دَخلَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَيْريْزَ(*) دُكَّاناً يُرِيْدُ أنْ يشَتَرِي ثَوْباً ، فقالَ رَجُلٌ قدْ عَرَفَهُ
لِصاحِبِ المَحِلِّ :
هَذا ابنُ مُحَيْريْزَ فأحْسِنْ بَيْعَهُ.
فغَضِبَ ابنُ مُحَيْريْزَ ، وَطرَحَ الثَّوْبَ ، وَقالَ :
( لَسْنا نَشْتَرِي بِدِيْنِنا وَإنَّما نَشْتَرِي بأمْوالِنا ) .
----------------------------------------------------------------------------
(*) هُوعَبْدُ اللهِ بنُ مُحَيْريْزَ بنُ جُنادَة َبنُ وَهْبٍ الجُمَحَيّ القُرَشِيّ ، نَشأ يَتِيْماً
فِي حِجْرِ زَوْج ِأمِّهِ الصَّحابِيّ أبي مَحْذورَة َالمُؤَذِّنِ الذي انتَقَلَ بهِ إلَى الشَّام ِ
حَيْث سَكَنَ بَيْتَ المَقْدِس ِ ..
عاشَ ابنُ مُحَيْريْزَ حيَاتَهُ متَعَبِّداً فِي الشَّام ِ، حَتَّى ماتَ فِي خِلافَةِ الوَلِيْدِ بنِ عَبْدِ
المَلِكِ الأمَوِيّ ..
رَوَى ابنُ مُحَيْريْزَ عَنْ :
(عبادَة َبنِ الصَّامِتِ) وَ (أبي مَحْذورَة َ) وَ (مَعاويَة َبنِ أبي سُفْيان) وَ (أبي سَعِيْدٍ
الخُدْرِيّ) وَغَيْرِهِم ..
وَرَوَى عَنْهُ :
(مَكْحُولُ الشَّامِيّ) وَ(حَسَّانُ بنُ عَطِيَّة) وَ(ابنُ شِهابٍ الزُّهَرِيّ) وَ(أبُو زَرْعَة َ)
وَ(أُسَيْدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن الخَثعَمِيّ) وَ(بُسْرُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الحَضْرَمِيّ) وَ(أبُو بَكْرٍعَبْدُ
اللهِ بنُ حَفْصٍ بنُ عُمَرَ بنِ سعْدٍ بنِ أبِي وَقَّاصٍ) وَغَيْرِهِم ..
قالَ عَنْهُ العجلِيُّ :
(عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَيْريْزَ شامِيٌّ ، تابِعِيُّ ، ثقِة ٌ، مِنْ خِيارِالنَّاسِ ) ..
وَقالَ عَنْهُ الذّهَبِيُّ :
(كانَ مِنَ العُلَماءِ العامِلِيْنَ ، وَمِنْ سادَة ِالتّابِعِيْنَ) ..
وَقالَ رَجاءُ بنُ حَيوَة َ:
( إنْ يَفْخَرُعَلَيْنا أهْلُ المَدِيْنَةِ بِعابِدِهِم ابنِ عُمَرَ، فإنَّا نَفْخَرُعَلَيْهِم بِعابِدِنا ابنِ مُحَيْريْزَ)
وَقالَ أيْضاً :
(كانَ ابنُ مُحَيْريْزَ صَمُوتاً ، مُعْتَزِلاً فِي بَيْتِهِ ) ..
وَقالَ عَبْدُ الرَّحْمَن ِالأوْزاعِيّ :
(مَنْ كانَ مُقْتَدِياً ، فلْيَقْتَدِ بِمِثلِ ابنِ مُحَيْريْزَ ، إنَّ اللهَ لَمْ يكُنْ لِيُضِلَّ أمَّةٍ فِيْها ابنُ
مُحَيْريْزَ) ..
وَقالَ خالِدُ بنُ دُرَيْك :
( كانَتْ فِي ابنِ مُحَيْريْزَ خِصْلَتان ما كانَتا فِي أحَدٍ مِمَّنْ أدْرَكَتُ مِنْ هَذِهِ الأمَّةِ ..
* كانَ مِنْ أبْعَدِ النَّاسِ أنْ يَسْكُتَ عَنْ حَقٍّ بَعْدَ أنْ تَبَيَّنَ لَهُ ، يَتَكلَّمُ فِيْهِ للهِ غَضِبَ
مَنْ غَضِبَ ، وَرَضِى مَنْ رَضى ..
* وَكانَ مِنْ أحْرَصِ النَّاسِ أنْ يَكْتُمَ مِنْ نفْسِهِ أحْسَنَ ما عِنْدَهُ ) ..
وَقدْ ذكَرَحَفِيْدُهُ عَمْرو بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن بنِ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَيْريْزَ أنَّ جَدَّهُ ابنَ مُحَيْريْزَ
كانَ يَخْتِمُ القُرْآنَ قِراءَة ًفِي كُلِّ جُمْعَةٍ .
موضوع: من روائع سلفنا الصالح 
الإثنين فبراير 19, 2018 10:34 am