد قراءة شاذة هي : {تَبَّتْ يَدَا أَبِو لَهَبٍ وَتَبَّ }, حيث جاءت { أبو } مرفوعة, وليست مجرورة كما يقتضي السياق.
هذه القراءة الشاذة أشار لها بعض المفسرين كالرازي في مفاتيح الغيب, والزمخشري في الكشاف, كما أشار إليها الحلبي في الدرالمصون.
قال الحلبي:
" وقُرئ: {يدا أبي لَهَبَ} بالواو في مكانِ الجرِّ." (1)
وقال الرازي بإن " التكنية قد تكون اسمًا ، ويؤيده قراءة من قرأ ( تبت يدا أبو لهب ) كما يقال : علي بن أبو طالب ومعاوية بن أبو سفيان ، فإن هؤلاء أسماؤهم كناهم." (2)
وقد ذكر الزمخشري تعليلا لتكنية أبي لهب بذلك, وأشار في ذلك إلى هذه القراءة :
فإن قلت : لم كناه ، والتكنية تكرمة؟ قلت : فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن يكون مشتهرًا بالكنية دون الاسم ، فقد يكون الرجل معروفًا بأحدهما ، ولذلك تجري الكنية على الاسم ، أو الاسم على الكنية عطف بيان ، فلما أريد تشهيره بدعوة السوء ، وأن تبقى سمة له ، ذكر الأشهر من علميه ويؤيد ذلك قراءة من قرأ «يدا أبو لهب» ، كما قيل : علي بن أبو طالب . ومعاوية بن أبو سفيان؛ لئلا يغير منه شيء فيشكل على السامع. " (3)
ومع ان هذه القراءة شاذة, فقد ااتخذ منها علماء اللغة دليلا على جواز لزوم العلم المصدر بـ "أبو "صورة شكلية واحدة في الإعراب, كما ذهب إلى ذلك الزمخشري و الرازي.
وقد أشار إلى ذلك الفراء في المعاني : " وبلغنى: أن كتاب على بن أبى طالب رحمه الله كان مكتوبا: هذا كتاب من على بن أبو طالب .. " (4)
--
1- الدرالمصون - المجلد 11- سورةالمسد.
2- مفاتيح الغيب للرازي- تفسير سورةالمسد.
3- الكشاف للزمخشري - تفسير سورة المسد.
4- معاني القرآن للفراء - ج 3 /114
منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 8:49 am

آدم أبو البشر - عليه السلام -:
قيل: سمي بذلك لكون جسده من أديم الأرض .
وقيل: لسمرة في لونه، يقال: رجل آدم، أي: أسمر .
وقيل: لكونه من عناصر مختلفة وقوى متفرقة، كما قال تعالى: { من نطفة أمشاج نبتليه }، يقال: جعلت فلانا أدمة أهلي، أي: خلطته بهم
وقيل: لِمَا طُيِّب به من الروح المنفوخ فيه، المذكور في قوله - تعالى -: { ونفختُ فيه من روحي }، وجعل له العقل والفهم والروية التي فُضِّل بها على غيره، وذلك من قولهم: الإدام، وهو ما يُطيَّب به الطعام، وفي الحديث: " لو نظرتَ إليها؛ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما " أي يؤلف ويطيب
انظر مفردات القرآن للراغب ص70 ط دار القلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 8:52 am

قفا نبك دارا شط عنا مزارها***وأنحلنا بعد البعاد ادكارها
وعوجا بأطلال محتها يد النوى***فأظلم بالنأي المشت نهارها
فقدنا بها ريما من الأنس إن رنت*** بمقلتها يصمي القلوب احورارها
تصيد فلوب العاشقين أنيسة***ويحسن منها صدها ونفارها
ويهزأ بالأغصان لين قوامها***إذا مال فوق الغصن منها خمارها
وليس لبدر التم قامة قدها***وما هو إلا حجلها وسوارها
منازلها مني الفؤاد وإن نأى***عن العين مثواها فقلبي دارها
يمثلها بالوهم فكري لناظري***وأكثر ما يضني النفوس افتكارها
وهيج دمعي حر نار صبابتي***وما خمدت بالدمع مني نارها
وساعدني بالأيك ليلا حمائم***تهاتف شجوا لا يقر قرارها
بكين ولم تسفح لهن مدامع***وعيني فاضت بالدموع بحارها
شمس الدين البديري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 8:54 am

دولة المماليك حكمت مصر والشام والحجاز واليمن ما يقارب من 270 عاما , كانت هي الحصن الأخير للحضارة الإسلامية في وقت بدأت تتلقى فيه الضربات من الشرق والغرب, وهي التي أوقفت المد المغولي وحولت المغول إلي الإسلام . من جهة أخرى نجد أن دولة المماليك هي التي أنهت الوجود الصليبي في الشام ، وجميع الموسوعات تم تأليفها في عصر دولة المماليك وتراث الحضارة الإسلامية كله تم تصنيفه في عصر سلاطين المماليك وكأنه كان هناك إحساس بأن الحضارة الإسلامية في طريقها للأفول .

و من أعظم إيجابيات علماء العصرالمملوكي أنهم أعادوا و بزمن قياسي جمع ما خسرناه من التراث والفكر الإسلامي الذي تعرض للنهب والإحراق والإغراق والإتلاف على يد المغول، وتابعوا فوق ذلك مسيرة التأليف والإبداع، فكونوا منضة كبرى توجت حلقات تطور الحضارة الإسلامية .

يقول السيوطي مباركا هذه الفترة : و اعلم أن مصر حين صارت دار الخلافة عظم أمرها وكثرت شعائر الإسلام فيها ، وعلت فيها السنة ، وعفت عنها البدعة ، وصارت محل سكن العلماء ومحط رحال الفضلاء ، وهذا سر من أسرار الله أودعه في الخلافة النبوية حيث ما كانت يكون معها الإيمان والكتاب .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 8:57 am

الكُنية إذا اشتهرت، تبقى سمة لصاحبها،
فتلزم صورة واحدة نحو:
علي بن أبو طالب، ومعاوية بن أبو سفيان،
ومنه قراءة من قرأ {تبت يدا أبو لهب}.




لَمْ يَبْقَ فِي النَّاسِ إِلاَّ الْمَكْـرُ وَالْمَلَقُ *** شَـوْكٌ إِذَا لُمِسُوا زَهْرٌ إِذَا رَمَقُوا
فَإِذَا دَعَتْكَ ضَـرُورَاتٌ لِعِشْرَتِهِـمْ *** فَكُنْ جَحِيِمًا لَعَلَّ الشَّوْكَ يَحْتَرِقُ
[الشافِعيّ]









كن قابِل العُذرِ، واغفِرْ زلَّةَ الناسِ
ولا تُطع يا لَبِيبًا أمرَ وَسواسِ
فالله يكرهُ جبَّارًا يشاركهُ
ويكرهُ اللهُ عبدًا قلبهُ قَاسِي
هلّا تذكرت يومًا أنتَ مُدْرِكُهُ
يَومًا ستُخرِجُ فيه كُلَّ أنفاسِ
يوم الرَّحِيلِ عَنِ الدُّنْيَا وزينَتِهَا
يوم الوداعِ شَدِيدَ البَطشِ وَالْبَاسِ
ويوم وَضْعِكَ فِي القبرِ المُخيفِ وقدْ
رَدُّوا التُّرَابَ بِأيديهِم وَبِالفَاسِ
ويوم يبعَثُنَا، والأَرضُ هائِجَةٌ
والشَّمسُ مُحرِقَةٌ، تَدنُو مِنَ الرَّاسِ
والناسُ فِي مُنتهَى جُوعٍ، وَفِي ظَمَإٍ
وَفِي شَقَاءٍ، وَفِي هَمٍّ وَإِفلاسِ
يَفِرُّ كُلُّ امرِئٍ مِن غَيرِهِ فَرَقاً
هَل أَنتَ ذَاكِرُ هَذَا اليَوم أَم ناسِي؟!
سَيُرسِلُ اللهُ أَملاكاً مُنَادِيَةً
هَيَّا تَعَالَوا لِرَبٍّ مُطعِمٍ كَاسِي
هَيَّا تعالَوا إِلَى فَوزٍ ومغفِرَةٍ
هَيَّا تَعَالَوا إِلى بِشْرٍ وَإِينَاسِ
أَينَ الذِينَ عَلَى الرَّحمنِ أَجرُهُمُ؟
فَلَا يَقُومُ سِوَى العَافِي عَنِ النَّاسِ










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالثلاثاء مارس 29, 2016 9:27 am

: حرف الباء واستخداماتها
تكون الباء للإضافة : مثل :
1- مررتُ بـزيد
2- تكون الباء للاستعانة : مثل : كتبتُ بالقم
3- تكون كحرف قسم : مثل : بالله لأخرجنَّ
4 - تكون للحال مع ما بعدها : مثل : خرج بثيابه ؛ أي مكتسيا 4-
5- تكون زائدة على الفاعل : مثل: وكفى بالله شهيدا
6- وتأتي زائدة في المبتدأ : مثل بِحَسْبِكَ زيدٌ
7- وتزاد في الخبر : مثل : وجزاء سيئةٍ بمثلها
8- وتزاد على المفعول به : مثل : ولا تُلْقُوا بأيديكم إلى إلتهلكة
9- وتزاد مع حرف النفي : مثل : ما زيد بقائمٍ












التشبيه المقلوب : وهو جعل المشبه ( مشبها به ) بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر بخلاف المعهود في صور التشبيه ـ أن يكون وجه الشبه أقوى في المشبه به ـ وذكره الحلبي في كتاب التوسل باسم آخر هو : ( تشبيه التفضيل ) وقال عنه : هو أن يشبه شيءٌ بشيءٍ لفظا أو تقديرا ثم يعْدِلُ عن التشبيه لادعاء أن المشبه أفضل من المشبه به ، ومثَّلَ له بقول الشاعر :
حَشِبْتُ جَمَالَهُ بَدْرًا مضيئًا = وأين البدرُ مِنْ ذاكَ الجمال
ومنه أيضا قولُ البحتريّ:
في حمرة الوردِ شيءٌ مِنْ لَلَهُبِهَا = و للقَضِيبِ نصيبٌ من تَثَنِّيها
ومنه في المدح قول محمد بن وهيب الحميري :
وبدا الصباحُ كأَنَّ غُرَّتَهَ = وَجْهُ الخَليفَةِ حينَ يُمْتَدَحُ










هناك حرفان للتفسير في اللغة العربية يستعملان في القواعد اللغوية العربية هما :
1- ( أيْ ) وهي تستعمل بين ؛ مفردين أو بين جملتين :
ففي المفردين : يكون ثانيهما مفسرا للأول منهما ؛ مثل : هذا الرجل وَرِعٌ أي تَقِيٌّ
وبين الجملتين ؛ تفسر الجملة الثانية الجملة الأولى نحو :
نَضُبَ مَعِينُ البِئرِ أي جَفَّ ماؤها
2- ( أَنْ ) وهي لا تستعمل إلا بين جملتين فقط توسع الثانية منهما معنى الجملة الأولى مثل :
نصحْتُ له أنْ اشتغل بنفسك










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأربعاء مارس 30, 2016 4:18 pm

بكت:
بكة هي مكة عن مجاهد وجعله نحو سبد رأسه وسمده،
وضربه لازب ولازم في كون الباء بدلا من الميم،
قال عزوجل: (إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا) وقيل بطن مكة وقيل هي اسم المسجد وقيل هي البيت وقيل هي حيث الطواف وسمى بذلك من التباك أي الازدحام لان الناس يزدحمون فيه للطواف،
وقيل سميت مكة بكة لانها تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم





يا لَلْغُرُوبِ وَمَا بِهِ مِنْ عِبْرَةٍ
للِمْسْتَهَامِ وَعِبْرَةٍ لِلرَّائي

أَوَلَيْسَ نَزْعاً لِلنَّهَارِ وَصَرْعَةً
لِلشَّمْسِ بَيْنَ مَآتِمِ الأَضْوَاءِ

وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالنَّهَارُ مُوَدِّعٌ
وَالْقَلْبُ بَيْنَ مَهَابَةٍ وَرَجَاءِ

وَالدَّمْعُ مِنْ جَفْنِي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً
بِسَنَى الشُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي

وَالشَّمْسُ فِي شَفَقٍ يَسِيلُ نُضَارُهُ
فَوْقَ الْعَقِيقِ عَلى ذُرىً سَوْدَاءِ

مَرَّتْ خِلاَلَ غَمَامَتَيْنِ تَحَدُّراً
وَتَقَطَّرَتْ كَالدَّمْعَةِ الحَمْرَاءِ

فَكَأَنَّ آخِرَ دَمْعَةٍ لِلْكَوْنِ قَدْ
مُزِجَتْ بِآخِرِ أَدْمُعِي لِرِثَائِي

خليل مطران










مَنْ يُخْبِـرْكَ بِـشَـتْـمٍ عَـنْ أَخٍ *** فَهْـوَ الشَّاتِـمُ لا مَنْ شَتَمَـكْ
ذَاكَ شَـيءٌ لَـمْ يُوَاجِهْـكَ بِـهِ *** إِنَّمَا اللَّـوْمُ عَلَى مَـنْ أَعْلَمَـكْ
كَيْفَ لَـمْ يَنْصُـرْكَ إِنْ كَـانَ أَخًا *** ذَا وَفَاءٍ عِنْدَ مَنْ قَـدْ ظَلَمَـكْ












يا مَـــن يرى مد البعوض جناحها في ظـــلـــمــــة الليل البهيم الأليلِ
ويــرى مــناط عــروقــها في نحرها والمـــخ مِن تــلــك العظام النُحَّلِ
ويــرى خــريــر الــدم فـي أوداجها مـــتنقــلا مِـــن مفصل في مفصلِ
ويرى وصول غذى الجنين ببطنها في ظــلمــة الأحشــاء بغير تمقل ِ
ويـرى مكـان الوطىء مِن أقدامها في سيرها وحثيثها المستعجلِ
ويـرى ويـسمـع حس ما هـو دونها في قـــاع بـــحـــر مــظــلم متهولِ
امـــنــن عــلــي بــتــوبــة تـمحو بها ما كان مــني في الــزمــان الأولِ












أوّاه ليلى في العراق مريضة
يا صاحبي كل العراق عليلُ .

