في ذم صفة الدنيا
مَا أَصِفُ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ (1) ! وَآخِرُهَا فَنَاءٌ! فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ. مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنْ سَاعَاهَا (2) فَاتَتْهُ، وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ (3) ، وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ إلَيْهَا أَعْمَتْهُ.
قال الشريف:أقول: وإذا تأمل المتأمل قوله : «وَمَنْ أبْصَرَبِهَا بصّرَتْهُ» وجد تحته من المعنى العجيب، والغرض البعيد، ما لا تُبلغ غايته ولا يدرك غوره، لا سيما إذا قرن إليه قوله: «ومَن أبْصَرَ إليها أعْمَتْهُ»، فإنه يجد الفرق بين «أبصر بها» و«أبصر إليها» واضحاً نيراً عجيباً باهراً!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. العناء: التعب.
2. ساعاها: جاراها سعياً.
3. واتَتْهُ: طَاوَعَتْهُ.
1. العناء: التعب.
2. ساعاها: جاراها سعياً.
3. واتَتْهُ: طَاوَعَتْهُ.
* نهج البلاغة
لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب
رضي الله عنه