أنقذوني فـقـد سئمتُ حياتـــي
و سئمـتُ الأليمَ مِن ذكـرياتي
قَد سَئِمْت الصباحَ يَأْتِي كسيراً
باهتَ النورِ ، واهنَ النظراتِ
و سَئِمْت المسـاءَ يأتـي رهيبـاً
غائرَ النجمِ موحشَ الظلماتِ
أنقـذونـي ، فَمَا تَزَالُ دروبـي
تَرسُم الموتَ فِي مَدَى خطواتي
أَنَا لَا أشـتكي مِنْ الْقَتْلِ ، لكـنْ
أشـتـكي مـن تَكاثُر الطَّـعـناتِ
أَنَا لَا أَشْتَكِي مِنْ الْجُوعِ ، لكنْ
أشـتـكي مـن تأوُّهِ الـفـــلـذاتِ
أَنَّا لَا أَشْتَكِي مِن القصفِ ، لكنْ
أَشْتَكِي مِن تَوَجُّع المحصناتِ
أَنَا يَا مســلـمون أَبْكِي رجالـي
و نسـائي و صِبْيَتِي و بنـاتي
أَنَا أَبْكِي مـدارسي ، فرَّ منهـا
طالبُ العـلم فِي زمـان الشَّتاتِ
أَنَا أَبْكِي منازلي حيـن صارتْ
لُعْـــبَةً فـي بـراثنِ الرَّاجـمـاتِ
أَنَا أَبْكِي مـآذني غـاب عنهـا
صوتُ داعٍ فِي الخمسةِ الأوقاتِ
أَنَا أَبْكِي مساجدي أفـرغـتْهـا
قاذفـاتُ الْمَجُوس مـن صلـواتي
أَنَا أَبْكِي دَمِي يـسـيـل أمـامي
و يَـراعـي محــــطَّـمٌ و دواتي
عقـدتْ هَذِه الخـطوبُ لِسَانِي
و أبتْ أنْ تـطــيعـني كـلـمـاتي
أَيْنَ أَنْتُمْ يَا مُسْلِمُون ، عدوّي
مسـتبـدٌّ و جَمْعُـكُم فِي سُـباتِ
أَيْن مليارُكم ، أَمَّا فـيه أَلْـفٌ
يُعـلنون الدُّخـول فِي غَـمَـراتي ؟
قَدْ سَمِعْنَا عَنْ الملايين تُرمَى
كلَّ ليلٍ فِي مسـرح الراقـصاتِ
قَد سمعـنا عَن العـتاد لـديـكم
و قـرأنا عَن صَفْقةِ الطــائراتِ
قَدْ سَمِعْنَا عَنْ المحيطاتِ تَشْكُو
و تعـاني مِن وَطْأَةِ النَّاقـلاتِ
أَيْنَ أَنْتُمْ ، أَمَا تـرون بحـاراً
مِن دمائي تَسِيل فِي طـرقاتي ؟
أنقذوني ، فإِنْ أَبيتم فـقولــوا
أيَّ شيءٍ يُقـال عـن مأسـاتي
أَسمعوني يَا قومُ صَوْتَ احتجّاجٍ
حقِّقوا لِي الأَقلَّ مِن أُمنياتي
و إذَا لَمْ ، فأسـرعوا لأراكــم
و تَرَوْنِي فِي لُـجَّـةِ السَّكَــراتِ
لقِّنوني شهـادةً عِنْد موتـي
إنْ عَجِزْتُم أنْ تُطـفئوا حسَرَاتي
شيِّعـوني إلَى الْقُبُورِ إذَا لــم
تَسْتَطِيعُوا أنْ تُجْبِرُوا عَثَرَاتِي
ذاكَ مَا أبتغـيه مِنْكُم فإِنْ لـم
تَفْعَلُوا ، فهنأوا بِصَفْوِ الحياةِ
و دَعُونِي أواجهِ الموتَ وَحْدِي
فـحـياتي أَعـزُّ مِنْهَا مَمَاتِي