* ينسبونها إلى السيدة رابعة خطأً
فَلَيْتك تحلُو والحياةُ مريرةٌ
وليتك ترضى والأنامُ غِضابُ
وَلَيْتَ الذي بينِي وبينك عامرٌ
وبيني وبينَ العالمين خَرابُ
إذا نِلْتُ منك الوُدَّ فالكُلُّ هَيِّنٌ
وكُلُّ الذي فوق الترابِ ترابُ
فيا لَيتَ شُرْبِي مِن وِدادِك صافياً
وشُربِيَ مِن ماءِ الفُراتِ سَرابُ
* * * * *
هذه الأبيات ينسبها بعض الدعاة خطأً للسيدة رابعة العدوية رحمها الله تعالى, لعلهم رأوا أن هذا الخطاب الذي فيها لا يليق إلا بالله تبارك وتعالى, وقد لَقِيَ ذلك هوى وقبولا عند العامة.
والحق أن هذه الأبيات من قصيدة رائعة لأبِي فراس الحمداني * شاعر بني حمدان وفارسهم يتودد فيها ابن عمه سيف الدولة لما جفاه.
وأعلم أن البعض سيلومني لأني بكشف هذه الحقيقة أكون قد أفسدت عليه هذه المقطوعة, ولكن ليس من إحقاق الحق بُدٌّ.
وهذه الأبيات من قصيدة ممتعة رائقة رائعة مطلعها:
أَمَا لجميلٍ عندكُنَّ ثوابُ
ولا لمُسيءٍ عندكن متابُ
لقد ضل مَن تحوي هواه خريدةٌ
وقد ذَلَّ مَن تقضي عليه كعابُ
ولكنني والحمد لله حازمٌ
أعِزُّ إذا زَلَّت لهن رِقابُ
ولا تملك الحسناء قلبي كله
وإن شمِلتها رقة وشبابُ
وأجري ولا أعطي الهوَى فضل مِقْودي
وأهفو ولا يخفى علَيَ صوابُ
إذا الخِلُّ لم يهجرك إلا ملالةً
فليس له إلا الفراق عتابُ
إذا لم أجد من بلدةٍ ما أريده
فعندي لأخرى عزمةٌ ورِكابُ