الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
اهلا وسهلا زائرنا الكريم.. تفضل بالتسجيل فى المنتدى
ادارة المنتدى / الطيب
الطيب الشنهوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطيب الشنهوري

منتدى ثقافي - ديني - اجتماعي - علمي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ساعات بين الكتب 8

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 9, 10, 11  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2016 11:42 am

أبَجَـد هَـوَّزَ
حُـرُوفُ الهِـِجَـاءِ فِي اللُّغَـَةِ العَـرَبِيَّةِ ، هى ثمانيَة ٌوعِشْـرونَ حَـرفاً ،

جُـمِعَـتْ فى ثـَمـانى كَـلِـمـاتٍ مَشْـهُـورةٍ وهي :

( أبَجَـد ، هَـوَّزَ ، حُـطـِي ، كَـلَمُنْ ، سَـعْـفَـَصْ ، قـَرْشَـتْ)..

بترتيْبها عِـنـْدَ السَّاميّين ، ثـُمَّ وَجَـدُوا أحْـرُفاً ليْسَـتْ منْ أَسْـمـائهم

وهي :

" الثـَّاءُ والخـَاءُ والذال " و" الضَّـاد والظـَّاءُ والغِـيْن " ..

حُـروفـُها مِنْ أَبجَـديَّةِ اللـُّغـَة ِالعَـرَبيَّة ِوتـُسَـمَّى الرَّوادِف ، يجْـمَعُها قـَـوْلُ :

( ثـخَـذ ، ضَـظَـغ ) .

ثـُمَّ رتـَّبَها نـَصْـرُ بنُ عـاصِـمَ اللَّيثيّ التـَّرتِـيْبَ المَعْـروفَ الآنَ والمُسَـمَّى

بـ ( التـَّرتيْبِ الهجــائيّ أوالألفـْبــائيّ ) .

هذا .. وقــَدْ قِـيْـلَ فى أصْـل ِ..

( أبَجَـد ، هَـوَّزَ ، حُـطـِي ، كَـلَمُنْ ، سَـعْـفَـَصْ ، قـَرْشَـتْ) :

(1) هى أسْـمـاءُ مِلـُوك ِ "مَـدْيَنَ "، و ( كَـلَمُنْ) هـورئيْسُـهم ، وقد هَـلكُـوا

جَـميْعـاً يَـومَ الظُّلةِ معَ قـــََوْم ِ نـَبىِّ الله ِشُـعَـيْبَ عليْهِ السَّـلام بعْــدَما

كَـذبُـوهُ ، كَما ذكَـرَاللهُ تعــالى في سُـورَة ِ "الشُّـعَـرَاء " :

﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾
.
(2) ورُوِيَ عَنْ عَـبْدِ اللّهِ بن ِعَمْرو بن ِالعـاصَ وعُرْوَةَ بن ِالزُّبيْر أَنَّهما قالا :

أَوّل مَن وَضَـعَ الكِتـابَ العَـربيَّ قَــَومٌ منَ الأَوائِـل ِنـَزَلوا في عَـدْنـانَ

بنَ أُدَدَ واستـَعْـرَبُـوا وأَسْـمــاؤُهم هى :

( أبَجَـد ، هَـوَّزَ ، حُـطـِي ، كَـلَمُنْ ، سَـعْـفَـَصْ ، قـَرْشَـتْ )

فـَوَضَـعُـوا الكِـتـَـابَ العَـربيّّ على أَسْـمـائِـهم .

(3) وقِـيْـلَ في " رَبيْعِ ِالأَبْـرار" للزَّمَخـْشَـريّ :

إنَّ أَبا جَادَ كانَ مَلِكَ مَكّـة َوهَــوَّز وحُـطـِّي من الطـَّائِـفِ والبَـاقِـيْن بِمَـدْيَنَ .

(4) وحَـكَى النـَّحـّاسُ عَن ِالضَّحـّاك :

أنّ الله َتعـالى خـَلـَقَ السَّـمَـواتَ والأرْضَ في سِـتـَّةِ أيَّـام ٍ، ليْسَ منها

يَـومٌ إلا لهُ اسْـمٌ :

( أبَجَـد ، هَـوَّزَ ، حُـطـِي ، كَـلَمُنْ ، سَـعْـفَـَصْ ، قـَرْشَـتْ) .

(5) وقِـيْـلَ :

إِنّهَا أَسْـمـاءُ لِـشَيـاطِـيْنَ .

والقـَـولان ِالأولُ والثـَّانى هُما أقـْرَبُ الأقــْوال ِإلى الصَّـوابِ .








التـَقى ( شـاعرُ النـِّيْل ِ) حـافظ ُإبْـراهِـيم ..

مع (الأخطـَل ِالصَّـغِـيْر) بشـارة َالخـُوري شـاعرُ لبنـانَ ..

وكانا يحْـمِـلان لبعْـضِـهما ودًاً كبيْراً ، فرَحَّـبَ الأخـْطـَلُ الصَّـغِـيْرُ

بصَـديْـقِهِ شـاعرُ النـِّيْل ِ قـائِـلاً :

أهْـلاً بـ (ابْن ِالنـِّيْل ِ) ..

فـَرَدّ حـافِـظ ُ التـَّحِـيَّة َعلى الفـَـوْر ِ قـائِـلاً :

أهْـلاً بـ (ابْن ِالكَـلـْبِ ) ..

--------------------------------

* نهْـرُ ِالكَـلـْبِ نهْـرٌ في لِبْنـانَ يَـتميَّزُ بغـَزارة ِمياهِهِ طِـوالَ أشْهُـر

ِالسَّـنةِ ، ما عَـدا أشْهُـرَ الصَّـيْفِ الحـارَّةِ ..

ويَبـْلـُغ ُطـُولـُهُ حَــوالي (19) تسْـعة َعشرَميْلاً ، (31 ) واحِـدٍ

وثـَلاثِـينَ كيلو مِـتـْراً . ينبُعُ منَ الجهَةِ الغربيَّةِ للسِّلسلةِ الغربيَّةِ

مِنْ جبال ِلبنانَ ، وتصُـبُّ مياهُه ُفي البَحْر الأبيض ِالمُتوسِّط ِ،

وجبالُ ضِـفـافِه ِمنحُـوتاتٌ أثريَّة ٍنحَـتـَها مُعْظـَمُ الغـُزاة ِالذين مَرُّوا

بلبنانَ منذُ العُصُـور ِ القـَديْمةِ .

* نهْـرُ النـِّيْل ِهو شُـريانُ الحَـياةِ فى مِصْـرَ ، وهو أطـْولُ أنهـارِ

الكُـرَةِ الأرْضِـيَّةِ حَيْثُ يبلغ ُإجْـمالي طـُولِهِ ،(4132 ) أربَعَـة ُألافٍ

ومـائة ٌواثنـان وثـلاثـونَ ميلاً (6650) سِـتـّئَة ُألاف ٍ وسُـتمـائةٌ

وخمْسـونَ كيلو مِـتـْراً ..

ينسـابُ إلى جهةِ الشِّـمال ِ، ويمُرُّ مسارُه بـ ( 10 )عَـشْـر ِدوَلٍ

إفـْريْـقِـيَّةٍ ٍيُطـْلـَقُ عليها دولُ حُـوض ِالنـِّيْل هى :

( مِصْرُ - السُّودانُ - جنـُوبُ السُّودان ِ- إثيـوبيا – أوغـَنـْدا -

كِـينيا - تـَنزانيا - رُوانـْـدا - بُورونـْدي – الكُونغـُو الديْمُقـْرَاطِـِيَّة -

وأريتْـريا بصفةِ مُراقِـبٍ ) .









استأصل الله شأفتهم
الشأفة : قرحة تخرج في القدم ، وقيل ورم يخرج في اليد والقدم ، وفي الدعاء : (استأصل الله شأفتهم) ذلك أن الشأفة تُكوى فتذهب فيقال : أذهبهم الله كما أذهب ذلك ، وقال الهجيمي : الشأفة الأصل ، واستأصل الله شأفته أي أصله.. ( لسان العرب)








يقال أن رجلاً من بلاد فارس يتقن التكلم باللغة العربية الفصحى بطلاقة، حتى ان العرب إذا كلمهم يسألونه من أي قبائل العرب أنت، فيضحك ويقول: أنا من بلاد فارس، وأجيد العربية أكثر من العرب.

وذات يوم وكعادته وجد مجلس قوم من العرب، فجلس عندهم وتكلم معهم، وسألوه: من أي قبائل العرب أنت؟ فأجاب إجابته المعهودة: أنا من بلاد فارس، وأجيد العربية أكثر من العرب.

فقام أحد الجلوس وقال له: اذهب إلى فلان رجل من الأعراب وكلمه، فإن لم يعرف أنك من العجم، فقد نجحت وغلبتنا كما زعمت.

فذهب الفارسي إلى بيت الأعرابي وطرق الباب، فإذا ابنة الأعرابي وراء الباب تقول: من بالباب؟
فرد الفارسي: أنا رجل من العرب، وأريد ان أرى أباك.
فقالت: أبي فاء الى الفيافي، فاذا فاء الفيء فاء.(وهي تعني ان أباها ذهب الى الصحراء، فاذا حل الظلام أتى).

فقال لها: الى أين ذهب؟!
فردت عليه: أبي فاء الى الفيافي، فاذا فاء الفيء فاء.
فأخذ الفارسي يراجع الطفلة ويسأل، وهي تجيب من وراء الباب، حتى سألتها أمها: يا بنتي.. من بالباب؟!

فردت الطفلة: أعجمي على الباب يا أمي!

فقال: إذا كانت الطفلة هكذا فكيف بأبيها!!!!!!!!!!!!!

ملحوظة :
العربي من يتكلم العربية سواء أكان من العرب أم العجم و مؤلفات علماء العربية من العجم قد أثرت الحياة اللغوية و الأدبية من معاجم و كتب








الفرق بين رضوان ومرضاة
الرضوان هو الرضا (الرضوان مصدر) ولم يستعمل في القرآن كلمة الرضوان إلا رضا من الله تعالى أما المرضاة فتأتي من الله ومن غيره والرضوان هو أعظم الرضا وأكبره فخصّه بالله سبحانه وتعالى أما مرضاة فليست مختصة بالله تعالى وإنما تأتي لله تعالى ولغيره (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ (207) البقرة) (تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ (1) التحريم) أما الرضوان فهو لله تعالى فقط، خاص بالله تعالى. والرضوان أعلى من الجنة وفي الأثر أنكم لتحتاجون إلى علمائكم في الجنة كما تحتاجون إليهم في الدنيا، فقالوا كيف يا رسول الله؟ قال يطُلّ الله تعالى على عباده أصحاب الجنة فيقول سلوني، فيحارون ماذا يسألونه وكل شيء موجود فينظر بعضهم إلى بعض فيذهبون إلى علمائهم يقولون ما نسأل ربنا؟ فيقول العلماء سلوه الرضا










أبلى الهوى أسَفاً يومَ النّوى بدَني
وفرّق الهجرُ بين الجفنِ والوسَنِ
كفى بجسمي نحولاً أنّني رجلٌ
لولا مُخاطَبتي إيّاكَ لمْ تَرَني







الفرق بين الجبهة والجَبين
للإنسان جبهة في الأمام ، وجبينان في الجنبين..
قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: (23/153) :
الجبين: أحد جانبي الجبهة ، وللجبهة جبينان..












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2016 11:52 am

كعب بن مامة الإيادي ، وكان أحد أجواد العرب الذي
.
آثر على نفسه ، وكان مسافراً ورفيقه رجل من النمر بن قاسط
.
فقلَّ عليهما الماء فتصافناه والتصافن : أن يطرح في الإناء
.
حجرٌ ثم يصب فيه من الماء ما يغمره لئلا يتغابنوا
.
وكذلك كل شيء وُقف على كيله أو وزنه ، والأصل ما ذكرنا
.
فجعل النمري يشرب نصيبه ،
.
فإذا أخذ كعب نصيبه قال : اسق أخاك النمري ،
.
فيؤثره حتى جهد كعبٌ ، ورُفعت له أعلام الماء ،
.
فقيل له : رِدْ كعب ولا ورود به ، فمات عطشاً ،
.
ففي ذلك يقول أبو دؤاد الإيادي :
.
أوفى على الماء كعبٌ ثم قيل له ... رد كعب إنك ورادٌ فما وردا
.
فضرب به المثل ،
.
فقال جرير في كلمته التي مدح فيها عمر بن عبد العزيز :
.
يعود الفضل منك على قريشٍ ... وتفرج عنهم الكرب الشدادا
.
وقد أمنت وحشهم برفقٍ ... ويعيي الناس وحشك أن تصادا
.
وتبني المجد يا عمر ابن ليلى ... وتكفي الممحل السنة الجمادا
.
وتدعوا الله مجتهداً ليرضى ... وتذكر في رعيتك المعادا
.
وما كعب ابن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا
.
تعود صالح الأخلاق إني ... رأيت المرء يلزم ما استعادا
.
الكامل للمبرد









حُكيَ عن ابن المَطرّزيّ الشاعر أنّه مرَّ وفي رِجْلِه نعلٌ بالية
.
بالشريفِ الرضيّ فأمرَ بإحْضارِه ،
.
وقال : أنشدني أبياتَك التي تقولُ فيها :
.
إذا لم تُبَلِّغْني إليكم ركائبي ... فلا وردَتْ ماءً ولا رَعَت العُشْبا
.
فأنشده إياها ، فلما انتهى إلى هذا البيت أشار إلى نعله البالية ،
.
وقال : هذه كانت ركائبك ، فأطْرَقَ ابن المطرزي ساعةً ،
.
ثم قال : لمّا عادَتْ هِباتُ مولانا الشريف إلى مثل قوله :
.
وخُذِ النومَ من جُفُوني فإنّي ... قدْ خَلَعْتُ الكَرَى على العشّاق
.
عادَتْ ركائِبي إلى مثل ما تَرى ، لأنّك خَلَعْتَ ما لا تَمْلِكُ على
.
مَنْ لا يَقْبَل .
.
فخجل الشريف وقابَله بما يليقُ من الإكرام .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي ص49









قد قلت للرَّجُل المُوَلَّى غسْلَهُ ... هَلّا أطاعَ ، وكنت من نُصَحائِهِ
.
جَنِّبْهُ ماءَك ، ثُمَّ غَسِّلْهُ بما ... تُجْريه عينُ المجدِ عندَ بكائِهِ
.
وَأَزِلْ أفاوِيهَ الحَنُوطِ وطِيبَهُ ... عنه ، وَحِنّطْهُ بطِيب ثَنائِهِ
.
ومُرِ الكِرامَ الكاتبينَ بحَمْله ... أَوَ ما تراهم وُقَّفاً بإزائِهِ
.
لا تُوهِ أَعناق الرِّجال بحمله ... يكفي الَّذي فيهِنَّ من نَعْمائِهِ
.
خريدة القصر وجريدة العصر للعماد الأصبهاني







وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله عن أبيه عن أحمد بن عبيد
.
لشاعر قديم ، قال أبو الحجاج هو هُذيل ابن ميسَّر الفزاريّ :
.
وعاذلةٍ هبَّتْ بليلٍ تلُومُني ... ولم يغْتَمِرْني قبلَ ذاكَ عَذولُ
.
تقولُ اتَّئِدْ لا يَدْعُكَ الناسُ مُمْلِقَاً ... وتُزْرِي بمن يا بنَ الكرامِ تَعُولُ
.
فقلْتُ أبَتْ نفسٌ عليَّ كريمةٌ ... وطارقُ ليلٍ غيرَ ذاكِ يقولُ
.
ألمْ تَعْلَمِي يا عَمْرَكِ اللهُ أنَّني ... كريمٌ على حينِ الكرامِ قليلُ
.
وإنِّيَ لا أخْزَى إذا قيلَ مُمْلِقٌ ... سَخِيٌّ وأخْزَى أن يُقالَ بخيلُ
.
فلا تَتْبَعِي العينَ الغَوِيَّةَ وانْظُرِي ... إلى عُنْصُرِ الأحْسَابِ أينَ يَؤُولُ
.
ولا تَذْهَبَنْ عيناكِ فى كلِّ شَرْمَحٍ ... له قَصَبٌ جُوفُ العِظَامِ أَسِيلُ
.
عسى أنْ تَمَنَّى عِرسُه أنَّني لها ... به، حينَ يشْتَدُّ الزمانُ، بَدِيلُ
.
إذا كنْتُ فى القومِ الطِّوالِ فَضَلْتُهم ... بِعَارِفَةٍ حتى يُقال طويلُ
.
ولا خيرَ في حُسْنِ الجُسُومِ وطُولِها ... إذا لمْ يَزِنْ حُسَنَ الجسومِ عقولُ
.
وكائِنْ رأيْنَا مِنْ فُروعٍ طويلةٍ ... تموتُ إذا لم يُحْيِهِنَّ أُصُولُ
.
فإنْ لا يَكُنْ جسمي طويلاً فإنَّنِي ... له بالفِعالِ الصَّالحاتِ وَصُولُ
.
ولمْ أرَ كالمعروفِ أمَّا مَذَاقُهُ ... فَحُلْوٌ وأمَّا وَجْهُه فجَميلُ
.
قال أبو علي : الشَّرْمَح : الطويل، وكذلك الشَّوْقَب .
.
وقال أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى : العَارِفَة : النفس الصابرة .
.
أمالي القالي ج1 ص38










وأنشدنا ابن دريد ، قال أنشدنا أبو حاتم :
.
رأيت الدهر بالأحرار يكبو ... ويرفع راية القوم اللِّئام
.
كأنَّ الدهر موتورٌ حقودٌ ... فيطلبُ وِتْرَه عند الكرام
.
الجليس الصالح الكافي لأبي الفرج المعافى بن زكريا ج1 ص205





وفاء
.
وإن أولى الموالي أن تواسيه ... عند السرور لمن واساك في الحزن
.
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في الموطن الخشن
.
العقد لابن عبد ربه










وقال الرشيد للجماز : كيف مائدة محمد بن يحيى ، يعني البرمكي .
.
قال : شبرٌ في شبر ؛
.
وصحفته من قشر الخشخاش ،
.
وبين الرغيف والرغيف مضرب كرة ؛
.
وبين اللون واللون فترة نبي .
.
قال : فمن يحضرها ؟
.
قال : الكرام الكاتبون ؛
.
فضحك وقال : لحاك الله من رجل .
.
الإمتاع والمؤآنسة لأبي حيان التوحيدي






قال أبو العباس : قال أبو إدريس الخولاني :
.
المساجد مجالس الكرام .
.
الكامل للمبرد





ودخل أبو دلامة على المهدي ، وعنده محمد بن الجهم وزيره ،
.
وكان المهدي يستثقله فقال له : أبا دلامة ،
.
والله لا تبرح مكانك حتى تهجو أحد الثلاثة .
.
فلما همّ أبو دلامة بهجاء ابن الجهم ، خاف شره ،
.
فرأى أن هجاء نفسه أقل ضرراً عليه ، فقال :
.
ألا أبلغ لديك أبا دلامه ... فليس من الكرام ولا كرامه
.
إذا لبس العمامة كان قرداً ... وخنزيراً إذا وضع العمامه
.
وإن لزم العمامة كان فيها ... كثور لا تفارقه الدمامه
.
العقد لابن عبد ربه







قالوا: كان عمر بن معاويةَ العُقَيليّ يقول:
.
اللهمَّ قِني عَثَرات الكِرَام والكلام .
.
البيان والتبيين






لما قدم سليمان بن علي البصرة والياً عليها قيل له :
.
إن بالمربد رجلاً من بني سعد ،
.
مجنوناً سريع الجواب لا يتكلم إلا بالشعر ،
.
فأرسل إليه سليمان بن علي قهرمانه ،
.
فقال له : أجب الأمير ، فامتنع فجره وزبره ، وخرق ثوبه ،
.
وكان المجنون يستقي على ناقة له فاستاق القهرمان الناقة
.
وأتى بها سليمان بن علي ،
.
فلما وقف بين يديه قال له سليمان : حياك الله يا أخا بني سعد ،
.
فقال :
.
حيّاك رب الناس من أمير ... يا فاضل الأصل عظيم الخيرِ
.
إني أتاني الفاسِقُ الجلْوازُ ... والقلب قد طار به اهتزازُ
.
فقال سليمان : إنما بعثنا إليك لنشتري ناقتك ،
.
فقال :
.
ما قال شيئاً في شراء الناقة ... وقد أتى بالجهل والحماقة
.
فقال : ما أتى ؟
.
فقال :
.
خرّق سربالي وشقّ بردتي ... وكان وجهي في الملا وزيني
.
فقال : أفتعزم على بيع الناقة ؟
.
فقال :
.
أبيعها بعد ما لا أُوكس ... والبيعُ في بعض الأوان أكيس
.
قال : كم شراؤها عليك ؟
.
فقال :
.
شراءها عشرٌ ببطن مكهْ ... من الدنانير القيام السُّكهْ
.
ولا أبيع الدهر أو أُزادُ ... إنّي لريحٍ في الورى معتاد
.
قال : فبكم تبيعها ؟
.
فقال :
. خذها بعشرٍ وبخمسٍ وازنهْ ... فإنها ناقة صدق مازنه
.
قال : فحطنا ، فقال :
.
تبارك الله العليُّ العالي ... تسألني الحطّ وأنت الوالي
.
قال : فنأخذها منك ولا نعطيك شيئاً ،
.
فقال :
.
فأين ربي ذو الجلال الأفضل ... إن أنتَ لم تخش الإله فافعل
.
قال : فكم أزنُ لك فيها ؟
.
فقال :
.
والله ما ينعشني ما تعطي ... ولا يداني الفقر مني حطّي
.
خذها بما أحببت يا بن عباسِ ... يا بن الكرام من قريش الرّاسِ
.
فأمر له سليمان بألف درهم وعشرة أثواب ،
.
فقال :
.
إن رمتني نحوك الفجاج ... أبو عيال معدم محتاج
.
طاوي المعى ضيق المعيشِ ... فأنبتَ الله لديك ريشي
.
شرّفتني منك بألف فاخرة ... شرّفك الله بها في الآخرة
.
وكسوةٍ طاهرةٍ حسان ... كساك ربي حلل الجنانِ
.
فقال سليمان : من يقول إن هذا مجنون ؟
.
ما كلمت قط أعرابياً أعقل منه .
.
الجليس الصالح الكافي لأبي الفرج المعافى بن زكريا










حضر أعرابي عند الحجاج وقُدم الطعام فأكل الناس ،
.
ثم قُدمت الحلواء ،
.
فترك الحجاج الأعرابي حتى أكل منه لقمةً ، ثم قال :
.
من أكل من هذا ضربت عنقه ؛
.
فامتنع الناس كلهم وبقي الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرةً
.
وإلى الفالوذج أخرى ،
.
ثم قال : أيها الأمير ، استوصِ بأولادي خيراً ،
.
ثم اندفع يأكل .
.
فضحك الحجاج حتى استلقى وأمر له بصلة .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون






أشدَّةٌ ما أراهُ فيك اليوم أم كرمُ ... تجود بالنفس والأرواح تصْطَلِمُ
.
يا باذلَ النَّفس والأموال مبتسماً ... أما يهُولُكَ لا موتٌ ولا عدمُ ؟
.
أبو فراس الحارث بن سعيد
.
يتيمة الدهر للثعالبي ص40




وقال سعيد بن أبي الفرج : سَمِعتُ أعرابياً يطوف بالبيت و هو يقول :
.
لاهُمَّ ربَّ النِّاس حين لَبَّبُوا ... وحين راحوا من مِنىً وَحَصَّبُوا
.
لا سُقيتْ عَثَبْثَب وغُلَّبُ ... والمُسْتَزَارُ لا سَقاه الكَوْكَبُ
.
فقلت : يا أعرابي ، ما لهذه المَوَاضع تَدْعو عليها في هذا الموضع ،
.
فنَظر إليَّ كالغَضْبان ، وقال :
.
من أجل حُمّاهنَّ ماتت زَيْنَبُ
.
العقد لابن عبد ربه ج4 ص73







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2016 12:02 pm

تبلَّد إحساسي فما عدتُ أرتجي
حبيباً، ولا أخشى الذي كان ضَرَّني
وأغلقتُ بابي، واعتزلتُ أحبتي
فلا الهجرُ أضناني، ولا الوصلُ سَرَّني
فواز اللعبون




[مواقف من سرعة البديهة عند العرب]
ذكر أهل الأدب أن أحد الشعراء دخل على الأمير المهلّبي في العراق ، وكان المهلّبي الوزير مهيباً غضُوبًا عبوساً ، فدخل عليه الشاعر وقت المساء ، وأراد أن يقول : كيف أمسيت أيها الأمير ؟
فغلط الشاعر من الرهبة وخوف الموقف ، فقال: كيف أصبحت أيها الأمير ؟
فقال : هذا مساء أو صباح ؟!
فأطرق الشاعر قليلاً ، ثم رفع رأسه ، وقال :
صَبّحتُهُ عند المساءِ فقال لي:
ماذا الصّباحُ ؟ وظن ذاك مِزاحاً
فأجبته: إشراقُ وجْهِكَ غرّني
حتى تَبَيّنْتُ المساءَ صباحاًً







[ من أولى بالغم ؛ أنا أم أنت ؟ ]
ذكر القفطي في ترجمة أبي عمرو بن العلاء في ( إنباه الرواة 4/132 ) قال : سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها . ثم إن الحاجة تعذرت على أبي عمرو ، فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرو ، وعدتني وعدًا فلم تنجزه !
فقال له أبو عمرو : من أولى بالغم ؛ أنا أم أنت ؟
قال الرجل : أنا .
قال أبو عمرو : لا ، بل أنا والله .
قال : وكيف ذلك أصلحك الله ؟!
قال : لأني وعدتك وعداً ، فأنت بفرح الوعد ، وأنا بهم الإنجاز ، وبت ليلتك فرحًا مسرورًا ، وبت ليلتي مفتكرًا مهمومًا ، ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلاً ، ولقيتك محتشماً !








