وكأن التوارث ليس بعيدا عن نظم الشعر ،
فهذا هو الشاعر الكبير زهير بن أبي سلمى المزني ،، صاحب الحوليات ،، وأحد أشهر شُعراء العصر الجاهليّ، وثالث ثلاثة من المُتقدّمين على سائر الشعراء في تلك الفترة مع امرئ القيس والنابغة الذبيانيّ وهم ثلاثتهم من أصحاب المعلقات ،،
ومعلقته الميمية مطلعها :
أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ *** بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وخال زهير هو بشامة بن الغدير المري العُذري ،،
ولزهير أختان هما سلمى والخنساء ، كانتا من الشواعر ،،
و زهير هو أبو بجير بن زهير الذي كان من أوائل من دخل الإسلام ، أسلم قبل أخيه كعب ، وكان شاعرا ،،
كتب إلى أخيه كعب : إن كانت لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لا يقتل أحدًا جاءه تائبًا ، وذلك أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دمه لقول بلغه عنه ،،
وبعث إليه بجير:
فمـن بلـغ كعبًـا فهــل لك في التي *** تلـوم عليها باطلًا وهي أحــزم
إلى الله لا العزى ولا اللات وحده *** فتنجـو إذا كان النجـاة وتسلـــم
لدى يـوم لا ينجــو وليس بمفلـــت *** من النار إلا طاهر القلب مسلم
فديـن زهيـر وهو لا شيء غيـــره *** وديــن أبي سلمى علي محـرم
و زهير هو أبو الصحابي الجليل كعب بن زهير ،، صاحب قصيدة البردة اللامية ،،
ومطلعها :
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ *** مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ
ولزهير أيضا ابنة شاعرة ، هي الخنساء بنت زهير بن أبي سلمى ،،
ومن شعرها :
وما يغني توقي الموت شيئاً *** ولا عقد التميم ولا الغضار
إذا لاقـــى منيتــــه فأمســـى *** يســاق به وقد حـق الحـذار
ولاقـــاه مـن الأيـــام يـــــوم *** كمـا من قبــل لم يخلد قـدار