" ما من أحد يُسَلّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه "
( حديث حسنٌ رواه ابنُ حبّانَ، و أخرجَهُ أحمدُ عن المقري والبيهقي عن السُكريّ و أخرجَه أبو داوودَ من حديث محمد بن عوْف).
السلامُ على رسولِ الله - صلى الله عليه و سلم - قد يكونُ في وقتٍ واحدٍ و بأعدادٍ كثيرةٍ ,وقدرةُ الله صالحةٌ من أن تمكّن نبَيَه من الردِّ على كلّ من سلّمَ عليه و لو كانوا جَمْعاً غفيرا .
قال السبكي في كتابِه "شفاء السقام" :اعتمدَ جماعةٌ من الأئمة على هذا الحديثِ في استحبابِ زيارةِ قبر النِبيِّ صلى الله عليه و سلم و هو اعتمادٌ صحيحٌ لأن الزائرَ إذا سلّمَ وقع الردُّ عليه عن قُرْبِ و تلك فضيلةٌ مطلوبة
السُبكيّ قال في كتابه شفاءُ السَّقامِ في البابِ الرابع (ص/67) " قال القاضي عِيَاض :و زيارةُ قبرِه صلّى الله عليه و سلّمَ سُنّةٌ بين المسلمين مُجمعٌ عليها و فَضيلةٌ مرغوبٌ فيها". ثم أفاضَ في نَقْلٍ استحبابِها عن أعيانٍ من العلماءِ من المذاهبِ الأربعةِ فنقلَ ذلك
فعند الشافعيةِ :عن القاضي أبي الطيب الطَبري ,و الـمُحاملي و الحليمي ,و الماوَرْدي و القاضي حُسين ,و الشيخِ أبي إسحاقَ الشِّيرازي
وعند الحنفية :عن أبي منصورٍ الكَرماني في مناسكهِ ,و عبدِ اللهِ بن محمود في شرحِ المختار و أبي اللَيْثِ السَمرقَندي في فتواه , و السُروجي في الغايةِ ,
وعند الحنابلةِ :عن أبي الخطابِ الكَوْذاني في الهدايةِ , و أبي عبدِ الله السَامري في المستوعَب , و ونجمِ الدينِ بن حمدانَ في الرِعايةِ الكبرى ,
وعند المالكيةِ :عن أبي عِمرانَ الفاسي ,و الشيخ ابنِ أبي زيد .