وَقْفَة ٌمَعَ حديثٍ نبويّ
عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ :
رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ :
إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَقُولُ:
إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ
مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ
رَواهُ البُخارِيّ .
------
اللُّغَويَّاتُ وَالشَّرْحُ :
-----------------
جاءَ فِي"فتْح البارِي" لابنِ حَجَرٍ العَسْقلانِيّ :
( -"رَقِيتُ" بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِالْقَافِ أَيْ : صَعِدْتُ .
- "أُمَّتِي" أَيْ : أُمَّةُ الْإِجَابَةِ وَهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، وَقَدْ تُطْلَقُ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ وَيُرَادُ بِهَا أُمَّةُ
الدَّعْوَةِ وَلَيْسَتْ مُرَادَةً هُنَا .
- " يُدْعَوْنَ" بِضَمِّ أَوَّلِهِ أَيْ : يُنَادَوْنَ أَوْ يُسَمَّوْنَ .
- " غُرّاً" بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ : جَمْعُ أَغَرَّ أَيْ ذُو غُرَّةٍ ، وَأَصْلُ الْغُرَّةِ
لَمْعَةٌ بَيْضَاءُ تَكُونُ فِي الْفَرَسِ ، ثُمَّ اسْتُعْمِلَتْ فِي الْجَمَالِ وَالشُّهْرَةِ وَطِيبِ الذِّكْرِ ،
وَالْمُرَادُ بِهَا هُنَا النُّورُ الْكَائِنُ فِي وُجُوِهِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
- "مُحَجَّلِينَ" بِالْمُهْمَلَةِ وَالْجِيمِ : مِنَ التَّحْجِيلِ وَهُوَ بَيَاضٌ يَكُونُ فِي ثَلَاثِ قَوَائِمَ
مِنْ قَوَائِمِ الْفَرَسِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الْحِجْلِ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَهُوَ الْخَلْخَالُ ، وَالْمُرَادُ بِهِ
هُنَا أَيْضًا النُّورُ .
- "مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ" بِضَمِّ الْوَاوِ ، وَيَجُوزُ فَتْحُهَا عَلَى أَنَّهُ الْمَاءُ قَالَهُ ابْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ .
- "فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" أَيْ: فَلْيُطِلِ الْغُرَّةَ وَالتَّحْجِيلَ ،وَاقْتَصَرَ
عَلَى إِحْدَاهُمَا لِدَلَالَتِهَا عَلَى الْأُخْرَى )