محمد – صلى الله عليه وسلم -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد دلله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد...
هل تعرف محمدًا صلى الله عليه وسلم ؟
إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين.
كيف ترقى في رقيك الأنبياء *** يا سماء ما طاولتها سماء
صفته صلى الله عليه وسلم، :
أما صورته صلى الله عليه وسلم فقد خلقه الله تعالى على أكمل صورة، وأحسن هيئة وأبدع تركيب.
إنما كنا بأرض ميتة *** ليس للزائر فيها منتظر
فيحينا بك إذا أحييتنا *** وكذلك الأرض تحيا بالمطر
صفة وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم :
كان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنهم خلقًا وخُلقًا.
وكان أبيض مليح الوجه
وكان وجهه مستديرًا مثل الشمس والقمر
وكان إذا سرَّ استنار وجهه، كأنه قطعة قمر
قال أبو هريرة رضي الله عنه: "ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه الشمس تجري في وجهه".
في وجهه قسمات قد دللن على *** ما ضمه القلب من أخلاق قرآن
وكان صلى الله عليه وسلم ظاهر الوضاءة، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار- أي طويل شعر أشفار العينين، أفنى الأنف- أي طويل الأنف مع ارتفاع في وسطه ودقة أرنبيته.
وكان صلى الله عليه وسلم جميل الثغر، أبيض الأسنان، أفلج الثنيتين، وسيمًا قسيمًا إذا تكلم كالنور يخرج من بين ثناياه.
وكان صلى الله عليه وسلم مستوي الجبين، إذا طلع بوجهه على الناس تراؤوا جبينه كأنه ضوءٌ يتلألأ.
أما عنقه صلى الله عليه وسلم معتدلاً، لا ينسب إلى الطول ولا إلى القصر..
هكذا كان وجهه صلى الله عليه وسلم كما حدث بذلك من رأوه من الصحابة، كعلي بن أبي طالب، وأبي هريرة وهند بن أبي هالة، وأم معبد الخزاعية وغيرهم.
فلماذا هذا التشويه والإيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكثر من مليار وربع المليار مسلم، أدمى قلوبهم هذه الصور البشعة التي نسبها بعض الجهلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زورًا وبهتانًا...
قد جفَّ من ماء الكرامة وجهه *** لكنه قِحةً ولؤما ينقط
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: "ما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له صلى الله عليه وسلم، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه".
أينسى أبرُّ الناس بالناس كلـهــــم *** وأكرمهم بيتًا وشعبًا وواديًا
أينسى رسول الله أكرم من مشى*** وأثاره بالمسجدين كما هي!
نكدر من بعـــد النـبــــي محـمــــد *** عليه سلام كل ما كان صافيا
أخلاقه صلى الله عليه وسلم :
أما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد كان أحسن الناس خلقًا، وأكرمهم خصالاً... كان دائم البشر سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش يعفو ويصفح ويحلم على من يجهل عليه...
وكان كريمًا جوادًا منفقًا، لا يدخر شيئًا لغد، أعطى رجلاً غنمًا تملأ ما بين جبلين، فرجع إلى قومه قائلاً: "يا قوم أسلموا فإن محمدًا يعطي عطاء لا يخشى مع الفقر أبدًا".
وكان صلى الله عليه وسلم شجاعًا مقدامًا أقرب ما يكون من العدو في ساحة المعركة، ولم تعرف له فرةٌ قط...
جزى الله عنا كل خير محمدًا *** فقد كان مهديًا وقد كان هــــــاديًا
وكان رسول الله روحًا ورحمـــة *** ونورًا وبرهـــــان من الله بــــــــاديًا
وكان رسول الله بالخير آمـــــرًا *** وكان عن الفحشاء والسوء ناهيًا
وكان رسول الله بالقسط قائمًا *** وكان لما استـــــرعاه مولاه راعيًا
أما مع أصحابه صلى الله عليه وسلم فقد كان يسأل عنهم، ويزورهم ويتفقد أحوالهم ويعينهم على نوائب الدهر وكان يؤلف بينهم ولا يفرقهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يحسن الحسن ويصوبه، ويقبح القبيح ويوهنه..
معتدل الأمر غير مختلف، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه إلى غيره...
وكان صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلى على ذكر.. وكان لا يميز نفسه عن أصحابه بشيء، فيجلس حيث ينتهى به المجلس ويعطي كل جلسائه نصيبه، حتى لا يحسب جليسه أن أحدًا أكرم عليه منه.
وكان لا يرد سائلاً إلا بشيء أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، فصار لهم أبًا وصاروا عنده في الحق متقاربين، يتفاضلون عنده بالتقوى...
وكان مجلسه علم وحلم وحياء وصبر وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، وتصان فيه الخطرات واللفظات والنظرات.
لا يجتمع في مجلسه إلا كرام القوم، يتعاطفون بالتقوى، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويرفدون ذا الحاجة ويؤنسون الغريب.
أرعد وأبرق يا سخيفُ فما على *** آساد غـيلٍ من نباح جراء
اختسأ رقيعُ فليس كفؤك غير ما *** يجري من الأعفاج والأمعاء
أحيا أممًا ونقلها من حياة الجهل والجاهلية إلى حياة النور والعدالة والرحمة والمساواة.
أتطلبون من المختار معجزة *** يكفيه شعب من الأموات أحياه
زكاه ربه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]
وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
زكى استقامته فقال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 2]
وزكى نطقه فقال: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]
وزكى صدره فقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]
ورفع ذكره فقال: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 4]
وزكى قلبه فقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11]
وزكى بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 17]
وأقسم بحياته فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72]
صلى الله عليه وسلم