قعدَ
الخليفة العباسي المهدي
يومًا للنَّاس يدخلون عليه،
هذا الذي يرفع إليه شكوى،
وذاك الذي يمدحه بشعره،
ولما انتصفَ النهار
دخلَ عليه رجل وفي يده حذاء،
ثم قال:
يا أمير المؤمنين
هذه نعلُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقد جئتُ أهديها لك!
فقام المهدي عن كرسيه،
وأخذ النعل وقبّلها،
وقال للرجل:
نِعمَ ما جئتَ به يا هذا.
وأمرَ له بعشرة آلاف درهم
فأخذها الرجل وانصرف.
بعد أن غادر الرجل مجلس الخليفة،
قال المهدي لجلسائه:
واللهِ إنِّي لأعلمُ أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لم يرَ هذه النعل فضلاً عن أن يكون قد لَـبِـسَها!
غير أنِّي لو كذّبته
لقال للناس:
جئتُ أمير المؤمنين
بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فردّها عليَّ،
وكان من يُصدّقه
أكثر ممن يُكذبه
فَـشَأْنُ العامة:
* المَيْلُ إلى أشكالها ،
*ونصرة الضعيف على القوي
ولو كان الضعيف ظالماً،
فاشترينا لسانه ،
وقبلنا هديته،
وصدّقنا قوله،
ورأينا الذي فعلنا
أنجح وأرجح وأسلم .