وُلِدَ في البصرة عام 100ه، أخذ النحو والقراءات والحديث على أئمة العربية وعلية الرواة؛ كأبي عمر بن العلاء وعيسى بن عمر. ثم أبدى فسمع الفصيح وجمع الغريب حتى نبغ في اللغة نبوغاً لا يعرفه التاريخ لغيره.
أخذ عنه سيبويه النحو، والنضر بن شميل، وهارون بن موسى النحوي، ووهب بن جرير، والأصمعي، وآخرون.
مَرَّ بسوق النخَّاسين، فسمع طرقات مطرقة على طَست من نحاس، فلمعت في ذهنه فكرة عِلم العَرُوض -ميزان الشعر أو موسيقى الشعر- الذي مَيز به الشعر عن غيره من فنون الكلام، فكان له بذلك فضل على العرب، إذ ضبط أوزان الشعر العربي، وحفظه من الاختلال والضياع، وقد اخترع هذا العلم وحصر فيه أوزان الشعر في خمسة عشر بحرًا وكما اهتم بالوزن اهتم بضبط أحوال القافية -وهي الحرف الأخير في بيت الشعر، والتي يلتزم بها الشاعر طوال القصيدة- فأخرج للناس هذين العلمين الجليلين كاملين مضبوطين مجهزين بالمصطلحات.
قال ( أحمد حسن الزيات ) : غاية في تصحيح القياس وتعليل النحو واستنباط مسائله. وأكثر كتاب سيبوية منقول عنه أو مستمد منه، وكان على معرفة بالموسيقى : وضع أول كتاب فيها على غير إلمام بلغة أجنبية ولا علم بآلة موسيقية.
وشغل بذلك نفسه ووقته حتى كان يقضي الساعات في حجرته يوقع بأصابعه ويحركها، فاتفق أن رآه ولده على تلك الحال فظن به مساً من خبال، فقال له الخليل :
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني
أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني
وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
مؤلفاته :
- كتاب العين ( توفي قبل إتمامه )
- كتاب النغم
كتاب العروض
- كتاب الشواهد
- كتاب النقط والشكل
- كتاب الإيقاع
وفاته :
روي أنه قال :
أريد أن أعمل نوعاً من الحساب تمضي به الجارية إلى البقال فلا يظلمها، فدخل المسجد وهو يعمل فكره فاصطدم بسارية (عمود) المسجد فانصدع رأسه ومات سنة 170هـ.
إنه الأديب: الخليل بن أحمد الفراهيدي- رحمه الله-.
=====================
المصدر: موقع أدب- أدباء العرب