الحلم في بغداد مات محاصرا
والفجر في أحضانها مقتولُ .









أعوامُ إقبالهِ كاليومِ في قصرٍ
ويومُ إعراضهِ في الطّولِ كالحججِ

فإنْ نأى سائراً يا مهجتي ارتحلي
وإنْ دنا زائراً يا مقلتي ابتهجي

ابن الفارض








صنع الرشيد طعاماً وزخرف مجالسه
وأحضر أبا العتاهية
وقال له : صِف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا
فقال أبو العتاهية :
عِش ما بدا لكَ سالماً ** في ظِلّ شاهِقةِ القصور
يُسعَى عليك بما اشتهيتَ ** لدى الرَّواح أو البكور
فإذا النفوسُ تقعقعت ** في ظِلّ حشرجةِ الصدور
فهناك تَعلَمُ مُوقِناً ** ما كنتَ إلا في غرور
فبكى الرشيد، فقال الفضل بن يحيى البرمكي :
بَعَث إليك أمير المؤمنين لتسره فَحَزَنتَه!
فقال الرشيد : دَعه،فإنه لمّا رآنا في عمىً فكَرِهَ أن يزيدنا منه.















هي الأخلاقُ تنبتُ كالنبات
إذا سقيت بماء المكرماتِ
تقوم إذا تعهدها المُربي
على ساق الفضيلة مُثمِرات
ولم أر للخلائق من محلِّ
يُهذِّبها كحِضن الأمهات
فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ
بتربية ِ البنين أو البنات
وأخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً
بأخلاق النساءِ الوالداتِ
معروف الرصافي













تزوج رجل امرأة على امرأته القديمة،
فكانت المرأة الحديثة تمر بالقديمة وتقول:
وَمَا تَسْتَوِي الرِّجْلاَنِ رِجْلٌ صَحِيحَةٌ
وَرِجْلٌ رَمَى فِيهَا الزَّمَانُ فَشَلَّتِ
ثم تعود وتقول:
وَمَا يَسْتَوِي الثَّوْبَانِ ثَوْبٌ بِهِ البَلَى
وَثَــوْبٌ بِأَيْــــدِي البَائِعِينَ جَدِيدُ
وعندما تمر المرأة القديمة على الحديثة تنشد قائلة:
نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الهَوَى
مَا القَلْبُ إِلاَّ لِلْـــــحَبِيبِ الأَوَّلِ
كَمْ مَنْزِلٍ فِي الأَرْضِ يَأْلَفُــهُ الفَــتَى
وَحَــــــنِينُهُ أَبـَـــداً لِأَوَّلِ مَـــــــنْـــزِلِ














عَيناكِ قَد دَلَّتا عَينَيَّ مِنكِ عَلى *** أَشياءَ لَولا هُما ماكُنتُ أَرويها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينِ مُحَدِّثِها *** إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مِن أَعاديها














إذ جانب العيش رغد من تألفنا * ومربع اللهو صاف من تصافينا
وإذ هصرنا فنون الوصل دانية * قطوفها فجنينا منه ما شينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما * كنتم لأرواحنا إلا رياحين












(مرق)
جاء في مقاييس اللغة :
الميم والراء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على خروجِ شيءٍ من شيء.
الـمُروق: الخروج من الشيء.
و منه المَرَق لأنَّه شيءٌ يَمْرُق من اللَّحم.










(مقاييس اللغة) معجم لغوي ألفه ابن فارس معتمداً على خمسة كتب عظيمة هي:
-كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي،
-غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلاّم،
-الغريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلاّم أيضا،
-كتاب المنطق لابن السكيت،
-الجمهرة لابن دريد.

ومن خصائصه التركيز والإيجاز، فهو يهمل شرح بعض الألفاظ، ويتجاوز عن ذكر بعض اللغويين الذين يقتبس منهم وخاصة الخليل وابن دريد وابن السكيت اكتفاء منه بإشاراته إلى فضلهم في مقدمة معجمه، وكذلك عنايته بالمجاز واهتمامه بالدخيل وبالكلمات المنحوتة وبخاصة الرباعي، بالإضافة إلى تنظيم مادة المعجم.
(رابط التحميل) http://shamela.ws/index.php/book/21710












الكُنية إذا اشتهرت، تبقى سمة لصاحبها،
فتلزم صورة واحدة نحو:
علي بن أبو طالب، ومعاوية بن أبو سفيان،
ومنه قراءة من قرأ {تبت يدا أبو لهب}.












الخطيب البغدادي:
جاء اليهود في عصر أحد الخلفاء العباسيين بوثيقة زعموا فيها أن النبي(صلى الله عليه وسلم) أسقط عنهم الجزية (وكانوا قد وضعوا على الوثيقة زيتًا وتركو ها في الشمس لفترة حتى تظهر كأنها قديمة) فلما عُرِضَتْ على الخطيب بصق عليها وقال: هذه وثيقة مكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم! فقالوا له: من أين لك ذلك؟
فقال: ذُكِرَ من شهودها سعد بن معاذ ومعاوية بن أبي سفيان(رضي الله عنهما) وهما لا يجتمعان، أسلم معاوية عام الفتح في العام ٨ هجريًا، ومات سعد بن معاذ في بني قريظة وقد جُرحَ في الأحزاب في نهاية عام 5هجريًا.








الحاكم أبو عبد الله أحمد بن البيع:
سمع شيخًا بنيسابور يحدث عن هشام بن عمار فسأله قائلًا: متى دخلتَ مصر؟ قال :سنة 80هجريًا، فقال: إن هذا الشيخ يحدث عن هشام بعد موته بإحدى عشرة سنة!
فانظر رحمك الله كيف أن معرفَتَهُم بالتاريخ بصَّرَهم بتزوير المزورين.












قتل النفس المعصومة ..
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ، بَابٌ مِنْهَا لِمَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَى أُمَّتِي أَوْ قَالَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ " [ أخرجه أحمد ] .
وقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا أَوِ الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا " [ أخرجه النسائي ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " [ أخرجه الترمذي ] .













- "معاني "إن" وأخواتها":
1- معنى "إن" و"أن" التوكيد.
2- و"لكن" الاستدراك والتوكيد، وليست مركبة على الأصح، وقال الفراء: أصلها "لكن أن" فطرحت الهمزة للتخفيف ونون "لكن" للساكنين، كقوله "من الطويل":
وَلَسْتُ بِآتِيهِ وَلاَ أَسْتَطِعْهُ ... وَلاَكِ اسْقِنِي إنْ كَانَ مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ
وقال الكوفيون: مركبة من "لا" و"إن"، الكاف الزائدة لا التشبيهية، وحذفت الهمزة تخفيفا.
3- ومعنى "ليت" التمني في الممكن والمستحيل، لا في الواجب. فلا يقال: ليت غدا يجيء، وأما قوله تعالى: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ} مع أنه واجب فالمراد تمنيه قبل وقته، وهو الأكثر.
4- و"لعل" الترجي في المحبوب، نحو: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} ، والإشفاق في المكروه، نحو:{فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ}؛ وقد اقتصر على هذين في شرح الكافية، وزاد في التسهيل أنها تكون للتعليل والاستفهام؛ فالتعليل، نحو: {لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ}، والاستفهام، نحو: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} وتابع في الأول الأخفش، وفي الثاني الكوفيين، وتختص "لعل" بالممكن، وليست مركبة على الأصح؛ وفيها عشر لغات مشهورة.
5- و"كأن" التشبيه، وهي مركبة على الصحيح، وقيل: بإجماع، من كاف التشبيه و"أن"، فأصل "كأن زيدا أسد": إن زيدا كأسد، فقدم حرف التشبيه اهتماما به، ففتحت همزة "أن" لدخول الجار.
















استدعى أحد الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة كان ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فتبعهم إلى
أن وصلوا إلى دار الخلافة، فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم، ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة قال: من أنت؟ وما حاجتك؟ فأنشد الرجل:
ولما رأيتُ القوم شدوا رحالهم * إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي
فقال الخليفة : املؤوا له الجّرة ذهباً وفضّة.
فحسده بعض الحاضرين(البطانه)وقالوا : هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.
فقال الخليفة: هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب ففرّق المال على الفقراء، وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه وسأله على ذلك فقال:
يجود علينا الخيّرون بمالهم * ونحن بمال الخيّرين نجود
فأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات، وقال : الحسنة بعشر أمثالها.

اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ

ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ
ﺗﻘﻀى ﻋﻠى ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات















أعلمتَ منْ ركبَ البراقَ عتيما
و تلاهُ جبريلُ الأمينُ نديما

حتى سما فوقَ السماءِ قدوماً
ودنا فكــلمَ ربهُ تكــليما

صلوا عليه و سلموا تسليما

أمْ منْ على الرسلِ الكرامِ تقدما
و نوى الصلاة َ بهمْ وكبرَ محرما

و سرى إلى ذي العرشِ فرداً بعدما
بلغَ الأمينَ مكانهُ المعلوما

صلوا عليه و سلموا تسليما

أمْ منْ كقابِ القوسِ آية قربهِ
بعلوهِ ودنوهِ منْ ربهِ

و رأى الإلهَ بعينهِ وبقلبهِ
وحوى منَ الغيبِ الخفيِّ علوما

صلوا عليه و سلموا تسليما

منْ لي بأنْ أحظى بأفخرَ موعدِ
و أزورهُ والعمرُ ليسَ بمسعدِ

و متى أشاهدُ نورَ قبرِ محمدِ
و يصيرُ حظي بالشقاءِ نعيما

و عليكَ صلى اللهُ غالبُ أمرهِ
تعدادَ موجودِ الوجودِ بأسرهِ

باللهِ يا متلذذ ينَ بذكرهِ
منْ كانَ منكمْ ظاعناً ومقيما

صلوا عليه و سلموا تسليما

البرعي (غفر الله له)















أُحِبُّ مِنَ الإِخوان كُلَّ مُواتي *** وَكُلَّ غَضيضِ الطَرفِ عَن عَثَراتي
يُوافِقُني في كُلِّ أَمرٍ أُريدُهُ *** وَيَحفَظُني حَيّاً وَبَعدَ مَماتي
فَمَن لي بِهَذا لَيتَ أَنّي أَصَبتُهُ *** لَقاسَمتُهُ ما لي مِنَ الحَسَناتِ
تَصَفَّحتُ إِخواني فَكانَ أَقَلَّهُم *** عَلى كَثرَةِ الإِخوانِ أَهلُ ثِقاتي
الشافعي















