الثقة في الله أزكى أمل والتوكل عليه أوفى عمل
وَرَدَ فِي"أدَبِ الدُّنْيا وَالدِّيْن" لِلْماوَرْدِيَّ ..
أنَّ أبا أيُّوبَ حُبسَ فِي السِّجْن ِ(15) خمْسَ عَشْرَة َسَنَةً حَتَّى ضاقَتْ حِيْلَتُهُ ، وَقلَّ صَبْرُهُ .. فكَتَبَ إلَى بَعْضِ ِإخْوانِهِ يَشْكُو لَهُ طُوْلَ حَبْسِه ِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ جَوابَ رُقْعَتِه ِقائلاً :
صَبْراً أَبَا أَيُّــــــوبَ صَبْرَ مُبَرِّحٍ
---------------- فَإِذَا عَجَزْتَ عَنِ ِالخُطُوبِ فَمَنْ لَهَا ؟
إِنَّ الَّذِي عَقَدَ الَّذِي انْعَقَدَتْ لَهُ
---------------- عُقَدُ المَكَــــــــارِهِ فِيكَ يَمْلِكُ حَلَّهَـا
صَبْراً فَإِنَّ الصَّبْرَ يُعْقِبُ رَاحَة ً
---------------- وَلَعَلَّهــــــا أَنْ تَنْجَلِـي وَلَعَلَّهــــــا
فلمَّا وَقَفَ أبو أيُّوبَ عَلَى رَدِّه ِكَتَبِ إليْهِ قائِلاً :
صَبَّرْتَنِي ، وَوَعَظْتَنِي وَأَنَا لَهَا
---------------- وَسَتَنْجَلِي ، بَلْ لاَ أَقُولُ لَعَلَّها
وَيَحِلّهَا مَنْ كَانَ صَاحِبَ عَقْدِهَا
---------------- كَرَمـاً بِهِ إِذ ْ كَانَ يَمْلِكُ حَلَّهَا
فلمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذلِكَ فِي السِّجْنِ ِإلَّا أيَّاماً حَتَّى أُطْلِقَ بَعْدَها مُكَرَّماً .