[[ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الأنصاري ]] :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وردت قصته في حديث رواه أبو داود ، والنسائي ، وأحمد ، والحاكم في [ المستدرك ] ، والبيهقي في [ السنن ] ، والطبراني في [ المعجم الكبير ] ، وابن أبي شيبة في [ مسنده ] ، وحسّنه ابن حجر العسقلاني في [ تخريج أحاديث المختصر ] ، ووثّقه الهيثمي في [ مجمع الزوائد ] ،،
وخلاصتها ،،
أَنَّ سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَ فَرَسًا مِنْ أَعْرَابِيٍّ ـــ قيل اسمه : سَوَاءِ بْنِ قَيْسٍ الْمُحَارِبِيِّ ـــ ،، ثم اسْتَتْبَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَقْضِيَهُ ثَمَنَ فَرَسِهِ ،
وأَسْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْيَ ، وَأَبْطَأَ الْأَعْرَابِيُّ،
فَطَفِقَ رِجَالٌ يَعْتَرِضُونَ الْأَعْرَابِيَّ، يُسَاوِمُونَهُ بِالْفَرَسِ ، وَلَا يَشْعُرُونَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْتَاعَهُ، حتى زادوه على ثمنه ،،
فَنَادَى الْأَعْرَابِيُّ سيدنا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ مُبْتَاعًا هَذَا الْفَرَسِ وَإِلَّا بِعْتُهُ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَمِعَ نِدَاءَ الْأَعْرَابِيِّ : أَوْ لَيْسَ قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ ؟
فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: لَا، وَاللَّهِ مَا بِعْتُكَهُ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلَى، قَدِ ابْتَعْتُهُ مِنْكَ .
فَطَفِقَ الْأَعْرَابِيُّ، يَقُولُ هَلُمَّ شَهِيدًا،
فَقَالَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ: أَنَا أَشْهَدُ ،
فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خُزَيْمَةَ فَقَالَ: بِمَ تَشْهَدُ؟
فَقَالَ: بِتَصْدِيقِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ،
ثم إن سيدنا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لخزيمة : " مَا حَمَلَكَ عَلَى الشَّهَادَةِ ، وَلَمْ تَكُنْ مَعَنَا حَاضِرًا ؟ "
فَقَالَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : صَدَّقْتُكَ بِمَا جِئْتَ بِهِ ، وَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَا تَقُولُ إِلَّا حَقًّا ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ شَهِدَ لَهُ خُزَيْمَةُ أَوْ عَلَيْهِ فَهُوَ حَسْبُهُ "
ومن ثم ،، جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة رضي الله عنه بشهادة رجلين .
ـــــــــــــــــــ
ثم ،،،،،،،،،
يشاء الله تعالى أن تكون شهادة خزيمة بشهادة رجلين ذات أهمية بالغة في أمر مهم فيما بعد ،،
ذلك أن زيد بن ثابت رضي الله عنه ،، الذي كان من حفّاظ القرآن، ومن كتّاب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وممن شهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته صلّى الله عليه وسلّم ،
كُلّف بجمع ونسخ القرآن الكريم في خلافة الصديق ، وأيضا في خلافة ذي النورين رضي الله عنهما وأرضاهما ،،،
كان زيد قد اشترط ألا يكتب آية ،، إلا إذا كانت مكتوبة في السعف أو الألواح أو الرقاع أو اللخاف أو الأدم أو القراطيس ،، الخ ،، بالإضافة إلى شهادة صحابيين اثنين ، يشهدان بأنهما سمعاها من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،،
وهنا جاء دور خزيمة ،، وشهادته التي بشهادة رجلين .
روى البخاري عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" نَسَخْتُ الصُّحُفَ فِي المَصَاحِفِ ، فَفَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ ، كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا، فَلَمْ أَجِدْهَا إِلَّا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ الَّذِي جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ:
{ مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } ،،، أي : مكتوبة .
جدير بالذكر أن هذا الأمر كان في أثناء جمع القرآن الكريم في عهد الصديق رضي الله عنه وأرضاه .
ــــــــــــــــ
جاء في [ سير أعلام النبلاء ] للإمام الذهبي :
((( خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة ، الفقيه ، أبو عمارة الأنصاري الخطمي المدني ، ذو الشهادتين .
قيل : إنه بدري . والصواب : أنه شهد أحدا وما بعدها .وله أحاديث . وكان من كبار جيش علي ، فاستشهد في موقعة صفين في شهر صفر 37 هـ .
قال قتادة ، عن أنس ، قال :
( افتخر الحيان من الأنصار ، فقالت الأوس :
منا غسيل الملائكة : حنظلة بن الراهب ;
ومنا من اهتز له العرش : سعد ،
ومنا من حمته الدبر عاصم بن أبي الأقلح ;
ومنا من أجيزت شهادته بشهادتين : خزيمة بن ثابت ) .
وروى أبو معشر ، عن محمد بن عمارة بن خزيمة ، قال :
[ ما زال جدي كافّا سلاحه حتى قتل عمار ، فسلّ سيفه ، وقاتل حتى قتل ] ))) . آهـ بتصرف
رضي الله عنه وأرضاه .
[[ المتفرّدون من البشر ]]
* صلاح جاد سلام