الطيب الشنهورى مدير المنتدي
عدد المساهمات : 10445 تاريخ التسجيل : 06/10/2011
| موضوع: الإمام ابن القيم الإثنين يوليو 30, 2012 12:18 pm | |
|
الإمام الجليل ( ابن قيم الجوزية )
***********************
بعض فقرات من كتب الإمام رحمه الله : يقول ابن القيم: من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له، وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ، وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه و الحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره و مناجاته ، وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ،ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه
من أقوال بن القيم : إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغني أنت بالله , وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنسوا بأحبابهم , فاجعل أنسك بالله , وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم , وتقربوا إليهم , لينالوا بهم العزة والرفعة , فتعرف أنت إلى الله , وتودد إليه , تنل بذالك غاية العزة والرفعة .. وقال : السنة شجرة , والشهور فروعها , والأيام أغصانها , والساعات أوراقها , والأنفاس ثمارها . فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة
يقول ابن القيم: إن لم يكن في تقدم فهو متأخر ولا بد ، فالعبد سائر لا واقف فإما إلى فوق ، وإما إلى أسفل ، إما إلى أمام ، وإما إلى وراء وليس في الطبيعة ولا في الشريعة وقوف البتة ، ما هو إلا مراحل تطوى أسرع طي ، إلى الجنة أو إلى النار ، فمسرع ومبطئ ، ومتقدم ومتأخر ، وليس في الطريق واقف ألبتة ، وإنما يتخالفون في جهة المسير وفي السرعة والبطء ، قال تعالى : ( إنها لإحدى الكبر . نذيرا للبشر . لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) ،
حياة ابن القيم الجوزية : هو الإمام الفقيه الأصولي المفسر النحوي ، صاحب التصانيف الشهيرة ـ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعيد بن جرير الزرعي الدمشقي الحنبلي المعروف بابن قيم الجوزية
ولد ـ ه691ـم1295 بدمشق و نشأ في بيت علم و دين وورع و صلاح و سمع الحديث من كثير منهم : الشهاب النابلسي العابر تقي الدين سليمان و عيس المطعم و فاطمة بنت جوهر و إسماعيل بن مكتوم كما تلقى العربية على ابن أبي الفتح البعالي فقرأ عليه { المخلص}و{ الجر جانية} ثم { ألفية} ابن مالك و أكثر { الكافية و الشافية و بعض { التسهيل} و قرأ على الشيخ مجد الدين التونسي قطعة { المغرب} لابن عصفور.
و أخذ الفقه و الأصول عن الشيخ صفي الدين الهندي و شيخ الإسلام الإمام تقي الدين أحمد بن تيمية و الشيخ إسماعيل محمد الحاثي الذي قرأ عليه { الروضة} لابن قدامة ، و { الأحكام في أصول الحكام } لسيف الدين الآمدي و { المحصل } لفخر الدين الرازي و { المحرر} في فقه الإمام أحمد لابن تيمية الجد { أبو البركات المجد} ، كما أخذ الفرائض و علم الحساب على أبيه الذي كانت له فيهما يد الطولي ـ و قال ابن رجب : تفقه في المذهب { الحنبلي} و برع و أفتى ، ولازم الشيخ تقي الدين بن تيمية و أخذ عنه ، و تفنن في علوم الإسلام و كان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، و بأصول الدين و إليه فيه المنتهى ، و بالحديث و معاينه و فقهه و دقائق الاستنباط منه لا يلقى في ذلك مثيله و بالفقه و أصوله و العربية و له فيه اليد الطولى و تعلم الكلام و غير ذلك وكان عالما بعلم السلوك و الكلام أهل التصوف و إشارتهم وقد تصد ى للاشتغال و نشر العلم ، و كان رحمه الله ذا عبادة وتهجد و طول صلاة ، لهج لذاك و شغف بالمحبة، و الإنابة و الافتقار إلى الله تعالى والانكسار له و قد حبس مده لإنكاره شد الرحيل إلى قبر الخليل و كان حبسه مع أستاذه و إمامه شيخ الإسلام ابن تيمية بالقلعة منفردا عنه ، و لم يفرج عنه إلا بعد موت الشيخ. و قد استفاد كشيخه من مدة حبسه فاشتغل بتلاوة القرآنب التدبير و التفكير ففتح الله عليه بذلك خيرا كثيرا ، قال ابن كثير : و لما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة اثنتي عشر و سبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ ، فأخذ عنه علما جما ، مع ما سلف له من الأشغال فصار فريدا في بابه في فنون كثيرة ، مع كثرة الطلب ليلا نهارا ، و كثرة الابتهال ، و كان حسن الخلق والقراءة كثير التودد ، لا يحسد أحدا و لا يؤذيه و لا يستغبيه ، و لا يحقد على أحد و كانت له طريقة في الصلاة يطيلها حدا و يمد ركوعها و سجودها و يلومه كثيرمن أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع و لا ينزع عن ذلك رحمه الله حج مرات كثيرة و جاور بمكة و كان أهل مكة يذكرون عنه من شدة العبادة و كثرة الطواف أمرا يتعجب منه ، قال الحافظ ابن الطواف : كان إذا صلى الصبح جلس مكانه يذكر الله حتى يتعالى النهار و يقول هذه غدوتي لو لم أقعدها سقطت قواي. درس بالمدرسة الصدرية عوضا عن أبيه و أمّ بالمدرسة الجوزية مدّة طويلة.
مؤلفاته : خلف لنا الإمام ابن القيم الجوزية تراثا عظيما ضخما فقد كان رحمه الله تعالى ذا ذهن و قاد وكان القلم سيل. كتب بخط يده ما لا يصف كثرة ،و اشتغل بأنواع كثيرة مختلفة من العلوم فكثرت تصانيفه حتى بلغت نحو المائة منها : اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلةـ و أعلام الموقعين عن رب العالمين ـ إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ـ بدائع الفوائد ـ و التبيان في أقسام القرآن ـ تحفة المودود في أحكام المولود ـ الإفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ـ و الجواب الشافي لمن سأل عن ثمرة الدعاء إذا كان ماقدر وقع ـ و حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ـ و الجواب الكافي لمن سأل عن الدواءالشافي ـ و حكم تارك الصلاة ـ و روضة المحبين و نزهة المشتاقين ـ و الروح ـ وزاد المعاد في هدي خير العباد ـ و شرح الأسماء الحسنى ـ و شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر ـ و الحكمة و التعليل ـ و اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أهل الجحيم ـ وطريق الهجرتين ـ و باب السعادتين ـ و عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين ـ و الفوائد ـ و مدارج السالكين بين المنازل إياك نعبد و إياك نستعين والطب النبوي ـ و الوابل الصيب من الكلم الطيب ..... و غيرهما
و فاته : توفي الإمام ابن القيم الجوزية وقت العشاء الآخرة ثالث عشر رجب سنة 1350 و صلي عليه من الغد بالجامع الأموي عقب الظهر ، ثم بجامع جراح و دفن عند والدته بمقبرة الباب الصغير
- رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا - | |
|
فاطمة
عدد المساهمات : 1381 تاريخ التسجيل : 24/01/2012
| موضوع: رد: الإمام ابن القيم الإثنين يوليو 30, 2012 12:23 pm | |
| شكرا جزاك الله خيرا | |
|