في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار
" شعر الأمير - أحمد شوقي - "
..........................
في ذي الجفونِ صوارمُ الأَقدار : راعي البريّة َ يا رَعاكِ الباري
وكفى الحياة ُ لنا حوادثَ ، فافتني : مَلأَ النجومِ و عَالَمَ الأَقمار
ما أَنتِ في هذي الحلى إنْسِيَّة : إن أنت إلا الشمسُ في الأنوار
زهراء بالأفق الذي من دونه : وثْبُ النُّهى ، وتطَاوُلُ الأَفكار
تتهتك الألباب خلف حجابها : مهما طلعتِ ، فكيف بالأبصار ؟
يا زينة الإصباح والإمساء ، بل : يا رَوْنَقَ الآصال والأَسحار
ماذا يحاول من تنائينا النوى ؟ : أَنتِ الدُّنى وأَنا الخيالُ الساري
ألقى الضحى ألقاك، ثم من الدجى : سبل إليك خفية الأغوار
وإذا أنستُ بوحدتي فلأنها : سببي إليك، وسلمي، ومناري
إيهٍ زماني في الهوى وزمانها : ما كنتما إلا النَّميرَ الجاري
مُتسَلْسلاً بين الصبابة والصِّبا : مترقرقاً بمسارح الأقدار