" ورزقكم في السماء وما توعدون "
حُكِيَ أَنَّ قَوْماً مِنَ الأَعْرَابِ زَرَعُوا زَرْعاً ، فَلمَّا بَلَغَ أَصَابَتْهُ آفَة ٌفذهَبَتْ بِهِ ، فَاشْتدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، حَتَّى رُؤِيَ فِيْهِمْ ، وَلُوحَظً عَلَيْهِم ، فَخَرَجَتْ أَعْرَابِيَّةٌ مِنْهُمْ ، وَقَالَتْ :
مَا لِي أَرَاكُمْ مُتغَيِّرَة ًأَلْوَانُكُمْ ، مَيِّتة ًقُلُوبُكُمْ ؟!
هُوَ رَبُّنَا فلْيَفْعَلْ بِنَا مَا يَشَاءُ ، وَرِزْقُنا عَلَيْهِ ، يَأْتِي بِهِ مِنْ حَيْثُ يَشَاءُ ، ثُمَّ أَنْشَدَتْ :
لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَة ٌصَمَّاءٌ مَلْمُومَة ٌمُلْسٌ نَوَاحِيهَا
رِزْقُ نَفْسٍ بَرَاهَا اللَّهُ لانْفَلَقَتْ حَتَّى تُــــــــــــؤَدِّي إِلَيْـهِ كُلَّ مِا فِيهَا
أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَــاقِ ِالسَّـبْعِ ِمَسْلَكُهَا لَسَــهَّـلَ اللَّهُ فِي الْمَرَاقِي مَرَاقِيهَا
حَتَّى تَنَـالَ الَّذِي فِي اللَّــــوْحِ خُـطَّ لَهَا فَـإِنْ أَتَتْهُ وَإِلا سَـوْفَ يَأْتِيهَا
-----------------------------------
سُبْحانَ مَنْ بيَدِهِ الرِّزْقُ ..!!
قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ"الذَّارِيات"58 :
{ إنَّ اللهَ هُو الرَّزَّاقُ ذو القُوَّة ِالمَتِيْن } ..
وقالَ رَّسُولُ الله ِ - صلَّى اللهُ عَلْيْهِ وسلَّمَ - :
« ... إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّزَّاقُ ... »..
خَلَق َالخلقَ وَأَجْرَى فِيْهم أمْرَهَ ، وَقَضَى فِيْهم بحُكْمِهِ ، وَامْتَنَّ عَلَى بَني آدَمَ بالرِّزْق ِ، وَجَعَلَهُ بِيَدِهِ وَحْدَهُ ، وَأسْبَغهُ عَلَى خَلْقِهِ ، وَقسَّمَهُ بَيْنهُم بحِكْمَتِهِ :
{كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}الإسْراء 20
فَرزْقً اللهِ عامٌ يَشْمَلُ كُلَّ ما خَلَقَ
قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ"هُود"6:
{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا } ..
وَجَعَلَ هَذا الرِّزْقَ مِنْ آياتِ وَحْدانِيَّتِهِ في الكَوْنِ ..
{ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ } النمْل 64.
فأحْسِنوا ثِقتَكُم فِي اللهِ ، وَتوكَّلُوا عَلَيْه ِ يُصِبْكُم مِنْ فَضْلُهُ ..
قالَ تَعالَى فِي سُورَةِ"الطَّلاق"2-3:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }..
--------------------------------
قالَ الإمامُ الشَّافِعِىُّ - رَحِمَهُ اللهُ - :
توَكَّلْتُ فِي رزْقِي عَلَى اللهِ خالِقِي
------ وَأيْقنْتُ أنَّ اللهَ لا شَــــكَّ رازِقِي
وَما يَكُ مِنْ رزْقِي فلَيْسَ يَفُوتُنُي
----- ولو كانَ في قاع ِالبِحـارِ العَوامِق ِ
سَيأتِي بهِ اللهُ العَظِيْـــــمُ بفَضْـلِهِ
----- وَلَو لَمْ يْكُنْ مِنِّي اللِّسانُ بناطِق ِ
فَفِي أيِّ شَيءٍ تَذْهَبُ النَّفْسُ حَسْرَةً
---- وَقدْ قسَّمَ الرَّحْمَنُ رِزْقَ الخَلائِق ِ؟
-----------------------------------
قالَ أبو سُلَيْمانُ الدارانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - :
(مَنْ وَثِقَ باللهِ فِي رِزْقِهَ زادَ فِي حُسْن ِخُلُقِهِ ، وَأعْقَبَهُ الحِلْمَ ، وَسَخَتْ نفْسُهُ ، وَقَلَّتْ وَساوِسُهُ فِي صَلاتِهِ ) ..
-----------------------
وَقَالَ الْفُضَيْلُ بنُ عِياضَ :
( مَا اهْتَمَمْتُ لِرِزْقٍ أَبَداً ) ..
وَقَالَ أيْضاً :
( إِنِّي لأَسْتَحِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَحْزَنَ لِرِزْقِي بَعْدَ رِضَائِهِ ) ..
وَرُوي عَن ِابن ِمَسْعُودٍ ، أنَّهُ قالَ :
( إنَّ أرْجَى ما أكُونُ لِلْرِزْق إذا قالُوا: ليْسَ فِي البيْتِ دَقِيْقٌ ) ..
وَقالَ الإمامُ أحْمَدُ :
( أسَرُّ أيَّامِي إليَّ يَوْمَ أُصْبحُ وَليْسَ عِنْدِي شَيءٌ ) ..
وَقَالَ مُنَبِّهُ بْنُ عُثْمَانَ :
( إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكُونُ نَفْساً لَيَوْمَ يُقالُ : فَقِيْرٌ ) ..
فطِبْ نفْساً واهْدَأ قلْباً ، ولا تَحْشَ فواتَ الرِّزْق وَلا تتَعَجَّلَهُ ..
قَالَ أَيُّوبُ بْنُ وَائِلٍ :
( لا تَهْتمَّ لِلرِّزْقِ ِ، وَاجْعَلْ هَمَّكَ لِلْمَوْتِ ) ..
وَصَدقَ الشَّاعِرُ فِيْما قالَ حيثُ قال :
لا تَعْجَلَّنَ فَلَيْسَ الرِّزْقُ فِي العَجَل ِ
---- الرِّزْقُ فِي اللَّوْح ِمَكْتوبٌ مَعَ الأجَل
فلوْ صَـبَرْنا لكـــانَ الرِّزْقَ يَطْلبُنا
--- لكِنَّـــهُ خُـلِق الإنْســـــانُ مِنْ عَجَـل ِ
------------------------------------
وَتَحرَّ فِيْما تَرْتَزقُ بهِ الحَلالَ ، وَلا تُفْسِدُهُ بِحَرام ٍ.. ولِلَّه ِدَرُّ مَنْ قالَ :
جَمَعَ الحَرامَ إلَى الحَلال ِليُكْثِرَهْ
--- دخل الحَرامُ الحَلالَ فبَعْثرَهْ