جاءَ في كتاب «رَوْحِ الرُّوحِ 1/ 412»:
بعثَ بعضُهم إلى أخٍ له سِواكًا، وكتبَ إليهِ - ويُقالُ: هو لأبي سعد بن دوست - :
جعلتُ هديَّتي لكمُ سِواكَا
ولم أُوثِرْ به أحدًا سِواكَا
بعثتُ إليكَ عُودًا من أراكٍ
رجاءً أن تعودَ وأن أراكا .







[شعر البديهيات]
البحــــــرُ بحـرٌ والنخيلُ نخيل
والفيـــــل فيل والزراف طـــويل
والأرض أرض والسماء خلافها
والطـــير فيما بينهن يجــــــول
وإذا تعاصفت الرياح بروضة
فالأرض تثبت والغصون تميل
والماء يمشي فوق رمــل قاعـــد
ويرى له مهما مشـــى سيلول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 09, 2016 9:10 pm

جميل بثينة :
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى ** بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسي الواشون أن يتحدثوا ** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت كريمة ** علىّ وإن لم تصف منك الخلائق


جهر:
يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع،
أما البصر فنحو: رأيته جهارا، قال الله تعالى: (لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة - أرنا الله جهرة)
ومنه جهر البئر واجتهرها إذا أظهر ماءها،
وقيل ما في القوم أحد يجهر عيني،
والجوهر فوعل منه وهو ما إذا بطل بطل محموله، وسمى بذلك لظهوره للحاسة.
وأما السمع فمنه قوله تعالى: (سواء منكم من أسر القول ومن جهر به) وقال عز وجل: (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى - إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون - وأسروا قولكم أو اجهروا به - ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) وقال: (ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض)
وقيل كلام جوهري وجهير يقال لرفيع الصوت ولمن يجهر بحسنه.





فَرْطُ السّكوتِ على فَرطِ الأذى سَقَمُ
قد يسكتُ الجرحُ لكنْ يَنطقُ الألــمُ

ومعقلُ الظلمِ أيّاً كــان صاحبـُـهُ
لابدﱠ يومــاً على أهليــِه ينهــدمُ

فقُلْ لكلﱢ عُتاةِ الأرضِ .. مَن غَشَموا
ومَن طغَوا قبلَكم في الأرضِ أينَ همو

ألم تُزَلزَلْ صـُـروحُ البَغيِ أجمعُها
بهــم كما زُلـزِلَتْ زِلــزالَها إرَم

وأنﱠ للصبرِ حــدّاً عند صاحِبهِ
مـِـن بعـِدهِ تَستوي الأنـوارُ والظلَم

عبد الرازق عبد الواحد






من قصيدة الأعشى يمدح قيس بن معد يكرب الكندي :
لعمرك ما طول هذا الزمن *** على المرء إلا عناء معن
يظل رجيما لريب المنون *** وللسقم في أهله والحزن
وهالك أهل يجنونه *** كآخر في قفرة لم يجن
وما إن أرى الدهر في صرفه *** يغادر من شارخ أو يفن
فهل يمنعني ارتيادي البلا *** د من حذر الموت أن يأتين
أليس أخو الموت مستوثقا *** علي وإن قلت قد أنسأن








وقد كنتمُ عوني على كلّ حادثٍ
وذُخري الذي أعدَدْتُهُ للشّدائِدِ

رَجَوْتُكُمُ أنْ تَنصُرُوا فخَذَلتُمُ
على أنّكمْ سَيفي وكَفّي وساعِدي

فَعَلتمْ وقُلتمْ وَاستَطَلتمْ وجُرْتمُ
ولَستُ عليكم في الجَميعِ بواجِدِ

فجازيتمُ تلكَ المودة َ بالقلى
وذاكَ التّداني منكُمُ بالتّباعُدِ

إذا كانَ هذا في الأقارِبِ فِعلَكُمْ
فماذا الذي أبقيتمُ للأباعدِ

بهاء الدين زهير











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2016 10:08 am


{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
لا تتوهم أن الخلاص من مضائق خانقة
كبطن الحوت خاصاً بنبي الله يونس فقط
بل (وكذلك ننجي المؤمنين)
فثق بالله واطمأن




عنترة :
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ ... وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني ... وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً ... لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبةٍ ... وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم ... ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ




جميل بثينة :
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى ** بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسي الواشون أن يتحدثوا ** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت كريمة ** علىّ وإن لم تصف منك الخلائق




أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصني
وأنت مناي أجمعها مشت بي
إليك خطى الشباب المطمئن
وقد كان الشباب لغير عود
يولي عن فتى في غير أمن
وها أنا فاتني القدر الموالي
باحلام الشباب ولم يفتني
كأن صباي قد ردت رواه
على جفني المسهد أو كأني
يكذب فيك كل الناس قلبي
وتسمع فيك كل الناس أذني
وكم طافت علي ظلال شك
أقضت مضجعي واستعبدتني
كأني طاف بي ركب الليالي
يحدث عنك في الدنيا وعني
على أني أغالط فيك سمعي
وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا
ولكني شقيت بحسن ظني
وبي مما يساورني كثير
من الشجن المورق لاتدعني
تعذب في لهيب الشك روحي
وتشقى بالظنون وبالتمني
أجبني إذ سألتك هل صحيح
حديث الناس خنت؟ألم تخني









ألا يا نفس ويحك خبِّريني
حديثاً صادقاً لا تكذبيني
فإنَّ الموت محتومٌ عليك
ولو عُمِّرت ألفاً من سنين
ولو عُمّرتِ ويحك عُمر نوحٍ
لكان الموت قطعاً زائرينِ
وأين الأوَّلون فلا نراهم
وأين الآخرون من القرونِ
ملوكٌ كانت الدنيا لديهم
بآلاف المدائن والحصونِ
فكم منهم عزيرٍ قد تسلَّى
عن الدنيا سُقي كأسَ المنون
فوا أسفي ويا حزني إذا ما
بكى أهلي عليَّ وغمَّضوني
وسجَّوني على نعشٍ المنايا
وسار الناس حولي يَتبعوني
توالى سيرهم وله ضجيجٌ
وهم في سيرهم يتبادلوني
وحطَّ رحالَهم أرض المنايا
وقد صَفَّوا الصفوف وقدَّموني
وقاموا بالصلاة عليَّ جمعاً
وتحت الأرض جمعاً أفردوني
فلا عينٌ تساعدني بدمعٍ
فَحُقَّ لمقلتَي تبكي شجوني
فيا أهلي قطعتم حبل عهدي
فإني لا أراكم تذكروني
ذَوي الميراث يقتسمون مالي
فما بالي وقد جحدوا ديوني
تَمُرُّ أقاربي من حول قبري
كأنَّ أقاربي لا يعرفوني
سلام الله أحبابي عليكم
وإن طال الزمان ستلحقوني








الفرق بين البزاق والتفل والنفث والنفخ
(التَفْلُ : شبيهٌ بالبَزْقِ ، وهو أقل منه ،
أوله البزق ، ثم التفل ، ثم النفث ، ثم النفخ)
الصحاح تاج اللغة (4/1644)
---
أي أن البزق هو /
خروج الريق أو اللعاب مع هواء دافع له لخارج الفم..
والتفل ريق أقل من البزق وهواء أكثر
والنفث ريق أقل من التفل وهواء أكثر
والنفخ هواء بدون ريق..
=-=-=
لاحِظ / البَزْقُ والبَصْق : لغتان في البُزاق..
-
انتبه / ليس في اللغة العربية (تِفافة) ولا (تَفَّ يتف تفًّا) ، ولعل العامية حرَّفتها من (تفل) فأصبحت (تفَّ) ، ولكن الموجود في اللغة (التُف والأُف) ، وفي لسان العرب : التُّفُّ : وسَخُ الأَظْفارِ ؛ والأُفُّ : وسخُ الأُذن..








كيف تكون بليغًا..؟
إن أمكنك أن تَـبُْلُـغ من بيان لسانك وبلاغة قلمك أن تُـفهم العامة معاني الخاصة وتكسوها الألفاظ الواسطة فأنت البليغ التام.. [باختصار عن بشر بن المعتمر - البيان والتبيين للجاحظ]








أرسل سيدنا "سعد بن أبي وقاص" -رضي الله عنه- سبعة رجال لاستكشاف أخبار الفرس ، وأمَرَهم أن يأسروا رجلاً من الفرس اِن استطاعوا ، وبمجرد خروج السبعة ، تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم فقرروا العودة ، إلا رجل منهم رفض العودة قبل أن يتم المهمة التي كلفه بها قائده
وبالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين ، واتجه "بطلنا" ليقتحم جيش الفرس وحده ، والتف بطلنا حول الجيش وتخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه ، وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 40 ألف مقاتل
ثم تجاوز قلب الجيش حتى وصل الى خيمة بيضاء كبيرة أمامها خيلٌ من أفضل الخيول ، فعلِمَ أن هذه خيمة "رستم" قائد الفرس ، فانتظر في مكانه حتى الليل ، ثم ذهب إلى الخيمة ، وضرب بسيفه حبال الخيمة ، فوقعت على رستم ومن معه بداخلها ، ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى !
وكان يقصد من ذلك أن يهينهم ، ويلقي الرعب في قلوبهم ، وعندما هرب بالخيل تبعه الفرسان ، فكان كلما اقتربوا منه أسرع ، وكلما ابتعد عنهم تباطىء ؛ حتى يلحقوا به ، وليستدرج أحدهم ويذهب به إلى القائد كما أمر !
ولحق به ثلاثة فرسان ، فقتل اثنان منهم وأسر الثالث ، فأمسك بالأسير ووضع الرمح في ظهره وجعله يجري أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين ، وأدخله على سعد بن ابى وقاص .. فقال الفارسي : امني على دمي واصدقك القول .. فقال له سعد : الامان لك ونحن قوم صدق ولكن بشرط الا تكذب علينا .. ثم قال سعد اخبرنا عن جيشك .. فقال الفارسى فى زهول قبل ان اخبركم عن جيشي اخبركم عن رجلكم !!!!
( فقال: إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط؛ لقد دخلت حروبا منذ نعومة أظافري، رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه، وتبعه الفرسان منهم ثلاثة: قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف، والاثنان أبناء عمي؛ فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قتلا، ولا أعلم أحدا في فارس في قوتي، فرأيتُ الموت فاستأسرت (أي طلبت الأسر)، فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم !! ) ثم اسلم ذلك الفارسى بعد ذلك .
أتعلمون من البطل الذي أذهل العدو واخترق جيوشهم وأهان قائدهم ؟ : ، إنه "طليحة بن خويلد الأسدي"
المصادر:
-نزهة الفضلاء" (1/56)
-"والبداية والنهاية" (5/88، 7/38، 108)
-قصة الإسلام د. راغب السرجاني"








الحيوان بين الحقيقة والمجاز
هناك كلمات كانت حقيقية في أولى مراحلها ثم تطورت استخداماتها وغدت من مجازاتهم
الجمل : وهو الحيوان الاثيرلدى العربي ، القريب من حياته ، المستخدم لنجاته ،وقد نظر العربي إلى هذا الحيوان نظرة المعجب به ، فاستخرج من اسمه احلى الألفاظ ، وأرقها في العربية فقالوا :
جميل -جميلة -جَمُل (حسُن خَلقا وخُلقا) - تجمَّل (تزيّن وتحسّن) - جامله (أحسن معاملته وعشرته)
أجملَ القومُ (كثرت جمالهم)
ولما كان الجمل يجمع أكمل الصفات في نظرهم قالوا :
جمَلَ الشيئ (جمعه) -الجُمْل والجَمَل والجُمَّل والجُمالة (الحبل الغليظ ، قيل ذلك لأن قوى كثيرة جُمعت فأُجملت جملة)
الجُملة(جماعة الشيئ) و (ما تركب من المسند والمسند إليه) - حساب الجُمَّل (حساب الأحرف الهجائية المجموعة في أبجد ، هوز ...)- ورجل جُماليّ (ضخم الأعضاء ، تام الخلق على التشبيه بالجمل لعظمه ) -الجَمَل (كناية عن الزوج) وجاء في التنزيل : ( ولكم فيها جَمال حين تُريحون وحين تَسرحون) (أي: لكم فيها بهاء وحسن) وفي حديث الإسراء ( ثم عرضت له امرأةٌ حسناءُ وجَمْلاءُ) وفي الحديث : (إن الله جميل يحب الجمال) - والمجاملة ( المعاملة بالجميل) - تجمَّل الرجل بالصبر ( تحلى به تشبها بالجمل الصبور)











الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2016 6:16 pm

النّاسُ كالطَّيرِ، والدُّنيا شِباكُهُمُ
وهم بها بين ركاض ومختبط

والموت قناصهم يأتي على مهل
لهلكهم بين مذبوح ومعتبط

وقد شغلنا بدنيانا وزخرفها
فالخلق ما بين محزون ومغتبط

هذا يسر بحال لا تدوم وذا يبكي
على الفوت من دنياه والفرط

أسامة بن منقذ






فائدة في قوله تعالى:{{إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى}

مَنْ لَهُ غَرَضٌ فِي دَقَائِقِ المَعَانِي يَتَجَاوَزُ نَظَرُه قَالبَ اللَّفْظ إلَى لُــــبِّ المَعْنى، وَالوَاقِفِ مَعَ الألفاظِ مَقْصُورٌ عَلَى الزِّينَة اللَّفْظِية.
فَتَأمّل قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى} كَيْفَ قَابَلَ الجُوعَ بِالعُرْي وَالظَّمَأَ بِالضّحْي،
ــ وَالوَاقِفِ مَعَ القَالبِ رُبـــمَا يخــيَّلُ إلَيه أَنَّ (الجُوعَ) يُقَابَلُ بِـ (الظَّمَأ) وَ(العُرْي) بِـ (الضّحْي).
ــ وَالدَّاخِلِ إِلَى بَلَدِ المَعْنَى يَرَى هَذَا الكَــــــلاَم فِي أَعْلَى الفَصَاحَة وَالجَلاَلَة، لأَنَّ (الجُوعَ) أَلَمُ البَاطِنِ وَ(العُرْيَ) أَلَمُ الظَّاهِرِ فَهُمَا مُتَنَاسِبَانِ فِي المَعْنَى، وَكَذَلِكَ (الظَّمَأ) مَعَ (الضُّحْي) لأَنَّ (الظَّمَأ) مُوجِبٌ لِحَرَارَةِ البَاطِنِ وَ(الضُّحَى) مُــوجِبٌ لِحَــرَارَةِ الظَّاهِرِ،
فَاقْتَضَتْ الآيَة نَفْي جَمِيعِ الآفَاتِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
(من كتاب بدائع الفوائد لابن القيم)





" فأما قوله - تعالى - : { ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } فقيل: التقدير: خلقنا أباكم، ثم صورنا أباكم، فحذف المضاف منهما "
ابن هشام، شرح القطر




ما الفرق بين :
الأبدي ، الأزلي ، الأمدي ، والسرمدي. ؟؟؟
- الأبدي : الذي لا نهاية له .
- الأزلي : الذي لا بداية له .
- الأمدي : مابين بداية ونهاية
- السرمدي : الذي لا بداية ولا نهاية له .
* ما الفرق بين
التحسس والتجسس ؟؟
- التحسّس : تتبّع أخبار الناس بالخير ( اذهبوا فتحسّسوا من يوسف )
- التّجسّس : معرفة أسرار الناس بالشر ( ولا تجسسوا )
* ما الفرق بين :
الصمت والسكوت ؟
- الصمت : يتولد من الأدب والحكمة .
- السكوت : يتولد من الخوف .
* ما الفرق بين :
الكآبة و الحزن ؟
- الكآبة : تظهر على الوجه .
- الحزن : يكون مضمراً بالقلب .
أعاذكم الله منهما .
* ما الفرق بين :
شرقت الشمس و أشرقت الشمس
- شرقت : بمعنى طلعت
- أشرقت : بمعنى أضاءت
( وأشرقت الأرض بنور ربها )
* ما الفرق بين :
التعليم والتلقين ؟
- التلقين : يكون في الكلام فقط ،
- التعليم : يكون في الكلام وغيره
نقول : لقنه الشعر ، ولا يقال : لقنه النجارة .
* ما الفرق بين :
الجسد والبدن ؟
- الجسد : هو جسم الانسان كاملاً من الرأس إلى القدمين .
- البدن : فهو الجزء العلوي فقط من جسم الإنسان .
* ما الفرق بين :
التضادِّ والتناقض ؟
التضاد : يكون في الأفعال .
التناقض : يكون في الأقوال
* ما الفرق بين :
الهبوط والنزول ؟
- الهبوط يتبعه إقامة
( اهبطوا مصراً فإن لكم ماسألتم )
أي اذهبوا لمصر للإقامة فيها
- النزول : فهو النزول المؤقت لا يعقبهُ استقرار .
* ما الفرق بين :
المختال والفخور
( وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ )
- المختال : ينظر إلى نفسه بعين الافتخار .
- الفخور : ينظر إلى الناس بعين الاحتقار .
* ما الفرق بين :
الظلم والهضم ؟
- الهضم هو نقصان بعض الحق .
- الظلم يكون في الحق كله .
قال تعالى ( فلا يخاف ظُلما ولا هضما )
* ما الفرق بين :
المقسط والقاسط؟
- المُقسط : هو العادل أو المُنصف
( إن الله يحب المُقسطين )
- القاسط : هو الظالم أو الجائر
( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )







بشار بن برد :
يا صاح قد كنتَ زلالاً عذبا ... ثمَّ انقلبتَ بعد لينْ صعبا
مالي وقد كنتُ لكم محبَّا ... أُقْصى وما جاوزْتُ نُصْحاً قصْبا
يا صاحِ قد بلِّغت عنِّي ذنبا ... وهلْ علمتَ خلقي منكبَّا
وهلْ رأيْتَ فِي خِلاطِي عَتْبَا ... ألم أزيِّن تاجك الذَّهبَّا
بالبْاقِياتِ الصَّالِحاتِ تُحْبى ... أضأنَ في الحبِّ وجزن الحبَّا
مِثْل نُجوم اللَّيْلِ شُبَّتْ شبَّا ... أحِين شاع الشِّعْر واتْلأَبَّا
ونظر النَّاس إِليَّ ألْبَا ... أبْدلْتِني مِنْ بَعْدِ إِذْن حجْبَا
بئس جزاءُ المرء يأتي رغبا ... لمَّا رأيتَ زائراً مربَّا
باعدْتهُ وكان يرْجُو الْقُربا ... فزار غِبًّا كيْ يُزاد حُبَّا










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2016 10:10 pm

من طرائف الامتحانات والتصحيح /
يحكى أن معلماً لمادة البلاغة اسمه "بشير"، أجرى امتحانا لطلابه وعند تصحيحه للإجابات فوجيء بأن أحد الطلاب لم يجب على أي سؤال من أسئلة المادة ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان :
أبـشـيـرُ قل لي ما العمل ** واليأس قد غلب الأملْ
قـيـل امـتـحان بلاغـة ** فحسبته حــان الأجلْ
وفزعت من صوت المراقب ** إن تنحـنح أو سعـلْ
و يجول بين صفوفنـا ** ويصول صـولات البطلْ
أبشير مـهـلاً يـا أخـي ** مــا كل مسـألة تحلْ
فـمـن الـبـلاغة نـافع ** ومن البــلاغة ما قتلْ
قـد كـنـت أبـلد طـالب ** وأنــا و ربي لم أزلْ
فـإذا أتـتـك إجـــابتي ** فيها السؤال بدون حلْ
دعها وصحح غيرهــــا ** والصفر ضعه على عجلْ
فما كان من الأستاذ بشير سوى ان منحه درجة النجاح في مادة البلاغة لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة و البديعة .



(ولا تلبسوا الحق بالباطل)من اللبس؛وهو الخلط .ويتفق في حروف اشتقاقه مع اللباس؛وكلاهما يدل على التغطية.فلبس الحق بالباطل تغطية لوجه الحقيقة.





قالت العرب في نوادر كلامها : نزت به البطنة .
.
أي أطفاه الشبع ، وأبطرته الكفاية ،
.
وأترفته النعمة حتى بطر وأشر ، واضطرب وانتشر .
.
ومن أجل ذلك قال بعض السلف الصالح :
.
العافية ملك خفي لا يصبر عليها إلا ولي ملهم ، أو نبي مرسل .
.
هذا ، والناس مع اختلافهم يحبون العافية ، ويميلون إلى الراحة ، .
.
ويعوذون من الشر ، ومما يورث منه ، ويستعقب عنه .
.
الهوامل والشوامل للتوحيدي







وقيل لأعرابي : ما السرور ؟
.
قال : لبس البالي في الصيف ، والجديد في الشتاء .
.
وقيل لآخر : ما النعيم ؟
.
قال : الماء الحار في الشتاء ، والبارد في الصيف .
.
العقد لابن عبد ربه






دَعْنِي أكابِدُ لَوْعتِي وأُقاسِي ... أين الشَّجِيُّ من الخَلِيِّ القاسِي
.
باللّهِ لا تُطلِ المَلامَ فإنَّ لي ... قلْباً عليلاً مالَه من آسِ
.
في حُبِّ مَن يحْكِي الصخورَ بقلْبِه ... والقدُّ منه حكَى قَضِيبَ الآسِ
.
يُخْفي الغزالة إن بَدا في حُسْنِه ... ويفُوق بدرَ التِّمِّ في الأغلاسِ
.
نفحة الريحانة للمحبي








الأصمعي قال :
.
ذكر أعرابي قوماً فقال :
.
أولئك سُلِخت أَقْفاؤُهم بالهجاء ،
.
ودُبغت وجُوههم باللُّؤم ،
.
لباسُهُم في الدُّنيا الملامة ،
.
وزادُهم إلى الآخرة النَّدامة .
.
العقد لابن عبد ربه









وقال عبد الله المُعَلِّم : خرجنا من المدينة حُجاجاً ، فلمّا كنا بالرُّوَثْيَةِ
.
نزلنا ، فوقفَ بنا رجلٌ عليه ثياب رَثَّة ، ليس له منظرٌ وهيئَة ،
.
فقال : منْ يبغِ حارساً من يبغِ ساقياً ؟
.
فقلت : دونَكَ هذه القِرْبة . فأخذَها وانطلق ، فلم يلبثْ إلا يسيراً
.
حتى أقبلَ وقد امتلأتْ أثوابُه طيناً ، فوضعَها كالمسرورِ الضاحك
.
ثم قال : لكم غيرُ هذا ؟
.
قلنا : لا ، فأطعمْناه قُرصاً بارداً ، فأخذَه وحمِدَ الله تعالى وشكرَه ،
.
ثم اعتزلَ وقعدَ فأكلَه أكلَ جائعٍ ، فأدركتْني عليه الرَّأفةُ ،
.
فقمْتُ إليه بطعامٍ كثيرٍ طيّبٍ ، فقلتُ : قد علمتُ أنّه لم يقعْ منكَ هذا
.
القرصُ بمَوقِع ، فدونَك هذا الطعام .
.
فنظر في وجهي وتبسّمَ وقال : يا عبدَ الله ، إنّما هي فَوْرةُ جوعٍ
.
فما أُبالي بأيِّ شيءٍ رددْتُها . فرجعتُ عنه ،
.
فقال لي رجل إلى جَنْبِي : أتعرِفُه ؟
.
قلت : لا .
.
قال : إنّه من بني هاشم من ولد العباس بن عبد المطلب ،
.
كان يسكنُ البصرةَ فتاب ، فخرج منها ، فتُفُقِّدَ فما عُرفَ له أثر ،
.
ولا وُقِفَ له على خبر .
.
فأعجبَني قولُه ، ثم اجتمعْتُ به وآنسْتُه ،
.
وقلتُ له : هل لك أنْ تُعادِلَني ، فإنَّ معيَ فضلاً من راحلتي ؟
.
فجزاني خيراً ، وقال : لو أردْتُ هذا لَكانَ لي مُعَدَّاً .
.
ثم أنِسَ إليَّ ، فجعلَ يُحدِّثُني فقال :
.
أنا رجلٌ من ولدِ العباس بن عبد المطلب ، كنتُ أسكنُ البصرة ،
.
وكنتُ ذا كبرٍ شديدٍ وبَذَخٍ ، وإني أمرتُ خادماً لي أنْ تحشُوَ فراشاً
.
لي من حريرٍ ومِخَدَّةً بوردٍ نَثِيرٍ ، ففعلتْ .
.
وإني لنائمٌ وإذا بقُمْعِ وردةٍ قد أغفلتْه الخادمُ ، فقمْتُ إليها وأوجعتُها
.
ضرباً ، ثم عدْتُ إلى مضجعِي بعد إخراجِ القُمْعِ من المِخَدَّة ،
.
فأتاني آتٍ في المنامِ في صورةٍ فظيعةٍ ، فهزَّني وقال :
.
أفِقْ من غَشْيَتِك ، أبْصِرْ من حَيْرَتِك ، ثم أنشأ يقول :
.
يا خَدُّ إنّكَ إنْ تُوَسَّدَ لَيِّناً ... وُسِّدْتَ بعد الموت صُمَّ الجَنَدَلِ
.
فاعْملْ لنفسِكَ صالحاً تَسْعَدْ به ... فَلَتَنْدَمَنَّ غداً إذا لم تَفْعلِ
.
فانْتبهْتُ فَزِعاً وخرجتُ من ساعتي هارباً إلى ربي .
.
سراج الملوك للطرطوشي ج1 ص56







وقال معاوية لرجل من أهل سبأ :
.
ما كان أجهل قومك حين ملّكوا عليهم امرأة
.
فقال : بل قومك أجهل قالوا حين دعاهم رسول الله إلى الحقّ
وأراهم البينات :
.
" اللهم ان كان هذا هو الحقَّ من عندك
.
فأمطر علينا حجارة من السماء او ائتنا بعذاب أليم "
.
ألا قالوا :
.
اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له .
.
البيان والتبيين للجاحظ









وقيل لأعرابي : كيف حُبّك لزَوْجتك ؟
.
قال : ربما كنتُ معها على الفِراش ، فمدَّتْ يدها إلى صدري ،
.
فَوَدَدْتُ والله أن آجُرَّة خَرت من السَّقف
.
فقدَّت يدها وضِلْعين من أضْلاع صَدْري ،
.
ثم أنشأ يقول :
.
لقد كنتُ مُحْتاجاً إلى موت زَوْجتي ... ولكنْ قرينُ السُّوء باقٍ معَمِّر
.
فيا ليتها صارت إلى القَبْر عاجلاً ... وعَذَّبها فيه نَكِيرٌ وَمُنْكَر
.
العقد لابن عبد ربه







حكى عن الشعبي أنه قال : شهدتُ شريحاً ،
.
وجاءته امرأةٌ تخاصم زوجَها ، فأَرسلتْ عينيها ، فبكت .
.
فقلتُ : يا أبا أميَّة ، ما أظن هذه البائسة إلا مظلومةً .
.
فقال : يا شعبيُّ ، إن إخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاءً يبْكُون .
.
نثر الدر للآبي






وقال بعضُ ظُرفاء الأعراب :
.
وإنَّ طعاماً ضمَّ كفيّ وكفّها ... لعمرك عندي في الحياة مُبارَكُ
.
فمِن أجْلِها أستوعِبُ الزّاد كلَّه ... ومِن أجْلها تُهِوي يدي فتُدَارِكُ
.
البيان والتبيين للجاحظ








وقال أعرابيّ :
.
لا هُمَّ أنتَ الربُّ تُسْتَغاثُ ... لَكَ الحيَاةُ ولَكَ المِيرَاثُ
.
وقد دَعاك الناسُ فاستغاثوا ... غَياثَهُمْ وعِندك الغِياثُ
.
ولم يكن سَيَبُك يُسْتَراثُ ... لم يبقَ إلاّ عِكرِشٌ أنكاثُ
.
وشيجةٌ أُصولُها مُثَاثُ ... وطاحت الألبان والأرماثُ
.
البيان والتبيين
................................................
السيب : العطاء ، يستراث : يستبطأ من الريث وهو البطء ، العكرش : نبات خشن ، أنكاث : متفرقة ، والوشيجة : المشتبكة ، المثاث : الندية ، الأرماث : مراعي الإبل من الحمض .







الأصمعيّ عن رجلِ من الأعراب قال :
.
كُنّا عشرةَ إخْوة ، وكان لنا أخ يقال له حسن ، فَنُعِي إلى أبينا ،
.
فبقي سَنَتين ، يَبْكي عليه حتى كُفَّ بَصَرُه ، وقال فيه :
.
أَفلحتُ إن كان لم يَمُت حَسَنُ ... وكُفّ عنّي البُكاءُ والحَزَنُ
.
بل أَكْذَب الله مَن نَعى حَسَناً ... ليس لتَكْذِيب قَوْله ثَمَن
.
أَجُول في الدار لا أراك ... وفي الدَّار أناس جِوارُهم غَبَن
.
بُدِّلْتُهم منك ليتَ أنهمُ ... كانُوا وبَيْني وبَيْنهم مُدُن
.
قد عَلِموا عندما أنافرهم ... ما في قَناتي صَدْع ولا أُبَن
.
قد جَرَّبوني فما ألاوِمُهم ... ما زال بَيني وبَينهم إحَن
.
قد بُري الجسمُ مذ نُعيتَ لنا ... كما بَرى فَرْع نَبْعة سَفَن
.
فإن نَعِش فالمُنى حَياتُكَ وال ... خُلْد وأنت الحديثُ والوَسَن
.
إن تَحْيَ نحْيا بخير عَيْشٍ وإن ... تَمْض فتِلْك السَّبيلُ والسَّنن
.
بَريدُك الحمدُ والسَّلامُ مَعاً ... فكُلّ حَيٍّ بالموت مُرْتَهَن
.
يا ويح نَفْسي أن كنتَ في جَدَثٍ ... دونَك فيه الترابُ والكَفن
.
عليّ للّه إن لقيتك من ... قَبْل الممات الصَيامُ والبُدُن
.
أسوقُها حافياً مُجلَّلةً ... أدْماً هِجَاناً قد كظَّها السِّمَن
.
فلا نُبالي إذا بَقيتَ لنا ... من مات أو مَن أوْدى به الزَمن
.
كُنتَ خليلي وكنتَ خالِصتي ... لِكل حيٍّ من أهلْهِ سَكَن
.
لا خيرَ لي في الحَياة بعدَك إِذْ ... أصبحتَ تحت التراب يا حَسن
.
العقد لابن عبد ربه







وقال أعرابيُّ :
.
خَيْرٌ من الحياة ما إذا فقدتَه أبغَضْتَ له الحياة ،
.
وشرُّ من الموت ما إذا نَزَلَ بك أحببتَ له الموت .
.
العقد لابن عبد ربه








سلام بن مسكين : قال لنا الحسن : يا معشر الشباب ، عليكم بطلب الآخرة ،
.
فقد والله رأينا أقواماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدنيا وأصابوا الآخرة ،
.
ووالله ما رأينا مَنْ طلبَ الدنيا فأصاب الآخرة .
.
وعنه : ليس يومٌ يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلَّمُ ، يقول : يا أيها الناس ،
.
إنِّي يومٌ جديد ، وعلى ما يُعْمَلُ فيَّ شهيد ،
.
وإنِّي لو قد آبَتْ شمسي لم أرجعْ اليكم إلى يوم القيامة .
.
ربيع الأبرار للزمخشري ج1 ص71






وقال مسكين الدّارمي :
.
أُوَاخِي رِجَالاً لسْتُ أُطْلِعُ بعضَهم ... على سرِّ بعضٍ غيرَ أني جِماعُها
.
يظلُّون شتّى في البلاد وسرُّهم ... إلى صخرةٍ أعْيَا الرِّجال انْصِدَاعُها
.
عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص39







ناسك : صاحبُ الدنيا مسكين ، يأكلها لمَّاً، ويُوسعُها ذمَّاً .
.
ربيع الأبرار للزمخشري ص30








روي أن رجلاً من الأولين كان يأكل ، وبين يديه دجاجة مشوية ،
.
فجاء سائل فرده خائباً ، وكان الرجل مترفاً ، فوقعت بينه وبين امرأته
.
فرقة ، وذهب ماله ، وتزوجت ، فبينما زوجها الثاني يأكل ،
.
وبين يديه دجاجة مشوية ، إذ جاء سائل ،
.
فقال لزوجته : ناوليه الدجاجة ، فناولته ، ونظرت فإذا زوجها الأول ،
.
فأخبرته بالقصة ،
.
فقال الثاني : وأنا والله ذلك المسكين ،
.
خيبني فحول الله نعمته وأهله إلي لقلة شكره .
.
ربيع الأبرار للزمخشري









نادرة بديعة غريبة منقولة عن سديد الملك
.
أبي الحسن علي بن منقذ صاحب قلعة شيرز
.
وكانَ موصوفاً بقوةِ الفِطْنةِ ، ويُحْكى عنه في ذلك حكايةً عجيبةً ، وهي
.
أنَّه كان يترَدَّدُ على حَلَبَ قبلَ تملُّكِه قلعةَ شيرز ، وصاحبُ حلبَ يومئذٍ
.
تاجُ الملوكِ محمودُ بنُ صالح بن مرداس ، فجرى أمرٌ خافَ سديدُ الملكِ
.
منه على نفسِه ، فخرجَ من حلبَ إلى طرابلس الشام وصاحبُها يومئذٍ
.
جلالُ الملك بن عمار ، فأقامَ عندَه ، فتقدَّمَ محمودُ صاحبُ حلبَ إلى كاتبِه
.
أبي نصر محمد بن الحسين بن علي النحاس الحلبي أنْ يكتبَ إلى سديدِ
.
الملك كتاباً يَتَشَوَّقُه فيه ويستعطِفُه ، ويستدْعِيه إلى حلبَ ، ففهمَ الكاتبُ
.
أنه يقصدُ له شرّاً إذا جاءَ إليه ، وكانَ الكاتبُ صديقاً إلى سديد الملك ،
.
فكتبَ الكاتبُ كما أمَرَه مَخْدومُه إلى أنْ بلغَ إلى آخرِه ، وهو إنْ شاءَ الله ،
.
فشَدَّدَ النون وفتحَها ، فلمَّا وصلَ الكتابُ إلى سديدِ الملكِ عرضَه على
.
ابن عمار صاحبِ طرابلس ومَنْ بمجلسِه مِنْ خَوَاصِّه ، فاسْتحْسَنوا عبارةَ
.
الكاتب ، واسْتَعْظموا ما فيه مِنْ رغبةِ محمود فيه ، وإيْثَارِه لِقُربِه ،
.
فقالَ سديدُ الملك : إنِّي أرى ما لا تَرَون في الكتاب ،
.
ثمَّ أجابَ عن الكتابِ بما اقْتَضاهُ الحال ،
.
وكتبَ في جملةِ فصولِ الكتاب : " إِنَّا الخادمُ المُقِرُّ بالإنعام " ، وكسرَ
.
الهمزةَ مِنْ " إِنَّا "وشدَّدَ النون ، فلمَّا وصلَ الكتابُ إلى محمود ووقف عليه ،
.
سُرَّ بما فيه ، وقالَ لأصدقائِه : قد علمْتُ أنَّ الذي كتبْتُه لا يَخْفى عنْ مثلِه ،
.
وقد أجابَ بما طيَّبَ قلبي عليه ،
.
وكانَ الكاتبُ قد قصدَ قولَه تعالى : "إنَّ الملأَ يأتَمِرون بكَ لِيَقْتلوك"
.
فأجابَ سديدُ الملك بقولِه : "إنَّا لنْ ندخُلَها أبداً ما دامُوا فيها"
.
وكانتْ هذه الحكايةُ معدودةً من شِدَّةِ تَيَقُّظِه وفَهْمِه .
.
ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي (ت837هـ) ص74







كفى بالموت واعظاً
.
يا ابنَ أبي وأمي هاتِ حديثَ الآباءِ والأمَّهاتِ ،
.
وحدِّثْ عن رجالِ العشيرةِ ، وكرامِ الأخِلَّاءِ والجِيْرَة ،
.
مِنَ الجارِ الجُنُبِ ، وماسِّ الطُّنُبِ ،
.
ومَنْ جاثَيْناهُ على الرُّكَبِ ، وجارَيْناهُ في كَشْفِ الكُرَب ،
.
ومَنْ رَفَدَنا بالخيرِ ورَفَدْناه ، وأفَادَنا الحِكْمةَ وأفَدْناه .
.
قدِ اقْتَضاهم مَنْ أوْجَدَهم أنْ يَفْنَوا ، وخَلَتْ عنهمُ الدِّيارُ كأنْ لمْ يَغْنَوا ،
.
وكَفَى بمكانِهم واعِظاً لو صُوْدِفَ مَنْ يَتَّعِظُ ،
.
ومُوْقِظاً عنِ الغَفْلَةِ لو وُجِدَ مَنْ يَسْتيقظُ .
.
أطواق الذهب للزمخشري (ت538هـ) ص 58
.
الطنب حبل يشد به سرادق البيت ، كأنْ لم يغنوا : كأن لم يقيموا في ديارهم






كعب بن مامة الإيادي ، وكان أحد أجواد العرب الذي
.
آثر على نفسه ، وكان مسافراً ورفيقه رجل من النمر بن قاسط
.
فقلَّ عليهما الماء فتصافناه والتصافن : أن يطرح في الإناء
.
حجرٌ ثم يصب فيه من الماء ما يغمره لئلا يتغابنوا
.
وكذلك كل شيء وُقف على كيله أو وزنه ، والأصل ما ذكرنا
.
فجعل النمري يشرب نصيبه ،
.
فإذا أخذ كعب نصيبه قال : اسق أخاك النمري ،
.
فيؤثره حتى جهد كعبٌ ، ورُفعت له أعلام الماء ،
.
فقيل له : رِدْ كعب ولا ورود به ، فمات عطشاً ،
.
ففي ذلك يقول أبو دؤاد الإيادي :
.
أوفى على الماء كعبٌ ثم قيل له ... رد كعب إنك ورادٌ فما وردا
.
فضرب به المثل ،
.
فقال جرير في كلمته التي مدح فيها عمر بن عبد العزيز :
.
يعود الفضل منك على قريشٍ ... وتفرج عنهم الكرب الشدادا
.
وقد أمنت وحشهم برفقٍ ... ويعيي الناس وحشك أن تصادا
.
وتبني المجد يا عمر ابن ليلى ... وتكفي الممحل السنة الجمادا
.
وتدعوا الله مجتهداً ليرضى ... وتذكر في رعيتك المعادا
.
وما كعب ابن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا
.
تعود صالح الأخلاق إني ... رأيت المرء يلزم ما استعادا
.
الكامل للمبرد







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 10, 2016 10:16 pm

أغلى الدموع دموع قلبك عندما
تخفى و تذرفها بقرب المولى ..
و تمر أيامي و أشهد أن من
خلق المشاعرَ بالمشاعر أولى





مَا قُــلتُ زُورا ً حِينَ قُلتُ أحِبُكُمْ .. مَا الحُبُ إلا الحُبُ فِي الرَحمَنِ
يُفنَى ويَذهَــبُ كُلْ حُــب ٍ كَاذب ٍ.. وتُبدَلُ الأشْــواقُ بالأضْـغَـــانِ
أمَا إذا كَــانَ الـوِدَادُ لِخَــالِقِـي .. فَهُنَـاكَ تَحتَ العَـــرشِ يَلتَقِيَـــانِ




تبلَّد إحساسي فما عدتُ أرتجي
حبيباً، ولا أخشى الذي كان ضَرَّني
وأغلقتُ بابي، واعتزلتُ أحبتي
فلا الهجرُ أضناني، ولا الوصلُ سَرَّني
فواز اللعبون








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 3:18 pm

تنزه عن مجالسة اللئام
وألمم بالكرام بني الكرام

وَلاَ تَكُ وَاثِقا بالدَّهْرِ يَوْما
فإن الدهر منحلّ النظام

ولا تحسد على المعروف قوماً
وَكُنْ مِنْهُمُ تَنَلْ دارَ السَّلامِ

وثق بالله ربك ذي المعالي
وذي الآلاء والنعم الجسام

وَكُنْ لِلْعِلْمِ ذا طَلَبٍ وَبَحْثٍ
وناقش في الحلال وفي الحرام

وبالعوراء لا تنطق ولكن
بما يرضي الإله من الكلام

وإنْ خَانَ الصَّديقُ فَلا تَخُنْهُ
وَدُمْ بالحِفْظِ مِنْهُ وبالذِّمامِ

ولا تحمل على الأخوان ضغناً
وخذ بالصفح تنج من الاثام

‏الإمام علي‬ رضي الله عنه..








ويقال : إن أكذب بيت قالته العرب ، قول الأعشى :

لو أسندت ميتاً إلى نحرها ............عاش ولم ينقل إلى قابر

ومما أخذ على الأعشى قوله :

فرميت غفلة عينه عن شاته ............ فأصبت حبة قلبها وطحالها

وقد عابه قوم بذلك ؛ لأنهم رأوا ذكر القلب والفؤاد والكبد يتردد كثيراً في الشعر عند ذكر الهوى والمحبة والشوق ، وما يجده المغرم في هذه الأعضاء من الحرارة والكرب ، ولم يجدوا الطحال استعمل في هذه الحال ، إذ لا صنع له فيها ، ولا هو مما يكتسب حرارة وحركة في حزن ولا عشق ، ولا برداً ولا سكوناً في فرح أو ظفر فاستهجنوا ذكره وقد عاب الناس قول طرفة :

أسود غِيل فإذا ما شربوا ............... وهبوا كلَّ أمونٍ وطمر

فقيل : إنما يهبون عند الآفة التي تدخل على عقولهم (شرب الخمر) وفضلوا قول عنترة بن شداد العبسي :
وإذا شربت فإنني مستهلك ............مالي وعرضي وافر لم يكلم
وإذا صحوت فما أقصر عن ندى........... وكما علمت شمائلي وتكرمي
إذ إن جوده باقٍ ولا يبلغ من الشراب ما يثلم عرضه ، وقيل : هو حسن جميل إلا أنه أتى به في بيتين ، هلا قال كما قال امرؤ القيس :
سماحة ذا وبر ذا ووفاء ذا ...............ونائل ذا ، إذا صحا وإذا سكرْ







وأنكر على زهير قوله :
حيِّ الديار التي لم يعفها القدم................. بلىً ، وغيرها الأرواح والديمُ
من جهة تناقضه ، لأنه نفى في أول البيت تغير الديار بقدم عهدها ، ثم أوجب ذلك في آخره .
وأُنشد عبد الملك بن مروان بيت الأعشى :
أتاني يؤامرني في الصبو.............. ح ليلاً فقلت له غادها
فقال : أساء ، ألا قال : هاتها .
وسمع الأصمعي قول الأعشى :
كأن مشيتها من بيت جارتها.............. مر السحابة لا ريث ولا عجل

فقال : لقد جعلها خرَّاجة ولاَّجة ، هلا قال كما قال الآخر :

ويكرمها جاراتها فيزرنها ..................وتعتلُّ عن إتيانهن فَتُعْذَرُ
ويقال أنه تناظر ربعي ومضري في الأعشى والنابغة فقال المضري للربعي : شاعركم أخنث الناس حين يقول :

قالت هريرة لما جئت زائرها............. ويلي عليك وويلي منك يا رجل
فقال الربعي : أفعلى صاحبكم تعول حيث يقول :

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ............... فتناولته واتقتنا باليد
لا والله ما أحسن هذه الإشارة إلا مخنث .










النقد الأدبي في العصر الأموي :

ولقد ارتقى الذوق الفني في هذا العصر ، وعملت الحضارة عملها ، وبخاصَّة في الحجاز ، الذي داخله من الترف ، والمال ، والعبيد ، والإماء مالا يحصى ، وانتشر المغنون وبخاصة في المدينة ، ففيها أمثال : نشيط ، وعزة الميلاء ، وجميلة وطويس ، ومعبد ، وبرد الفؤاد ، ونومة الضحى ، وغيرهم ، وكان في مكة ابن سريج والغريض .. إلخ ، مما أعطى النقد الأدبي رقّة تلائم الذوق الحضاري الجديد.

نماذج من النقد في العصر الأموي :

قال جرير في مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان :
هذا ابنُ عَمِّي في دمشقَ خَلِيفَةٌ .................لو شِئْتُ سَاقَكُمُ إليَّ قَطِينَا
فقيل له : يا أبا حرزة لم تصنع شيئاً ، عجزت أن تفخر بقومك ، حتى تعديت إلى ذكر الخلفاء ، فقال له عبد الملك : جعلتني شرطياً لك ، أما لو قلت : لو شاء ساقكم إليَّ قطينا . لسقتهم إليك عن آخرهم . وكقوله :
يا بِشْرُ حَقَّ لِوَجْهِكَ التَّبْشِيرُ............. هلاَّ غَضِبْتَ لنَا وَأَنْتَ أَمِيرُ
قدْ كَانَ حقَّكَ أن تقُولَ لبارقٍ................يا آلَ بارقَ فِيمَ سُبَّ جَرِيرُ ؟

فقال بشر : أما وجد ابن المراغة رسولاً غيري !

وحدَّث نوح بن جرير ، فقال : قلت لأبي : يا أبت من أشعر النَّاس ؟ قال : قاتل الله قرد بني مشاجع يعني الفرزدق ، فعلمت أنه فضله ، قلت : ثم من ؟ قال : قاتل الله نصراني بني تغلب ما أنقى شعره ، وأبين فضله ، قال : قلت : فما لك لا تذكر نفسك ؟ قال : أنا مدينة الشعر .
وكان عبد الملك بن مروان ينقد الشعر ، وله أقوال فيه ، فمن ذلك قوله : لو قال كثيِّر بيته :

فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ ...............إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ

في حرب لكان أشعر الناس ، ولو أن القطامي قال بيته الذي وصف فيه مشية الإبل قوله :

يَمشينَ رَهواً فلا الأعجازُ خاذلةٌ .............ولا الصدورُ على الأعجازِ تَتَّكِلُ

في النساء لكان أشعر الناس .

وأنشده الراعي قصيدته ، فلما بلغ قوله :
أخليفةَ الرَّحْمَنِ إنَّا مَعْشَرٌ ............. حُنُفاءُ نَسجُدُ بُكرَةً وَأَصِيلا
عَرَبٌ نَرى لِلَّهِ في أَموالِنَا..............حَقَّ الزَّكَاةِ مُنَزَّلاً تَنْزِيلا

قال : ليس هذا شعراً ، هذا شرح إسلام ، وقراءة آية


ومن نقاد العصر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق ، يقال له : ابن أبي عتيق ، تغلب عليه الدُّعابة والظُّرف ، وكان يفضِّل عمر بن أبي ربيعة ويقول : " لشعر عمر نوطة بالقلب ، وعلوق بالنَّفس ، ودرك للحاجة ، ليست لشعر غيره وما عصي الله عز وجل بشعر ، أكثر مما عصي بشعر ابن أبي ربيعة فخذ عني ما أصف لك ، أشعر قريش من دق معناه ، ولطف مدخله وسهل مخرجه ، ومتن حشوه ، وتعطَّفت حواشيه وأنارت معانيه ، وأعرب عن حاجته " .

وإذا كان الحجاز لاهياً قد سكن أهله ، وأخذهم الهدوء ، وحفَّهم السَّلام والسَّكينة فإن العراق كان على نمط آخر ، فقد كثرت فيه العصبية القبليَّة ، وراج فيه الفخر والهجاء وبخاصة في سوق المربد ، الذي يبعد عن البصرة بثلاثة أميال وكأنَّه حلَّ محلَّ سوق عكاظ أيام الجاهلية ، وكان على نمطه ، وفيه نجد جريراً والفرزدق ، والأخطل ، والبعيث ، وغيرهم من شعراء النَّقائض ، ولكل منهم حلقة يجتمع النَّاس لمشاهدتها ، ولكل منهم جماعة تناصر هذا أو ذاك ، وتكون معه أو عليه ...

وتجد بالإضافة إلى النَّقائض الرَّجز ، وقد نما وعظم ، وظهر له شعراء رجاز ، كالعجاج ، وابنه رؤبة ، وأبي النجم العجلي، وغيرهم ، واغرقوا في الألفاظ الجزلة القوية حتى تراه تشبه الصِّياغة الجاهلية .

وإذا كان النَّقد في الحجاز ينقد المعاني ، ويختار الأنسب والأكثر لباقةً وظرفاً وجمالاً ، فإنَّ النَّقد في العراق كان يتَّجه إلى المفاضلة بين الشُّعراء ، وسموا هذا العمل حكومة ، والذي

يحكم قاضياً ، قال جرير في الأخطل لما فضِّل الفرزدق عليه:
فَدَعوا الحُكومَةَ لَستُمُ مِن أَهلِها.............إِنَّ الحُكومَةَ في بَني شَيْبَانِ

وفي آخر هذا العصر الأموي ظهر النَّقد اللغوي ، فقد أخذ النقاد على الشعراء مخالفتهم لقواعد اللغة والنحو ، فمنهم من يخطئ النابغة في قوله :

فَبِتُّ كَأَنّي ساوَرَتني ضَئيلَةٌ.............. مِنَ الرُقشِ في أَنيابِها السُمُّ ناقِعُ

ويقول : الصَّحيح أن يقول : ناقعاً ، بالنَّصب على الحال .

ونقد عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي الفرزدق في قوله :

وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَروانَ لَم يَدَع............مِنَ المالِ إِلاّ مُسحَتاً أَو مُجَلَّفُ
وقال : الصَّحيح أن يقال : مجلفاً ، بالعطف على المنصوب ، فهجاه الفرزدق لأنَّه يلاحقه بنقده قائلاً :

فلوْ كَانَ عبدُ اللهِ مولىً هَجَوْتُهُ ..............ولكنَّ عبدَ اللهِ مولَى مَوَالِيَا
فعابه أيضاً ، وقال : قل : مولى موالٍ .

فكان الفرزدق يرد بقوله : علينا أن نقول ، وعليكم أن تتأولوا .


