ذُلُّ الْمعْصِيَةِ
قالَ الإمامُ الْحَسَنُ البَصْريّ – رَحمَهُ الله ُ - فِي وصْفِ العُصاة ِالظَّالِميْنَ :
( إنَّهُمْ وَإِنْ هَمْلَجَتْ بِهِمْ خُيُولُهُمْ ، وَرَفْرَفَتْ بِهِمْ رَكَائِبُهُمْ وَطَقْطَقْت بِهِمْ الْبرَاذِينُ ، فإنَّ ذُلَّ
الْمَعْصِيَةِ لفِي قُلُوبِهِمْ ، أَبَى اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ إلَّا أَنْ يُذِلَّ مَنْ عَصَاهُ ) .
اللُّغَويَّات :
---------
* (هَمْلَجَتْ) : يُقالُ: "هَمْلَجَتْ الدَّابّة"، أي :سارَتْ سَيْراً حَسَناً ، وَفِي سِرْعَة ٍ .
* (الْبَرَاذِينُ) : اسْم ٌيُطْلَقُ عَلَى غَيْرِالعَرَبيّ مِنَ الخَيْل ِوَالبغال ِ ، وَهُو نَوْعٌ عَظِيم ُالخِلْقَةِ ،
غَلِيْظ ُالأعْضاءِ ، قَوِيُّ الأرْجُل ِ ، عَظِيمُ الحَوافِر ِ .
المَعْنَى :
--------
مَهْما عَلا العاصِي وَتَكبَّرَ ، وَطَغَى وَتَجَبَّرَ ، وَازدادَ فِي الثَّراءِ والمَنْصِب ِوَأسْبابَ الرَّفاهِيَة ِ،
فإنَّ ذلَّ المَعْصِيةِ يَظلُّ عالِقاً فِي قَلْبِهِ .. فاللهُ – عَزوجَلَّ - قَضَى أنْ يُذلَّ العاصِي ، حَيْث ُقالَ
فِي سُورَةِ"طه" :
{ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} ..
وَقالَ عَبْدُ اللهِ بنُ المُبارَكِ :
رأيتُ الذُّنُوبَ تُمِيْتُ القلُوبَ وَقدْ يُورِث ُالذُّلَّ إدْمانُها
وَتَركُ الذّنُوبِ حَيــاة ُالقُلُوبِ وَخَيْرٌ لنفسكَ عِصْيانُها
نسْألُ اللهَ العَلِىَّ القَديْرَأنْ يُعِزَّنا بطاعَتِهِ ، وألَّا يُذلَّنا بمَعْصِيَتِهِ .