برد التسليم وحر الإختيار
**********************
قال سيدنا "أبو الحسن الشاذلي" كنت في ابتداء أمري أود أن أصنع الطاعات بنهمٍ شديد، فتارة ألزم البراري والقفار ، وتارة ارجع إلى المدائن والديار لصحبة العلماء والمشايخ ، فوُصِف لي ولى من أولياء الله يُدعَى "عبد السلام ابن مشيش "بجبل من جبال المغرب ، فوصلت إليه ليلا فكرهت أن أدخل عليه حينئذ فسمعته يقول(اللهم إن قوما سألوك أن تسخِّر لهم خلقك فأعطيتهم ذلك فرضوا منك بذلك ، واني أسألك اعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجأ إلا إليك)
فقلت يا نفسي انظري من أي بحر يغترف هذا الشيخ ؟
فأقمت حتى إذا كان الصباح دخلت عليه وسلمت عليه وقلت يا سيدي كيف حالك؟
فقال : أشكو إلى الله من برد التسليم كما تشكو أنت من حر الاختيار
فقلت يا سيدي أما شكواي من حر الاختيار فقد ذقته ، أما شكواك من برد والتسليم فلم افهمه !!
فقال أخاف أن تشغلني حلاوتهما عن الله
فقلت يا سيدي سمعتك البارحة تقول :اللهم إن قوما (اللهم إن قوما سألوك أن تسخِّر لهم خلقك فأعطيتهم ذلك فرضوا منك بذلك ، واني أسألك اعوجاج الخلق علي حتى لا يكون ملجأ إلا إليك "
فتبسم وقال :يا بني عوض ما تقول يا رب سخر لي خلقك .قل يا رب كن لي ...أترى إن كانوا لك سيغنوك بشيء؟ ما هذا الجبن ؟
" وفى بداية هذا العام الجديد ندعو الله قائلين " اللهم كُن لنا ولا تكلنا على غيرك فليس لنا أحد سواك ".