من شعر
قيس بن الملوح
مجنون ليلى
.......................
يقولون ليْلى بالْعِرَاقِ مَريضة ٌ : فَمَا لَكَ لا تَضْنَى وأنْتَ صَديقُ
سقى الله مرضى بالعراق فإنني : على كل مرضى بالعراق شفيقُ
فإنْ تَكُ لَيْلَى بالْعِراقِ مَريضَة ً : فإني في بحر الحتوف غريقُ
أهِيم بأقْطارِ البلادِ وعَرْضِهَا : ومالي إلى ليلى الغداة طريقُ
كأنَّ فُؤَادِي فِيهِ مُورٍ بِقادِحٍ : وفيه لهيب ساطع وبروقُ
إذا ذَكرَتْها النفْس مَاتَتْ صَبابَة ً : لَها زَفْرَة ٌ قَتَّالة ٌ وَشَهِيقُ
سبتني شمس يخجل البدر نورها : ويكسف ضوء البرق وهو بروقُ
غُرابِيَّة الْفرْعَيْنِ بَدرِيَّة ُ السَنا : وَمَنظَرُها بَادِي الْجَمَال أنِيقُ
وَقد صِرْتُ مَجْنُوناً مِنَ الْحُبِّ هَائِماً : كأنِّيَ عانٍ في القُيُودِ وَثِيقُ
أظل رَزيحَ الْعَقْل مَا أُطْعَمُ الكرَى : وللقلب مني أنة وخفوقُ
بَرى حُبُّها جِسْمِي وَقلبِي وَمُهْجَتِي : فلم يبق إلا أعظم وعروقُ
فلاَ تعْذلُونِي إنْ هَلَكْتُ تَرَحَّمُوا : عَليَّ فَفَقْدُ الرُّوحِ ليْسَ يَعُوقُ
وخطوا على قبري إذا مت واكتبوا : قَتِيلُ لِحاظٍ مَاتَ وَهوَ عَشِيقُ
إلى اللّهِ أشْكُو مَا أُلاَقِي مِنَ الْهَوَى : بليلى ففي قلبي جوى وحريقُ