وانتقد النقاد كثيراً في قوله :
ألا لَيتَنا يا عَزّ كُنّا لِذي غِنىً ..............بِعَيرينِ نَرعى في الخَلاءِ وَنَعزُبُ
نَكونُ لذي مالٍ كثيرٍ مُغفَّلٍ....................فَلا هُوَ يَرعَانَا وَلا نَحنُ نُطلَبُ
إِذا ما وَرَدنا مَنهَلاً هاج أَهلُهُ ................إلينا فلا نَنفَكُّ نُرمَى وَنُضْرَبُ

وأُنشِد بشار بيت كثير :

أَلا إِنَّما لَيلى عَصَا خَيزُرانَةٍ.............. إِذا غَمزوها بِالأَكُفِّ تَلِينُ

قال : فضحك ، وقال : لله أبو صخر ، جعلها عصا ثم يعتذر لها ، والله لو جعلها عصا مخٍّ أو عصا زبدٍ ، لكان قد أساء ، ألا قال كما قلت :

وبيضاءِ المدَامِعِ مِن مَعَدٍّ ..............كَأَنَّ حَديثَها قطعُ الجِنانِ
إِذا قامَتْ لحَاجَتِهَا تَثَنَّت............... كَأَنَّ عِظامَها مِنْ خَيزُرانِ

وكانت سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، سيِّدة نساء عصرها ، تجالس عِليةَ القوم ، ويجلس إليها الشعراء فتجزيهم ، وتنقد أشعارهم ، ولها بصر بالشعر وذوق ينمُّ عن ثاقب فهمها ، فمن ذلك ما روى أنَّها نقدت جريراً في قوله :

طَرَقَتكَ صائِدَةُ القُلوبِ وَلَيسَ ذا............... حِينَ الزِيارَةِ فَارجِعي بِسَلامِ

تُجري السِّواكَ عَلى أَغَرَّ كَأَنَّهُ ..............بَرَدٌ تَحَدَّرَ مِن مُتونِ غَمامِ

ألا رحبت بها ، فقلت : فادخلي بسلام .

ونقدت جميلاً العذري في قوله :

وَلَو تَرَكَت عَقلي مَعي ما طَلَبتُها ..............وَلَكِن طِلابيهَا لِمَا فاتَ مِن عَقلي
وقالت : ما أرى له هوىً ، وإنَّما يطلب عقله .





قيل لأبي عمرو بن العلاء : هل أقوى أحد من فحول الجاهلية كما أقوى النابغة ؟ قال : نعم بشر بن أبي خازم ، قال :
ألم تر أن طول الدهر يسلي ............ ويُنسي مثل ما نسيت جذام
وكانوا قومنا فبغوا علينا ...............فسقناهم إلى البلد الشآمي

ويقال : إن أخاه قال له : أكفأت وأسأت قال : وما ذاك ؟ قال : قلت : "كما نسيت جذام " ثم قلت : " إلى البلد الشآمي " فقال : قد تبينت خطئي ولست بعائد .
وكان عيسى بن عمر النحوي يقول : لقد أساء النابغة في قوله :

فَبِتُّ كأني سَاوَرَتْنِي ضئيلةٌ.............. مِنَ الرُّقْشِ في أنيابها السُّمُّ ناقعُ
ويقول : الصَّحيح أن يقول : ناقعاً .
وقال الأصمعي : لم يكن النابغة ، وزهير ، وأوس ، يحسنون صفة الخيل ، ولكن طفيل الغنوي كان يحسن صفتها .
وقال دريد بن الصمة في شعره أشعر من الذبياني ، وقد كاد يغلب الذبياني .
ومما أخذ على زهير قوله :
فتنتج لكمْ غلمَانَ أشأمُ كلُّهُمْ............... كأحمرِ عادٍ ثم ترضع فتفطم
وقيل : إنَّه أحمر ثمود ، لا عاد









النقد العربي قبل الإسلام :

كان النقد العربي قبل الإسلام نقداً فطرياً ساذجاً بسيطاً في نشأته ، وقد رويت لنا نماذج كثيرة منه دلت على سطحيته ، فمن ذلك ما رواه عمرو بن شبه قال : تنازع امرؤ القيس بن حجر ، وعلقمة بن عبده ، وهو علقمة الفحل في الشعر ، أيُّهما أشعر ؟ فقال كل واحد منهما : أنا أشعر منك . فقال علقمة : قد رضيت بامرأتك أم جندب حكماً بيني وبينك ، فحكَّماها ، فقالت أم جندب : قولا شعراً تصفان فيه فرسيكما على قافية واحدة ورويٌّ واحد . فقال امرؤ القيس :
خَليليَّ مُرَّا بي على أُمِّ جندب ................نقضِّ لباناتِ الفؤادِ المعذَّبِ

وقال علقمة :
ذهبتَ من الهجرانِ في غيرِ مذهبِ..........ولمْ يكُ حَقَّاً كُلُّ هذا التجنُّبِ

فأنشداها جميعاً القصيدتين ، فقالت لامرئ القيس : علقمة أشعر منك ، قال : كيف ؟ قالت : لأنَّك قلت :
فللسَّوطِ ألهوبٌ وللساقِ دِرَّةٌ............ وللزَّجْرِ منه وقعُ أهوجَ مِنْعَبِ

وفي رواية : أخرجَ منعب ، والأخرج : ذكر النَّعام . فجهدت فرسك بسوطك في زجرك ، ومريته فأتبعته بساقك . وقال علقمة :

فأدركهنَّ ثانياً من عنانهِ.............يمرُّ كمرِّ الرَّائحِ المتَحَلِّبِ

فأدرك فرسه ثانياً من عنانه ، ولم يضربه ولم يتعبه .

فقال : ما هو بأشعر مني ، ولكنَّك له عاشقة ، وطلقها فخلف عليها علقمة ، فسمي بعلقمة الفحل .
وعيب على امرئ القيس قوله :
أغَرَّكِ مِنِّي أنَّ حُبَّكِ قاتِلي................وأنكِ مهمَا تأمرِي القلبَ يَفعلِ

فإذا لم يغرَّها هذا فأي شيء يغرُّها ، وإنَّما هذا كأسير قال لمن أسره : أغرَّك مني أني في يدك ! .
وعيب عليه قوله :
إذا مَا الثُّريَّا في السَّماءِ تعرَّضتْ ..............تعرُّضَ أثناءِ الوِشاحِ المفَصَّلِ

فقالوا : ليست تتعرض الثريا في السَّماء ، وقال آخرون : أراد الجوزاء لأنَّها تتلوها .
أمَّا النابغة الذبياني فقد أُخِذ عليه الإقواء في بيتين هما قوله :

أَمِنْ آلِ مَيَّةَ رَائِحٌ أو مُغْتَدِي .............عَجلانَ ذا زادٍ وغير مزودِ
زعمَ البوارحُ أن رحلتَنَا غَدَاً .......... وبذاكَ خبَّرنَا الغرابُ الأسودُ

وقوله :
سقطَ النَّصيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه............فتناولتْهُ واتقتنَا بِاليَدِ
بمخضَّبٍ رخصٍ كأنَّ بنانَهُ............عَنَمٌ يَكَادُ مِنَ اللَّطَافَةِ يُعْقَدُ

العنم : نبت أحمر يصبغ به .

فقدم المدينة فعيب عليه ذلك ، فلم يأبه له حتى أسمعوه إياه في غناء ، فقالوا للجارية : إذا صرت إلى القافية فرتلي ، فلما قالت الغرابُ الأسودُ و باليدِ ، علم فانتابه ولم يعد إليه .
وقال : قدمت الحجاز وفي شعري ضعة ، ورحلت عنها ، وأنا أشعر الناس .










وسأل أحدهم أبا عمرو بن العلاء عن أيهما أشعر :النابغة أم زهير ؟ فقال : ما يصلح زهير أن يكون أجيراً للنابغة ، ثمَّ قال : أوس بن حجر أشعر من زهير ، ولكن النابغة طامنه ، أي طأطأ منه .
وما أخذ على الأعشى قوله :
وأنكرتْني وما كَانَ الذي نَكَرَتْ........... من الحَوَادِثِ إلا الشَّيبَ والصَّلعَا
فأي نكرة تكون أنكر من هذا عندها !
ويروى أن النابغة الذبياني كانت تضرب له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها فأول من أنشده الأعشى أبو بصير ، ثمَّ أنشده حسَّان بقوله :

لنا الجفنَاتُ الغُرُّ يلمعْنَ بالضُّحَى .............. وأسيافنا يقطُرْنَ من نَجْدَةٍ دَمَا
ولدنَا بني العنقاءَ وابني محرِّق............ فأكرمْ بنَا خالاً وأكرمْ بنَا ابنَمَا

فقال له النابغة : أنت شاعر ، ولكنك أقللت جفانك وأسيافك ، وفخرت بمن ولدت ، ولم تفخر بمن ولدك ، ولو قلت الجفان لكان أكثر ، ولو قلت : يبرقن بالدجى لكان أبلغ في المديح ؛ لأنَّ الضيف غالباً ما يطرق بالليل ، وقلت : يقطرن فدللت على قلة القتل ، ولو قلت : " يجرين " لكان أكثر لانصباب الدم .
فقال حسان : والله لأنا أشعر منك ، ومن أبيك ، ومن جدِّك ، فقال له النابغة : ولكنك لا تحسن أن تقول مثل قولي :

فإنَّكَ كالليلِ الذي هوَ مُدْرِكِي................ وإنْ خِلْتُ أن المنتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ
وتتابع الشعراء يعرضون أشعارهم على النابغة حتى أنشدته الخنساء قصيدتها في رثاء أخيها صخر :
قذىً بِعينكَ أمْ بالعَيْنِ عُوَّارُ................أم أَقْفَرَتْ مُذْ خَلَتْ مِنْ أهلِهَا الدَّارُ

ومنها قولها :
وإنَّ صَخْرَاً لتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ.................. كَأنَّه عَلَمٌ في رأْسِهِ نَارُ

فقال النابغة : والله لولا أن سبقكِ أبو بصير فأنشدني آنفا لقلت أنك أشعر الجن والإنس والله ما رأيت أنثى أشعر منك ، فقالت : والله ولا رجلاً .
وقد احترس من مثل هذا الزلل (الفخر بالبنين ) رجل من كلب فقال يذكر ولادتهم لمصعب بن الزبير وغيره ممن ولدنه نساؤهم :
وعبد العزيز قد ولدنا ومصعباً..............وكلب أب للصالحين ولود

فإنه لما فخر بمن ولده نساؤهم فضَّل رجالهم وأخبر أنهم يلدون الفاضلين ، وجمع ذلك في بيت واحد فأحسن وأجاد .









بشار بن برد :
يا صاح قد كنتَ زلالاً عذبا ... ثمَّ انقلبتَ بعد لينْ صعبا
مالي وقد كنتُ لكم محبَّا ... أُقْصى وما جاوزْتُ نُصْحاً قصْبا
يا صاحِ قد بلِّغت عنِّي ذنبا ... وهلْ علمتَ خلقي منكبَّا
وهلْ رأيْتَ فِي خِلاطِي عَتْبَا ... ألم أزيِّن تاجك الذَّهبَّا
بالبْاقِياتِ الصَّالِحاتِ تُحْبى ... أضأنَ في الحبِّ وجزن الحبَّا
مِثْل نُجوم اللَّيْلِ شُبَّتْ شبَّا ... أحِين شاع الشِّعْر واتْلأَبَّا
ونظر النَّاس إِليَّ ألْبَا ... أبْدلْتِني مِنْ بَعْدِ إِذْن حجْبَا
بئس جزاءُ المرء يأتي رغبا ... لمَّا رأيتَ زائراً مربَّا
باعدْتهُ وكان يرْجُو الْقُربا ... فزار غِبًّا كيْ يُزاد حُبَّا







إذا ما سامنِي الخُلطاء خَسْفاً ... أبيتُ وربَّما نفع الإباءُ
وإغضائِي علَى البزْلاء وهْنٌ ... ووجه سبيلها رحب فضاءُ
قضيتُ لبانة ً ونسأت أخرى ... ولِلْحاجات وَرْدٌ وانْقِضاءُ
بشار بن برد كان جريئا في الاستخفاف بكثير من الاعراف والتقاليد نهما مقبلا على المتعة (لا يوجد دليل) ، عاش بشار بن برد ما يقرب من سبعين عاما قبل أن يقتله الخليفة العباسي المهدي متهما اياه بالزندقة وكان بشار إلى جانب جرأته في غزله يهجو من لا يعطيه وكان قد مدح الخليفة المهدي فمنعه الجائزة فأسرها بشار في نفسه وهجاه هجاء مقذعا بل وهجا وزيره يعقوب بن داود وأفحش في هجائه لهما فتعقبه الخليفة المهدي وأوقع به وقتله.
كان المهدي قدم البصرة فدخل عليه يعقوب وقال . .أن بشار زنديق وقد ثبتت البينة وقد هجا أمير المؤمنين فأمر قائد الشرطة أن يقبض على بشار بن برد .. ويضربه بالسوط حتى التلف (الموت) فأخذوه في زورق وجسلوا يضربونه على النهر فكلما ضربوه بالصوت
قال بشار : (حس) وحس هي: كلمة تقال عند العرب لمن أحس بالألم ...
فقال بعضهم : انظروا إلى زندقته ، مانراه يحمد الله تعالى ..
فقال بشار : ويلك ! .. أثريد هو حتى أحمد الله عليه (الثريد من أنواع الأطعمة) ... فما وصل إلى السبعين سوطا .. أشرف على الموت .. فألقي على صدر السفينة
فقال بشار : ليت عين الشمقمق تراني حين يقول : إن بـشــار بـــن بـــرد تيس أعمى في سفنية .
ثم مات من ساعته ورموا جثته على قطعه خشب فحمله الماء إلى البصرة فأخذه أهله ودفنوه بها .. وحكي أنه بعدما ضرب بشار أمر من يفتش منزله فوجدوا رسالة مكتوب فيها :
(بسم الله الرحمن الرحيم ......إني أردت هجاء آل سليمان بن علي فذكرت قرابتهم من رسول الله عليه السلام فتركتهم إجلالا له صلى الله عليه وسلم) فلما قرأه بكى وندم على قتله وقال : لا جزى الله يعقوب خيرا فانه لما هجاه لفق عليه شهودا على أنه زنديق فقتله .. ندمت حين لا ينفع الندم.
حياته الشعرية
روى بشار عن نفسه أنه أنشد أكثر من اثني عشر الف قصيدة ولكن ما وصل إلينا من شعره لا يرى في هذا القول سوى مبالغة هائلة فشعره ليس كثيرا أو يعلل بعض من يرون أن ما وصل إلينا أقل بكثير مما قاله بشار. إن الرقابة الدينية والسياسية والاجتماعية في عصره قد حذفت كثيرا من شعره بعد وفاته وهو متهم في معظمه خاصة في الغزل والهجاء.









بشار بن برد :
إِذَا انْقَلَبَ الزَّمَانُ عَلاَ بِعَبْدٍ ... وسَفَّلَ بالبَطَارِيقِ الكِبَارِ
مَلَكْنَاكُمْ فَغَطَّيْنَا عَلَيْكُمْ ... ولم ننصبكم غرضاً لزار
أَحِينَ لبِسْتَ بَعْدَ الْعُرْي خَزًّا ... ونَادَمْتَ الكِرَامَ عَلَى الْعُقَارِ
ونلْتَ منَ الشَّبَارِقِ وَالْقَلاَيَا ... وأعطيت البنفسج في الخمار
تُفَاخِرُ يَابْنَ رَاعِيَة ٍ وَرَاعٍ ... بَنِي الأحْرَارِ حَسْبُكَ مِنْ خَسَارِ
لَعَمْرُ أَبِي لَقَدْ بُدِّلْتَ عَيْشاً ... بعيشك والأمور إلى مجار
بشار بن برد (96 هـ - 168 هـ)
بشار بن برد العقيلي أبو معاذ. وقيل العقيلي نسبه لامرأة من بني عقيل أعتقته.
شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. كان ضريرا منذ ولادته، دميم الخلقة، طويلا، ضخم الجسم.
ولد في نهاية القرن الأول الهجري. (96 هـ - 168 هـ). عند بني عقيل في بادية البصرة وأصله من فارس (من أقليم طخارستان). أبوه فارسي كان يعمل طيانا وأمه يقال أنها روميه. كان هجاءا، فاحشا في شعره، هجى الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود. حتى العلماء والنحاة فقد عرض بالأصمعي وسيبويه والأخفش وواصل بن عطاء. اتهمه بعض العلماء بالشعوبية والزندقة. وبرئه البعض من ذلك لغيرة العرب من الفرس عند بداية العصر العباسي وقيام الفرس بشئون الدولة. تعلم في البصرة وانتقل إلى بغداد.
اتهم في آخر حياته بالزندقة. فضرب بالسياط حتى مات. وقد ذكر ابن المعتز في كتاب "طبقات الشعراء" سبب وفاته فقال: "كان بشار يعد من الخطباء البلغاء الفصحاء وله قصائد وأشعار كثيرة، فوشى به بعض من يبغضه إلى المهدي بأنه يدين بدين الخوارج فقتله المهدي، وقيل: بل قيل للمهدي: إنه يهجوك، فقتله، والذي صح من الأخبار في قتل بشار أنه كان يمدح المهدي، والمهدي ينعم عليه، فرمي بالزندقة فقتله، وقيل: ضربه سبعين سوطاً فمات، وقيل: ضرب عنقه"، ودفن بالبصرة. وكانت نهايته في عصر الخليفة المهدي.






علي حميد الحمداني :
يوماً، ستصبحُ يا ( بُطَيحَةَ ) شاعرا ... وتهزُّ بالشعرِ الفصيحِ منابرا
ويزوركَ الشعراءُ كي يتعلّموا ... منكَ العَروضَ ويقتنوكَ ذخائرا
يوماً بُطَيْحَةََ ، إنّما من قبلهِ ... ارجعْ لنفسكِ ناقداً ومُحاورا
واحسبْ لسامعِكَ الكثيرَ فإنَّهُ ... يزنُ الكلامَ ولنْ تجدهُ عاذرا
فالشِعرُ ليسَ حجارةً ألقيتَها ... في الهوّةِ الظلماءِ قولاً عابرا
واسمعْ محبكَ إنْ أتاكَ نصيحةً ... فالنصحُ يمنحُهُ المحبُّ بشائرا
كم ناقشوكَ وأنتَ ترفضُ رأيَهمْ ... وتفرُّ من خوضِ النقاشِ مُناورا
أحسبتَ أنّ الشعرَ منكَ فضيلةً ... وفطاحلِ الشعراءِ فَجّاً كافرا
أينَ القواعدُ يا ربيبَ فصولِها ... أينَ البديعُ ، وكنتَ فيها الماهرا
أرسِلْ نسيمَكَ في القوافي واسقِها ... عَذباً زلالاً ، ليسَ مَجّاً جائرا
بالمدحِ، والغَزَلِ الرقيقُ تُزينُهُ ... والفخر، والحزنِ الجميلِ إذا سرى
الشعرُ يقتلهُ الغموضُ إذا بدا ... كالحظِّ في كل المواقعِ عاثرا
راجعْ بنفسكِ ما نظمتَ ولا تكنْ ... كَبشاً عنيداً أو حصاناً طائرا









عنترة :
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ ... وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ
وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني ... وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ
خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً ... لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ
يُنادُونني في السِّلم يا بْنَ زَبيبةٍ ... وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابنَ الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذلَّ مثلي لمثلهم ... ولا خَضعتْ أُسدُ الفَلا للثَّعالبِ






جميل بثينة :
تذكّرَ أنساً، من بثينة َ، ذا القلبُ ** وبثنة ُ ذكراها لذي شجنٍ، نصبُ
وحنّتْ قَلوصي، فاستمعتُ لسَجْرها ** برملة ِ لدٍّ، وهيَ مثنيّة ٌ تحبو
أكذبتُ طرفي، أم رأيتُ بذي الغضا ** لبثنة َ، ناراً، فارفعوا أيها الركّبُ
إلى ضوءِ نارٍ ما تَبُوخُ، كأنّها، ** من البُعدِ والإقواء، جَيبٌ له نَقْب
ألا أيها النُّوّامُ، ويحكُمُ، هُبّوا! ** أُسائِلكُمْ: هل يقتلُ الرجلَ الحبّ؟
ألا رُبّ ركبٍ قد وقفتُ مطيَّهُمْ ** عليكِ، ولولا أنتِ، لم يقفِ الرّكبُ
لها النّظرة ُ الأولى عليهم، وبَسطة ٌ ** وإن كرّتِ الأبصارُ، كان لها العقبُ












إذا قلت ما بي يا بثينه قاتلي ** من الحب ، قالت : ثابت ويزيد
وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به ** تولت وقالت : ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا ** ولا حبها فيما يبيد يبيد
وقلت لها : بيني وبينك فاعلمي ** من الله ميثاق له عهود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها ** وأبليت فيها الدهر وهو جديد
جميل بن معمر (جميل بثينة) (ت. 82 هـ/701 م)
جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي ويُكنّى أبا عمرو (ت. 82 هـ/701 م) شاعر ومن عشاق العرب المشهورين. كان فصيحًا مقدمًا جامعًا للشعر والرواية. وكان في أول أمره راوية لشعر هدبة بن خشرم، كما كان كثير عزة راوية جميل فيما بعد.
نسبه :
نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة من شعراء العصر الأموي. وكان جميلا حسن الخلقة، كريم النفس، باسلاً، جوادًا، شاعرًا، مطبوعًا, مرهف الحس رقيق المشاعر، وصاحبته بثينة وهما جميعًا من عذرة وكانت تُكنى أمّ عبدالملك والتي انطلق يقول فيها الشعر حتى وفاته. ومن ذلك قوله: (مشطور الرجز)
يا أُمّ عبدالملكِ اصرميني ... فبيّني صُرمكِ أو صليني
مضرب شهرته :
افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية، من فتيات قومه وهو غلام صغير[1]، فلما كبر خطبها من أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. فازداد هيامًا بها، وكأن يأتيها سرًّا ومنزلها وادي القرى فتناقل الناس أخبارهما.
وكانت قبيـلـة "عُذرة" -ومسكنها في وادي القرى بين الشام والمدينة- مُشتهرةً بالجمال والعشق حتى قيل لأعرابي من العذريين: "ما بال قلوبكم كأنها قلوب طير تنماث - أي تذوب - كما ينماث الملح في الماء؟ ألا تجلدون؟
قال: إنا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها.
وقيل لأخر فمن أنت؟
فقال من قوم إذا أحبوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عُذريٌّ ورب الكعبة.[1]
عشق جميل قول الشعر وكان لسانه مفطورًا على قوله، يقال أنه كان راوية لهدبة بن خشرم، وهدبة كان شاعراً وراوية للحطيئة وهو أحد الشعراء المخضرمين.
قصد جميل مصر وافدًا على عبد العزيز بن مروان، بالفسطاط، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل، فأقام قليلا ومات ودفن في مصر، ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنًا شديدًا وأنشدت (ولا يُحفظ لها شعرٌ غيره):
وإن سُلُوّي عــن جـميلٍ لَسَـاعةٌ ... مـن الدهـرِ مـا حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا يا جميلَ بـن معمَرٍ ... إذا مـت بأســاءُ الحيــاةِ ولينُهــا








جميل بثينة :
ألا إنها ليست تجود لذي الهوى ** بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسي الواشون أن يتحدثوا ** سوى أن يقولوا إنني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت كريمة ** علىّ وإن لم تصف منك الخلائق







من قصيدة الأعشى يمدح قيس بن معد يكرب الكندي :
لعمرك ما طول هذا الزمن *** على المرء إلا عناء معن
يظل رجيما لريب المنون *** وللسقم في أهله والحزن
وهالك أهل يجنونه *** كآخر في قفرة لم يجن
وما إن أرى الدهر في صرفه *** يغادر من شارخ أو يفن
فهل يمنعني ارتيادي البلا *** د من حذر الموت أن يأتين
أليس أخو الموت مستوثقا *** علي وإن قلت قد أنسأن


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 3:40 pm

من روائع الغزل العربي :
ومغرمة بالنحو قلت لها اعربي * * * حبيبي جار عليه الحب واعتدى
قالت حبيبي مبتدأ في كـلامه * * * فقــــلت لها ضميه إن كان مبتدا


قال أبو جعفر الشّيباني:
أتانا يوماً أبو مَيَّاس الشاعر ونحن في جماعة، فقال:
ما أنَتم فيه ؟ وما تتذاكرون؟
قلنا: نَذْكُر الزمان وفَساده .
قال: كلا، إنما الزمانُ وِعاء وما ألْقِي فيه مِن خَيْر أو
شرّ كان على حاله، ثم أنشأ يقول:
أرَى حُللاً تُصان على أناسٍ ... وأخلاقاً تُدَاسُ فَما تُصَان
يَقولوِن الزمانُ به فَسادٌ ... وهُم فَسدوا وما فَسد الزمان







- قُل: اشتريت رِزْمةَ/ رَزْمةَ ورق، ولا تقل: رُزْمةَ
- قُل: السُّلَحْفاة كائن عجيب، ولا تقل: السُّلْحُفاة
- قُل: رَشَوْتُ المسؤولَ، ولا تقل: رَشَيْتُ









كلمات مذكرة ونخطئ إذا أنثناها
(رأس ، مستشفى ، ذقن )
كلمات مؤنثة ونخطئ إذا ذكرناها
(قوس ، كأس ، ذراع ، كبرياء )
صفات يستوي فيها المذكر والمؤنث
( معطاء ، مفضال ، غيور ، صبور ، فخور ، حنون ، وقور ، عطوف )






إصبع
هذه الكلمة يمكن أن تُنطق بضم الألف أو بكسرها أو بفتحها ، وكذلك يمكن أن تُنطق بضم الباء أو بكسرها أو بفتحها ، أي أن لها تسعة أوجه للنطق بها..
وهمزَ أنملة ثَلِّث وثالثَهُ ** والتسعُ في إصبع واختم بأصبوعِ
وأفصح اللغات (إِصْبَع) بكسر الهمزة وفتح الباء