حرف الجر (على)
و لها ثمانيةُ مَعانٍ
1- الاستعلاءُ
حقيقةً كان، كقولهِ تعالى {وعليها وعلى الفُلكِ تُحمَلونَ} ،
أو مجازاً، كقولهِ {وفَضّلناهم بعضَهم على بعض} ،
ونحو "لفلانٍ عليَّ دَينٌ".
والاستعلاءُ أصلُ معناها.
2- معنى "في"،
كقوله تعالى "ودخلَ المدينةَ على حين غَفلةٍ من أهلها"
أي في حين غفلة.
3- معنى "عن"،
كقول الشاعر:
إذا رَضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ ...
لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَني رِضَاها
أي إذا رضِيت عني.
4- معنى اللام، التي للتعليل،
كقوله تعالى {ولتُكَبّروا اللهَ على ما هداكم} ، أي "لهِدايتهِ إيّاكم"،
وقولِ الشاعر :
عَلامَ تَقولُ الرُّمْحُ يُثْقِلُ عاتِقي ...
إِذا أَنا لَمْ أَطعنْ، إذا الخَيْلُ كَرَّتِ
أي لِمَ تقول؟
5- معنى "مَعَ"،
كقولهِ تعالى {وآتَى المال على حُبّهِ} ، أي معَ حُبهِ،
وقولهِ {وإنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغفرةٍ للناسِ على ظُلمهم} ، مع ظُلمهم.
6- معنى "من"،
كقوله تعالى:
ُِ {إذا اكتالوا على الناسِ يَستَوفونَ} أي اكتالوا منهم.
7- معنى الباءِ،
كقولهِ تعالى:
{حَقيقٌ عليَّ أن لا أقولَ إلاّ الحق} ، أي حقيقٌ بي،
ونحو "رمَيتُ على القوس"، أي رميتُ مستعيناً بها،
ونحو "اركبْ على اسمِ الله"، أي مستعيناً به.
8- الاستدراكُ،
كقولكَ "فلانٌ لا يدخلُ الجنةَ لِسوءِ صنيعهِ، على أنهُ لا يَيأسُ من رحمة اللهِ"، أي لكنَّهُ لا ييأسُ.
ومنه قولُ الشاعر :
بِكُلِّ تَداوَينا. فَلَمْ يَشْفِ ما بِنا ...
عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ
عَلى أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ لَيْسَ بِنافعٍ ...
إِذا كانَ مَنْ تَهْواهُ لَيْسَ بِذي وُدِّ
وقولُ الآخر :
فَوَاللهِ لا أَنسى قَتيلاً رُزِئتُهُ ...
بِجانِبِ قَوْسى ما بَقيتُ عَلى الأَرضِ
عَلى أنَّها تَعْفو الْكُلومُ، وإِنَّما ...
نُوَكَّلُ بالأَدنى، وَإِنْ جَلَّ ما يَمْضِي
وإذا كانت للاستدراك، كانت كحرف الجر الشبيهِ بالزائد، غيرَ متعلقة بشيءٍ،
على ما جنحَ إليه بعضُ المحقّقينَ.
>>>,واعلم أنَّ "على" قد تكونُ اسماً للاستعلاء بمعنى "فَوْق"،
وذلك إذا سُبِقتْ بِمِنْ
كقوله
"غَدَتْ مِنْ عَلَيْهِ ...
بَعْدَ ما تَمَّ ظِمْؤُها"
أي من فوقه،
وتقولُ "سقطَ من على الجبل".












يصح أن يُقال على المرأة شَيْخَة..
قال في مختار الصحاح : والمرأة شيخة
قال مجد الدين في القاموس وهي : شيخة
قال الفيومي في المصباح المنير : امرأة شيخة
والأفصح أن يقال: "عجوز" كما جاء في القرآن









الحمد لله الذي قال:
{والكـٰفرون هم الظـٰلمون}.
ولم يقل: الظالمون هم الكافرون.
تفسير الطبري.











قصة مثل..

إللي مَعاه قِرش مَحيره يجيب حَمام ويطَيرُه
مَثل شَعبي تَعود جُذوره إلى العَصر المَملوكي، حَيث كانت هُناك عادة حَرص الأغنياء مِن أهل القاهِرة على مُمارستها، وهي شِراء العَصافير المَحبوسة مِن سُوق الدَّجَّاجين، وإطلاق سراحها كَنوع مِن أنواع البِر، إعتقاداً مِنهم أن العصافير تُسبح بحمد الله، ومَن أعتق عصفُوراً دخل الجَنة، فأطلق عَليهم العامة هذا المَثل، كنوع مِن التَهكُم والسُخرية

______________________

• تقي الدين المْقريزي | المواعِظ والإعتبار بذِكر الخِطَط والاَّثار " ج 3 - ص 320 "

• جيهان مأمون | هَمسات مِصرية - ص 273





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأربعاء مارس 30, 2016 4:41 pm

إنْ كانَ لَيْلُكَ نَوماً لا انْقِضاءَ له ... فإنَّ جَفْني لا يثْنى لِتَغْميضِ
.
كأنَّ جَنْبي في الظلماءِ تَقْرُضُه ... على الحَشِيَّةِ أطرافُ المقاريضِ
.
أستودِعُ اللهَ مَن لا أستطيعُ له ... شكوى المحبَّةِ إلا بالمَعَارِيضِ
.
نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي (ت384هـ) ج1 ص271










ولما حضرَتْ عمرَ بنَ عبد العزيز الوفاةُ قال :
.
اللهمَّ إنكَ أمرتَني فقَصَّرْتُ ، ونَهَيْتَني فعَصَيْتُ ، وأنْعَمْتَ عليَّ فأفْضَلْتَ ،
.
فإنْ عَفَوْتَ فقد مَنَنْتَ ، وإنْ عاقَبْتَ فما ظَلَمْتَ ، ألا إني أشهدُ أنْ لا إلهَ
.
إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه ، ثمّ قَضَى رحمَه الله.
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص111








ورُوِيَ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضيَ الله عنه ، لما طُعِنَ دعا بلبنٍ ،
.
فشربَ منه ، فخرجَ مِن طَعْنَتِه ، فقال : الله أكبر .
.
فجعلَ جُلساؤُه يُثْنون عليه ،
.
فقال : وَدِدْتُ أني أخرجُ منها كَفافاً كما دخلْتُ فيها ، لو أنَّ ليَ اليومَ
.
ما طلعَتْ عليه الشمسُ وغربَتْ لافْتَدَيْتُ به مِن هَولِ المطْلع !
.
قال ابنُ عمر : ولما حضرَتِ الوفاةُ عمرَ غُشِيَ عليه ، فأخذْتُ رأسَه فرفعْتُه في حِجْري ،
.
فقال : ضَعْ رأسِي بالأرض لعلَّ اللهَ يرحَمُني . فمسَحَ خدَّيهِ بالترابِ
.
وقال : ويلٌ لِعُمرَ ، ويلٌ لأُمِّهِ إنْ لم يُغفرْ له !
.
فقلتُ : وهل حِجْري والأرض إلا سواءٌ يا أبَتَاه ؟
.
فقال : ضعْ رأسي بالأرض لا أُمَّ لكَ كما آمُرُكَ ! فإذا قضيتُ فأسرعوا
.
بي إلى حُفْرتي ، فإمّا هو خيرٌ تُقَدِّموني إليه ، أو شرٌّ تَضَعونَه عن رِقابكم !
.
ثم بكى ، فقلتُ له : ما يُبْكيكَ ؟
.
قال : خبرُ السماءِ ، لا أدري إلى جنةٍ يُنْطَلقُ بي أو إلى نار .
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص110










آنَثُ مِنَ النسوةِ ، مَنْ اتَّخَذَ مِنَ النِّسْوةِ إِسْوَة .
.
نوابغ الكَلِم للزمخشري (ت538هـ)
.
آنَثُ أفعل التفضيل من أَنُثَ الحديد ، بضم النون ، إذا لان ، وحديد أنيثٌ أي غير فولاذ . الإِسوة : بالضم والكسر : القدوة .








