فويلٌ للمصلّين
********
يعتقد الكثير من الناس بأن السّاهين عن صلاتهم هم الذين يؤخرون الصلاة إلى غير أوقاتها مع أن كلام الله عز وجل واضح وجلى جداً فى سورة الماعون ، واسم السورة هنا تدل على الإنفاق(فالماعون )مجاز عن الإنفاق فى سبيل الله ، والسورة العظيمة هنا تبين من هم الساهون عن صلاتهم وذكر صفاتهم فى أول السورة وفى آخرها ، فالساهون عن صلاتهم هم من يدُعّون اليتيم أى يقهروه ويظلموه ويدفعوه بعنف عن حقه الذى شرعه له الله ، أما الصفة الثانية للساهين عن صلاتهم فهم الذين لايحضّون على طّعام المسكين ولايحرِّضون عليه ، ثم ذكر الله عز وجل تعريفاً لهؤلاء فقال ( الذين هم يراؤون ) أى يخادعون الله بصلاتهم ولايخدعون إلا أنفسهم من أجل ان يقول عليهم الناس أتقياء ، فهم برغم صلاتهم يمنعون الماعون ولاينفقون فى سبيل الله ويقهرون اليتيم ولايعطفون على المسكين ، فبئساً وويلاً لهؤلاء المصلين الذين سهوا عن صلاتهم وضلوا عن الطريق القويم وضاعت صلاتهم هباءاً منثورا وكأنهم يحرثون فى البحر ، ولن تصح صلاتهم إذا لم يتخلوا عن هذه الصفات الذميمة ، فالسهو عن الصلاة هنا ليس تأخيرها الى غير وقتها لأن المسلم الحق من صفاته الثابته عدم تأخير الصلاة وإذا أرجأها الى غير وقتها فيكون هذا لعذر قاتل ، ولكن الله عز وجل يخاطب الذى سهوا عن صلاتهم بفعل هذه الأعمال المشينة ، ولم يكن خطابه عز وجل فى سورة الماعون للذين يأخرون صلاة الظهر للعصر وصلاة العصر للمغرب وهكذا ، ولو كان الله سبحانه وتعالى يقصد الذين يؤخرون صلاتهم عن اوقاتها مازجَّ بهم وسط هؤلاء الذين ذكرهم ولأصبحت (ويل للمصلين) آية شاذة لاتنسجم مع مراد الله ومع باقى آيات السورة العظيمة ، فإذا لم تعطوا اليتيم حقه ولم تطعموا المسكين ولم تنفقوا فى سبيل الله فأنتم ساهون عن صلاتكم ومراؤون ومكذبون بالدين فويلٌ لكم !!... والله أعلم . وأقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم .
عادل صابر