لا ينشرُ المرء في دنياهُ منشورا
إلا ويلقاه يوم النشر منشــــــــــورا
هناك يلقاهُ منشوراً بصفحتِــــهِ
وفي كتابٍ مبينٍٍ كان مســــــــطورا
بل كل قولٍ وفعلٍ كان عاملَهُ
فسوف يلقاه مخطوطاً ومزبـــــــــورا
وسوف يجزيه ربُّ العالمين بهِ
و لن يغادرَ شيئاً فيه مذكـــــــــــورا
فلتتق اللهَ في ما أنت تنشــــــرُهُ
إن شئتَ ربحاً وإلا كنتَ مخــسورا
ولا يسرُّكَ كُثْرُ المعجبـــيــــنَ به
أو كُثْرُ تعليقِهمْ إن كنتَ مَـــــوْزورا
ولا يسوؤكَ قِلُّ المعجبيـــــــنَ بهِ
أو قِلُّ تعليقِهِمْ إن كنتَ مَأجــــــورا
فقد يسرُّكَ منشــــــــورٌ تصيرُ بهِ
يوم النشورِ لدى الرحمن مثبـــــــورا
وقديسوؤكَ منشــــــــورٌ تصير بهِ
يوم النشور لدى الرحمنِ مســــرورا
والمرء يحظرُهُ في النتِّ صاحبُهُ
فيصبحُ المرءُ من ذا الحظر مكسوراً
ولا يخاف إذا ما جاءمنكســــــــراً
وكان عن جنـــــــــــة الرحمن محظورا
طوبى لمن نُشِرَتْ بيضاءَ صفحتُهُ
و كان يوم نشورِ الناسِ منصـــــورا
قد بيَّضَ الله أيضاً ِ وجهَهُ فأوى
بفضل ربي إلى الجناتِ محبــــورا
ويلٌ لمن نُشِرَتْ سوداءَ صفحتُهُ
وكان يوم نشور الناسِ مدحـــــــــورا
قد سوَّدَ اللهُ أيضــــــــاً وجهَهُ فأوى
بِسُخْطِ ربي إلى النيران محســــــورا
فالمسْ رضا الله فيما أنت تنشرهُ
ولا تكنْ برضا المخلوقِ مغـــــــــــــرورا
وكن بسعيك وجه الله مبتـــــــغياً
لا أن تكون لدى الأقوام مشهــــــــورا
و الزم طريق رسول اللهِ متبعــــاً
وليس مبتدعاً ماليس مأْثــــــــــــــورا
قف عند كل حدود الشـــرع مؤتِمراً
بكل ما فيه أيضاً كنت مأمــــــــــــورا
وكن كذلك مهما عشت منـزجراً
عن كل ما كنت فيهِ ٓ عنه مزجــــــــورا
بذا تسَيَّسْ وأنتِرْ غيرَ مـــــتخذٍ
للواجباتِ أوالقرآنِ مهجــــــــــــــــورا
ًولا تبالِ بأهلِ الأرض قاطبةً
إن كان سعيُك عند الله مشــــــــــكورا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 4:17 pm

إنّ ذئباً أمسكوه ** وتمَارَوا في عِقابه
قال شيخٌ زوجوه ** ودعوه في عــذابه





ما يُقرأ طرداً وعكساً ...
- من القرآن العظيم : ( وربك فكبر ) ( كلٌ في فلك )
- ومن الشعر :
مودته تدوم لكل هولٍ وهل حي مودته تدومُ
- من العبارات والجمل :
* سُوَر حماة بربها محروس
* كبّر رجاء أجر ربك
* دام علا العماد
* أرانا الإله هلالاً أنارا
* سِر فلا كبا بك الفرس
* أرض خضراء ... فيها أهيف ( كل كلمتين قلبهما واحد )
* ليل أضاء هلاله ... أنّى يضيء بكوكب ( تكون كل كلمة قلب نفسها )









الصديق ...

لا أريد بالصديق ذلك القرين الذي يصحبك كما يصحبك الشيطان : لا خير لك إلا في معاداته ومخالفته ... ولا ذلك الرفيق الذي يتصنع لك ويسامحك متى كان فيك طعم العسل لأن فيه روح ذبابة ... ولا ذلك الحبيب الذي يكون لك في همّ الحب كأنه وطن جديد وقد نفيت إليه نفي المبعدين ... ولا ذلك الصاحب الذي يكون كجلدة الوجه : تحمرّ وتصفرّ لأن الصحة والمرض يتعاقبان عليها ، فكل أولئك الأصدقاء لا تراهم أبداً إلى على أطراف مصائبك ، كأنهم هناك حدود تعرف بها أين تبتدئ المصيبة لا من أين تبتدئ الصداقة .
ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها ، وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك ، فسائرك يحن إليه ، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك ، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود ، وإذا مات .. يومئذٍ لا تقول : إنه مات لك ميت ، بل مات فيك ميت ؛ ذلك هو الصديق .

السحاب الأحمر
مصطفى صادق الرافعي









من أخبار ابن دراج الطفيلي

** قيل لعثمان بن دراج : أتعرف بستان فلان ؟
قال : إي والله، وإنه للجنة الحاضرة في الدنيا .
قيل له : فلم لا تدخل إليه، فتأكل من ثماره، تحت أشجاره، وتسبح في أنهاره ؟
قال : لأن فيه كلباً لا يتمضمض إلا بدماء عراقيب الرجال .

** وقال الخطابي لابن دراج : كيف تصنع بأهل العرس إذا لم يدخلوك ؟
قال : أنوح على بابهم، فيتطيرون بذلك، فيدخلوني .

** قال علي بن زيد : يا أبا سعيد، ما أهديت إلي من النوادر؟
قال : مرت بي جنازة ومعي ابني، ومع الجنازة امرأة تبكيه تقول : بك يذهبون إلى بيت لا فرش فيه ولا وطاء، ولا ضيافة ولا عطاء؛ ولا خبز فيه ولا ماء.
فقال لي ابني : يا أبه ... إلى بيتنا والله يذهبون بهذه الجنازة.
فقلت له : وكيف ويلك !
قال : لأن هذه صفة بيتنا.
فضحك علي وقال : قد أمرت لك بثلاثة مئة درهم.

الأغاني لأبي فرج الأصفهاني










كان الإمام السرماري شيخ الإمام البخاري احد أبطال وفرسان الإسلام ..
قتل وحده في المعارك ألف كافر
خرج خلفه في مرة 50 فارسا .. قتل منهم 49 وترك واحد فقط ليخبر بما حدث .. وعلى الرغم من هذا كان زاهدا تقيا عالما عابدا حتى أن العصافير كانت تأكل معه في الطبق
من أقواله:
"ينبغي لقائد الغزاة أن يكون فيه عشر خصال : أن يكون في قلب الأسد : لا يجبن ، وفي كبر النمر : لا يتواضع ، وفي شجاعة الدب : يقتل بجوارحه كلها ، وفي حملة الخنزير : لا يولي دبره ، وفي غارة الذئب : إذا أيس من وجه أغار من وجه ، وفي حمل السلاح كالنملة : تحمل أكثر من وزنها ، وفي الثبات كالصخر ، وفي الصبر كالحمار ، وفي الوقاحة كالكلب : لو دخل صيده النار لدخل خلفه ، وفي التماس الفرصة كالديك ."
-* سير أعلام النبلاء








الأجوبة المُسْتحسنة

دخل معن بن زائدة على المنصور ، فأسرع المشي وقارب الخطى ، فقال له المنصور :
كبرت سنك يا معن ؟
قال : في طاعتك يا أمير المؤمنين
قال : وإنك مع ذلك لجَلْد
قال : على أعدائك يا أمير المؤمنين
قال : وإن فيك لبقية
قال : هي لك يا أمير المؤمنين







الجود : عطاؤك ابتداء قبل السؤال
الكرم : عطاؤك بعد السؤال عن طيب نفس لا عن حياء
السخاء : عطاؤك قدر الحاجة للمعطى إليه لا غير
الإيثار : عطاؤك ما أنت محتاج إليه












الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 10:11 pm

قـالَ تـعالـى:"أوْ مـِـسْكِينـاً ذا مـَـتْرَبـَـةٍ"
(مَـتْرَبَـةٍ) فـي المختار: وتَرُبَ الشيء: أصابـه التراب.
وبـابـه: طَرُبَ..ومـنه:تـَرُب الرجـل.. أي: افتقر.. كـأنـه لـصـق بـالـتراب.
وتَرُبَتْ يـداه: دُعــاءٌ عليــه.. أي: لا أصـاب خـيـراً.
وقـال ابـنُ خـالـويه: أخـبـرنا أبو عبد اللـه نفطـويه عـن ثعلـب.. قـال: يُـقالSad تَرُبَ الـرجـلُ ..إذا إفتقر..) و(أتْرَبَ: إذا استغنى..) ومعـنـاه: صـار مـالُـهُ كالـتـراب كثرة.
* فـإن سألَهُ سـائلٌ فَقال: إذا كـان الأمـرُ كـمـا زَعَـمـتَ..
فما وَجــه قَول رَســـول اللــه"ص" للـرجلِ الـذي اسـتـشـاره فـي الـتـزويـج.. فـقـال:
"عـلـيـك بـذاتِ الـدِّيــنِ تَــرُبَـتْ يَـداك"
والـنّبيُ لا يـدعـو عـلـى أحـَـــدٍ مـن المُؤمنـيـن؟! ففي ذلك أجـوبـةٌ ..والمخـتارُ منـها جـوابـــان:
أحدهـــما: أن يـكـونَ أراد (صلى الله عليه وآله وسلم) الـدُعــاء الذي لا يُـرادُ به الوقــــوع.. كقولهم:للرجـل إذا مدحـــوه: قـاتـلَه اللّـهُ مـا أشْعَره! وأخــزاه اللّـــهُ مـا أعلمــه!
قـال الشاعر:
رمى الله في عيني بثينة بالقذى
وفي الغرّ من أنيابها بالقوادحِ
وفي وجهها الصّافي المليح بقتمة
وفي قلبها القاسي بوّدٍ مماتحِ
والجـــواب الثانــي:أنّ هــذا الكـلام مخرجـــه من الرّســـول (ص) مخرج الـشــرط.. كـأنه قـال: عـلـيـك بذات الدّيـــن تَرُبت يــداك إنْ لـم تـفـعل مـا أمـرتك بـه.
وهــذا أحـــســنُ وهـــو اختيــار ثـــعلــب والمبرد.









الترخيم
هو حذف أواخر الكلم في النداء للتدليل وللتمليح ويقابله في العامية (الدلع)
وهو قسمان إما أن ينتهي بتاء التأنيث وإما ألا ينتهي بتاء التأنيث
*فإن انتهى الإسم بتاء التأنيث رخم مطلقا وذلك مثل فاطمة نقول يا فاطمُ أو ماجدة فنقول يا ماجدُ
* وإن كان المنادى المراد ترخيمه غير مختوم بتاء التأنيث فلا يرخم إلا بشروط 1-أن يكون على اربعة احرف فصاعدا 2-أن يكون علما 3- ألا يكون مركبا تركيبا اسناديا ولا تركيبا اضافيا مثل عثمان نقول يا عثمَ أو يا عثمُ -وجعفر نقول يا جعفَ أو يا جعفُ
أما ما إختلت فيه الشروط ولا يرخم مثل (زيد-عمرو-قائم-قاعد-عبدشمس- دار العلوم-تأبط شرا)
*وللترخيم لغتان 1-لغة من ينتظر(وهو من ينوي مجيئ الحرف المحذوف) وهو يبنى على الضم المقدر على الحرف للترخيم مثل يا فاطمَ (بفتح الميم) منادى مرخم مبني على الضم المقدر على التاء المحذوفة تخفيفا للترخيم في محل نصب 2-لغة من لا ينتظر وهو اللغة التي تعامل المنادى المرخم بعد حذف آخره كأنه كلمة لم يحذف فيها شيئ فيبنى على الضم الظاهر مثل يا فاطمُ منادى مرخم مبني على الضم الظاهر في محل نصب وعلى ذلك يجوز نداء المنادى المرخم كما يلي يا عثمَ يا عثمُ يا مختَ يا مختُ يا قندِ يا قندُ






*التَّنازُع*
هو أن يتقدّمَ عامِلان على معمولٍ مُتأخّر عنهما،وهو مطلوبٌ لكلّ منهما من حيثُ المعنى إمّا على جهةِ التوافق في الفاعليَّةِ لهما أو المفعولية،نحو قوله تعالى:{آتُوني أُفْرِغْ عليْهِ قِطْراً}.
آتوني:يطلبُ(قِطراً)على أنَّهُ مفعولٌ ثانٍ لهُ،وأُفرِغْ:يطلبُهُ على أنَّهُ مفعولُهُ،وأُعْمِلَ الثاني وهو(أُفرِغْ) في (قِطراً)،وأعمل (آتوني)في ضميره،و الأصلُ (آتونيهِ)،ولو أُعمِلَ الأوَّلُ لقيلَ : (أُفرِغْهُ)






لا تقل (مَروحة) بفتح الميم
والصواب (مِروحة) بكسر الميم على وزن (مِفعلة)
وهو اسم آلة مثل مِكنسة - مِطرقة..






من هم الأسباط
مُفرد كلمة أسباط في اللغة العربيّة هو سبط ومعنى السبط في اللغة العربيّة ولد الابنة حيث إنّ ولد الابن يسمى بالحفيد. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر الأسباط في عدة مواقع وقد كان يُقصد بهم هنا أولاد سيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام وهم اثنا عشر ولد الذين أتت منهم طوائف بني إسرائيل، ومن أحد هذه الأيات الكريمة قوله سبحانه وتعالى (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۚ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة الأعراف آية رقم 160. وقد روي أنّ الرسوا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كان ينادي الحسن والحسين أبناء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفاطمة الزهراء بالسبطين كناية عن كونهما أبناء ابنته. وأمّا عن أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام أو الأسباط الاثني عشر فأسمائهم هي روبين، شمعون، يهودا، يساكار، زبولون، بنيامين، دان، ونفتالي، وجاد و أشير، وهناك ابنين اثنين ليوسف عليه السلام وهما منشي وافرائيم وهما يكملون عدد الأسباط الاثني عشر، وهناك لاوي بن يعقوب لكنّهُ لم يحمل اسم السبط. وقد تَمّ تقسيم الأراضي المقدسة في فلسطين من قبل وصي موسى بن عمران عليه السلام يوشع بن نون بين الأسباط ومن ثُمّ أعطى الكهانة لأولاد لاوي ابن يعقوب عليه السلام، وقد عُرف عن أكثر الأسباط وذريتهم إيمانهم القوي بالله وصلاحهم. في بداية الأمر وفي الفترة ما قبل وفاة سليمان عليه السلام كان الأسباط يعيشون تحت حكومة موحدة على الأراضي المقدسة ويعيشون في اتفاق، ولكن وبعد وفاة سيدنا سليمان عليه السلام تم تقسيم الأراضي المقدسة إبى قسمين وتقسيم الحكومة إلى حكومتين، واحدة يحكمها ذرية الأسباط العشرة من ذُريّة يعقوب عليه السلام وسموا دولتهم بمملكة يهوذا، والآخرى يحكمها ذُريّة ابني يوسف عليه السلام وسموا دولتهم مملكة إسرائيل. ومن هنا كبرت هذه الذُريّة وكونت شعوباً وقبائل كثيرة، فمن زبوبون 55 ألف شخص من أعقابه ، ومن أولاد يهودا الخمسة أتى أكثر من 4,400 شخص، ومن أولاد روبين الأربعة أتى 40 ألف شخص، ومن شمعون أتى 60 ألف شخص ودان أيضاً أتى منه نفس العدد. وأما نفتالي فتجاوز أعداد ذُريّته 53 ألف شخص وجاد أكثر من 40 ألأف وأشير أكثر من 41 ألأف ولاوي 22 ألأف وبنيامين أكثر من 35 ألف وأمّا ذُريّة يوسف عليه السلام فوصلت إلى أكثر من 70 ألف.







قال رجل لسفيان :
ما رأيتُ أبا حنيفة يغتاب أحدا؟
فقال سفيان:
هو أعقل من أن يضيع حسناتِه.





"واستح الحياء كلّه من أن تخبر صاحبك أنك عالم وأنه جاهل ؛ مصرِّحا أو مُعرِّضا".!
ابن المقفع







كل اسم يأتي بعد:
سوى ، كل ، بعض ، غير ، مثل
يُعرب: مضافًا إليه مجرورًا.
..
كلمة (اســم ) ..
همزتها همزة وصل فى حال الإفراد والتثنية (اسم،اسمان).
وفى حال الجمع همزة قطع (أسماء).
..
الألف الفارقة بعد الواو
لا تكون إلا فى الأفعال فقط.
لم يذهبوا ، لن يأكلوا ، ناموا






قال الفاروق لرجل غطى وجهه بقناع:
يا هذا إن لقمان قال: «القناع بالليل ريبة، وبالنهار مذلة».
قال: لقمان لم يكن عليه دَين.






مما نُقِلَ عن ابن الجوزي ..
أنه عندما سُئل عن مثل " لأجل عين ألف عينٍ تُكرم" هل له أصل فى القرآن؟
قال: نعم "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم".





سو: شر
بو: الأحمق
وو: تعنى التسويف( سأفعل وأفعل )






قال عبد الله بن المبارك : من أعظم المصآئب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرا ثم لا يبالي ولا يحزن عليه









"استوى"
جاء هذا الفعل في القرآن الكريم على أوجه ثلاثة:
١- أن يتعدى بـ على، فيدل على العلو والارتفاع (ثم استوى على العرش).
٢-أن يتعدى بـ إلى، فيدل على القصد، نحو ( ثم استوى إلى السماء ).
٣-أن يأتي بلا تعدية بحرف، فيدل على الكمال والنضج، نحو قوله تعالى عن سيدنا موسى عليه السلامSadولما بلغ أشده واستوى ءاتيناه حكما وعلما ).








نظر رجل إلى روح بن حاتم واقفا في الشمس عند باب المنصور؛
فقال له: لقد طال وقوفك في الشمس.
فقال: ذلك ليطول جلوسي في الظل.






جاء في كتاب (أخبار أبي القاسم الزجاجي):
قال اليزيدي (أبو محمد يحيى بن المبارك وهو أحد أعلام مدرسة البصرة النحوية من الطبقة الرابعة):
كان يجيئني رجل فيسألني عن آيات من كتاب الله العزيز، وكنت أتبين العنت في سؤاله، وكنت إذا أجبته أرى لونه يربد (أي يتلون) ويسود، فقال لي يوما:أيجوز في كلام العرب أن تقول: أدخلت القوم الدار ثم أخرجتهم رجلا؟ فقلت:لا يجوز ذلك حتى تقول:أخرجتهم رجلا رجلا، تقوله في تفصيل الجنس. ..قال:فكيف قال الله تعالى ((ثم يخرجكم طفلا)) سورة الحج ابه5..فقلت:ليس هذا من ذاك لان الطفل مصدر في الأصل فهو يقع على الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد فتقول: هذا طفل، وهذان طفلان، وهؤلاء طفل..وكما قال تعالى في محكم كتابه ((والطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء)) سورة النور 31..فطفل في الآية موضع أطفال فكأنه قال ثم يخرجكم أطفالا...
قال:فاخبرني عن قوله تعالى ((يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض)) سورة النساء42..من أين لهم الأرض هناك؟ فقلت له: أما سمعت قوله تعالى ((يوم تبدل الأرض غير الأرض)) سورة ابراهيم48...فودوا أن تلك الأرض تسوى بهم...فسكت ولم يعنت بعدها







لا تقل: اعتبرت زيدًا صديقًا.
بل قل: عددت زيدًا صديقًا.
لأن "اعتبرت" تعني اتخذته عبرة وعظة والصواب عددته.
..
لا تقل: تفرقت الآراء.
بل قل: افترقت الآراء.
..
لا تقل: فلان متآمر
بل قل: فلان مؤامر
لأن آمر فلان فهو مؤامر
كقولك:
حارب فلان فهو محارب وليس متحارب
وشارك فلان فهو مشارك ولا نقول متشارك.
..
لا تقل: الطقوس الدينية
بل قل: الشعائر الدينية.
فلا وجود لطقوس في اللغة العربية
..
لا تقل: ماء مالح
بل قل:ماء مِلْح
..
لا تكتب: سأفعل ذلك إنشاء الله
بل اكتب: سأفعل ذلك إن شاء الله
لأن "إنشاء" تعني التعمير
في حين "إن شاء" تعني إن أراد الله
وشتان بين المعنيين .
..
لا تقل: هذه الإمكانيات
بل قل: هذه الإمكانات
..
لا تجمع كلمة مشكلة على مشاكل
بل اجمعها على مشكلات






الفرق بين الجميلة والمليحة :
* الجميلة \ هي التي تأخذ بصرك من بعيد وإن دنت لم تكن كذلك .
* المليحة \ هي التي إذا كررت النظر إليها زادت حُسنا .





















عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في السبت أغسطس 13, 2016 2:31 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 10:37 pm

قال الحسن : نِعَمُ الله أكثر من أن تشكر إلا ما أعان عليه ،
.
وذنوب ابن آدم أكثر من أن يسلم منها إلا ما عفا الله عنه .
.
الكامل للمبرد





أخذ الحجاج لصَّاً أعرابياً فضربه سبع مئة سوط فكلَّما قرعه بسوط
.
قال : اللهم شكراً ؛
.
فأتاه ابنُ عمٍّ له فقال : والله ما دعا الحجاج إلى التمادي في ضربك
.
إلا كثرة شكرك ، لأن اللّه يقول : " ولئن شكرتم لأزيدنكم "
.
فقال : إنَّ هذا في كتاب الله ؛
.
فقال : اللهم نعم ؛
.
فانشأ الأعرابي يقول :
.
يا رب لا شكر فلا تزدني ... أسرفت في شكرك فاعف عني
.
باعد ثواب الشاكرين مني
.
عيون الأخبار لابن قتيبة






قيل : دخل أبو دلامة على المهدي فسلّم ثم قعد
.
وأرخى عينيه بالبكاء .
.
فقال له : ما لك ؟
.
قال : ماتت أم دلامة .
.
فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ! ودخلت له رقّةٌ لما رأى من جزعه ،
.
فقال له : أعظم الله أجرك يا أبا دلامة !
.
وأمر أن يعطى ألف درهم وقال له : استعن بها في مصيبتك .
.
فأخذها ودعا له وانصرف .
.
فلما دخل إلى منزله قال لأم دلامة :
.
اذهبي فاستأذني على الخيزران فإذا دخلت عليها فتباكي
.
وقولي مات أبو دلامة .
.
فمضت واستأذنت على الخيزران ، فأذنت لها ،
.
فلما اطمأنت أرسلت عينها بالبكاء ،
.
فقالت لها : ما لك ؟
.
فقالت : مات أبو دلامة .
.
فقالت : إنا لله عظّم الله أجرك !
.
وتوّجعت لها ثم أمرت لها بألفي درهم ،
.
فدعت لها وانصرفت .
.
فلم يلبث المهدي أن دخل على الخيزران ،
.
فقالت : يا سيدي أما علمت أن أبا دلامة مات ؟
.
قال : لا يا حبيبتي إنما هي امرأته أم دلامة .
.
قالت : لا والله إلا أبو دلامة .
.
فقال : خرج من عندي الساعة آنفاً .
.
فقالت : خرجت من عندي الساعة .
.
وأخبرته بخبرها وبكائها .
.
فضحك وتعجّب من حيلهما .
.
المحاسن والمساوىء لإبراهيم البيهقي







وقال عمرو بن العاص : " ما استودعْتُ رجلاً سرّاً فأفشاه فلمْتُه ،
.
لأني كنتُ أضيقَ صدراً حين استودعْتُه ، وقال :
.
إذا أنت لم تحفظ لنفسك سرّها ... فسرُّك عند الناس أفشَى وأضيَع
.
وكان يقال : " من ضاق قلبُه اتَّسَع َلسانُه " .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص40









حدّثنا حمادُ بنُ إسحاق قال : حدَّثني أبي قال :
.
أسرَّ إليّ العباسُ بنُ الحسنِ سرّاً ،
.
فلمَّا قُمْتُ مِنْ عندِه صاحَ : يا أبا محمد ، أوْكِ وعاءَك، وعمِّ طريقَك .
.
المصون في الأدب للعسكري








ويُروى عن الشعبي أنه قال : قال عبد الله بن العباس :
.
قال لي أبي : يا بني ، إني أرى أمير المؤمنين قد اختصَّك
.
دون من ترى من المهاجرين والأنصار ، فاحفظ عني ثلاثاً :
.
لا يُجَرِّبَنَّ عليك كذباً ، ولا تغتبْ عنده مسلماً ،
.
ولا تُفْشِيَنَّ له سراً ،
.
قال : فقلت له : يا أبه ، كل واحدةٍ منها خير من ألف ،
.
فقال : كل واحدة منها خير من عشرة آلاف .
.
الكامل للمبرد








وقرأتُ في كتابٍ لابنِ المُقفَّع :
.
" الناس على دينِ السُّلطانِ إلا القليل ، فلْيَكنْ للبرِّ والمُروءةِ عنده
.
نَفَاقٌ فَسَيَكْسَدُ بذلك الفُجورُ والدَّناءةُ في آفاقِ الأرض .
.
عيون الأخبار لابن قتيبة ج1 ص2







