يوجد في اللغة العربية كلمات تسمى (اسم الجمع) وهي كلمات تدل على أكثر من اثنين لكن لا مفرد لها من لفظها؛ مثل : (نساء وخصم، و قوم و رهط و إبل).
فإذا دل الاسم على جمع ولاواحد له من لفظه وإنما واحده من معناه سمي اسم جمع؛ مثل: جيش: [واحده: جندي] شعب وقوم ورهط ومعشر وثلة وقبيلة [أحدها: رجل أوامرأة] ونساء [واحدها: امرأة]، وخيل [واحدها: فرس] وإبل ونِعَم [واحدها: جمل أوناقة] غنم وضأن [واحدها شاة] وخصم[ واحدها (فرد أو نفر] ولنا أن نعامله معاملة المفرد مراعاة للفظه أومعاملة الجمع مراعاة لمعناه؛ فنقول: جيشنا ظافر أوظافرون، .وهذا خصم، وهذان خصمان وهؤلاء خصم أو خصوم، ونقول هذان خصمان اختصما مراهعاة للفظه ونقول هذان خصمان اختصموا (مراعاة للفظه).
ويجوز تثنيته وجمعه كأنه مفرد فنقول: (خصم خصمان وخصوم)، و(جيش وجيشان وجيوش)، و(قبيلة وقبيلتان وقبائل)، (قوم ووقومان وأقوام ) (وشعب وشعبان وشعوب) وقس عل هذا قوله تعالى(هذان خصمان اختصموا) على أن كل خصم مجموعة من الأفراد أطلق عليهم تسمية (خصم) وهذا مايسمى باسم الجنس) وهو اسم الجمع؛ أي مجموعة مجتمعة من جنسه,
ومثل ذلك ما ورد في سورة الكهف:
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا
حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا
آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا
وعلى ذك قس وطبق ما ورد في الآيات السابقة
(مستلة من كتاب (المنهاج لتوضيح مسارب اللجاج في تطبيقات قواعد اللغة العربية (الدكتور غازي عبد الله عطية بواعنة (1919))