عِزّةُ نَفْسٍ
..
قالَ النَّضْرُ بنُ شُمِيْل:
كَتَبَ سُلَيْمانُ بنُ عَلِىّ إلَى الخَلِيْلِ بنِ أحْمْدَ الفَراهِيْدِىّ يَسْتَدعِيْه وَيَطْلُبُ مِنْهُ الخُروجَ إلَيْهِ ، وَبعَثَ إلَيْهِ بِمالٍ كَثِيْرٍ، فَرَفَضَهُ وَرَدَّهُ ، وَكَتَبَ إلَيْهِ :
أبْلِـــغْ سُلَيْمانَ أنِّي عَنْهُ فِي سِعَةٍ
--------------- وَفِي غِنَى غَيْرَ أنِّي لَسْتُ ذا مــــالِ
سَخِـيٌّ بنَفْسِـي أنِّي لا أرَى أحَـداً
--------------- يَمُـوتُ هَزلاً وَلا يَبْقَى عَلَى حَـــالِ
وَإِنَّ بَيْنَ الغِنَى وَالفَقْــــــــر ِمَنْزِلَةٌ
--------------- مَخْطُـــــومَةٌ بِجَـديْدٍ لَيْسَ بِالبَــــالِي
الرِّزْقُ عَنْ قَدَرٍ لا الضَّعْفُ يُنْقِصُهُ
--------------- وَلا يَزيْدُكَ فِيْهِ حَـــــــوْلُ مُحْتـــالِ
إِنْ كَـــانَ ضَنُّ سُلَيْمـــــانُ بِنائِلِهِ
--------------- فَاللَهِ أَفْضَــــــــلُ مَسْؤولٍ لِسُــــؤَّالِ
وَالفَقْرُ فِي النَّفْسِ لا فِي المالِ نعْرفهُ
--------------- وَمِثْلُ ذاكَ الغِنَى في النَّفْسِ لا الآلِ
وَالمالُ يَغْشَى أناسَاً لا خَلاقَ لَهُم
--------------- كالسَّيْلِ يَغْشَى أصُولَ الدّنْدَنِ البالِي
كُلُّ امْرِئٍ بِسَبيْلِ المَوْتِ مُرتَهَنٌ
--------------- فَاعْمَـــــلْ لِنَفْسِـكَ إِنِّي شـاغِلٌ بالِي