وذكر أعرابي رجلاً لم يُدْرك بثأره فقال :
.
كيف يُدْرك بثأره مَن في صَدْره من اللُّؤْم حَشْو مرْفقيه ،
.
ولو دُقّت بوجهه الحِجارة لرَضّها ،
.
ولو خَلا بالكَعبة لَسَرَقها .
.
العقد لابن عبد ربه








قال أبو العباس : وحدثني التوزي قال : حدثني محمد بن عباد بن
.
حبيب بن المهلب - أحسبه عن أبيه - قال :
.
لما انقضى يوم الجمل خرج علي بن أبي طالب رحه الله ذلك
.
اليوم ومعه قنبر ، وبيده شعلة من النار يتصفح القتلى
.
حتى وقف على رجل - قال التوزي فقلت : أهو طلحة ؟
.
قال نعم - فلما وقف عليه - قال :
.
أعْزِزْ علي أبا محمد أن أراك مُعَفَّراً تحت نجوم السماء
.
وفي بطون الأودية
.
شفيتُ نفسي وقتلتُ معشري ، إلى الله أشكو عُجَرِي وبُجَرِي .
.
قوله : معفراً أي ملصق الوجه بالتراب ، ويقال للتراب : العَفَر والعَفْر
.
يقال : ما مشى على عفْر التراب مثل فلان .
.
وقوله: " إلى الله أشكو عجري وبجري " ، يقول: ما أُسِرُّ من أمري.
.
قال الأصمعي: هو قول سائرٌ. في أمثال العرب:
.
" لقي فلانٌ فلاناً فأَبَثَّه عجره وبجره " .
.
الكامل للمبرد
...........................................
.
قال أبو عبيد : وأصل العُجَر العروق المتعقدة وأما البجر فهي أن تكون تلك في البطن خاصة ، وقيل العجر العروق المتعقدة في الظهر والبجر العروق المتعقدة في البطن ، يريد أنه يشكو إلى الله تعالى أموره كلها ما ظهر منها وما بطن








ويُروى أن المأمون قال لمحمد بن عباد المهلبي
.
- وكان من أجود الناس - :
.
بلغني يا محمد أنك تصُبّ المال صباً ،
.
قال : يا أمير المؤمنين ، حَبْس الموجود سوءُ الظن بالمعبود .
.
الفاضل للمبرد









قال أبو الوليد عن محمد بن إسحاق : لما فرغ إبراهيم خليل الرحمن
.
من بناء البيت الحرام ، جاءه جبريل عليه السلام
.
فقال : طف به سبعاً ، فطاف به سبعاً ، هو وإسماعيل .
.
يستلمان الأركان كلها في كل طواف ،
.
فلما أكملا سبعاً صليا خلف المقام ركعتين .
.
قال : فقام معه جبريل فأراه المناسك كلها :
.
الصفا والمروة ومنى ومزدلفة وعرفة .
.
فلما دخل منى وهبط من العقبة ، مثُل له إبليس عند جمرة ،
.
فقال له جبريل : ارمه ، فرماه إبراهيم بسبع حصيات ،
.
فغاب عنه ؛ ثم برز له عند الجمرة السفلى ،
.
فقال له جبريل : ارمه ، فرماه بسبع حصيات مثل حصى الخذف ،
.
فغاب عنه إبليس ؛
.
ثم مضى إبراهيم في حجه وجبريل يوقفه على المواقف
.
ويعلمه المناسك حتى انتهى إلى عرفة .
.
فلما انتهى إليها ، قال له جبريل : أعرفت مناسكك ؟
.
قال : نعم ،
.
قال : فسُميت عرفات بذلك .
.
قال : ثم أمر إبراهيم عليه السلام أن يؤذن في الناس بالحج ،
.
فقال إبراهيم : يا رب وما يبلغ صوتي ؟
.
قال الله جل ثناؤه : أذِّن ، وعليّ البلاغ ،
.
قال : فعلا إبراهيم على المقام فأشرف به حتى صار
.
أرفع الجبال وأطولها فجُمعت له الأرض يومئذ :
.
سهلها ، وجبلها ، وبرها ، وبحرها ، وإنسها ، وجنها
.
حتى أسمعهم جميعاً ،
.
فأدخل إصبعيه في أذنيه وأقبل بوجهه يميناً وشمالاً
.
وشرقاً وغرباً وبدأ بشق اليمين فقال : أيها الناس
.
كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق ،
.
فأجيبوا ربكم فأجابوه من تحت التخوم السبعة ،
.
ومن بين المشرق والمغرب إلى منقطع التراب من أقطار الأرض كلها :
.
" لبيك اللهم لبيك " .
.
قال : وكانت الحجارة على ما هي اليوم ،
.
إلا أن الله عز وجل أراد أن يجعل المقام آية .
.
فكان أثر قدميه في المقام آية إلى اليوم .
.
قال : أفلا تراهم اليوم يقولون : " لبيك اللهم لبيك " .
.
فكل من حج إلى اليوم فهو ممن أجاب إبراهيم .
.
وأثر قدمي إبراهيم في المقام آية .
.
وذلك قوله تعالى : " فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً " .
.
نهاية الأرب للنويري







قال أبو الحسن : سمعتُ أعرابيّاً في المسجد الجامع
.
بالبصرة بعد العصر ، سنة ثلاثة وخمسين ومئة ،
.
وهو يقول : أمّا بعد فإنّا أبناءُ سبيل ، وأنضاءُ طريق ،
.
وفَلُّ سَنة ، فتصدَّقُوا علينا ؛ فإنه لا قليلَ من الأجر ،
.
ولا غِنَى عن اللّه ، ولا عَملَ بعد الموت ،
.
أمَا واللّه إنّا لَنقومُ هذا المقام وفي الصّدر حَزازة ،
.
وفي القلب غُصَّةٌ .
.
البيان والتبيين للجاحظ







وستجدُ في الناسِ مَنْ قد جَرَّبَتْهُ الرجالُ قبْلَك ، ومَحَضَهُ اخْتِبَارُهم لك ،
.
فمَنْ كانَ معروفاً بالوفاءِ في أوقاتِ الشدةِ وحالاتِ الضرورة ، فنافِسْ فيه
.
واسْبِقْ إليه ؛ فإنَّ اعْتِقادَه أنْفَسُ العُقَدِ ، ومَنْ بَلاهُ غيرُكَ فكشَفَ عن كُفْرِ
.
النِّعمة ، والغدرِ عند الشدة ، فقد حَذَّرَكَ نفسَه وإنْ آنَسَك ، وكما غَدَرَ
.
بغيرِكَ يغدِرُ بك ؛ فإنَّ مَنْ شِيْمَتُه الوفاءُ يَفِي للصديقِ والعدوّ ،
.
ومَنْ طبيعتُه الغَدْرُ لا يَفِي لأحد ، وإنما يميلُ مع الرُّجحان : يَذِلُّ عندَ
.
الحاجَةِ ويَشْمَخُ مع الاسْتِغْناء .
.
رسائل الجاحظ (ت255هـ) ج1 ص123
.
اعتقاده أنفس العقد : أراد أنفس ما يقتني ، وأصل العقدة الضيعة يقتنيها الرجل









وقيل لخُرَيم المُرِّيّ - وهو المُنَبَّزُ بخُرِيمٍ النَّاعم : ما النِّعمة ؟
.
فقال : الأمن ، فإنَّه ليس لخائفٍ عيشٌ ؛ والغنى ، فإنَّه ليس لفقيرٍ عيشٌ ؛
.
والصِّحَّة ، فإنَّه ليس لسقيمٍ عيشٌ .
.
قيل : ثم ماذا ؟
.
قال : لا مزيدَ بعد هذا .
.
الكامل للمبرد ج2 ص698









قالت العرب في نوادر كلامها : نزت به البطنة .
.
أي أطفاه الشبع ، وأبطرته الكفاية ،
.
وأترفته النعمة حتى بطر وأشر ، واضطرب وانتشر .
.
ومن أجل ذلك قال بعض السلف الصالح :
.
العافية ملك خفي لا يصبر عليها إلا ولي ملهم ، أو نبي مرسل .
.
هذا ، والناس مع اختلافهم يحبون العافية ، ويميلون إلى الراحة ، .
.
ويعوذون من الشر ، ومما يورث منه ، ويستعقب عنه .
.
الهوامل والشوامل للتوحيدي









وقيل لأعرابي : ما السرور ؟
.
قال : لبس البالي في الصيف ، والجديد في الشتاء .
.
وقيل لآخر : ما النعيم ؟
.
قال : الماء الحار في الشتاء ، والبارد في الصيف .
.
العقد لابن عبد ربه






عدل سابقا من قبل الطيب الشنهورى في السبت أغسطس 13, 2016 2:33 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 10:40 pm

إنَّ الحياة جميلةٌ في صاحبٍ..
يهديك عَذْبا من جميل يجمعهْ..
ويكف عنك السوء دوما صادقٌ..
ليس المخادع أو كذاك الإمعةْ..
يخفي أساه ولا يريد لخلهِ..
أن يبصر الجرح الذي قد أوجعهْ..
وإذا خلا في جوف ليلٍ مظلمٍ..
بثَّ الشجون به وأسبل أدمعه








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2016 10:47 pm

كانت الشيماء (حذافة بنت الحارث) رضي الله عنها (وهي أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وحاضنته) تلاعبه وهو صغير عند حليمة وتنشد:
يا ربنا أبقِ لنا محمدا
حتى أراه يافعاً وأمردا
ثم أراه سيّداً مسوّدا
واكبِتْ أعاديهِ معاً والحُسّدا
وأعطهِ عزاً يدومُ أبدا
كان أبو عروة الأزدي ينشد هذا ثم يقول: ما أحسن ما أجاب الله دعاءها!
اللهم صل وسلم وبارك عليه وارضَ عن صحابته الغر الميامين




وقال بشر بن الحرث: خرج فتى في طلب الرزق، فبينما هو يمشي فأعيا، فآوى إلى خراب يستريح فيه، فبينما هو يدير بصره إذ وقعت عيناه على أسطر مكتوبة على حائط، فتأملها فإذا هي:
إني رأيتك قاعداً مستقبلي ... فعلمت أنك للهموم قرين
هون عليك وكن بربك واثقاً ... فأخو التوكل شأنه التهوين
طرح الأذى عن نفسه في رزقه ... لما تيقن أنه مضمون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال: فرجع الفتى إلى بيته، ولزم التوكل وقال: اللهم أدبنا أنت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2016 1:19 pm

جوب:
الجوب قطع الجوبة وهى كالغائط من الأرض ثم يستعمل في قطع كل أرض
، قال تعالى: (وثمود الذين جابوا الصخر بالواد)
ويقال هل عندك جائبة خبر ؟ وجواب الكلام هو ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع، لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب، قال تعالى: (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا) والجواب يقال في مقابلة السؤال،
والسؤال على ضربين: طلب المقال وجوابه المقال، وطلب النوال وجوابه النوال،
فعلى الأول: (أجيبوا داعي الله) وقال: (ومن لا يجب داعي الله)
وعلى الثاني قوله: (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما) أي أعطيتما ما سألتما،
والاستجابة قيل هي الإجابة وحقيقتها هي التحري للجواب والتهيؤ له، لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها منها قال تعالى: (استجيبوا لله وللرسول) وقال: (ادعوني أستجب لكم - فليستجيبوا لي - فاستجاب لهم ربهم - ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات - والذين استجابوا لربهم)
وقال تعالى: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان - فليستجيبوا لي - الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح).






*التوكيد اللفظي*
يَكونُ بإعادة اللفظ سواءً كان فعلاً نحو: (حضرَ حضرَ القاضي) أو اسماً ظاهراً أو ضميراً منفصلاً كقول الشاعر:
فإيَّاكَ إيَّاكَ المراءَ فإنَّهُ~~~إلى الشَّرّ دعَّاءٌ وللشَّرّ جانبُ
أو حرفاً نحو قول جميل بثينة:
لا لا أبوحُ بحبّ بُثنَةَ إنَّها~~~أخذت عليَّ مواثقاً وعُهُودا







صلاة ُالأعْرابي
خفَّفَ أعْرابيٌّ صلاتَه َ ، فقامَ إليهِ عليُّ بنُ أبى طابٍ - رَضِي الله ُعنهُ - بالدُرَّة ِ، وقالَ :

أعِدْها .

فلمَّا فرَغَ الأعْرابىُّ قال:

أهذِه ِخيْرٌ أم ِالأُولَى ؟

فقال علىُّ :

بلْ .. الأُولَى ..

قالَ :

لمَ ؟

فقال علىُّ :

لأنَّ الأُولَى صلَّيْتَها لله ِعزَّ وجَلَّ ، وهَذِه ِفَرَقَاً مِنَ الدُرَّة. ِ











وقف حسود و بخيل بين يدي أحد الملوك ، فقال لهما : اقترحا علي ، فإني سأعطي الثاني ضعف ما يطلبه الأول . فصار أحدهما يقول للآخر : أنت أولا ، فتشاجرا طويلا ، و كان كل منهما يخشى أن يقترح أولا ، لئلا يصيب الآخر ضعف ما يصيبه . فقال الملك : إن لم تفعلا ما أمرتكما به ، قطعت رأسيكما ، فقال الحسود : يا مولاي اقلع إحدى عيني ...













الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2016 7:55 pm

أخوض بزورقي بحر المآسي
ودون مقاصدي بعدٌ سحيق

يخادعني العدوُّ فما أبالي
وأبكي حين يخدعني الصديق

ولا يغررك مظهر من يحابي
وفوق لسانه لفظٌ أنيق

فبعض المدح للإنسان ذمٌ
وبعض البر في الدنيا يعوق

ألا يا ماكراً بالناس مهلاً
فمكر الماكرين بهم يحيق

(العشماوي)










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2016 8:19 pm

حنانيك
العرب تقول حَنَانَكَ يا رب وحَنَانَيْكَ يا رب بمعنى واحد أي رحمتك (مختار الصحاح) ، و"حنانيك" مصدر سماعي جاء بصيغة المثنى لفظًا لا معنى ، ولكنه أريد به التكثير ، مثل لبيك وسعديك ودواليك ، قال طرفة بن العبد:
أبا منذر أفنيتَ فاستبق بعضنا ** حنانَيْكَ بعض الشر أهوَن من بعضِ





إصبع
هذه الكلمه يمكن أن تُنطق بضم الألف أو بكسرها أو بفتحها ، وكذلك يمكن أن تُنطق بضم الباء أو بكسرها أو بفتحها ، أي أن لها تسعة أوجه للنطق بها..
وهمزَ أنملة ثَلِّث وثالثَهُ ** والتسعُ في إصبع واختم بأصبوعِ
وأفصح اللغات (إِصْبَع) بكسر الهمزة وفتح الباء









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 12, 2016 8:26 pm

وأما قول نصيب :
.
أهيم بدعدٍ ما حَيِيْتُ وإن أمُتْ ... أُوَكِّلْ بدعدٍ من يهيم بها بعدي
.
فلم تجدِ الرواة ولا من يفهم جواهر الكلام له مذهباً ،
.
وقد ذكر عبد الملك لجلسائه ذلك فكلٌ عابَه ،
.
فقال عبد الملك : فلو كان إليكم كيف كنتم قائلين ؟
.
فقال رجل منهم : كنت أقول :
.
أهيم بدعدٍ ما حييت وإن أمت ... فَوَا حزناً من ذا يهيم بها بعدي !
.
فقال عبد الملك : ما قلت والله أسوأ مما قاله ،
.
فقيل له : فكيف كنت قائلاً في ذلك يا أمير المؤمنين ؟
.
فقال كنت أقول :
.
أهيم بدعدٍ ما حييت فإن أمت ... فلا صَلُحتْ دعدٌ لذي خُلَّةٍ بعدي
.
فقالوا : أنت والله أشعر الثلاثة يا أمير المؤمنين .
.
الكامل للمبرد





وقال قيس بن عاصم : يا بني تميم ،
.
اصحبوا من يذكر إحسانكم إليه ، وينسى أياديه إليكم .
.
الكامل للمبرد







قال : حدثنا أحمد بن سهل ، أبو عبد الرحمن ، قال :
.
قدم علينا سعد بن زنبور ، فأتيناه فحدثنا ، قال :
.
كنا على باب الفضيل بن عياض ، فاستأذنا عليه ، فلم يؤذن لنا ،
.
قال : فقيل لنا : إنه لا يخرج إليكم إلا أن يسمع القرآن ،
.
قال : وكان معنا رجل مؤذن ، وكان صيتاً فقلنا له : اقرأ
.
فقرأ : " ألهاكم التكاثر " ، ورفع بها صوته ،
.
قال : فأشرف علينا الفضيل ، وقد بكى حتى بلَّ لحيته بالدموع ،
.
ومعه خرقة ينشف بها الدمع من عينيه ، وأنشأ يقول :
.
بلغت الثمانين أو جزتها ... فماذا أؤمل أو أنتظر ؟
.
أتاني ثمانون من مولدي ... وبعد الثمانين ما ينتظر ؟
.
علتني السنون فأبلينني .
.
قال : ثم خنقته العبرة ،
.
قال : وكان معنا علي بن خشرم فأتمه له ، فقال :
.
فدقت عظامي وكلّ البصر
.
معجم الأدباء لياقوت الحموي









دخل أعرابي من ثقيف على خالد بن عبد الله القسري ،
.
فشكا إليه قلة المطر ، وجفوف الشجر ،
.
وكثرة العيال ، وعُدم المال .
.
وكان خالد مبغضاً لثقيف ،
.
فقال : أمَّا ما ذكرته من قلة المطر
.
فودِدْتُ أن الله جلَّ اسْمُه
.
ضرب بينكم وبين السماء صفائح من حديد ؛
.
وجعل مسيلها مما يلي البحر ،
.
فلا تصل إليكم قطرة من مائها .
.
وأما ما ذكرت من يبس الشجر
.
فوددت أن الله أحرق ما لديكم من ذلك .
.
وأما ما ذكرت من قلة المال وكثرة العيال
.
فوددت أن الله قطع يديك ورجليك ولم يجعل لأهلك كاسباً غيرك .
.
فقال : أيها الأمير ؛ أصلحك الله ،
.
وطِئْتُ أرضك ، وأمَّلْت رِفْدَك ، فلا تصرفْني بحسرة الحرمان ،
.
واجعل قِرايَ منك بقدر أملي فيك ، لا بقدر نسبي عندك .
.
قال : يا غلام ، أعطه بدرة ، ثم زاده أخرى .
.
جمع الجواهر للحصري
..........................................
القرى : ما يقدم للضيف ، بدرة : صرة فيها عشرة آلاف








بعث بشامة بن الأعور إلى أهله ثلاثين شاة
.
ونحياً صغيراً فيه سمن ، فسرق الرسول شاة واحدة
.
وأخذ من رأس النحي شيئاً من السمن .
.
فقال لهم الرسول : ألكم حاجة أخبره بها ؟
.
قالت امرأته : أخبره أن الشهر محاق ،
.
وأن جدينا الذي كان يطالعنا وجدناه مرثوماً .
.
فارتجع منه الشاة والسمن .
.
التذكرة الحمدونية لابن حمدون
.........................................
مرثوم : أي قد دَمِيَ كنّت به عن النقصان






وقال ابن أبي حازم :
كَمْ إلى كم أنت للحِر ... ص وللآمال عبْد
.
ليس يُجْدِي الحِرْصُ وَالسعـ ... ـيُ إذا لم يك جد
.
ما لما قد قَدَّرَ اللـ ... ـه من الأمر مردُّ
.
قد جرى بالشرِّ نَحْسٌ ... وجَرَى بالخير سعد
.
وجرى الناسُ على جَر ... يهما قبل وبعد
.
أَمِنوا الدهر وما للدَ ... هر والأيام عهد
.
غالَهُم فآصطَلَم الجمْـ ... ـع وأفنى ما أعدوا
.
إنّها الدنيا فلا تحـ ... ـفل بها جزرٌ ومدُّ
.
العقد الفريد








ورُويَ أنَّ سليمان بن عبد الملك لبس أفخرَ ثيابِه ، ومسَّ أطيبَ طيبِه ،
.
ونظرَ في مرآةٍ فأعجبَتْه نفسُه وقال : أنا الملك الشابّ !
.
وخرج إلى الجمعة ، وقال لجاريته : كيف ترين ؟
.
فقالت :
.
أنتَ نعمَ المتاعُ لو كنتَ تبقى ... غيرَ أنْ لا بقاءَ للإنسانِ !
.
ليس فيما بدا لنا منكَ عيبٌ ... عابَه النّاس غيرَ أنّك َفانِ !
.
فأعرضَ بوجْهِه ، ثمّ خرجَ فصعِدَ المنبرَ وصوتُه يُسمعُ آخرَ المسجد ،
.
ثم ركبتْه الحُمَّى ، فلمْ يزلْ صوتُه ينْقُصُ حتى ما يسمعُه مَنْ حولَه ،
.
فصلى ورجعَ بين اثنين يسحبُ رجليه ، فلمّا صار على فراشِه قال
.
للجارية : ما الذي قلتِ لي في صحنِ الدّار وأنا خارج ؟
.
قالت : ما رأيتُكَ ولا قلتُ لكَ شيئاً ، وأنَّى لي بالخروجِ إلى صحن الدار ؟
.
فقال : إنّا لله وإنا إليه راجعون ، نُعِيَتْ إليَّ نفسي .
.
ثم عَهِدَ عهدَه وأوصى وصيَّتَه ،
.
فلم تَدُرْ عليه الجمعة الأخرى إلّا وهو في قبره رحمه الله تعالى .
.
سراج الملوك للطرطوشي ج1 ص67







لغز
.
أنشد ابن الأعرابي :
.
يا سبعة كلهم إخوان
.
ليسوا يموتون وهم شبان
.
لم يرَهم في موضعٍ إنسان
.
ربيع الأبرار للزمخشري ص 27 .
.

وهي أيام الجمعة .










" ملح لمحمد بن مطروح الأعرج "
.
وسأله رجل يوماً : ما تقول يرحمك الله في رجل مات يوم الجمعة ،
.
أيعذب عذاب القبر ؟
.
قال : يعذب يوم السبت .
.
العقد لابن عبد ربه






عن محمد بن العلاء الكاتب أنه قال :
.
قال حمزة بن بيض لغلام له :
.
أي يوم صلينا الجمعة في الرصافة
.
ففكر الغلام ساعة ثم قال : يوم الثلاثاء .
.
أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 2:18 pm

أبو البقاء الرندي:
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم ** قتلى وأسرى فما يهتز إنسان ؟
ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ ** وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ ** أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ ** أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم ** واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ ** عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ ** لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما ** كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً ** والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ ** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ





من رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي :
لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ ** فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ ** مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد ** ولا يدوم على حالٍ لها شان
يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ ** إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ ** وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
وأين ما حازه قارون من ذهب ** وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
أتى على الكُل أمر لا مَرد له ** حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ






من شعر ابن زيدون:
صبراً ‍! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني ** بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني!
يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ ** كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ
واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ ** وَإنْمَا الدّهْرُ، بالمَكْرُوهِ، يَرْمِيني
وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ ** إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني
أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً ** لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ، يَفْدِيني
يا رَبِّ قَرّبْ، على خَيرٍ، تَلاقِينَا ** بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ




ابن زيدون :
لنَا في سوانَا عبرة ٌ غيرَ أنّنَا ... نُغَرّ بِأطْماعِ الأماني فَنغْتَرّ
إذا الموْتِ أضحى قَصْرَ كلّ مُعَمَّرٍ ... فإنّ سَوَاءً طالَ أوْ قَصُرَ العُمْرْ
ألمْ ترَ أنَ الدّينَ ريعَِ ذمارُهُ ... فَلَمَ يُغْنِ أنصارٌ عَديدٌ ولا وَفْرُ
ابن زيدون هو : أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة[1] - أول رجب 463 هـ/4 أبريل 1071 م) شاعر أندلسي، برع في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
ابن زيدون كان وزيرا، وكاتبا، وشاعرا من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس. اتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتمد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
ويذكر الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي: (أحب ابن زيدون الشاعرة والأديبة ولادة ابنة الخليفة المستكفي التي كانت تعقد الندوات والمجالس الأدبية والشعرية في بيتها وبادلته حبا بحب وقد أنشد في حبها الشعر الكثير شعرا فياضا عاطفة وحنانا وشوقا ولوعة وولها الأمرالذي جعلنا نتغنى في شعره إلى وقتنا هذا وسيبقى خالدا للأجيال بعدنا حبا صادقا)
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجلاً مقرباً إلى أن توفي بإشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
أشهر قصائده، نونيته:
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا ... وناب عن طيب لقيانا تجافينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ... شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
يكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
حالت لبعدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
من آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان "ولادة" إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولادة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.