[ قبسٌ مِن نورِ كلامِ أفصحِ العرب صلى الله عليه وسلم ]
.
[ خبر أبي سفيان مع هرقل ]
.
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ :
.
أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ ، أَنَّ عَبْدَ
.
اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ : أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ
.
إِلَيْهِ فِي رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَكَانُوا تُجَّارًا بِالشَّأْمِ فِي المُدَّةِ الَّتِي كَانَ رَسُولُ
.
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ ، فَأَتَوْهُ وَهُمْ
.
بِإِيلِيَاءَ ، فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ ، وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا
.
بِتَرْجُمَانِهِ ،
.
فَقَالَ : أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا بِهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ؟
.
فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَقُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا ،
.
فَقَالَ : أَدْنُوهُ مِنِّي ، وَقَرِّبُوا أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ،
.
ثُمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ : قُلْ لَهُمْ إِنِّي سَائِلٌ هَذَا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنْ كَذَبَنِي
.
فَكَذِّبُوهُ . فَوَاللَّهِ لَوْلاَ الحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ .
.
ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟
.
قُلْتُ : هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ ،
.
قَالَ : فَهَلْ قَالَ هَذَا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ ؟
.
قُلْتُ : لاَ .
.
قَالَ : فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ؟
.
قُلْتُ : لاَ
.
قَالَ : فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ؟
.
فَقُلْتُ : بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ .
.
قَالَ : أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ ؟
.
قُلْتُ : بَلْ يَزِيدُونَ .
.
قَالَ : فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ؟
.
قُلْتُ : لاَ .
.
قَالَ : فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ؟
.
قُلْتُ : لاَ .
.
قَالَ : فَهَلْ يَغْدِرُ ؟
.
قُلْتُ : لاَ ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا ، قَالَ : وَلَمْ
.
تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرُ هَذِهِ الكَلِمَةِ ،
.
قَالَ : فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ ؟
.
قُلْتُ : نَعَمْ .
.
قَالَ : فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ ؟
.
قُلْتُ : الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ .
.
قَالَ : مَاذَا يَأْمُرُكُمْ ؟
.
قُلْتُ : يَقُولُ : اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ
.
آبَاؤُكُمْ ، وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ .
.
فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ : قُلْ لَهُ : سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ ،
.
فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا .
.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا القَوْلَ ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، فَقُلْتُ : لَوْ
.
كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا القَوْلَ قَبْلَهُ ، لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ .
.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ
.
آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ ، قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ ،
.
وَسَأَلْتُكَ ، هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ ، فَذَكَرْتَ أَنْ
.
لاَ ، فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ .
.
وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ ، فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ
.
اتَّبَعُوهُ ، وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ .
.
وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ ، وَكَذَلِكَ أَمْرُ
.
الإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ .
.
وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ،
.
وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ .
.
وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ ، فَذَكَرْتَ أَنْ لاَ ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ .
.
وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ ، فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ
.
شَيْئًا ، وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ،
.
فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ
.
خَارِجٌ ، لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ
.
لِقَاءَهُ ، وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ .
.
ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةُ إِلَى
.
عَظِيمِ بُصْرَى ، فَدَفَعَهُ إِلَى هِرَقْلَ ، فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ
.
الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ :
.
سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ ،
.
أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ
.
الأَرِيسِيِّينَ " وَ { يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ
.
نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ
.
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }
.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ : فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ ، وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الكِتَابِ ، كَثُرَ عِنْدَهُ
.
الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا :
.
لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ ، إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الأَصْفَرِ . فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا
.
أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الإِسْلاَمَ .
.
وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ ، صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ ، أُسْقُفًّا عَلَى نَصَارَى الشَّأْمِ
.
يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ ، أَصْبَحَ يَوْمًا خَبِيثَ النَّفْسِ ،
.
فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ : قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ ،
.
قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ : وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ ،
.
فَقَالَ لَهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ : إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ فِي النُّجُومِ مَلِكَ
.
الخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ ، فَمَنْ يَخْتَتِنُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ؟
.
قَالُوا : لَيْسَ يَخْتَتِنُ إِلَّا اليَهُودُ ، فَلاَ يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ ، وَاكْتُبْ إِلَى مَدَايِنِ
.
مُلْكِكَ ، فَيَقْتُلُوا مَنْ فِيهِمْ مِنَ اليَهُودِ .
.
فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ ، أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَنْ
.
خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
.
فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ : اذْهَبُوا فَانْظُرُوا أَمُخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لاَ ،
.
فَنَظَرُوا إِلَيْهِ ، فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مُخْتَتِنٌ ، وَسَأَلَهُ عَنِ العَرَبِ ،
.
فَقَالَ : هُمْ يَخْتَتِنُونَ ،
.
فَقَالَ هِرَقْلُ : هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ .
.
ثُمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلَى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَةَ ، وَكَانَ نَظِيرَهُ فِي العِلْمِ ، وَسَارَ
.
هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ ، فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ
.
هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ نَبِيٌّ ، فَأَذِنَ هِرَقْلُ
.
لِعُظَمَاءِ الرُّومِ فِي دَسْكَرَةٍ لَهُ بِحِمْصَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابِهَا فَغُلِّقَتْ ، ثُمَّ اطَّلَعَ
.
فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ، هَلْ لَكُمْ فِي الفَلاَحِ وَالرُّشْدِ ، وَأَنْ يَثْبُتَ
.
مُلْكُكُمْ ، فَتُبَايِعُوا هَذَا النَّبِيَّ ؟
.
فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ إِلَى الأَبْوَابِ ، فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ ، فَلَمَّا
.
رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ ، وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَانِ ، قَالَ : رُدُّوهُمْ عَلَيَّ ،
.
وَقَالَ : إِنِّي قُلْتُ مَقَالَتِي آنِفًا أَخْتَبِرُ بِهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ ، فَقَدْ رَأَيْتُ ،
.
فَسَجَدُوا لَهُ وَرَضُوا عَنْهُ ، فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ .
.
رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، وَيُونُسُ ، وَمَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ .
.
صحيح البخاري (ت256هـ) رقم الحديث7
.
[تعليق مصطفى البغا]
7 (1/ 7) -[ ش أخرجه مسلم في المغازي (الجهاد والسير) باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل رقم 1773
(ركب) جمع راكب وهم العشرة فما فوق. (بالشأم) ويقال الشام والشآم والمعروف الآن أن بلاد الشام هي سوريا والأردن وفلسطين ولبنان. (مادّ فيها) صالحهم على ترك القتال فيها. (بإيلياء) بيت المقدس. (بترجمانه) هو الذي ينقل الكلام من لغة إلى أخرى. (يأثروا) يرووا عني وينقلوا. (أشراف الناس) الشرف علو الحسب والمجد والمراد هنا أهل النخوة والتكبر منهم لا على كل شريف. (ضعفاؤهم) أي أكثرهم من الضعفاء وهم الفقراء والعبيد والموالي والصغار. (سخطة) كراهية له وعدم رضا به. (مدة) عهد. (قال) أي أبو سفيان. (سجال) نوب مرة لنا ومرة علينا وأصل سجال جمع سجل وهو الدلو الكبير. (ما يقول آباؤكم) أي من عبادة الأوثان ومفاسد الجاهلية. (العفاف) الكف عن المحرمات وخَوارِمِ المروءة مما لا يليق . (ليذر) ليترك . (وهم أتباع الرسل) في الغالب لا المستكبرون بغيا وحسدا. (بشاشته) نوره وحلاوته والفرح به والانشراح. (الأوثان) جمع وثن وهو الصنم. (أنه خارج) أي سيبعث نبي بهذه الصفات. (أخلص) أصل. (تجشمت) تكلفت على خطر ومشقة. (لغسلت عن قدمه) مبالغة في خدمته واتباعه والخضوع لما جاء به. (عظيم بصرى) أميرها وبصرى بلدة من أعمال حوران في جنوب بلاد الشام. (بدعاية) بدعوة وهي كلمة الشهادة التي يدعى إلى النطق بها أهل الملل الكافرة وهي عنوان التوحيد وأصل الإسلام دين الحق والاستقامة والعزة والكرامة (مرتين) مضاعفا بعدد من يقتدي به من قومه. (توليت) أعرضت عن الإسلام ورفضت الدخول فيه. (إثم الأريسيين) إثم استمرارهم على الباطل والكفر اتباعا لك والمراد بالأريسيين الأتباع من أهل مملكته وهي في الأصل جمع أريسي وهو الحراث والفلاح. (كلمة سواء بيننا وبينكم) مستوية لا تختلف فيها الكتب المنزلة ولا الأنبياء المرسلون والآية من سورة آل عمران 64. (الصخب) اللغط واختلاط الأصوات. (أمر أمر ابن أبي كبشة) عظم شأنه وأبو كبشة هو أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت عادة العرب إذا انتقصت إنسانا نسبته إلى جد غامض من أجداده وقيل هو أبوه من الرضاع. (بني الأصفر) هم الروم وكان العرب يطلقون عليهم ذلك نسبة إلى أحد عظمائهم وقيل غير ذلك. (ابن الناظور) وفي رواية (الناطور) وهو اسم معرب معناه حارس البستان. (صاحب إيلياء وهرقل) أمير بيت المقدس من قبل هرقل. (أسقفا) لفظ معرب ومعناه عالم النصارى أو رئيسهم الديني. (خبيث النفس) مهموما. (بطارقته) جمع بطريق وهم خواص دولته وأهل مشورته. (استنكرنا هيئتك) اختلف علينا حالك وسمتك. (حزاء) كاهنا يخبر عن المغيبات. (ينظر في النجوم) يتكهن من أحوالها. (مَلِك الختان) وفي رواية (مُلْك) أي ظهر سلطان الذين يختتنون والختان قطع قلفة الذكر وكان الروم لا يختتون. (برومية) مدينة معروفة للروم وهي مقر خلافة النصارى ورئاسهتم. (حمص) بلدة معروفة من بلاد الشام. (يرم) يفارق وقيل يصل. (دسكرة) قصر حوله أو فيه منازل للخدم وأشباههم. (فحاصوا) نفروا وكروا. (حمر الوحش) جمع حمار والوحش حيوان البر. (وأيس من الإيمان) انقطع أمله منهم. (آنفا) قريبا أو هذه الساعة والآنف أول الشيء]







(( مَنْ أرادَ أنْ يعرفَ جوامعَ الكَلِمِ ويَتَنَبَّهَ على فضلِ الإعْجازِ والاخْتِصار
.
ويُحيطَ بِبَلاغةِ الإيْماءِ ويَفْطِنَ لِكِفايَةِ الإيْجازِ فَلْيتدبَّرِ القرآنَ ولْيتأمَّلْ عُلُوَّهُ
.
على سائِرِ الكلامِ فمِنْ ذلك قولُه عزَّ وجلَّ )) :
.
" لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "
.
فقد أدْرجَ فيه ذكرَ إقبالِ كل محبوبٍ عليهم ، وزوالِ كلِّ مكروهٍ عنهم ،
.
ولا شيءَ أضرَّ بالإنسان من الحزن والخوف ، لأنَّ الحزنَ يتوَلَّدُ من
.
مكروهٍ ماضٍ أو حاضرٍ ، والخوفَ يتولَّدُ من مكروهٍ مُستقبل ،
.
فإذا اجْتَمعا على امرئٍ لم ينْتفعْ بعيشِه ، بل يتبرَّمُ بحياتِه
.
والحزنُ والخوفُ أقوى أسبابِ مرضِ النفس ،
.
كما أنَّ السرورَ والأمنَ أقوى أسبابِ صحتِها ، فالحزنُ والخوفُ
.
موضوعان بإزاءِ كلِّ محنةٍ وبليَّةٍ .
.
والسرورُ والأمنُ موضوعان بإزاءِ كلِّ صِحَّةٍ ونعمةٍ هنِيَّة .
.
الإعجاز والإيجاز للثعالبي ص10









وروى أصحابُ التواريخِ في كتبِهم قالوا :
.
كان الناس إذا أصبحوا في زمان الحجَّاج وتلاقَوا يتساءلون :
.
مَنْ قُتِل البارحة ؟ ومن صُلِبَ ؟ ومن جُلِدَ ؟ ومن قطع ؟ وأمثال ذلك .
.
وكان الوليد صاحب ضِيَاعٍ واتِّخاذِ مصَانِعَ ، فكان الناس يتساءلون
.
في زمانه عن البُنْيَان والمصانع والضِّياع وشَقِّ الأنهار وغرس الأشجار .
.
ولمّا وَلِيَ سُليمان بن عبد الملك ، وكان صاحب نكاح وطعام ،
.
فكان الناس يتحدثون في الأطعمةِ الرفيعةِ ويتوَسَّعون في
.
الأنْكِحَةِ والسراري ، ويغْمُرون مجالسَهم بذكر ذلك .
.
ولمَّا وَلِيَ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ كان النَّاس يتساءلون :
.
كمْ تحفظُ من القرآن ؟ وكمْ وُرْدُك في كل ليلة ؟،
.
وكم يحفظ فلان ؟ ومتى يَخْتِم ؟ وكم يصوم من الشهر ؟
.
وأمثال ذلك .
.
سير الملوك للطرطوشي ج1 ص191










رأى أبو الدَّرداء منزلَ رجلٍ قد شادَه فقال :
.
ما أحكمَ ما تَبْنون ، وما أطولَ ما تأملُون ، وأقربَ ما تموتون .
.
البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي










ظنُّ العاقلِ كيقينِ غيرِه .
.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنكَ لن تَنْتَفعَ بعقلِه حتَّى
.
تَنْتَفِعَ بِظنِّه .
.
وقال أوس بن حجر :
.
الألمعِيُّ الذي يَظُنَّ لكَ الظَّـ ... ـنَّ كأنْ قد رأى وقد سَمِعا
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص301










قال ابنُ شهابٍ الزُّهريُّ : ليسَ الناسكُ إلا مَن غَلَبَ الحرامَ صَبْرُه ،
.
والحلالَ شُكْرُه .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص301












بلغَ أبا الأغرِّ أنَّ أصحابَه بالباديةِ قد وقعَ بينَهم شرٌّ ،
.
فبعثَ ابنَه الأغرَّ ، وقال : يا بُنيَّ ،
.
كنْ يداً لأصحابِك على مَن قاتَلَهم ؛
.
وإيَّاكَ والسَّيفَ ، فإنه ظِلُّ الموت ؛
.
واتَّقِ الرمحَ ، فإنه رِشاءُ المَنِيَّة ؛
.
ولا تَقْرَبِ السهامَ ، فإنها رُسُلٌ لا تُؤَامِرُ مُرْسِلُها .
.
قال : فبماذا أُقاتلُ ؛
.
قال : بما قال الشاعر :
.
جَلامِيدُ يَمْلأنَ الأكُفَّ كأنَّها ... رؤوسُ رجالٍ حُلِّقَتْ في المَوَاسِمِ
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص131
.
رشاء : حبل
لا تؤامر : لا تشاور












مَرَّ الحسنُ البصريُّ برجلٍ يُقادُ منه ، فقال للوَلِيِّ : يا عبد اللّه ،
.
إنَّكَ لا تدري لعلَّ هذا قتلَ وَلِيَّكَ وهو لا يريدُ قتْلَه ، وأنتَ تقتُلُه مُتَعَمِّداً ،
.
فانظرْ لنفسِك .
.
قال : قد تركْتُهُ لله .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص104













أخذَ مصعبُ بن الزبير رجلاً من أصحابِ المختار ، فأمرَ بضربِ عُنُقِه .
.
فقال : أيُّها الأمير ، ما أقبحَ بكَ أنْ أقومَ يومَ القيامةِ إلى صورَتِكَ هذه
.
الحسنةِ ووجهِكَ هذا الذي يُسْتَضاءُ به فأتَعَلَّقَ بأطرافِكَ وأقول : أيْ ربّ
.
سَلْ مُصْعباً فيمَ قَتَلَني .
.
قال : أطْلِقُوه . قال : اجعلْ ما وهبْتَ لي مِنْ حياتي في خَفْض .
.
قال : أعْطُوه مئةَ ألف .
.
قال : بأبي أنت وأمي ، أُشْهِدُ اللّه أنَّ لابنِ قيس الرُّقَيات منها خمسين ألفاً .
.
قال : ولِمَ ؟
.
قال : لقولِه فيكَ :
.
إنما مصعبٌ شهابٌ مِنَ اللَّـ ... ـه تَجَلَّتْ عن وَجْهِه الظَّلْماءُ
.
مُلْكُه مُلْكُ رحمةٍ ليس فيه ... جبروتٌ يُخْشى ولا كِبْرياءُ
.
يتَّقي اللّهَ في الأمور وقد أفْـ ... ـلَحَ مَنْ كانَ همُّه الاتِّقاءُ
.
فضحكَ مصعب ، وقال : أرى فيكَ مَوْضِعاً للصَّنِيعة .
.
وأمرَه بِلُزُومِه وأحسنَ إليه ، فلمْ يزلْ معه حتى قُتِل .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص103












