أصدر الحجاج أمرًا ذات يوم أن من يفعل ذنبًا ويهرب يؤخذ أبوه بذنبه وأخوه بذنبه
فحدث أن رجلًا أجرم له أخ ثم هرب وخرج مع ابن الأشعث
فقبض عليه بذنب أخيه
فطلب أن يقابل الحجاج قبل إعدامه
فجيء به إلى الحجاج فقال
"إن أخي خرج مع ابن الأشعث وأخذت بأخي وأحيط على اسمي "
" يعني منعت من السفر" ومنعت العطاء وهُدمت داري"
فقال له الحجاج أما سمعت قول الشاعر
جانيك من يجني عليك وربما
تعدي الصحاحَ مباركُ الجربِ
ولربَّ مأخوذٍ بذنب عشيرة
ونجا المقارفُ صاحبُ الذنبِ
فرد الرجل وقال أيها الأمير ولكني سمعت الله يقول غير ذلك
قال وماذا قال الله؟
قال " قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ"
سكت الحجاج ثم نادى غلامه وقال له: أعطِ لهذا عطاءه وافكك عن اسمه وابن داره ومر مناديًا في المدينة ينادي " صدق الله وكذب الشاعر ".