عمرو بن مالك الشنفرى :
وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى ... وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ ... سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
عمرو بن مالك الشنفرى
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان. شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .
الشنفرى هو من شعراء الصعاليك والصعاليك هم فئة من فتيان الجاهلية خلعتهم قبائلهم وتبرأت منهم، إما لسوء تصرفاتهم أو لسواد وجوههم .
فلما رأوا أنفسهم منبوذين وهم من أبناء القبائل نظموا أنفسهم في جماعات ، لكل جماعة قائد وأطلقوا على أنفسهم اسم الصعاليك.
والصعلوك معناه الفقير ، ولكن معنى الكلمة اتسع وصار له معنى آخر فأصبح يعني نوعا من الفتوة ،لأن الصعاليك جعلوا شعارهم التشرد والغزو وقطع الطريق على الأغنياء ونهب أموالهم وإعطاءها للفقراء .
وكان زعيم الصعاليك في بلاد نجد عروة بن الورد التميمي أما في تهامة فكان زعيمهم تأبط شرا.
ومن الصفات التي لازمت الصعاليك وتمدحوا بها :قلة النوم وسرعة الجري وتحمل المشاق وقلة الشكوى والشجاعة التي لا تعرف الخوف ومن الصعاليك من زعم أنه تزوج في تشرده غولا وانجب منها أولادا وهم يزعمون أن الغول هي من الجن ويروون قصصا عن مغامراتهم معها في ليالي الشتاء .
والشنفرى من عشيرة الإواس بن الحجر الأزدية اليمنية فهو قحطاني النسب ومعنى الشنفرى أي الغليظ الشفاه وأمه حبشية وقد ورث عنها سوادها وقد ورث عنها سوادها ولم ينشأ في قبيلة الأزد وغنما في قبيلة فهم ويضطرب الرواه في سبب نزوله مع أمه وأخ له بها وربما أقرب ما يروونه أن قبيلته قتلت أباه فتحولت أمه عنها إلى بني فهم ...ويقال أن الذي روضه على الصعلكة وقطع الطرق هو تأبط شرا وهو خاله ومازال يغير على الأزد وينكل بها حتى قتل تسعة وتسعين انتقاما لأبيه لكنهم رصدوا له كمينا فيقع فيه ويمثلون به تمثيلا فظيعا يقطعون جسده تقطيعا ويقال أن رجلا عثر بجمجمته فعقرته فمات وبذلك يبلغ قتلاه من الأزد المائة وهو صاحب القصيدة الجاهلية المشهورة (لامية العرب ) الذي يقول فيها :
أقيموا بني أمي ، صــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــواكم لأميلُ !







ذكرالإمام القرطبي أن عيسى الهاشمي كان يحب زوجته حبا شديداً فقال لها يوماً :
أنت طالق ثلاثاً إن لم تكوني أحسن من القمر ، فاحتجبت عنه وقالت : طلقتني ؟
فحزن حزناً شديدا ، وذهب إلى الخليفة المنصور وأخبره الخبر ، فاستحضر الفقهاء واستفتاهم ، فقال جميع من حضر : قد طلقت إلا رجلاً واحداً من أصحاب أبي حنيفة بقي ساكتاً ،
فقال له المنصور : ما لك لا تتكلم ؟
فقال يا أمير المؤمنين : يقول الله تعالى : { لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم } فليس شيء أحسن من الإنسان ، فقال : صدقت ، وردها إلى زوجها.








فى التفضيل تفول العرب :
مرعىً ولا كالسَّعدان ، وماء ولا كصدَّاء ، وفتى ولا كمالك ، ومندوب ولا كصخرٍ ، وفارس ولا كعمروٍ ، وكاتب ولا كعبد الحميد ، وجبار ولا كالرشيد .
ويقول البحتري :
وَكُلٌ لَهُ فَضْلُهُ والحُجُو ... ل يومَ التَّفَاخُرِ دونَ الغُرَرْ








يقول العرب:
إذا عزَّ أخوكَ فهنْ .
أي: إذا عازك فياسره، وإذا خاشنك فلاينه .
ويقول أبو سليمان الخطابي:
مَا دُمْتَ حَيَّاً فَدَارِ النَّاسَ كُلَّهُمُ ... فَإنَّمَا أَنْـتَ في دَارِ المُـدَارَاةِ
دُنْيَاكَ ثَغْرٌ فَكُنْ مِنْهَا عَلَى حَذَرٍ ... فَالثغْرُ مَثْوى مَخَافَاتٍ وآفاتِ





قال يونس الربع :
قُلْ للأَدِيبِ أَبي الحَدَّادِ مَسْأَلَةٌ ... جَاءَتْ إِلَيْكَ وَمَا نَرْجُو سِوَاكَ لَهَا
مَاذَا عَلَی رَجُلٍ رَامَ الكِتَابَ فَمُذْ ... لاحَتْ لخَاطِرِهِ ذَاتُ الجَمَالِ لَهَی
فقلت:
لا شَيءَ في نَظْرَةٍ جَاءَتْ مُغَضَّضَّةً ... إذَا تَمَنَّعَ مِنْ ذَاتِ الجَمَالِ سَهَا
إنَّ الجَمَالَ وَكُلُّ الخَلْقِ يَعْشَقُهُ ... إذَا تَعَرَّضَ في قَلْبِ الجَلِيدِ وَهَى
وقد قال د. سليمان إسماعيل : أهذه فتوى عامة أم خاصة ؟
ثم إنها تحتاج منك إلى فك المنظوم ليسهل فهمها للعموم .
فقال: يا دكتور سليمان :
والقَولُ في بَابِهِ المنْظُومِ مُغْتَفَرٌ ... ولا سَمَاحَ إذَا مَا كَانَ مَنْثُورَا
يُخْفِي لَنَا الشِّعْرُ أقْوَالاً لَنَا سَطَعَتْ ... والنَّثْرُ يَفْضَحُ مَا قَدْ كَانَ مَسْتُورَا
فقال د. سليمان :
أحْسَنْتَ قَولاً جَزَاكَ اللهُ مَغْفِرَةً ... وَقَدْ أَفَدْتَ بمَا قَدْ قَلْتَ مَشْكُورَا







كرمُ الطَّبعِ شيمة ُ الأَمجادِ ... وجفاءُ الأَخلاقِ شأْنُ الجمادِ
لنْ يسودَ الفتى ولو ملكَ الحكـ ... ـمة َ ما لمْ يكنْ منَ الأجوادِ
ولعمري لرقَّةُ الطَّبعِ أولى ... منْ عنادٍ يجرُّ حربَ الفسادِ
قدْ ينالُ الحليمُ بالرّفقِ ما ليـ ... ـسَ ينالُ الكميُّ يومَ الجلادِ
البارودي








البارودي :
رُبَّ خلٍّ تراهُ طلقَ المحيَّا ... وهو جهمُ الضميرِ بالأحقادِ
فتأمَّلْ مواقعَ اللَّحظِ تعلمْ ... ما طوتْهُ صحائفُ الأكبادِ
إنَّ في العينِ وهي عضوٌ صغيرٌ ... لدليلاً على خبايا الفؤادِ
فاعتصمْ بالنُهى تفزْ بنعيمِ الد ... هرِ غضّاً، فالعقلُ خيرُ عتادِ
إنَّ في الحكمةِ البليغةِ للرّو ... حِ غذاءً كالطبِّ للأجسادِ




أبو العتاهية :
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ ... ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ ... ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ ... وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ... ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ






أبو العتاهية :
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ ... كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما ... يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ ... ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ








جَزَى اللهُ عَنَّا المَوْتَ خَيْرًا فَإِنَّهُ ... أَبَرُّ بِنَا مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَأَرْأَفُ
يُعَجِّلُ تَخْلِيصَ النُّفُوسِ مِنَ الأَذَى ... وَيُدْنِي مِنَ الدَّارِ الَّتِي هِيَ أَشْرَفُ






وأَشَدُّ مِنْ يَوْمِ الوَدَاعِ عَلَىَّ مَا ** أُخْفِيهِ مِنْ حُزْنٍ ومِنْ أَوْجَاعِ
لَمْ يَأْتِ يَوْمٌ بَعْدَ يَوْمِ وَدَاعِنَا ** إلَّا وكَانَ كَمِثْلِ يَوْمِ وَدَاعِ
فَلْتَرْحَمِ الذِّكْرَى فَقَلْبِىَ لَمْ يَعُدْ ** بَعْدَ الفِرَاقِ يَبِيتُ فِى أَضْلَاعِي
وَدَّعْتَهَا يَا قَلْبُ أَمْ وَدَّعْتَنِي ؟ ** فَإِلَى اللِّقَاءِ فَقُمْ بِدَوْرِ النَّاعِي










من شعراء الأندلس :
أبو إسحاق الألبيري، أبو البقاء الرندي، أبو الحسن الششتري، أبو بكر بن عمار.
ابن ابي الخصال، ابن الأبار، ابن الأبار الخولاني الإشبيلي، ابن الحاج النميري، ابن الزقاق البلنسي، ابن الكتاني، ابن بسام، ابن جزي الكلبي، ابن حمديس، ابن خفاجة، ابن دراج القسطلي، ابن زمرك، ابن زيدون، ابن سفر المريني، ابن سهل الأندلسي، ابن عبد ربه، ابن عميرة المخزومي، ابن قزمان، ابن هانئ، ابن هانئ الأصغر، اعتماد الرميكية، الأعمى التطيلي، التطيلي الأعمى، المعتمد بن عباد.
حمدة بنت المؤدب، ذو الوزارتين، صاعد البغدادي، عائشة القرطبية، عبادة القزاز، عبادة بن ماء السماء، قاسم بن محمد الغساني، لسان الدين بن الخطيب، محمد بن صالح القحطاني، مهجة بنت التياني، نزهون، ولادة بنت المستكفي، يحيى بن هذيل، يوسف بن هارون البطليوسي.







قَدْ قُلْتُ إِذْ مَدَحُوا الْحَيَاةَ فَأَسْرَفُوا ** فِي الْمَوْتِ أَلْفُ فَضِيلَةٍ لَا تُعْرَفُ
مِنْهَا أَمَانُ لِقَائِهِ بِلِقَائِهِ ** وَفِرَاقُ كُلِّ مُعَاشِرٍ لَا يُنْصِفُ






علي حميد الحمداني :
يوماً، ستصبحُ يا ( بُطَيحَةَ ) شاعرا ... وتهزُّ بالشعرِ الفصيحِ منابرا
ويزوركَ الشعراءُ كي يتعلّموا ... منكَ العَروضَ ويقتنوكَ ذخائرا
يوماً بُطَيْحَةََ ، إنّما من قبلهِ ... ارجعْ لنفسكِ ناقداً ومُحاورا
واحسبْ لسامعِكَ الكثيرَ فإنَّهُ ... يزنُ الكلامَ ولنْ تجدهُ عاذرا
فالشِعرُ ليسَ حجارةً ألقيتَها ... في الهوّةِ الظلماءِ قولاً عابرا
واسمعْ محبكَ إنْ أتاكَ نصيحةً ... فالنصحُ يمنحُهُ المحبُّ بشائرا
كم ناقشوكَ وأنتَ ترفضُ رأيَهمْ ... وتفرُّ من خوضِ النقاشِ مُناورا
أحسبتَ أنّ الشعرَ منكَ فضيلةً ... وفطاحلِ الشعراءِ فَجّاً كافرا
أينَ القواعدُ يا ربيبَ فصولِها ... أينَ البديعُ ، وكنتَ فيها الماهرا
أرسِلْ نسيمَكَ في القوافي واسقِها ... عَذباً زلالاً ، ليسَ مَجّاً جائرا
بالمدحِ، والغَزَلِ الرقيقُ تُزينُهُ ... والفخر، والحزنِ الجميلِ إذا سرى
الشعرُ يقتلهُ الغموضُ إذا بدا ... كالحظِّ في كل المواقعِ عاثرا
راجعْ بنفسكِ ما نظمتَ ولا تكنْ ... كَبشاً عنيداً أو حصاناً طائرا













































الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 4:25 pm

*قصة البيت الشهير*
*تعدو الذئاب على من لا كلاب له ***وتتقي صولة المستأسد الضاري*
يحكى:
أن امرأة قدمت مكة تريد الحج أو العمرة؛ وكانت من أجمل النساء؛ فلما ذهبت ترمي الجمار، رآها عمر بن أبي ربيعة الشاعر المعروف؛ وكان مغرما بالنساء والتغزل بهن؛ فكلمها فلم تجبه؛ فلما كانت الليلة الثانية تعرض لها، فصاحت به : إليك عني فإني في حرم الله وفي أيام عظيمة الحرمة .
فألحّ عليها فخافت من افتضاح أمرها؛ فقالت لأخيها في الليلة الثالثة: اخرج معي فأرني المناسك.
فلما رأى عمر بن أبي ربيعة أخاها معها مكث في مكانه ولم يتعرض لها.
فأنشدت قائلة:
*تعدو الذئاب على من لا كلاب له ..
وتتقي صولة المستأسد الضاري*
فلما سمع أبو جعفر المنصور هذه القصة قال : وددت لو أنه لم يبق فتاة من قريش إلا سمعت بهذا الخبر .
و كان بإحدى البلاد امرأة صالحة عاقلة وكانت معها فتاة؛ فإذا أرادت الخروج من البيت تقول لابنها: اخرج مع أختك؛ فإن المرأة دون رجل يحميها ويوسع لها الطريق؛ كالشاة بين الذئاب يتجرأ عليها أضعفهم.
ألا ما أحوجنا لهذا الفقه؛ يا نساء الأمة .. لُذْن بالمحارم تسلمن فحش اللئام.








" ومن أصول كلام العرب إدخال الهاء في صفة المؤنث، وحذفها من صفة المذكر، كقولهم: قائم، وقائمة، وعالم، وعالمة .
إلا أنهم عمدوا إلى عكس هذا الأصل عند المبالغة في الصفة، فألحقوا الهاء بصفة المذكر في المبالغة، فقالوا للكثير العلم: علامة، وللمتسع في الرواية: راوية، وللمطلع على حقائق النسب: نسابة، وحذفوا الهاء من صفة المؤنث في المبالغة، فقالوا للمرأة الكثيرة الصبر والشكر: امرأة صبور، وشكور، وللكثيرة الكسل، والتعطر: مكسال، ومعطار؛ ليدلوا بتغيير الصفة عن أصلها الموضوع لها على معنى حدث فيها، وهو المبالغة "
الحريري، شرح الملحة، ص٧٠








مِن أيِّ بُلدانِ الحَزَنْ ؟
مِن أيِّ قُطرٍ قد أتيتْ ؟
ما اسمُ الوطَنْ ؟

هذا جَوازي للمُرورْ
دَعني أٌقلِّبْهُ
مُرورُكَ مُستَحيلْ
أنا لا أرى خِتمَ الوطَنْ!

يا سيِّدي ..
انظُرْ قليلاً فوقَ وجهي
في لَحنِ صوتي
تَسَّاقَطُ الآهاتُ مِن نَخلِ الشَّجَنْ

أنا مِن بلادِ القهرِ والقُضبانْ
أنا مِن بلادٍ تَسجِنُ المَوتَى
وتُصدِرُ ضِدَّهم
حُكمًا يُنَفَّذُ في الكَفَنْ

أنا مِن بلادٍ حَوَّلَتْ أنهارَها يَومًا
وأصبحَ ماؤها الصافي أسِنْ
أوطانُنا خَتَمتْ على أفواهِنا
وكأنَّ شيئًا لَم يَكُنْ

القهرُ يَختِمُ لَحمَنا
ونَظلُّ نُعرَضُ كالشياهْ
وتَرى المذابحَ في العَلَنْ

يا سَيِّدي
أولستَ تَعرفُ مَنْ أنا ؟
فأجابَني:
إنِّي عَرَفتُكَ فَلْتَمُرْ ..
العالَمُ العربي .. إذَنْ !








إنْ ( كنتِ ) مُغْرمَـةً ( بالنّحـو ) واسيـهِ
مَا ضَيّـعَ ( النّحْـوَ ) إلاّ بعـضُ أَهْليـهِ
واسْتَشْعِري في ( المنَادى ) نَبْـضَ لَفْتَتِـهِ
إنّ الحبيـبَ ميـاهُ ( النَّـدْبِ ) تَـرْويـهِ
إنْ ( ظَلَّ ) ( مُبْتَدأً ) ( كُوني ) لَهُ ( خَبَرًا )
وَتَمِّمـي ( جُمْلَـةَ ) الأشْـواقِ فـي فيـهِ
( وَأَعْرِبي ) أَيَّ خَفْقٍ ( بَاتَ ) ( يَنْصِبُـهُ )
( وَصْلُ ) الُمحِـبِّ فَيَنْـأى عَـنْ تَجَنّيـهِ
وَأَظْهِري كُـلَّ شَهْـدٍ جَـاءَ ( مُسْتَتِـرًا )
( تَقديرُهُ ) ( أنـتِ ) فـي أَبْهـى أَمانِيـهِ
مُدِّي لَهُ مِـنْ شِـراعِ ( العَطْـفِ ) بارقَـةً
تُلَمْلِـمُ القَـلْـبَ فــي دِفْءٍ وتُـؤْويـهِ
( هذا ) حَبيبُكِ ( مَرْفـوعٌ ) ( بِضَمّتِـهِ )
فَأَكْثِـري ( ضَمَّـهُ ) ( فالضَـمُّ ) يشْفيـهِ
من قصيدة أستاذة النحو لإبراهيم صعابي







و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه
حاشا الحياة بأنّها تشقيه

و يظنّ أن عدوّه في غيره
وعدوّه يمسي و يضحي فيه

البردوني








عمرو بن مالك الشنفرى :
وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ عَنِ الأَذَى ... وَفِيهَا لِمَنْ خَافَ القِلَـى مُتَعَـزَّلُ
لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على امْرِىءٍ ... سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ
عمرو بن مالك الشنفرى (? - 70 ق. هـ / ? - 554 م)
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان. شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .
الشنفرى هو من شعراء الصعاليك والصعاليك هم فئة من فتيان الجاهلية خلعتهم قبائلهم وتبرأت منهم، إما لسوء تصرفاتهم أو لسواد وجوههم .
فلما رأوا أنفسهم منبوذين وهم من أبناء القبائل نظموا أنفسهم في جماعات ، لكل جماعة قائد وأطلقوا على أنفسهم اسم الصعاليك.
والصعلوك معناه الفقير ، ولكن معنى الكلمة اتسع وصار له معنى آخر فأصبح يعني نوعا من الفتوة ،لأن الصعاليك جعلوا شعارهم التشرد والغزو وقطع الطريق على الأغنياء ونهب أموالهم وإعطاءها للفقراء .
وكان زعيم الصعاليك في بلاد نجد عروة بن الورد التميمي أما في تهامة فكان زعيمهم تأبط شرا.
ومن الصفات التي لازمت الصعاليك وتمدحوا بها :قلة النوم وسرعة الجري وتحمل المشاق وقلة الشكوى والشجاعة التي لا تعرف الخوف ومن الصعاليك من زعم أنه تزوج في تشرده غولا وانجب منها أولادا وهم يزعمون أن الغول هي من الجن ويروون قصصا عن مغامراتهم معها في ليالي الشتاء .
والشنفرى من عشيرة الإواس بن الحجر الأزدية اليمنية فهو قحطاني النسب ومعنى الشنفرى أي الغليظ الشفاه وأمه حبشية وقد ورث عنها سوادها وقد ورث عنها سوادها ولم ينشأ في قبيلة الأزد وغنما في قبيلة فهم ويضطرب الرواه في سبب نزوله مع أمه وأخ له بها وربما أقرب ما يروونه أن قبيلته قتلت أباه فتحولت أمه عنها إلى بني فهم ...ويقال أن الذي روضه على الصعلكة وقطع الطرق هو تأبط شرا وهو خاله ومازال يغير على الأزد وينكل بها حتى قتل تسعة وتسعين انتقاما لأبيه لكنهم رصدوا له كمينا فيقع فيه ويمثلون به تمثيلا فظيعا يقطعون جسده تقطيعا ويقال أن رجلا عثر بجمجمته فعقرته فمات وبذلك يبلغ قتلاه من الأزد المائة وهو صاحب القصيدة الجاهلية المشهورة (لامية العرب ) الذي يقول فيها :
أقيموا بني أمي ، صــــــدورَ مَطِيكم
فإني ، إلى قومٍ سِـــــواكم لأميلُ !




*التوكيد اللفظي*
يَكونُ بإعادة اللفظ سواءً كان فعلاً نحو: (حضرَ حضرَ القاضي) أو اسماً ظاهراً أو ضميراً منفصلاً كقول الشاعر:
فإيَّاكَ إيَّاكَ المراءَ فإنَّهُ~~~إلى الشَّرّ دعَّاءٌ وللشَّرّ جانبُ
أو حرفاً نحو قول جميل بثينة:
لا لا أبوحُ بحبّ بُثنَةَ إنَّها~~~أخذت عليَّ مواثقاً وعُهُودا






أخوض بزورقي بحر المآسي
ودون مقاصدي بعدٌ سحيق

يخادعني العدوُّ فما أبالي
وأبكي حين يخدعني الصديق

ولا يغررك مظهر من يحابي
وفوق لسانه لفظٌ أنيق

فبعض المدح للإنسان ذمٌ
وبعض البر في الدنيا يعوق

ألا يا ماكراً بالناس مهلاً
فمكر الماكرين بهم يحيق

(العشماوي)




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 4:45 pm

خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْ يتفرَّجُ ......... ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ، فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ، والعدلُ قائمٌ .......عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّ أعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِي البرِّ في الدُّجى ......لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ، مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّة............ ٌ، وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَ تتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّة ٌ، .............وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِ مخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌ كَثيرَة............... ٌ، ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّ ونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ في شَرَفاتِه............، فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّ وتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُ لمبعَّدٌ ..........................وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَ لمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا في كَرامَة............ ٍ، ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِ مُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّ نَفِيسَة ٌ، .............وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَا وزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّ حَبيبَة............. ً، فإني إلى حَظِّي منَ الدِّين أحوجُ






الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى (فنفخنا فيها) وقوله (فنفخنا فيه) في قصة مريم عليها السلام
قال تعالى في سورة الأنبياء (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91}) وقال في سورة التحريم (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12})
بين هاتين الآيتين أكثر من نقطة يجب الالتفات إليها وهي كما يلي:
1. في سورة الأنبياء لم يذكر اسم مريم عليها السلام بينما ذكره في سورة التحريم. والسبب في ذلك هو أنه أولاً في سورة الأنبياء كان السياق في ذكر الأنبياء (إبراهيم، لوط، موسى، وزكريا ويحيى) ثم قال (والتي أحصنت فرجها) ولم يُصرّح القرآن باسمها في سورة الأنبياء لأن السياق في ذكر الأنبياء وهي ليست نبيّة أما في سورة التحريم فذكر اسمها لأن السياق كان في ذكر النساء ومنهم (امرأة فرعون، امرأة لوط وامرأة نوح) فناسب ذكر اسمها حيث ذكر النساء. والتصريح بالإسم يكون أمدح إذا كان في المدح وأذمّ إذا كان في الذّم. ونلاحظ في سورة التحريم أنها من أعلى المذكورات في سياق النساء ولهذا ذكر اسمها من باب المدح. أما في سورة الأنبياء فهي أقلّ المذكورين في السورة منزلة أي الأنبياء فلم يذكر اسمها وهذا من باب المدح أيضاً.
2. ذكر ابنها في سورة الأنبياء ولم يذكره في سورة التحريم. وهذا لأن سياق سورة الأنبياء في ذكر الأنبياء وابنها (عيسى ) نبيّ أيضاً فناسب ذكره في السورة وكذلك لأن سورة الأنبياء ورد فيها ذكر ابني ابراهيم وويحيى ابن زكريا فناسب ذكر ابنها أيضاً في الآية ولم يذكره في التحريم لأن السياق في ذكر النساء ولا يناسب أن يذكر اسم ابنها مع ذكر النساء.
3.لم يذكر أنها من القانتين في الأنبياء وذكرها من القانتين في سورة التحريم. ونسأل لماذا لم تأتي (القانتات) بدل القانتين؟ لأنه في القاعدة العامة عند العرب أنهم يغلّبون الذكور على الإناث وكذلك في القرآن الكريم عندما يذكر المؤمنون والمسلمون يغلّب الذكور إلا إذا احتاج السياق ذكر النساء ومخاطبتهن. وكذلك عندما يذكر جماعة الذكور يقصد بها العموم. وإضافة إلى التغليب وجماعة الذكور فهناك سبب آخر أنه ذكرها من القانتين وهو أن آباءها كانوا قانتين فهي إذن تنحدر من سلالة قانتين فكان هذا أمدح لها وكذلك أن الذين كملوا من الرجال كثير وأعلى أي هي مع الجماعة الذين هم أعلى فمدحها أيضاً بأنها من القانتين ومدحها بآبائها وجماعة الذكور والتغليب أيضاً.
ونعود إلى الآيتين ونقول لماذا جاء لفظ (فيه) مرة و(فيها) مرة أخرى؟ فنقول أن الآية في سورة الأنبياء (فنفخنا فيها من روحنا) أعمّ وأمدح:
دليل أنها أعمّ: ونسأل أيهما أخصّ في التعبير (ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها) سورة التحريم أو (والتي أحصنت فرجها) سورة الأنبياء؟
فنقول أن الأخصّ مريم ابنت عمران وقوله تعالى (ونفخنا فيها من روحنا) أعمّ من (نفخنا فيه) وأمدح. إذن مريم ابنت عمران أخصّ من التي أحصنت فرجها فذكر الأخصّ مع الأخصّ (فنفخنا فيه) وجعل العام مع العام (ونفخنا فيها) . وكذلك في قوله تعالى (وجعلناها وابنها) في سورة الأنبياء أعمّ فجاء بـ (فيها) ليجعل الأعمّ مع الأعمّ. وسياق الآيات في سورة الأنبياء تدل على الأعمّ.
عرفنا الآن لماذا هي أعم ويبقى أن نعرف لماذا هي أمدح؟ أيهما أمدح الآية (وجعلناها وابنها آية) أو(صدّقت يكلمات ربها)؟ الآية الأولى أمدح لأن أياً كان ممكن أن يصدق بكلمات ربها لكن لا يكون أي كان آية، والأمر الثاني أن ذكرها مع الأنبياء في سورة الأنبياء لا شك أنه أمدح من ذكرها مع النساء في سورة التحريم فالآية في سورة الأنبياء إذن هي أمدح لها.
ومن الملاحظ في قصة مريم عليها السلام وعيسى أن الله تعالى جاء بضمير التعظيم في قوله تعالى (فنفخنا فيها) أي عن طريق جبريل وهذا الضمير للتعظيم يأتي دائماً مع ذكر قصة مريم وعيسى عليهما السلام أما في قصة آدم فيأتي الخطاب (فنفخت فيه من روحي) لأن الله تعالى قد نفخ في آدم الروح بعد خلقه مباشرة أما في مريم فالنفخ عن طريق جبريل.






