عندما هجر ( عنترة ) قبيلتهُ غضباً منهم لسوءِ معاشرتهم ومعاملتهم ، ولشدّة ما قاساهُ منهم من أوصافٍ ونعوتٍ لهُ بالعبدِ الأسودِ وهو فارس الفرسان وبطل الأبطال .. حاولتْ قبيلة ( هوازن )
المعادية لقبيلتهِ استغلال غياب أقوى رجال قبيلة عنترة وشنّت هجوماً عليها وكادتْ تهزم قبيلةُ عنترة حتّى استغاثت بفارسها البطل عنترة فلبّى النّداء ، وقال قصيدتهُ الرّائعة مفتخراً بنفسهِ و مقرّاً لفضلِ قبيلتهِ عليهِ وممجّداً لها !! :
.
سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائي السُّكوتُ
وَظنُّـوني لأَهلي قَدْ نسِيتُ
وكيفَ أنامُ عنْ ساداتِ قومٍ
أنا في فَضْــلِ نِعْمتِهمْ رَبيتُ
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعادي
ونَـادوني أجَبْتُ متى دُعِيتُ
بسيفٍ حدّهُ يزجي المنايا
وَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْــــــفُ المُميتُ
خلقتُ من الحديدِ أشدَّ قلباً
وقد بُلِيَ الحــديدُ و ما بُليتُ !!
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلاً
ومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَدْ سُقِيتُ
وَإنّي قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعادي
بأقحافِ الرُّؤوس وَمـا رويتُ !!
فما للرّمحِ في جسمي نصيبٌ
ولا للسّيفِ في أعضاي َقوتُ
ولي بيتٌ علا فلكَ الثّريَّا
تَخِرُّ لِعُظْـــمِ هَيْبَتِهِ البُيوتُ