ضربَ الحجاجُ أعناقَ أُسارى أُتِيَ بهم ،
.
فقال رجل منهم : واللهِ لَئِنْ كنَّا أسأْنا في الذنبِ فما أحسنْتَ في المكافأة .
.
فقال الحجاج : أُفٍّ لهذهِ الجِيَف ! أما كان فيهم أحدٌ يُحْسِنُ مثلَ هذا !
.
وكَفَّ عن القتل .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة (ت276هـ) ج1 ص103












للجرجاني :
.
هوِّنِ الخَطْبَ لسْتَ أوَّلَ صَبٍّ ... فضَحَتْهُ الدُّموعُ يومَ الفِراقِ
.
نفح الطيب للمقري التلمساني ص23












كان علي رضي الله عنه يتمثَّل :
.
ومن يصْحبِ الدنيا يكنْ مثل قابضٍ ... على الماء خانتْه فروجُ الأصابع
.
ربيع الأبرار للزمخشري ج1 ص47













وقال الصِّديقُ رحمه الله لرجل قال له :
.
لأشْتُمنَّك شتماً يدخل معك في قبرك ،
.
قال : معك والله يدخل ، لا معي .
.
الكامل للمبرد













وكان بعض سلاطين المغرب يسير يوماً وبين يديه
.
الوزراء إذ نظر إلى جماعة من التجار فقال لوزيره :
.
أتريد أنْ أُرِيَك ثلاث طوائف : طائفة لهم الدنيا والآخرة ،
.
وطائفة لا دنيا ولا آخرة ، وطائفة دنيا بلا آخرة ؟
.
قال : وكيف ذلك أيها الملك ؟
.
فقال : أمّا الذين لهم الدنيا والآخرة فهؤلاء التجار ،
.
يكسبون أقواتَهم ويُصلُّون صَلاتَهم ولا يؤذون أحداً ،
.
وأمّا الذين لا دنيا ولا آخرة فهؤلاء الشُّرَطُ والخَدَمَة الذين بين أيدينا ،
.
وأمّا الذين لهم الدنيا بلا آخرة فأنا وأنت وسائر السلاطين .
.
سراج الملوك للطرطوشي






















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأربعاء مارس 30, 2016 5:21 pm

لماذا ذُكِرَ العنكبوت في القرآن بصيغة أنثى على الرغم من أنه ذكر .
تقول الآية:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ.. ) [العنكبوت: 41]
هل لاحظتم تاء التأنيث في كلمة اتخذت"؟
"العنكبوت" مذكر أم مؤنث؟ هل تقول "هذه عنكبوت"، أم "هذا عنكبوت"؟
أعاب الطاعنين في دين الله، والمشككين، فقالوا هذا خطأ في القرآن، والعياذ بالله. فقالوا نحوياً ولغوياً الصحيح أن يقال في الآية: كمثل العنكبوت اتخذ بيتاً. لأن كلمة العنكبوت مذكر.
لكن شاء الخالق أن يترك لنا معجزة، حجة لتزيدنا يقينا، وتزيد الكافرين ذلة ومهانة. فجاء العلم الحديث ليثبت أن أنثى العنكبوت هي الوحيدة القادرة على بناء البيت والشبكة العنكبوتية. أما ذكر العنكبوت فلا حيلة له يخرج فقط خيوط يستعملها للانتقال والتحرك فقط ولا قدرة له على بناء بيت.
فلو كان الله جل وعلا قال، مثل العنكبوت اتخذ بيتا، لكانت الآية خاطئة علميا وبيولوجيا. لكن سبحان الله جاءت تاء التأنيث لتوقر الإيمان في قلوبنا ولنعلم أنه الحق.
فسبحان الذي جعل من حرف واحد معجزة.!!








فائدة نحوية في الفعل اللازم والمتعدي:
قال النحاة:
إن أي فعل يفعله الفاعل في غيره فهو متعد، مثل: ضرب، أي ضرب غيره، وكذلك أكل، وشرب الخ
وأي فعل يفعله الفاعل مع نفسه فهو لازم، مثل: جلس، مات، نام













بيت من الشعر بلسان حال الحرفيين ...

يقول الرامي :
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني

ويقول الشاعر :
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني

ويقول المعلم :
تعلم الأبجدية والأرقام مني
فلما أصبح عالماً نفاني

ويقول الأب :
سعيت في الأرض من أجل راحته
فلما أصبح عاقلاً عصاني

ويقول الجزار :
وكم أطعمته لحم الخراف
فلما صار ذا كرش جفاني

ويقول الراعي :
وكم رعيت العنز بعد شرائه
فلما أعلن الشبع شراني

تعددت الأقوال والمعنى واحد
نكران الجميل من شيم اللئام





















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالأربعاء مارس 30, 2016 6:51 pm



من محاسن الردود
اشتكى عبد الله بن صفوان ضرسه فأتاه رجل يعوده فقال له: ما بك؟ قال: وجع الضرس. فقال: أما علمت ما يقول إبليس؟ قال: يقول دواؤه الكسر. فقال عبد الله بن صفوان: إنما يطيع الشيطان أولياؤه.
وقال الرشيد يوماً لشريك القاضي: يا شريك، آية من كتاب الله ليس لك ولا لقومك فيها شيء. قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: (وإنه لذكر لك ولقومك)، فقال شريك: وآية أخرى يا أمير المؤمنين ليس لي ولا لقومي فيها شيء. قال: وما هي؟ فقال: (وكذب به قومك وهو الحق).
ويحكى أنه اجتمع قوم بباب الأوزاعي يتذاكرون، وأعرابي من كلب ساكت، فقال له الرجل: بحق ما سميتم خرس العرب. فقال: يا هذا أما علمت أن لسان الرجل لغيره وسمعه له











ابن معصوم المدني :
جاء البشـير مبشـراً بقـدومـهِ *** فملئت من قول البشير سرورا
و اللهِ لو قـَنع البشـير بمهجتي *** لوهبتها و ظننت ذاك يسـيـرا
أو قال : هبني ناظريك لقلتُها *** خذ ناظريّ فمـا سـألتَ كـثيـرا
فكأنني يعقوب من فرحي بهِ *** قد عاد من شم القميص بصيرا













معنى ( لَبَّيْكَ ، وسَعْدَيْكَ ، و حَنانَيْكَ ) .
فأمَّا ( لَبَيْكَ ) فهو مأخوذ من لَبََّ بالمكان وألَبََّ أيْ : أقام به لَبَّاً وإلْبَابَاً ؛ كأنه يقول : أنا مقيمٌ على طاعتك إقامةً بعد إقامة ومجيبٌ لكَ إجابةً بعد إجابة ; وحُكِيَ عن ابن السكيت في قوله ( لبيك ) تأويله : إلباباً بكَ بعد إلباب أي : لزوما لطاعتك بعد لزوم .
وأمَّا ( سَعْدَيْكَ ) فقال أحمد بن يحيى ( ثعلب ) وهو عالم لغة كبير : سَعْدَيْكَ أي مساعدة لك ثم مساعدة إسعاداً لأمرك بعد إسعاد .
و قال ابن الأثير : أي ساعدتُ طاعتكَ مساعدةً بعد مساعدة وإسعاداً بعد إسعاد ؛ ولهذا ثُنِّيَ ، وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال ، قال الجَرْمِيُّ : ولم نسمع لسعديك مفرداً .
قال الفراء : لا واحد للبيك وسعديك على أصح الآراء والأقوال .
وقال ابن الأنباري مُبَيِّناً معنى ( سَعْدَيْكَ ) : معنى سَعْدَيْكَ أسعدك اللهُ إسعاداً بعد إسعاد .
وأمَّا ( حَنانَيْكَ ) فأبانَ معناها الفراءُ بقوله : وحنانيك رحِمَكَ اللهُ رحمةً بعد رحمة .
راجع لسان العرب لجمال الدين ابن منظور مادة ( سَعِدَ ) ج 7.





شرفُ اللسان بذكر أحمدَ سيدي
فبذكره نكفى الهموم ونهتــدي
وحبيبــنا أوصــى، فهـيا رددوا
يارب صـلِّ على الحبيب محمــدِ









(احفظ لسانك أيها اﻹنسان ﻻ يلدغنك إنه ثعبان)
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :
"أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في الصلاة؛ ولكن في الكف عن أعراض الناس" فقائم الليل وصائم النهار؛ إن لم يحفظ لسانه؛ أفْلَس يوم القيامة..!!!
حيث يُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن يُقضى ما عليه؛
أُخذ من سيئاتهم، فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار..!!
ومن آفات اللسان: الطعن في الأنساب، الكذب، التحديث بكلِّ ما سمعَ، إظهار الشماتة بالمسلم، احْتِقار المسلمينَ، السُّخْرِيةِ من الناس، ومن أخطرها الغيبة والنميمة .
قال ابن القيم رحمه الله : وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها !!!
الداء والدواء (٢٣١)








بنسب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أمران لا يدومان للمؤمن:
"شبابه وقوته"
وأمران ينفعان كل مؤمن:
"حسن الخلق وسماحة النفس"
وأمران يرفعان شأن المؤمن:
"التواضع وقضاء حوائج الناس"
وأمران يدفعان البلاء:
"الصدقة وصلة الأرحام"










كان للرشيد جارية سوداء، اسمها خالصة. ومرةً ، دخل أبو نُوَاس على الرشيدِ ، ومَدَحَهُ بِأَبْيَاتٍ بَليغةٍ ، وكانتْ الجاريةُ جالسةً عندهُ ، وعليها مِنَ الجواهرِ والدُرَرِ ما يُذْهِلُ الأبْصارَ ، فلمْ يلتفِتْ الرشيدُ إليهِ . فغضِب أبو نُواسِ ، وكتبَ ، لدى خُرُوجهِ ، على بابِ الرشيدِ :
لقدْ ضاعَ شعري على بابكمْ
كما ضاعَ درٌّ على خالصة
ولما وصلَ الخبرُ الى الرشيدِ ، حَنِقَ و أرسلَ في طلَبِهِ. وعنْد دُخولهِ مِنْ البابِ محا تجويفَ العينِ مِنْ لَفْظَتِيْ ( ضاعَ ) فأصبحت ( ضاءَ ). ثم مَثُلَ أمامَ الرشيدِ . فقالَ لهُ : ماذا كتبتَ على البابِ ؟ فقالَ :
لقد ضاءَ شِعْرِي على بابِكُم
كَما ضاءَ دُرٌّ على خالِصَة
فأُعْجِبَ الرَّشيدُ بِذلِك وأجازَه .
فَقَالَ أحدُ الحاضرينَ : هذا شعرٌ قُلِعَتْ عَيْنَاهُ فَأبْصَرَ.











(خمسة أكلوا في الدنيا وعاشوا ولم يخلق واحد منهم في رحم)
إنَّ ملك الروم بعث إلى (معاوية) يسأله عن هذه المسائل: يسأله عن رجل سار به قبره وعن رجل لا قبلة له وعن خمسة أكلوا في الدنيا وعاشوا ولم يخلق واحد منهم في رحم وعن شئ ، ونصف شئ ، ولا شئ. وبعث بوفد يسمعون الجـــواب عـــنها. فانتظرهم (معاوية) وبعث إلى (ابن عباس) يسأله عنها فقال ابن عباس:
أما من سار به قبره فـــيونس حين التقمه الحوت
وأما من لا قبلة له فمن صعد فوق الكعبة فلا قبلة له حتى ينزل
وأما الخمسة الأنفس الذين أكلوا في الدنيا وعاشوا ولم يخلق واحد منهم في رحم "آدم وحـــواء وكبش إبراهيم أخرجه الله عز وجل من الجنة وناقة ثـمود أخرجها الله من صخرة صماء وعصى مـوسى ألقاها من يده فانقلبت حية تسعى والتقمت ما ألقى السحرة "
وأما الشيء فالرجل العاقل ترد عليه الأمور فيديرها بعقله ويمضيها بعلمه
وأما نصف الشيء فالرجل الممضي لما علم المتثبت فيما جهل ‘ ترد عليه أمور يعجز عنها علمه ويقصر فهمه فيلجأ إلى ذوي العقول فيشتشيرهم فلا تنتشر قواه ولا يتبع هواه‘
وأما لا شيء فالرجل لا علم له ولا عقل له ‘ ترد عليه الأمور فيتبع فيها هواه فيحل به رداه فلا تلقاه إلا حائرا ولا تجده إلا بائرا.









قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ، وإذا ائتمنوه لم يخنهم ، وإذا وعدهم وفى لهم ، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم ، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم ".
أنشد محمود الوراق:
اصدق حديثك إن في الصـدق الخلاص من الدنس
ودع الكــذوب لشــأنه خير مـن الكـذب الخرس
وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال بلى. قيل: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: تقوى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك مالا يعنيني.
وقال بعضهم :من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت.
قيل: وما الفرض الدائم؟
قال: الصدق.
فأسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق والاخلاص وأن ينزلنا منازل الصديقين










سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي : مِنْ وَصْلِ غَانِية ٍ وَطيبِ عِنَاقِ
وصريرُ أقلامي على صفحائها : أحلى منَ الدَّكاءِ والعشاقِ
وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا : نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي
وتمايلي طرباً لحلِّ عويصة :ٍ في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَة ِ سَاقِ
وأبيتُ سهرانَ الدُّجا وتبيتهُ : نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟
الشافعي











تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَى اللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌ رازقي
وما يكُ من رزقي فليسَ يفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِ الغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرة ً
وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الْخَلاَئِقِ
الشافعي










قَالَ أَبُو النَشْناش النَهْشَليّ اللِصُّ:
وسائلةٍ أينَ الرحيلُ؟ وسائِلٍ.. = ومِنْ يسألُ الصُعْلُوكَ أينَ مَذاهِبُهْ؟
وداويَّةٍٍ يَهماءَ يُخشَى بهَا الرَدَى = سَرَتْ بِأبي النَشْناشِ فِيها ركائِبُهْ
ليُدركَ ثأراً، أَو ليُدركَ مغنماً =جزيلا.. وَهَذَا الدَّهْر جم عجائبه
إذَا المرءُ لم يَسْرَحْ سَواماً، وَلم يُرِحْ = سواماً، وَلم تَعْطِفْ عليهِ أقاربُهْ
فللموتُ خيرٌ للفتى من قعوده = فَقِيرا، وَمن مولى تدب عقاربُهْ
وَلم أََر مثلَ الهمِّ ضاجعَهُ الفتَى = وَلَا كسوادِ الليلِ أخفقَ طالبُهْ
فمُتْ مُعدِماً أَو عش كَرِيمًا فإنني = أرى الْمَوْت لَا ينجو من الموتِ هاربُهْ
ولوْ كانَ شيءٌ ناجياً من مَنَّيةٍ = لكانَ أثيرٌ يومَ جاءَتْ كتائبُهْ
الأصمعيات..






















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 10:15 am

اللحنُ (أي الخطأ) في الكلام أقبحُ من الجُدَريّ في الوجه.
عن مَسْلَمَةُ بن عبدِ الملك - عيون الأخبار لابن قتيبة ج2 ص158








لماذا لا نكتب (الذي) هكذا (اللذي)؟
تُحذف لام (الذي والتي والذين) تخفيفًا
أصلهنَّ (اللذي ، اللتي ، اللذين) كما تَكتب (الليل واللحم)
أما ( اللذان ) للمثنى ، فتثبت لامُه على الأصلِ
وذلك للتفريق بين التثنية والجمع ، وخُصَّ الجمع بالحذف لكثرة استعماله.
للتوسع انظر " شرح المفصل "، لابن يعيش: 3/140













بكر:
أصل الكلمة هي البكرة التى هي أول النهار
فاشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل بكر فلان بكورا إذا خرج بكرة
والبكور المبالغ في البكور وبكر في حاجة وابتكر وباكر مباكرة،
وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار فقيل لكل متعجل في أمر بكر، قال الشاعر:
بكرت تلومك بعد وهن في الندى * بسل عليك ملامتي وعتابي
وسمى أول الولد بكرا وكذلك أبواه في ولادته إياه
قال الشاعر:
* يا بكر بكرين ويا خلب الكبد *
فبكر في قوله تعالى: (لا فارض ولا بكر) هي التى لم تلد، وسميت التى لم تفتض بكرا اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء
وجمع البكر أبكار قال تعالى: (إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا)
والبكرة المحالة الصغيرة لتصور السرعة فيها.













إذا المرءُ وافى منزلًا منك قاصدًا
قِراك، وأرمَتْهُ إليك المسالكُ
فكُنْ باسِمًا في وجهه متهلِّلا
وقل: مرحبا، أهلًا، ويومٌ مباركُ
وقدِّم له ما تستطيع من القِرى
عَجولًا، ولا تبخلْ بما هو هالكُ
فقد قيل بيتٌ سالِفٌ متقدِّمٌ
تداوله زيدٌ، وعمرٌو، ومالِكُ
" بشاشة وجه المرءِ خيرٌ من القِرى "
فكيف بمن يأتي بهِ وهْو ضاحِكُ
شمس الدين البديري










سالتني ذات يوم عابره : عن غرامي وفتاتي الساحره
لم تكن تعلم أني شاعر : ملهم أهوى فتون الطاهره
وحبيب لست أهوى عاتبا : إنما أهوى العيون الآسره
وقواما أهيفا جلفني : ساهما خلف روحي سادره
ووفاء لم أكن أنكره : أترى ينكر غصن طائره
سألتني والربى مزدانة : في شروق والأماني زاهره
ليتها تدرك أني ها هنا :شاعر لا بد لي من شاعره
قلت يا أختاه لا لا تسالي : أنا ذاك الصب أهوى نادره








أصل مثل:
(أسد علي وفي الحروب نعامة)
قال هذا المثل الشاعر عمران بن حطان.
ذكر صاحب الأغاني أن غزالة الحرورية_من الخوارج_لما دخلت على الحجاج
هي وشبيب بن شبة بالكوفة ..تحصن منها وأغلق قصره عليه..
فكتب إليه عمران بن حطان ،،وقد كان الحجاج لج في طلبه:

أسَـدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَــةٌ
فتخاءتجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ

هَلّا بَرَزتَ إِلى غَزالَة في الوَغى
بَل كانَ قَلبُكَ في جَناحَي طائِـرِ

صدعت غَــزالـة قَـلبـَـهُ بِفَوارِسٍ
تَرَكـتَ مدابِـرَهُ كَأَمـسِ الدابِـرِ

ورد في لسان العرب: الفَتْخَاء: العُقاب اللينة الجناح تقلبه كيف شاءت وعُقاب فَتْـخاءُ: لـيِّنة الـجناح












يا مَـــن يرى مد البعوض جناحها : في ظـــلـــمــــة الليل البهيم الأليلِ
ويــرى مــناط عــروقــها في نحرها : والمـــخ مِن تــلــك العظام النُحَّلِ
ويــرى خــريــر الــدم فـي أوداجها : مـــتنقــلا مِـــن مفصل في مفصلِ
ويرى وصول غذى الجنين ببطنها : في ظــلمــة الأحشــاء بغير تمقل ِ
ويـرى مكـان الوطىء مِن أقدامها : في سيرها وحثيثها المستعجلِ
ويـرى ويـسمـع حس ما هـو دونها : في قـــاع بـــحـــر مــظــلم متهولِ
امـــنــن عــلــي بــتــوبــة تـمحو بها : ما كان مــني في الــزمــان الأولِ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 3:58 pm

حَسْبُ القَوَافِي وَحَسْبِي حِينَ أُلْقِيهَا
أَنِّي إِلى سَاحَةِ الفَارُوقِ أُهْدِيهَا

اللهم هب لي بيانا أستعين به
على قضاء حقوق نام قاضـيها

قد نازعتني نفسي أن أوفيها
وليس في طوق مثلي أن يوفيها

فمر سري المعاني أن يواتيني
فيها فإني ضعيف الحال واهيها

و راع صاحب كسرى أن رأى عمرا
بين الرعية عطلا وهو راعيها

و عهده بملوك الفرس أن لها
سورا من الجند والأحراس يحميها

رآه مستغرقا في نومه فرأى
فيه الجلالة في أسمى معانيها

فوق الثرى تحت ظل الدوح مشتملا
ببردة كاد طول العهد يبليها

فهان في عينه ما كان يكبره
من الأكاسر والدنيا بأيديها

و قال قولة حق أصبحت مثلا
وأصبح الجيل بعد الجيل يرويها

أمنت لما أقمت العدل بينهم
فنمت نوم قرير العين هانيها

‫القصيدة العمرية‬ - حافظ ابراهيم














قال مصطفى صادق الرافعي - رحمه الله - في كتابه وحي القلم:
ما ذَلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ ، ولا انحطَّت إلا كان أمرُهُ في ذهابٍ وإدبارٍ ، ومن هذا يفرِضُ الأجنبيُّ المستعمرُ لغتَه فرضاً على الأمةِ المستعمَرَة ، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ :
أما الأولُ : فحبْسُ لغتهم في لغتِهِ سِجناً مؤبداً .
وأما الثاني : فالحكمُ على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً .
وأما الثالث : فتقييدُ مستقبلهم في الأغلالِ التي يصنعُها
فأمرهم من بعدِها لأمرِهِ تَبَعٌ .












وذكَّرني من لا أبوح بذكرهِ
مَحاجِرُ خشف في حبائل قانِصِ
فقلتُ ودمع العين يجري بحرقةٍ
ولحظي إلى عينيه لحظةُ شاخِصِ
ألا أيهذا القانص الخشفَ خَلِّهِ
وإن كنتَ تأباهُ فخذ بقلائصي
خَفِ اللهَ لا تقتله؛ إن شبيههُ
حياتي، وقد أرعدتَ مني فرائصي
قيس بن الملوح










"أهرمتني يا ليل في شرخ الصِبا
كم فيك ساعاتٍ تُشيبُ وَتُهرِمُ

لا أنت تقصر لي ولا أَنا مُقصِرٌ
أتعبتني وتعبتَ هل من يَحكُمُ؟

"* حافظ إبراهيم*









السَّجْنُ <<< ( بتشْديْدِ السِّيْن معَ فتْحِها ) هو : العُقوبَة ُ ذاتُها .
-------

حكََمَ القاضِى على المُتَّهَم بالسَّجْن ِ المُشَدَّد ِ ...

أمَّا السِّجْنُ <<< ( بتشْديْدِ السِّيْن معَ كََسْرها ) فهو : مكانُ تنفيْذِ العقوبة ِ.


قالَ تعالى فى سُورةِ " يُوسُف "36:

{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ }..

وقالَ الشَّاعِرُ مِنْ وَحْى سَجْن ِ يُوسُفَ عليْهِ السَّلامُ :
وعَسَى الذي أهْدَى ليُوسُفَ أهلََهُ
------------------------- وأعَزَّهُ في السِّجْنِ وهْوَ أسيْرُ

أنْ يَسْتجيْبَ لنا فيجْمَعَ شَمْلنا
------------------------- واللهُ ربُّ العـالـَميْن قـَــــــديْرُ
وقالَ آخرُ :
أمَا في نبيِّ اللهِ يُوسُفَ أُسْـوَةٌ
----------------------- لمثِلكَ مَحْبُوسٌ عنِ الظُّلْمِ والإفْكِ

أقامَ جميْلَ الصَّبْرِِفي السِّجْن بُرْهَة ً
----------------------- فآلَ بهِ الصَّبْرُ الجميْلُ إلى المُلْكِ

أمَّا هذا الشَّاعِر فيُبيَِّنُ ويصِفُ لنا حالتَه ُوقدْ خرَج َمِنَ السِّجْن ِ:
خَرَجْنا مِنَ السِّجْن ِشُمََّ الأُنُوفِ
----------------------- كما تخرُجُ الأُسْدُ مِنْ غابِها
وهذا بَيْتٌ يَجْمَعُ بيْنَ اللِّفظتيْن بدلالتهما :
ما يدْخلُ السِّجْنَ إنسانُ فتسألُهُ
------------------------ ما بالُ سَجْـنِكَ ؟ إلا قالَ : مَظلومُ !










بكى:
بكى يبكي بكا وبكاء
فالبكاء بالمد سيلان الدمع عن حزن وعويل، يقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الابنية الموضوعة للصوت،
وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب وجمع الباكى باكون وبكى،
قال الله تعالى: (خروا سجدا وبكيا) وأصل بكى فعول كقولهم ساجد وسجود وراكع وركوع وقاعد وقعود لكن قلب الواو ياء فأدغم نحو جاث وجثى وعات وعتي.
وبكى يقال في الحزن وإسالة الدمع معا ويقال في كل واحد منهما منفردا عن الآخر
وقوله عزوجل (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا) إشارة إلى الفرح والترح وإن لم تكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء إسالة دمع.
وكذلك قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والارض) وقد قيل قيل إن ذلك على الحقيقة وذلك قول من يجعل لهما حياة وعلما وقيل ذلك على المجاز، وتقديره فما بكت عليهم أهل السماء.









*نقرأ في بعض الكتب أن هذا حرف جر زائد فما مفهوم الزيادة في القرآن الكريم؟ ( فاضل السامرائي )
فرق بين كونه زيادة أو مصطلح. هذا مصطلح لأنه لما يكون حرف زائد يعني المعنى العام يبقى نفسه ولو حذف مع زيادة التوكيد هم يقولون أن الحرف الزائد يفيد توكيداً في الغالب، يعني ليس ممكناً أن تطرحه هكذا وليس له فائدة، الحروف الزائدة من المؤكدات وقد تكون لأسباب أخرى وعندهم أمور أخرى يسموها زيادة تزيينية أو دلالة أخرى، يقولون الزيادة بين العامل والمعمول لكن لو أسقطه لبقي المعنى العام هو هو (وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت) لو حذفنا الباء يبقى المعنى العام هو هو أن الله لا يظلم أحداً وإنما جيء بها للزيادة في التوكيد. قسم من القدامى يسموه حرف صلة تصل ما بعدها بما قبلها. هنا فرق بين ما يقصده النُحاة من الزيادة لأنه هذا مصطلح عندهم وقد قالوا (لا مشاحّة في الاصطلاح) هذا مصطلح وبين ما يقصده آخر من زيادة في القرآن النحاة لم يقولوا أنه زيادة هكذا ليس له فائدة وإنما يقولون حرف زائد هذا مصطلح نحوي لا يعني أنك ترميه وليس له فائدة وإنما الزيادة لغرض التوكيد والمعنى العام هو ما جيء به بين العامل والمعمول ولو حذف لبقي دلالة الكلام واحدة مع زيادة في التوكيد كما تدخل (إنّ) على الكلام تقول محمد قادم وإنّ محمداً قادم نفس الدلالة لكن زاد التوكيد فهذه مثلها.










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 3:59 pm

( قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )
الفتح (16)
اختلف المفسرون في هؤلاء القوم الذين يدعون إليهم ، الذين هم أولو بأس شديد ، على أقوال :
أحدها : أنهم هوازن . رواه شعبة عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير - أو عكرمة ، أو جميعا - ورواه هشيم عن أبي بشر ، عنهما . وبه يقول قتادة في رواية عنه .
الثاني : ثقيف ، قاله الضحاك .
الثالث : بنو حنيفة ، قاله جويبر . ورواه محمد بن إسحاق ، عن الزهري . وروي مثله عن سعيد وعكرمة .
الرابع : هم أهل فارس . رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وبه يقول عطاء ، ومجاهد ، وعكرمة - في إحدى الروايات عنه .
وقال كعب الأحبار : هم الروم . وعن ابن أبي ليلى ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة : هم فارس والروم . وعن مجاهد : هم أهل الأوثان . وعنه أيضا : هم رجال أولو بأس شديد ، ولم يعين فرقة . وبه يقول ابن جريج ، وهو اختيار ابن جرير .
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الأشج ، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القواريري ، عن معمر ، عن الزهري ، في قوله : ( ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) قال : لم يأت أولئك بعد .
وحدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي خالد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة في قوله : ( ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد ) قال : هم البارزون .
قال : وحدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ، ذلف الآنف ، كأن وجوههم المجان المطرقة " . قال سفيان : هم الترك .
قال ابن أبي عمر : وجدت في مكان آخر : ابن أبي خالد عن أبيه قال : نزل علينا أبو هريرة ففسر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " تقاتلون قوما نعالهم الشعر " قال : هم البارزون ، يعني الأكراد .
وقوله : ( تقاتلونهم أو يسلمون ) يعني : يشرع لكم جهادهم وقتالهم ، فلا يزال ذلك مستمرا عليهم ، ولكم النصرة عليهم ، أو يسلمون فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار .
ثم قال : ( فإن تطيعوا ) أي : تستجيبوا وتنفروا في الجهاد وتؤدوا الذي عليكم فيه ، ( يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل ) يعني : زمن الحديبية ، حيث دعيتم فتخلفتم ، ( يعذبكم عذابا أليما )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 4:00 pm

نماذج من القرآن الكريم دالَّة على إعجازه البياني:
لنأخذ بعض الأمثلة الدالَّة على الإعجاز البياني على سبيل الإيضاح لبعض الجوانب المهمة في براعة أسلوب القرآن وكونه معجزًا.
يقول القاضي عياض: "أولها حسن تأليفه"، من حيث تركيبه بين حروفه، وكلماته، وآياته، وسوره، وقصصه، وحكاياته، وانتظام كلماته، في سلك مبانيها المتناسبة لمقتضى معانيها المتناسقة.
وهذا هو السر في أنَّ القرآن لم يخرج عن معهود العرب في لغتهم العربية، من حيث ذوات المفردات والجمل وقوانينها العامة، بل جاء كتابًا عربيًا جاريًا على مألوف العرب من هذه الناحية، فمن حروفهم تألَّفت كلماته، ومن كلماتهم تألَّفت تراكيبه، وعلى قواعدهم العامة في صياغة هذه المفردات وتكوين التراكيب جاء تأليفه، ولكن المعجز والمدهش أنه مع دخوله على العرب من هذا الباب الذي عهدوه، ومع مجيئه بهذه المفردات والتراكيب التي توافروا على معرفتها، وتنافسوا في حلبتها، وبلغوا الشأو الأعلى فيها، نقول: إنَّ القرآن مع ذلك كله وبرغم ذلك كله؛ قد أعجزهم بأسلوبه الفذ، ومذهبه الكلامي المعجز. ولو دخل عليهم من غير هذا الباب الذي يعرفونه، لأمكن أنْ يلتمس لهم عذر أو شبه عذر، وأنْ يسلم لهم طعن أو شبه طعن (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ آأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ)[فصلت:44]، ولهذا المعنى وصف الله كتابه بالعروبة في غير آية. فقال جَلَّ ذكره في سورة يوسف: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[يوسف:2]، وقال في سورة الزخرف: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)[الزخرف:3]، وقال في سورة الزمر: (قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)[الزمر:28].
ومن فصاحة القرآن وضوح بيان معانيه، مع اقتصاد مبانيه، مع إيجازه، وذلك بإيفاء واكتفاء وإيماء[33]، غير مخل ولا ممل، ومن بلاغته في عجائب التراكيب، وغرائب الأساليب، وبدائع العبارات، وروائع الإشارات، المتجاوزة لعادة العرب من فصاحتهم وبلاغتهم.. حيث إنهم كانوا أرباب هذا الشأن من الفصاحة والبلاغة وفرسان الكلام، وقد خُصوا من البلاغة والحِكَم ومن كمال العقل ما لم يُخص به غيرهم من الأمم سابقة ولاحقة، حتى إنهم تساجلوا في النظم والنثر وتفاخروا وتكاثروا، فما راعهم إلاَّ رسول كريم جاءهم بخلاف هواهم لكنه معه هداهم.. حتى أتاهم بكتاب عزيز ?لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ?[فصلت:42] أُحكمت آياته، وفُصلت كلماته، وبَهرت بلاغته العقول، وظهرت فصاحته على كل مقول نظمًا أو نثرًا. وهذا الوليد بن المغيرة سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- : ?إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ? [النحل:90][34]، قال الوليد قولته المشهورة: "والله إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطلاوة، وإنَّ أسفله لمغدق، وإنَّ أعلاه لمثمر.. ما يقول هذا بشر"[35].
وكل هذا مما جعل القرآن الكريم في فصاحته وبلاغته خارقًا للعادة، يعجز المنكرين واعتراف المفترين، ولنأخذ مثلًا للتأمل في إعجاز بلاغته متأملًا الإيجاز الباهر في الإعجاز الظاهر في قوله تعالى: ?وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ? [البقرة:179] [36] نجد من بدائع التركيب وروائع الترتيب، مع ما فيه من المطابقة بين معنيين متقابلين، وهما: القصاص والحياة. ومن الغرابة بجعل القتل الذي هو مفوت الحياة ظرفًا لها. ومن البلاغة حيث أتى بلفظ يسير متضمن لمعنى كثير، فإنَّ الإنسان إذا علم أنه إذا قَتل اقتُصَّ منه دعاه ذلك إلى ردعه عن قتل صاحبه، فكأنه أحيا نفسه وغيره، فيرتفع بالقصاص كثير من قتل الناس بعضهم بعضًا، فيكون القصاص حياة لهم مع ما في القصاص من زيادة الحياة الطيبة في الآخرة. وفي هذا نجد أنه أولى من كلام موجز عند العرب وهو أنَّ: (القتل أنفى للقتل)، في قلة المباني، وكثرة المعاني، وعدم تكرار اللفظ المنفر، وفي الإيماء إلى أنَّ القصاص -الذي بمعنى المماثلة- سبب للحياة دون مطلق القتل بالمقابلة، إذ ربما يكون سببًا لفتنة فيها قتل فئة وفساد جماعة.
وهناك أمثلة كثيرة تدلُّ على حسن تأليفه وروعة تراكيبه، ففي العصر الذهبي للُّغة العربية حيث بلغت الذروة في الصفاء والقوة، وحيث كانت تُخلع ألقاب التشريف والتكريم علانية على الشعراء والخطباء في المسابقات السنوية، ما إنْ ظهر محكم التنزيل حتى اكتسح الحماس للشعر والنثر، وأُنزلت المعلقات السبع من باب الكعبة، واتجهت كل الأسماع إلى هذا الإعجاز الجديد في اللُّغة العربية.
فلغة القرآن مادة صوتية، تبعد عن طراوة لغة أهل الحضر، وخشونة لغة أهل البادية، وتجمع ـ في تناسق حكيم ـ بين رقة الأولى وجزالة الثانية، وتحقق السحر المنشود، بفضل هذا التوفيق الموسيقي البديع بينهم[37].
إنها ترتيب في مقاطع الكلمات في نظام أكثر تماسكًا من النثر، وأقل نظمًا من الشعر، يتنوع في خلال الآية الواحدة ليجذب نشاط سامعه، ويتجانس في آخر الآيات سجعًا، لكي لا يختل الجرس العام للوقفات في كل سورة[38].
أما كلماته فمنتقاة من بين الكلمات المشهورة، دون أنْ تهبط إلى الدارج، ومختارة من بين الكلمات السامية، التي لا توصف بالغريب إلاَّ نادرًا.
وتمتاز بالإيجاز العجيب في الكلام، إذ تُعَبِّر بأقل عدد من الكلمات عن أفكار كبيرة يصعب التعبير عنها في العادة إلاَّ بجمل مطوَّلة نسبيًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 4:02 pm