خذني إليك فؤادًا حالمًا ولهًا
إليك وحدك دون الناس كم حنّا
أنت الأماني التي أحيا لروعتها
حبًّا فأحسب أنّي أملك الكونا




إن الوقوف على الأبواب حرمان * والعجز أن يرجو الإنسان إنسان
متى تؤمل مخلوقا وتقصده * إن كان عندك بالرحمن إيمان
ثق بالذي هو يعطي ذا ويمنع ذا * في كل يوم له في خلقه شان










الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 4:51 pm

فصول من البلاغة
.
ولَقي الحُسين بن عليّ رضوان الله عليهما الفرزدقَ
.
في مَسيره إلى العراق ، فسأله عن الناس ،
.
فقال : القُلوب معك ، والسُّيوِف عليك ، والنَّصر في السماء .
.
العقد لابن عبد ربه




وقال رجل لإياس : هل ترى عليّ من بأس إن أكلت تمراً ؟
.
قال : لا .
.
قال : فهل ترى علي من بأس إن أكلت معه كيسوماً ؟
.
قال : لا .
.
قال : فإن شربت عليهما ماء ؟
.
قال : جائز .
.
قال : فلم تحرم السُّكْر ، وإنما هو ما ذكرت لك ؟
.
قال له إياس : لو صببت عليك ماء هل كان يضرك ؟
.
قال : لا .
.
قال : فلو نثرت عليك تراباً هل كان يضرك ؟
.
قال : لا .
.
قال : فإن أخذت ذلك فخلطته وعجنته وجعلت منه لبنة عظيمة
.
فضربت بها رأسك هل كان يضرك ؟
.
قال : كنت تقتلني .
.
قال : فهذا مثل ذاك .
.
نهاية الأرب للنويري







ومن البخلاء أبو الأسود الدؤلي ،
.
وقفت عليه امرأة وهو في فسطاط ، وبين يديه طبق تمر ،
.
فقالت : السلام عليك ،
.
قال أبو الأسود : كلمة مقبولة .
.
ووقف عليه أعرابي ، وهو يأكل ، فقال الأعرابي : أدخل ؟
.
قال : وراءك أوسع لك .
.
قال : الرمضاء أحرقت رجليّ .
.
قال : بُلْ عليهما يبردان .
.
قال : أتأذن لي أن آكل معك ؟
.
قال : سيأتيك ما قُدر لك .
.
قال : تالله ما رأيت رجلاً ألأم منك .
.
قال : بلى قد رأيت إلا أنك نسيت .
.
ثم أقبل أبو الأسود يأكل حتى إذا لم يبق في الطبق
.
إلا تميرات يسيرة نبذها له ، فوقعت تمرة منها
.
فأخذها الأعرابي ومسحها بكسائه .
.
فقال أبو الأسود : يا هذا إن الذي تمسحها به
.
أقذر من الذي تمسحها منه .
.
قال : كرهت أن أدعها للشيطان .
.
قال : لا والله ولا لجبريل وميكائيل ما كنت لتدعها .
.
العقد الفريد







قال : وحدّث أبو يوسف بالمدينة قال :
.
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي عن أبيه، أن عبد الله بن جعفر
.
وفد على عبد الملك بن مروان ، فأقام عنده حيناً ،
.
فبينا هو ذات ليلة في سمره إذ تذاكروا الغناء .
.
فقال عبد الملك : قبّح الله الغناء ، ما أوضعه للمروءة ،
.
وأجرحه للعرض ، وأهدمه للشرف ، وأذهبه للبهاء .
.
وعبد الله ساكت ، وإنما عرّض لعبد الله ،
.
وأعانه عليه من حضر من أصحابه .
.
فقال عبد الملك : ما لك أبا جعفر لا تتكلم ؟
.
قال : ما أقول ولحمي يتمزع وعرضي يتمزق .
.
قال : أما إني نُبِّئت أنك تغني ؟
.
قال : أجل يا أمير المؤمنين .
.
قال : أفٍٍّ لك وتف .
.
قال : لا أف ولا تف ،
.
فقد تأتي أنت بما هو أعظم من ذلك .
.
قال : وما هو ؟
.
قال : يأتيك الأعرابي الجافي الزور ويقذف المحصنات ،
.
فتأمر لها بألف دينار ،
.
وأشتري أنا الجارية الحسناء من مالي
.
فأختار لها من الشعر أجوده ، ومن الكلام أحسنه ،
.
ثم تردده علي بصوت حسن ، فهل بذلك بأس ؟
.
قال : لا بأس ، ولكن أخبرني عن هذه الأغاني ما تصنع ؟
.
قال : نعم ، اشتريت جارية باثني عشر ألف درهم مطبوعة ،
.
فكان بديح وطويس يأتيانها فيطرحان عليها أغانيهما ،
.
فعلقت منهما حتى غلبت عليهما ،
.
فوصفت ليزيد بن معاوية ، فكتب إلي :
.
إما أهديتها إلي وإما بعتها بحكمك .
.
فكتبت إليه : إنها لا تخرج عن ملكي ببيع ولا هبة
.
فبذل لي فيها ما كنت أحسب أن نفسه لا تسخو به ،
.
فأبيت عليه .
.
فبينا هي عندي على تلك الحال إذ ذكرت لي عجوز
.
من عجائزنا أن فتىً من أهل المدينة يسمع غناءها ،
.
فعلقها وشغف بها ، وأنه يجيء في كل ليلة مستتراً
.
يقف بالباب حتى يسمع غناءها ثم ينصرف .
.
فراعيت مجيئه ، فإذا الفتى قد أقبل مقنع الرأس ،
.
فأشرفت عليه وقد قعد مستخفياً .
.
فلم أدعُ بها تلك الليلة وجعلتُ أتامل موضعه .
.
فبات مكانه الذي هو فيه .
.
فلما انشق الفجر اطَّلعتُ عليه فإذا هو في موضعه ،
.
فدعوت قيِّمة الجواري فقلت لها :
.
انطلقي الساعة فزينين هذه الجارية وأعجلي بها إلي
.
فلما جاءتْ بها نزلتُ وفتحتُ الباب وحركته .
.
فانتبه مذعوراً ، فقلت له : لا بأس عليك ،
.
خذ هذه الجارية فهي لك ، وإن هممْتَ ببيعها فردَّها إليّ .
.
فدَهِشَ وأخذه الخبل ولُبِط به .
.
فدنوتُ من أذنه فقلت : ويحك ! قد أظفرك الله ببُغْيتك ،
.
فقم فانطلق بها إلى منزلك .
.
فإذا الفتى قد فارق الدنيا . فلم أرَ شيئاً قط أعجبَ منه .
.
قال عبد الملك : وأنا ما سمعت شيئاً قط أعجب من هذا ،
.
ولولا أنك عايَنْتَه ما صدقتُ به ، فما صنعتَ بالجارية ؟
.
قال : تركتها عندي
.
وكنت إذا ذكرت الفتى لم أجد لها مكاناً من قلبي ،
.
وكرهتُ أن أوجِّه بها إلى يزيد فيبلغه حالها فيحقد علي ،
.
فما زالت تلك حالها حتى ماتت .
.
العقد الفريد







وقرأت على أبي عمر المطّرز قال :
.
حدّثنا أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي قال :
.
أسرتْ طيء رجلاً شاباً من العرب
.
فقدم أبوه وعمّه ليفدياه فاشتطّوا عليهما في الفداء
.
فأعطيا لهم عطية لم يرضوها ،
.
فقال أبوه : لا ، والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان
.
على جبلي طيء لا أزيدكم على ما أعطيتكم ، ثم انصرفا .
.
فقال الأب للعم : لقد ألقيت إلى ابني كُلَيْمة ،
.
لئن كان فيه خير لَيَنْجُونّ ،
.
فما لبث أن نجا وأطْرَدً قطعة من إبلهم ،
.
فكأنّ أباه قال له : الزمْ الفرقدين على جبلي طيء ،
.
فإنهما طالعان عليهما وهما لا يغيبان عنه .
.
أمالي القالي







ذكاء
.
ومن المنقول عن الحسن بن علي عليهما السلام
.
قال مؤلف الكتاب : قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل
.
قال : لما جيء بابن ملجم إلى الحسن
.
قال له : أريد أن أسارَّك بكلمة
.
فأبى الحسن وقال : إنه يريد أن يعض أذني
.
فقال ابن ملجم والله لو مكنني منها لأخذتها من صماخه .
.
قال ابن عقيل : انظر إلى حسن رأى هذا السيد
.
الذي قد نزل به من المصيبة الفادحة ما يذهل الخلق
.
وتقصيه إلى هذا الحد
.
وانظر إلى ذلك اللعين كيف لم يشغله حاله
.
عن استرداد غشه .
.
الأذكياء لابن الجوزي








وأنشدنا أبو بكر عن أبى حاتم عن الأصمعي وأنشدني أيضاً
.
الأخفش قال : أنشدنا بعض أصحابنا هذه الأبيات :
.
حَلَلْنا آمنينَ بخيرِ عَيْشٍ ... ولم يشعرْ بنا واشٍ يكيدُ
.
ولم نشعرْ بجِدِّ البينِ حتَّى ... أجدَّ البينَ سيَّارٌ عنودُ
.
وحتَّى قِيلَ قَوَّضَ آلُ بِشْرٍ ... وجاءَهمُ بِبَيْنِهُمُ البريدُ
.
وأبرزتِ الهوادجُ ناعماتٍ ... عليهنّ المجاسد والعقودُ
.
فلمَّا ودَّعونا واستَقلَّتْ ... بهم قُلُصٌ هَوَادِيهِنَّ قُودُ
.
كتمتُ عواذِلي ما في فؤادِي ... وقلتُ لهنَّ ليتَهُمُ بعيدُ
.
فجالت عبرة ٌ أشفقتُ منها ... تسيلُ كأنَّ وابلها فريدُ
.
فقالوا قد جَزِعْتَ فقلتُ كَلاَّ ... وهل يبكي من الطَّربِ الجليدُ
.
ولكنِّي أصابَ سوادَ عيني ... عُوَيدُ قذى ً له طرفٌ حديدُ
.
فقالوا ما لدَمْعِهِما سَواءً ... أكِلْتا مُقْلَتَيْكَ أصابَ عودُ
.
لَقَبْلَ دموعِ عينِكَ خبَّرتْنا ... بما جَمْجَمْتَ زفرتُكَ الصَّعُودُ
.
فقُمْ وانظرْ يَزِدْكَ مِطالَ شَوقٍ ... هُنالِكَ مَنْظرٌ منهمْ بعيدُ
.
أمالي الغالي ج1 ص49










تُوفي ابنٌ لأعرابيّ فَبكى عليه حيناً ،
.
فلما هَمّ أن يَسْلُو عنه تُوفيِّ له ابن آخر ، فقال في ذلك :
.
إنْ أُفِقْ مِن حَزَنٍ هاج حَزَنْ ... فَفُؤادي ما له اليومَ سَكَنْ
.
وكما تَبْلَى وُجوهٌ في الثَّرى ... فَكذا يَبْلَى عليهنّ الحَزَن
.
وقال في ذلك :
.
عُيون قد بَكَيْنَك مُوجَعاتٍ ... أضرَّ بها البُكاء وما يَنِينَا
.
إذا أنْفَذْن دَمْعاً بعد دمْعٍ ... يُرَاجِعْن الشُؤونَ فيستقينا
.
العقد الفريد








وحُدِّثْتُ أنَّ عمرَ بنَ عبدِ الله بنِ أبي ربيعة أتى المدينةَ فأقامَ بها ،
.
ففي ذلك يقول :
.
يا خليلَيَّ قدْ مَلِلْتُ ثوائي ... بالمُصلَّى وقدْ شَنِئْتُ البقيعا
.
فلما أرادَ الشُّخُوصَ شَخَصَ معه الأحْوصُ بنُ محمّدٍ ؛
.
فلمّا نَزَلا وَدَّان صار إليهما نُصَيب ، فمضى الأحوصُ لبعضِ حاجتِه ،
.
فرجعَ إلى صاحِبيه ، فقال : إني رأيتُ كُثَيِّراً بموضع كذا ،
.
فقال عمر : فابْعَثوا إليه لِيَصيرَ إلينا ،
.
فقال الأحوص : أَهُوَ يصيرُ إليك ؟ هو والله أعظمُ كِبْراً من ذلك ؛
.
قال : فإذاً نَصِيرُ إليه ، فصاروا إليه ، وهو جالسٌ على جِلْدِ كَبْشٍ ،
.
فوالله ما رفعَ منهم أحداً ولا القُرَشيّ . ثمّ أقبلَ على القُرَشيِّ ،
.
فقال : يا أخا قريش ، والله لقدْ قلْتَ فأحسنْتَ في كثيرٍ من شعرِك ،
.
ولكِنْ خَبِّرْني عن قولِك :
.
قالتْ لها أختُها تُعاتِبُها ... لَتُفْسِدِنَّ الطَّوافَ في عمرِ
.
قُومِي تَصَدَّيْ له لِيُبْصِرَنا ... ثمَّ اغْمِزِيْهِ يا أخْتُ في خَفَرِ
.
قالت لها : قدْ غَمَزْتُه فأبى ... ثمَّ اسْبَطَرَّتْ تَشْتَدُّ في أثَرِي
.
والله لو قدْ قلْتَ هذا في هِرَّةِ أهلِك ما عَدَا ،
.
أردْتَ أنْ تَنْسُبَ بها فَنَسَبْتَ بنفسِك ، أهكذا يُقال للمرأة !
.
إنّما تُوْصَفُ بالخَفَر ، وأنَّها مطلوبةٌ مُمْتَنِعَة ، هلّا قلتَ كما قالَ هذا ؟
.
وضربَ بيدِه على كَتِفِ الأحْوَص :
.
أدورُ ولولا أنْ أرَى أمَّ جَعْفَرٍ ... بأبْياتكم ما دُرْتُ حيثُ أدورُ
.
وما كنتُ زَوَّاراً ولكنَّ ذا الهَوَى ... إذا لمْ يُزَرْ لا بُدَّ أنْ سَيَزورُ
.
لقدْ منعَتْ معروفَها أمُّ جعْفَر ... وإنّي إلى معروفِها لفَقِيرُ
.
قال : فامْتَلأَ الأحْوصُ سروراً ،
.
ثمَّ أقبلَ عليه فقال : يا أحْوَصُ ، خَبِّرْني عن قولِك :
.
فإنْ تَصِلِي أصِلْكِ وإنْ تعودي ... لِهَجْرٍ بعدَ وَصْلِكِ لا أبالي
.
أمَا والله لو كنتَ منْ فُحُولِ الشعراءِ لَبَالَيْت ؛ هلّا قلتَ مثلَ ما قالَ هذا؟
.
وضربَ بيدِه على جَنْبِ نُصَيْبٍ :
.
بِزَينبَ ألْمِمْ قبلَ أنْ يظْعَنَ الرَّكْبُ ... وقُلْ إنْ تَمَلِّيْنَا فما مَلَّكِ القلبُ
.
قال : فانْتَفَخَ نُصَيْبٌ ،
.
ثمّ أقبلَ عليهِ فقالَ لهُ : ولكنْ أخْبِرْني عن قولِكَ يا أسود :
.
أَهِيمُ بِدَعْدٍ ما حَيِيْتُ وإنْ أمُتْ ... فَوَاحَزَناً مَنْ ذا يهيمُ بها بعدي
.
كأنَّكَ اغْتَمَمْتَ ألّا يُفْعَلَ بها بعدَك ؛ ولا يَكْنِي ،
.
فقالَ بعضُهم لبضٍ : قُومُوا فقدِ اسْتَوَتِ القِرْقَةُ . وهِيَ لعبةٌ على
.
خُطوطٍ ، فاسْتِوَاؤُها انْقِضَاؤُهَا .
.
الكامل للمبرد ص686










ذكاء
.
حدثنا مسلم بن صبيح الكوفي قال : سمعت أبي يقول :
.
خطب المغيرة بن شعبة وفتى من العرب امرأة
.
وكان الفتى طريراً جميلاً فأرسلت إليهما المرأة فقالت :
.
إنكما قد خطبتماني ولست أجيب أحداً منكما
.
دون أن أراه وأسمع كلامه ، فاحضرا إن شئتما
.
فحضرا فأجلستهما بحيث تراهما وتسمع كلامهما
.
فلما رآه المغيرة نظر إلى جماله وشبابه وهيئته
.
يئس منها وعلم أنها لن تؤثره عليه
.
فأقبل على الفتى فقال له :
.
لقد أوتيت جمالاً وحسناً وبياناً فهل عندك سوى ذلك
.
قال نعم : فعدد محاسنه ثم سكت
.
فقال له المغيرة : كيف حسابك
.
قال ما يسقط عليَّ منه شيء
.
وإني لأستدرك منه أدقَّ من الخردلة
.
فقال له المغيرة : لكنني أضع البدرة في زاوية البيت
.
فينفقها أهلي على ما يريدون
.
فما أعلم نفادها حتى يسألوني غيرها
.
فقالت المرأة : والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني
.
أحب إليَّ من هذا الذي يحصي عليَّ مثل صغير الخردل
.
فتزوجت المغيرة .
.
الأذكياء لابن الجوزي
..................................................
البدرة : صرة فيها عشرة آلاف









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 11:51 pm

قيل لأعرابي: مالك لا تشرب النبيذ ؟
قال: لثلاث صفاتٍ فيه
متلفٌ للمال !
مذهبٌ للعقل !
مسقطٌ للمروءة !






لا تكتب (بما تفكر؟ - فيما تفكر؟ - مما تخاف؟)
الصواب (بِمَ تفكر؟ - فِيْمَ تفكر؟ - مِمَّ تخاف؟)
---
قال ابنُ هشامٍ في مُغنيه : ويجب حذف ألف {ما} الاستفهامية إذا جُرَّتْ ،
وإبقاء الفتحةِ دليلا عليها ؛ نحو : (فيمَ ، وإِلامَ ، وعلامَ ، وبِمَ)









وكان يقال : أربع من كنوز الجنة : كتمان المصيبة ، وكتمان الصدقة ،
.
وكتمان الفاقة ، وكتمان الوجع .
.
الكامل للمبرد ص555





وقال محمد بن صُبَيْح المعروف بابن السماك :
.
خيْرُ الإخوان أقلّهم مصانعة في النصيحة ،
.
وخيرُ الأعمال أحلاها عاقبة ،
.
وخيرُ الثناء ما كان على أفواه الأخيار ،
.
وأشرف السلطان ما لم يخالطه البَطَر ،
.
وأَغْنى الأغنياء من لم يكن للحِرْص أسيراً ،
.
وخير الإخوان من لم يخاصم ،
.
وخيرُ الأخلاق أعونها على الورع ،
.
وإنما يُختبر وُدُّ الرجال عند الفاقة والحاجة .
.
زهر الآداب للحصري






إنَّ الأمورَ التي تُخْشى عواقبُها ... إنَّ السلامةَ منها تركُ ما فيها
.
الأدب والمروءة لصالح بن جناح اللخمي ص14








إسحق الخاركي :
.
ولا تُبْقِ في وقتِ السلامةِ ساعةً ... تفوتُكَ لمْ تسعَدْ بها وتَمَتَّعِ
.
فإنَّكَ لاقٍ كلما شِئْتَ ليلةً ... ويوماً يُغِصَّانِ العيونَ بأَدْمُعِ
.
ربيع الأبرار للزمخشري (ت538هـ) ج1 ص78








وقال بعض شعراء الجاهلية :
.
كانت قناتي لا تلين لغامز ... فألانها الإصباح و الإمساء
.
ودعوت ربي في السلامة جاهداً ... ليُصِحَّني، فإذا السلامة داء
.
الكامل للمبرد






مما قيل في الشباب والهرم
.......................
وقال النمر بن تولب :
.
تداركَ ما قبل الشباب وبعدَه ... حوادثُ أيام تمرُّ و أَغْفُلُ
.
يسُرُّ الفتى طولُ السلامة والبقا ... فكيف يَرَى طولَ السلامة يفْعَل
.
يرُدُّ الفتى بعدَ اعتدالٍ وصحةٍ ... يَنُوءُ إذا رام القيامَ ويُحْمَلُ
.
الكامل للمبرد







وروى أبو الحسن بن هلال بن الحسن الصابي في تاريخه
.
قال : حدثني بعض التجار قال :
.
كنت في المعسكر ،
.
واتفق أن ركب السلطان جلال الدولة يوماً إلى صيد على عادته
.
فلقيه سوادي يبكي فقال : مالك ؟
.
فقال : لقيني ثلاثة غلمان أخذوا حمل بطيخ كان معي وهو بضاعتي . .
.
فقال : امض إلى المعسكر فهناك قبة حمراء فاقعد عندها
.
ولا تبرح إلى آخر النهار ، فأنا أرجع وأعطيك ما يغنيك ،
.
فلما عاد السلطان ، قال لبعض شرائه : قد اشتهيت بطيخاً
.
ففتش العسكر في خيمهم على شيء منه ففعل وأحضر البطيخ
.
فقال : عند من رأيتموه ؟
.
فقيل : في خيمة فلان الحاجب .
.
فقال أحضروه .
.
فقال له : من أين هذا البطيخ ؟
.
فقال : الغلمان جاؤوا به .
.
فقال : أريدهم الساعة ، فمضى وقد أحس بالشر
.
فهرب الغلمان خوفاً من أن يقتلوا وعاد فقال :
.
قد هربوا لما علموا بطلب السلطان لهم .
.
فقال : أحضروا السوادي ، فأحضر فقال له :
.
هذا بطيخك الذي أخذ منك ؟
.
قال : نعم .
.
قال : فخذه وهذا الحاجب مملوك لي وقد سلمته إليك
.
ووهبته لك حتى يحضر الذين أخذوا منك البطيخ ،
.
ووالله لئن أخليته لأضربن رقبتك .
.
فأخذ السوادي بيد الحاجب فأخرجه
.
فاشترى الحاجب نفسه بثلاث مئة دينار
.
فعاد السوادي إلى السلطان وقال :
.
يا سلطان قد بعت المملوك الذي وهبته لي بثلاث مئة دينار
.
فقال : قد رضيت بذلك ؟
.
قال : نعم
.
قال : اقبضها وامض مصاحباً السلامة .
.
الأذكياء لابن الجوزي













الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطيب الشنهورى
مدير المنتدي
الطيب الشنهورى


عدد المساهمات : 10447
تاريخ التسجيل : 06/10/2011

ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ساعات بين الكتب 8   ساعات بين الكتب 8 - صفحة 10 Icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 11:55 pm

بَرزَ الثعلبُ يوماً في شِعار الواعظينا
فمشى في الأرضِ يَهذي ويَسُبُّ الماكرينا
ويقولُ: الحمدُ للّهِ إلهِ العالَمينا
يا عبادَ اللهِ تُوبُوا فَهْوَ كَهفُ التائبينا
وازهدُوا في الطَّيرِ إنّ العَيشَ عيشُ الزاهدينا
واطلُبوا الدِّيكَ يؤذِّنْ لصلاةِ الصبحِ فينا
فأتى اليدكَ رسولٌ مِن إمامِ الناسكينا
عرضَ الأمرَ عليهِ وهْو يَرجو أنْ يَلينا
فأجابَ الديكُ : عُذراً يا أضَلَّ المُهتدينا!
بَلِّغِ الثعلبَ عنيّ عن جُدودي الصالحينا
عن ذوي التِّيجانِ مِمّنْ دَخَلَ البطنَ اللَّعينا
أَنَّهم قالوا وخَيرُ القَولِ قَولُ العارفينا
مُخطِئٌ مَن ظَنَّ يَوماً أنّ لِلثَّعلبِ دِينا
‫‏أحمد شوقي‬




إذا ما شئتَ أن تصطادَ قلباً
فصَوِّبْ نحوَهُ سهمَ القوافي
فحينئذٍ يجيْءُ إليكَ حُبّاً
ويحلو الوصلُ منه والتجافي
سيأتي حاملاً قلباً رقيقاً
ويعطيك المودّة والتّصافي
ويغفر زلّةً مهما استطالتْ
ويصبحُ كالممرّض في المشافي







إنَّ الحياة جميلةٌ في صاحبٍ..
يهديك عَذْبا من جميل يجمعهْ..
ويكف عنك السوء دوما صادقٌ..
ليس المخادع أو كذاك الإمعةْ..
يخفي أساه ولا يريد لخلهِ..
أن يبصر الجرح الذي قد أوجعهْ..
وإذا خلا في جوف ليلٍ مظلمٍ..
بثَّ الشجون به وأسبل أدمعه.

















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ساعات بين الكتب 8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 10 من اصل 11انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... , 9, 10, 11  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» ساعات بين الكتب 4
» ساعات بين الكتب 7
» ساعات بين الكتب 2
» ساعات بين الكتب
» ساعات بين الكتب 3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الطيب الشنهوري :: المنتدى العام-
انتقل الى: