مِنْ أوْجُهِ البَلاغَةِ وَالبَيانِ..
قالَ تَعَالى فِي سُورَةِ"البَقَرَة"185:
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚفَمَن
شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗيُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} ..
* هَذِهِ الآيةُ فِيْها مِنْ أوْجُهِ البَلاغَةِ وَالبَيانِ الكَثِيْرُ، نْذكُر مِنْها :
➊ بَلاغَةُ الابْتِداءِ بِذِكْرِ هَذا الشَّهْرِ المُعَظَّمِ للإخبارِ عَنْهِ بذكرِ فَضائِلِهِ :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ}..
➋ بَلاغَةُ التَّعْيبْنِ والتَّخْصِيْصِ لِمِقْدارِ الصَّوْمِ فِي هَذا الشَّهْر ِبأنَّهُ شَهْرٌ مُعَيَّنٌ كامِلٌ
غَيْرُ مَنْقوص:{ فَمَنْ شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}.. إلَّا إنْ كانَ لِعُذْرٍ:
{ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} ..
➌ الإخْبارُ عَنِ الشَّهْرِ بِما يُعْلِى مَنْزِلَتَهُ فِي النُّفْوسَ فهُو{ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
، وَبَيْنَ رَمَضانَ وَالقُرْآنِ تَوازنٌ فِي اللَّفْظِ لا يَخْفَى عَلَى السَّامِعِ .
➍ حُسْنُ تَعْلِيْلٍ فِيْهِ تَنْوِيْهٌ بعُلُوِّ شأنِ القُرْآنِ ، وَذلِكَ فِي قَوْلِهِ :
{ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }.. فِيْهِ أيْضاً إطْنابٌ{ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ }..
➎ { أَيَّامٍ أُخَرَ} التَّنْكِيْرُ هُنا يَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهِ مَعْنَي التَيْسِيْرِ وَالإمْهالِ لا الجَبْر ِوَالإثْقالِ ..
➏ المُقابَلةُ فِي قَوْلِهِ :{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْر َوَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وَالسَّجْعُ باتِّفاقِ أواخِرِ
الكَلماتِ (الْيُسْرَ.. الْعُسْرَ)