حديث للجاحظ في وصف الكتاب :
« الكتاب نِعْم الذخر والعدة،
ونِعْم الجليس والقعدة ،
ونعم النشرة والنزهة ،
ونعم المشتغل والحرفة ،
ونعم الأنيس ساعة الوحدة ،
ونعم المعرفة ببلاد الغربة ،
ونعم القرين والدخيل ،
ونعم الوزير والنزيل ،
الكتاب وعاءٌ مُلئ علماً،
وظرف حُشي ظرفاً ،
إن شئت كان أعيا من باقل ،
وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ،
وإن شئت ضحكت من نوادره ،
وإن شئت بكيت من مواعظه ،
ومن لك بواعــظٍ مثله ، وبناسـكٍ فاتكٍ ، وناطقٍ أخرس ، ومن لك بطبيبٍ أعرابي
وهندي وفارسي ويوناني ونديمٍ مولد،
ووصيفٍ ممتع ،
ومن لك بشيء يجمع الأول والآخر والناقص والوافي ،
والشاهد والغائب ، والرفيع والوضيع ، والغث والسمين ، والشكل وخلافه ،
والجنس وضده ، وبعد ..
فما رأيت بستاناً يحمل فـي ردن وروضة تنقل فـي حجر ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء غيره ،