ﻗَﻄْــْ :
( 1) ﺗَﺄﺗﻲ ﺑﻤَﻌﻨﻰ "ﺣَﺴﺐ" ﺗﻘﻮﻝ : "ﻗَﻂْ ﺯَﻳﺪٍ ﺩِﺭْﻫﻢٌ { ﻭ
" ﻗﻄِﻲ " ﻭ " ﻗﻄﻚَ " ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ " :ﺣَﺴﺐُ ﺯﻳﺪ ﺩِﺭْﻫَﻢٌ " ﻭ
" ﺣﺴﺒِﻲ" ﻭ "ﺣﺴﺒُﻚَ" ﺇﻻَّ ﺃﻧَّﻬﺎ ﻣَﻴﻨﻴَّﺔٌ ﻷﻧَّﻬﺎ ﻣَﻮﺿُﻮﻋَﺔٌ ﻋﻠﻰ
ﺣَﺮﻓَﻴﻦ، ﻭﺣَﺴﺐ ﻣُﻌﺮَﺑﺔٌ، ﻭﻗﺪ ﺗَﺪﺧُﻞُ ﻋَﻠﻴﻪِ ﺍﻟﻔَﺎﺀُ ﺗَﺰﻳِﻴﻨﺎً ﻟِﻠَﻔﻆِ
ﻓَﻴُﻘﺎﻝ "ﻓَﻘﻂ " ﻛﺄﻧَّﻪُ ﺟَﻮَﺍﺏُ ﺷَﺮﻁٍ ﻣﺤﺬﻭﻑ .
( 2)ﻭﺗَﺄﺗِﻲ ﺍﺳﻢَ ﻓِﻌﻞ ﺑِﻤَﻌﻨﻰ ﻳَﻜﻔِﻲ ﻳُﻘﺎﻝُ "ﻗَﻄﻨِﻲ" ﺑِﺰﻳﺎﺩَﺓِ
ﻧُﻮﻥِ ﺍﻟﻮِﻗﺎﻳﺔِ ﻗﺒﻞَ ﻳَﺎﺀِ ﺍﻟﻤُﺘﻜﻠِّﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ: ﻳَﻜﻔِﻴﻨﻲ،
==========
* ﻗَﻂُّ:
ﺑِﻔﺘﺢ ﺍﻟﻘَﺎﻑِ ﻭﺗَﺸﺪِﻳﺪِ ﺍﻟﻄَّﺎﺀِ ﻣَﻀﻤُﻮﻣﺔً ﻭﺗَﺄﺗﻲ ﻇَﺮْﻑَ ﺯَﻣَﺎﻥٍ
ﻻﺳﺘِﻐﺮﺍﻕِ ﺍﻟﺰَّﻣَﻦِ ﺍﻟﻤَﺎﺿﻲ ﻭﺗﺨﺘَﺺُّ ﺑﺎﻟﻨَّﻔﻲ، ﻳُﻘﺎﻝُ : "ﻣﺎ ﺭَﺃﻳﺘُﻪ
ﻗَﻂُّ" . ﻭﺭﺑُّﻤﺎ ﺗُﺴﺘَﻌﻤَﻞ ﻣﻦ ﻏَﻴﺮ ﻧَﻔﻲٍ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
" ﺗَﻮَﺿَّﺄ ﺛﻼﺛﺎً ﻗَﻂَّ " ( ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻦ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ) .
ﻭَﻣَﺎ ﻳﺠﺮﻱ ﻋَﻠﻰ ﺍﻷﻟﺴِﻨَﺔِ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ : " ﻻ ﺃﻓﻌَﻠُﻪُ ﻗﻂُّ" - ﻟَﺤﻦٌ
ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﺴﺘَﻌﻤَﻞُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘَﻘﺒَﻞِ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 4:21 pm

آية ومعنى وإعراب.
.....................................................
قال الله تعالى في سورة هود:
حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)
.................
المعنى الصحيح:
أمر الله سبحانه نبيه نوحا عليه السلام قبيل حدوث الطوفان أن يحمل معه في سفينته من كل مخلوق غيرِ بشريّ زوجين اثنين، للحفاظ على بقاء النوع، وأن يحمل أيضا أهله وكل المؤمنين، لكنه استثنى من أهله ( من سبق عليه القول ) أي من وقع عليه غضب الله بكفره، فحكم الله عليه بالهلاك.
..................
وعلى هذا يكون العطف في ( ومن آمن ) على ( الأهل ) وليس على ( من سبق عليه القول ).
فالعطف على ( من سبق عليه القول ) يفسد المعنى ، ويجعل المؤمنين مع الكفار الممنوعين من الركوب والنجاة.
..................
( من سبق ) :
( من ) موصولة مبنية في محل نصب على الاستثناء وجملة ( سبق عليه القول ) صلتها.
................
( من آمن ) :
( من ) موصولة مبنية في محل نصب.معطوفة على ( أهل ) .
وجملة ( آمن ) صلتها.
...............
( ما آمن معه إلا قليل )
هذا استثناء منفي ناقص. ( قليل ) فاعل للفعل ( آمن ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 4:38 pm

من أمثال العرب ... الباحثة عن حتفها
وقوله " كباحثة عن حتفها وهي لا تدري" هذا مثل يضرب للذّي يثير بجهله ما يؤدّيه إلى هلاكه أو الاضرار به. وأصله أن ناسا ً أخذوا شاةً ليست لهم فأرادوا أكلها، فلم يجدوا ما يذبحونها به فهموا بتخليتها، فاضطربت عليهم، ولم تزل تثير الأرض وتبعثرها بقوائمها، فظهر لهم فيما احترفته مديةٌ فذبحوها بها، وصارت هذه القصّة مثلاً سائراً فيما قدّمنا ذكره..
من كتاب الجليس الصالح والأنيس الناصح
تأليف : المعافى بن زكريا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 6   ساعات بين الكتب 6 - صفحة 11 Icon_minitimeالخميس مارس 31, 2016 5:00 pm

[ خطبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ]
.
أما بعد ، فإنّ الدنيا قد أدبرَتْ وآذنَتْ بوَداع ، وإنَّ الآخرةَ قد أقبلتْ
.
وأشرفتْ باطِّلاع ، وإنَّ المِضمارَ اليوم و غداً السِّباق ، والسبقةُ الجنة ،
.
والغايةُ النار ، ألا وِإنكم في أيام أمل ، مِن ورائِه أجَلٌ ، فمَن أخْلَصَ في
.
في أيامِ أملِه ، قبلَ حُضورِ أجلِه ، نفعَه عملُه ، ولم يَضُرَّهُ أملُه ؛ ومَن قَصَّرَ
.
في أيامِ أملِه ، قبلَ حُضورِ أجلِه ، فقد خَسِرَ عملَه، وضَرَّه أملُه ،
.
ألا فاعْملوا في الرَّغْبة ، كما تَعملون في الرَّهبة ، ألا وإني لم أرَ كالجنَة ،
.
نامَ طالُبها ، ولا كالنَارِ ، نامَ هاربُها ،
.
ألا وإنه مَن لم يَنْفعْه الحقُّ ضرَّه الباطل ، ومَن لمْ يستقمْ به الهديُ يجرْ
.
به الضلال ، ألا وإنكم قد أُمِرْتم بالظَّعْن ، ودُلِلْتم على الزّاد ، وإنَّ أخوفَ
.
ما أخافُ عليكم اتباع الهوى ، وطولُ الأمل .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون (ت562هـ) ج1 ص64









فإنَّ العربَ لم تعظِّمْ شيئاً قطُّ كتعظيمِها موقعَ الإنعام والشكر والأحدوثةِ
.
الحسنة ، والذكر والتمييز ، والاستمدادِ للنعم ، والكفرُ حائلٌ بين العَوْدِ
.
والبدْء .
.
قال عنترة :
.
نِّبيت بشراً غير شاكرِ نعمتي ... والكفرُ مَخبثةٌ لنفسِ المُنعم
.
وقال السِّنديُّ :
.
فلم أُجزَ بُالحسنى وعادَتْ مشاربي ... بلاقعُ يقروها الحمام المُقرقرُ
.
تبدَّلتُ بالإحسانِ سوءاً وربما ... تنكَّرَ للمعروف مَن كان يكفرُ
.
ويدلُّ على حبِّهم للثناءِ وجميل الذكرِ قولُ الأسديّ :
.
فإني أحبُّ الخُلدَ لو أستطيعُه ... وكالخلدِ عندي أنْ أموتَ ولمْ أُلَمْ
.
وقال :
.
فأثْنُوا علينا لا أبا لأبِيكُم ... بِمَسْعاتِنا إنَّ الثناءَ هو الخلدُ
.
وقال الغنويّ :
.
فإذا بلغْتُم أهلَكم فتحدَّثوا ... إنَّ الحديثَ مَهالكٌ وخلودُ
.
فجعلوا الذِّكرَ بالجميلِ مثلَ الخلودِ في النعيم .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص303















[ كُثَيِّر يمدح عبد الملك : ]
.
رَأيتُ أبا الوَليد غَدَاةَ جَمعٍ ... به شَيبٌ وما فَقَدَ الشَّبَابَا
.
ولكنْ تَحتَ ذاكَ الشيبِ حزمٌ ... إذا ما قال أمْرَضَ أو أصابا
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص302
.
أمرض : قارب الصواب في الرأي













[قال العباس بن الأحنف : ]
.
أيّهَا النَادِبُ قَوْماً هَلَكوا ... صَارَتِ الأرْضُ عَلَيْهمْ طَبَقَا
.
اُنْدُبِ العُشّاقَ، لا غيرَهُمُ ... إنّمَا الهَالِكُ مَنْ قَدْ عَشِقَا
.
تزيين الأسواق لداود الأنطاكي ص8














قال العباس بن الأحنف :
.
وَيْحَ المُحِبّينَ مَا أشقَى جدودَهمُ ... إنْ كانَ مثلَ الذي بي للمُحِبِّينَا
.
يَشقَوْنَ في هذِهِ الدّنْيا بعِشقِهمِ ... لا يُدرِكُونَ بهِا دُنْيا وَلا دِينَا
.
يَرِقُّ قَلْبي لأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ ... إذَا رَأوْني وَمَا ألْقَى يَرِقّونَا
.
تزيين الأسواق لداود الأنطاكي ص8









العُتبى قال : دخل أعرابيّ على خالد بن عبد اللّه
.
القَسْري ، فلمّا مَثل بين يديه أنشأ يقول :
.
أَصْلَحَك الله قَلّ ما بيَدي ... فما أُطِيق العِيَالَ إذ كَثُروا
.
أناخ دَهْرٌ ألْقى بِكَلْكِلِه ... فأَرْسَلُوني إليكَ وانتظروا
.
قال : أرسَلوك وانتظرِوا ! والله لا تَجْلِس حتى تعودَ
.
إليهم بما يَسُرهم ، فأَمر له بأربعة أَبْعِرة مَوْقُورة
.
بُرَّاً وتَمْراَ ، وخَلع عليه .
.
العقد لابن عبد ربه










إنْ كانَ لَيْلُكَ نَوماً لا انْقِضاءَ له ... فإنَّ جَفْني لا يثْنى لِتَغْميضِ
.
كأنَّ جَنْبي في الظلماءِ تَقْرُضُه ... على الحَشِيَّةِ أطرافُ المقاريضِ
.
أستودِعُ اللهَ مَن لا أستطيعُ له ... شكوى المحبَّةِ إلا بالمَعَارِيضِ
.
نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي (ت384هـ) ج1 ص271










ولما حضرَتْ عمرَ بنَ عبد العزيز الوفاةُ قال :
.
اللهمَّ إنكَ أمرتَني فقَصَّرْتُ ، ونَهَيْتَني فعَصَيْتُ ، وأنْعَمْتَ عليَّ فأفْضَلْتَ ،
.
فإنْ عَفَوْتَ فقد مَنَنْتَ ، وإنْ عاقَبْتَ فما ظَلَمْتَ ، ألا إني أشهدُ أنْ لا إلهَ
.
إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأنَّ محمّداً عبدُه ورسولُه ، ثمّ قَضَى رحمَه الله.
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص111









ورُوِيَ أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضيَ الله عنه ، لما طُعِنَ دعا بلبنٍ ،
.
فشربَ منه ، فخرجَ مِن طَعْنَتِه ، فقال : الله أكبر .
.
فجعلَ جُلساؤُه يُثْنون عليه ،
.
فقال : وَدِدْتُ أني أخرجُ منها كَفافاً كما دخلْتُ فيها ، لو أنَّ ليَ اليومَ
.
ما طلعَتْ عليه الشمسُ وغربَتْ لافْتَدَيْتُ به مِن هَولِ المطْلع !
.
قال ابنُ عمر : ولما حضرَتِ الوفاةُ عمرَ غُشِيَ عليه ، فأخذْتُ رأسَه فرفعْتُه في حِجْري ،
.
فقال : ضَعْ رأسِي بالأرض لعلَّ اللهَ يرحَمُني . فمسَحَ خدَّيهِ بالترابِ
.
وقال : ويلٌ لِعُمرَ ، ويلٌ لأُمِّهِ إنْ لم يُغفرْ له !
.
فقلتُ : وهل حِجْري والأرض إلا سواءٌ يا أبَتَاه ؟
.
فقال : ضعْ رأسي بالأرض لا أُمَّ لكَ كما آمُرُكَ ! فإذا قضيتُ فأسرعوا
.
بي إلى حُفْرتي ، فإمّا هو خيرٌ تُقَدِّموني إليه ، أو شرٌّ تَضَعونَه عن رِقابكم !
.
ثم بكى ، فقلتُ له : ما يُبْكيكَ ؟
.
قال : خبرُ السماءِ ، لا أدري إلى جنةٍ يُنْطَلقُ بي أو إلى نار .
.
سراج الملوك للطرطوشي (ت520هـ) ج1 ص110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ساعات بين الكتب 6
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 11 من اصل 13انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 10, 11, 12, 13  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» ساعات بين الكتب 4
» ساعات بين الكتب 7
» ساعات بين الكتب 2
» ساعات بين الكتب
» ساعات بين الكتب 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: المنتدى العام-
انتقل الى: