أبو العلاء المعري؛ (رهين المحبسين)؛ أبرز شعراء العصر العباسي؛ توفي في منتصف القرن الخامس الهجري عن تسعين عاما، واسمه أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي، مولود في(معرة النعمان)؛إحدى ضواحي (إدلب)السورية. يقول ( من الطويل):
= = = = = = =
ألا في سبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعلُ / عفافٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائلُ
تُعَدُّ ذنوبي عند قومٍ كثيرةً / ولا ذنبَ لى إلا العلا والفواضلُ
كأني إذا طُلْتُ الزمانَ وأهلَهُ / رجعْتُ وعندي للأنام طوائلُ
وقد سار ذكرِى في البلاد فمن لهم / بإخفاء شمسٍ ضَوْؤُها متكاملُ
يَهُمُّ الليالي بعضُ ما أنا مضمرٌ / ويُثْقِلُ رَضوَى بعضُ ما أنا حاملُ
وإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُهُ / لآتٍ بما لم تستطعه الأوائلُ
وإن كان في لبس الفتى شرفٌ له / فما السيف إلا غمدُهُ والحمائلُ
ولما رأيت الجهلَ في الناس فاشيا / تجاهلتُ حتى ظُنَّ أنىَ جاهلُ
فوا عجبا كم يدَّعي الفضلَ ناقصٌ / ووا أسفًا كم يُظهر النقصَ فاضلُ
وكيف تنام الطير في وُكُناتِها / وتَحْسُدُ أسحاري عليّ الأصائلُ
وطال اعترافي بالزمان وأهلِهِ / فلست أبالي مَنْ تَغولُ الغوائلُ
فلو بان عَضْدي ما تأسَّف منكبي / ولو مات زندي ما رثته الأناملُ
إذا وصَفَ الطائيّ بالبخل مادر / وعيّرَ قسًّا بالفهاهةِ باقلُ
وقال السها للشمس: (أنت خفيةٌ) / وقال الدجى: (يا صبحُ لونُكِ حائلُ)
وطاولَتِ الأرضُ السماءَ سفاهةً / وفاخرَتِ الشُّهْبَ الحصى والجنادلُ
فيا موتُ زُرْ إن الحياةَ ذميمةٌ / ويا نفسُ جِدّي إن دهرَكِ هازلُ
إذا أنت أُعطيتَ السعادةَ لم تُبَلْ / ولا نظرَتْ شَزْرًا إليك القبائلُ
تقتك على أكتافِ أبطالِها القنا / وهابتْكَ في أغمادهن المناصلُ
وإن كنتَ تهوَى العيشَ فابْغِ توسطا / فعند التناهي يَقْصُرُ المتطاولُ
تُوَفّى البدورَ النقصُ وهْيَ أهِلَّةٌٌ / ويُدْرِكُها النقصانُ وهْي كواملُ
= = = = =