الشاعر محمد مصطفى حمام كان آية في خفة الظل وصياغة الفكاهة شعرا
وقد كان حمام كثير الإفلاس دائم الحاجة للمال ؛ لأنه كان ينفق دون حساب
وذات يوم قهره إفلاسه فجلس في نقابة الصحفيين مع بعض أصدقائه
يشكو لهم معاملة سائقي التاكسي له ؛
فقد عرفوا جميعا أنه عندما يركب معهم يعتذر عن عدم دفع الأجرة لضيق ذات اليد
فامتنعوا عن الوقوف له ؛
وقد كتب في ذلك شعرا على وزن وقافية إحدى قصائد شوقي
يقول فيه :
لم يبقَ في جيبي سوى تعريفةٍ * واللهُ يمنحُ من يشاءُ ويرزقُ
.
لما قصدتُ البنكَ أطلبُ سلفة ً * قالوا : ابتعدْ فالبنكُ لا يتصدقُ
.
هل من كريمٍ أرتجيهِ لورطتي * سمح اليدين إلى المكارم يسبقُ
.
فإذا طلبتُ بريزةً من فيضهِ * ألفيتُ بحر برايزٍ يتدفقُ
.
شاورتُ للتاكسي أريدُ ركوبهُ * فمضى يبرطعُ كالحمارِ وينهقُ
.
السائقون دروا بإفلاسي فما * يقفون لي وأنا أشيرُ وأزعقُ