( جرير والراعي النميري )
قصة في منتهى الروعة
تبادل جرير والفرزدق الهجاء أكثر من أربعين سنة
وكان كثير من الشعراء ينزلقون في هذه المناظرة مؤيدًا شاعرًا على آخر، وهذا ما حدث للراعي النميري فقد انحاز إلى الفرزدق على حساب جرير حيث قال :
يا صاحبي دنا الرواح فسيرا** * غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
استكفه جرير فأبى أن يكف، فلم يمهله جرير كثيرًا بل أعد له في اليوم التالي قصيدة تتكوّن من97 بيت من الشعر، وأتى سوق المربد بعد أن احتل
الناس مراكزهم وأسرج ناقته عند مجلس الفرزدق والراعي النميري وألقى قصيدته
وقد أسماها (الدامغة)
لأن جريرًا دمغ بها الراعي النميري أي أصاب دماغه ويقال أنه مات كمدًا من هجاء جرير
فتعالوا نقرأ ونتأمل أبيات جرير التي صعقت بالنميريين جميعاً ، فمنها :
أعــد الله للشعـراء مني **** صواعـق يخضعون لها الرقابا
أنا البازي المطل على نمير *** أتيح من السماء لها انصبابا
فلا صلى الإلـه على نمـير **** ولا سقيت قبورهم السحابا
ولو وزنت حلوم بني نمير **** على الميزان ما وزنت ذبـابا
فغض الطرف إنك من نمير **** فلا كعبا بلغت ولا كـلابا
إذا غضبت عليك بنو تميـم **** حسبت النـاس كلهم غضـابا