.
الحياء شعبة من الإيمان
الحياء لا يأتي إلا بخير
الحمد اللَّهِ الذي سبحت الكائنات بحمده ، وعنت الوجوه لعظمته ومجده ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وعترته الطيبين الطاهرين .
* الحياءُ خلقُ المسلم الأول ، وهو بين الخجل الذي يُزري بصاحبه وبين الوقاحة التي تُعدُّ من أخلاق الكفار والفجار ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الإِسْلامِ الْحَيَاءُ ))[ أخرجه ابن ماجة في الزهد]
* وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أرقِّ الناس طبعاً ، وأنبلهم سيرةً ، وأعمقهم شعوراً بالواجب ، ونفوراً من الحرام .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ :
(( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا , وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ )) [ أخرجه البخاري ومسلم وأحمد ]
* ما دام الإيمان صلة كريمة بين العبد وربه ، كان الحياء من أوضح آثار هذه الصلة ، فهو تلك العاطفة السامية التي ترتفع بنا عن الخطايا وسفاسف الأمور ، وتزكي النفس ، وتقَّوم الأخلاق ، لذلك كان الحياء من علامات الإيمان ، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( الحياء والإيمان قرنا جميعاً فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر ))
[ أخرجه الحاكم في مستدركه ]
* زوال الحياء من الإنسان بداية النهاية :
وعلة ذلك أيها الإخوة ؛ إن المرء حينما يفقد حياءه يتدرج من سيئ إلى أسوأ ، ويهبط من رذيلة إلى أرذل ، ولا يزال يهوي حتى ينحدر إلى الدرك الأسفل ، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث يكشف عن مراحل هذا السقوط الذي يبتدئ بضياع الحياء ، وينتهي بشر العواقب ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ اللإسْلامِ ))( الربقة العروة في الحبل ) [أخرجه ابن ماجة في الفتن ]