عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا، فقال: اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً، تدعون سميعاً بصيراً قريباً . ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال لي: يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة ) رواه مسلم .
المعنى الإجمالي
لم يكن النبي – صلى الله عليه وسلم – يترك موقفاً يجد فيه سبيلاً لتعليم أصحابه أمراً من أمور الدين إلا فعل، وفي هذا الحديث نموذج للتعليم بالموقف، حيث رأى أصحابه يطبقون ما علموا من هديه من التكبير عند صعود مرتفع كجبل وتل ونحوهما، إلا أنهم يرفعون أصواتهم رفعا مبالغا فيه، فلم ينكر عليهم – عليه السلام – تكبيرهم وإنما أنكر رفع أصواتهم رفعاً زائداً، فنبههم على أنه لا حاجة لذلك، فإن الله وإن علا على عرشه، إلا إن علمه محيط بكل شيء، يسمع كل مسموع، ويبصر كل مرئي، لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، فلا مبرر لرفع الصوت، وإنما يكفي أن ينادي الإنسان بقلبه أو بلسانه ليسمع الله نداءه، ويجيب دعاءه .
لا حول ولا قوة إلا بالله