" ذلِكَ الْكِتابُ لارَيْبَ فِيهِ..." البقرة/٢.
تعريف الخبر ( الكتاب ) بأل دال على أنه بلغ منتهى الكمال في أوصافه من بين جنس الكتب المنزَّلة ، فهو الكتاب الَمختص من بينها بأوصاف الكمال .
والإشارة إليه ب : ( ذلك ) للبعيد دلَّ على بعد منزلته السامية الرفيعة وكماله ...
ومن كماله أنه ليس محلًّا للريب :
أي للشك فيه والتردُّد والتهمة له والقلق النفسي منه والاضطراب الذهني فيه بكل أنواع الريب وأشكاله ومراتبه بدلالة بلاغة لا النافية لجنس الريب : " لَارَيْبَ فِيهِ " .
فلاريب فيه :
-- أنه كلام الله المنزَّلُ وحيا على قلب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ردًّا على من ينكر ذلك من المكذِّبين ،
ولاريب فيه :
أنه بلغ الكمال في بلاغته وفصاحته وفي بيانه المعجز البيان وقوة تأثيره في القلوب والنفوس ، وفي تناسبه وعدم وجود الاختلاف فيه ردًّا على المنكرين لذلك ،
ولاريب فيه :
أنه الكتاب الكامل في شريعته ومنهاجه وهداه، هو صالح مصلح لكل زمان ومكان ردًّا على من يجحدُ ذلك وينكرُه...
وهكذا ترد هذه الجملة دائما بالنفي على أي نوع من رَيْبِ المرتابين في كل زمان ومكان .
أ.د.أحمد فتحي الحياني