في رحاب سورة يوسف :
ثلاثة قمصان وأربع رؤى
هي سورة مكية ، وترتيبها في المصحف الشريف ( 12 ) ،
عدد آياتها ( 111 ) آية ، عدد الكلمات ( 1795 ) كلمة ،
نزلت قبل الهجرة النبوية المباركة ،
وفى هذا الصدد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه ( الإصابة ) في ترجمة رافع بن مالك الزرقي الخزرجى الأنصاري (استشهد في غزوة أحد ) ،، عن ابن إسحاق أن أبا مالك رافع بن مالك أول من قدم المدينة بسورة يوسف، يعني بعد أن بايع النبي صلى الله عليه وسلم يوم العقبة.
وقد كانت بيعة العقبة قبل الهجرة النبوية المباركة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شرف الله تعالي لغتنا العربية في هذه السورة المباركة بقوله تعالي :
{ إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون } . الآية 2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اشتملت سورة يوسف علي ذكر قصة الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ، يوسف بن يعقوب ين اسحق بن إبراهيم عليهم من الله السلام ،،
فكانت مثالا يحتذي في سرد القصص بجميع المقاييس ،
ولم لا ،، وقد قال جل جلاله في بدايتها :
{ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ } ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هي أكمل وأشمل قصة في القرآن الكريم جاءت في سورة واحدة ،
فيها عجائب من البلاء والفوائد ،
وفى هذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه ( الجواب الكافي ) في معرض كلامه عنها :
في هذه القصة من العبر والفوائد والحكم ما يزيد على ألف فائدة . آهـ
أيضا هي محل فأل ،
وفى هذا قال عطاء رحمه الله تعالى : لا يسمع سورة يوسف محزون إلا استراح إليها . آهـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* [ ثلاثة قمصان ، وأربع رؤى] :
من عجيب التوازنات الخفية في القصة أنها تحدثت عن ثلاثة قمصان ،،
( قميص ملوث ، وقميص ممزق، وقميص يحمل رائحة يوسف عليه السلام ) ،،،
وذكرت أربعة أحلام ،،،
كان لها جميعا أبلغ التأثير في الأحداث...
أما القميص الأول :
فهو قميصه الملوث بالدم :
{ وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِه بِدَمٍ كَذِبٍ } ،
والقميص الثاني :
هو قميصه الممزق ، دليله الدامغ على العفة والبراءة :
{ وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ } ،،
والقميص الثالث :
هو قميص الرحمة ، الذي أرسله لأبيه الملهوف الحزين الذي ذهب بصره من كثرة الحزن والبكاء :
{ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا } .
وفيها أيضا أربع رؤى :
الحلم الأول :
هو ذلك المشهد الباهر الذي لا يوصف ،،، مشهد سجود الشمس والقمر والكواكب للفتى الجميل :
{ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ،،
والحلم الثاني والحلم الثالث :
هما حلما رفيقي السجن ،
وقد ذكرا معا في الموقف نفسه :
{ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ } ،
أما الحلم الرابع :
فهو حلم الملك :
{ وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } .
[ لطيفة :
لم يكن لقب حاكم مصر آنئذ الفرعون ،، وإنما كان لقبه الملك]
وسبحان من هذا كلامه
فتأمل .
* في رحاب القرآن الكريم
صلاح جاد سلام