روى البخاري وأحمد وغيرهما واللفظ لأحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ رَجُلاً خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَىْءٍ ».
قال أهل العلم أن العمل ربما يكون مفضولا أي هنالك من العمل ماهو أفضل منه لكن لما يفعل هذا العمل في الزمان الشريف الفاضل يصير فاضلا أي يسبق غيره من الأعمال لذلك سأل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ولا الجهاد في سبيل الله لأنهم يعلمون أن الجهاد هو أفضل الأعمال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيئ .
وقد اختص الله تعالى هذه الأيام العشر فضلا عن كونها في الأشهر الحرم بخصائص وهي :
1_ أقسم الله بها في كتابه فقال " والفجر وليال عشر " قال ابن عباس رضي الله عنهما هي هذه الأيام العشر.
2_ سماها الله أياما معلومات فقال"ويذكروا اسم الله في أيام معلومات".
3- سماها الله تعالى أيضا أياما معدودات "واذكروا الله في أيام معدودات".
4_ شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من أفضل أيام الدنيا روى ابن حبان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر من ذي الحجة )
قال شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح إسناده قوي.
5- حث النبي صلى الله عليه و سلم على أفعال الخير فيها وعلى كل عمل صالح وذلك لفضلها.
6_ أمر النبي صلى الله عليه و سلم بكثرة ذكر الله تعالى من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير فيها .
7_ فيها يوم التروية يوم الثامن من ذي الحجة تبدأ فيه أعمال الحج.
8_ فيها يوم عرفة ذلك اليوم العظيم المشهود.
9_ فيها ليلة المزدلفة وما فيهت من الفضل على الحجيج.
10_ فيها الحج بالكلية وهو الركن الخامس من أركان هذا الدين الحنيف.
11_ فيها يوم النحر وفيه الأضحية الملة الإبراهيمية والشريعة المحمدية حتى إن المضحي يسن له أن لايأخذ من شعره وبشره شيئ كالحاج حتى يضحى, فإذا كنت مضحيا فمن السنة أن لاتحلق شعر رأسك وبدنك ولاتقلم أظافرك حتى تنحر أضحيتك يوم النحر في الحديث عند مسلم عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ».