آنستنا يا أنيس الروح والجسدِ
...........................
آنستنا يا أنيس الروح والجسدِ
مهما أغِب عنك حينا غبتَ فى كبَدِ
باتت معانيك فى قلبى مصورة
إن رُمتَ إحصاءَها لم تُحصَ فى عدد
تيهتنى مغرما أرضى بهجرك لى
سبحان من خلق الإنسان فى كبَدِ
ثنيتَ عِطفَكَ عنى دون عاطفة
تَتِيه دَلا مدى الأيامِ والمدد
جددت شوقى بما تـنساه من أدب
كأنما تجتنى رضاى من نكد
حلو الشمائلِ لكن فيكَ رائحةٌ
تذكو على عنبر والمسك والزبد
خُذ ما ملكتُ وهب لى منك عرفَ شَذَى
تُحيِى به الروحُ فى جسمى إلى الأبد
دعنى أشاهد جَنَى شَهدٍ على شَفَتِى
أو ترتَـشِف شَفَتِى مما جَنَتهُ يدِى
ذابَ الفؤادُ فلا وصلٌ ولا صِلة
ولا حديثٌ لنا يُروَى بِمُسَتَنَدِ
رأيتُ خالا على خَدٍ يُهددنى
بقذفِ نار فأوهى جيشُه جَلَدِى
زُرنِى خيالا ولا تُحجَب فتقتلنى
ألست تخشى قصاص العمد بالقود
سهمانِ من بين قوسين وخامسها
فى وجهك الحر سيف غير مُنغَمَدِ
شاكى السلاح وقلبى حين قابله
فريسة قابلتها جبهة الأسد
صاد الفؤادَ وعيناهُ له شَرَكٌ
حِبالَةُ العينِ حبل الجيد من مسد
ضللتنى كنت أرجو أن تظللنى
من حر وجد بسقى الثلج والبرد
طَلٌّ إذا لم تكن بوابل هطلت
سُحب الثنايا خمورُ الغى والرَّشَد
ظللتنى تحت ظل السيف ترهبنى
حتى استغثتُ بأهل اللهِ والمَدَدِ
عزت سجاياك لا أرضى بها بدلا
وإن تَـقُم بلدا لم تَدن من بلد
غيرى يَمَـلُّ نديما حين يهجره
وإننى غير ما تهواه لم أرد
فارحم بوصلك أو عذب بهجرك لى
فلست أخلو من العذال والحسد
قل لى وحقك أتقنت الملاحة أم
سحرا تُعانِيهِ أم بالعينِ من رمد
كسرا وفتحا وضما حين تسكنها
جرا ونصبا ورفعا جزمُ مضطهِد
لحَّـنتَ تَطرُب عمدا ما لحِنتَ خَطَا
حاشاك مما عن الإعراب لم يَرِدِ
مُهَـفهَفُ القد لا طولٌ ولا قِصَـرٌ
رحيمُ قولٍ على أعقاب مُـتَّـئد
نعم فصيح جوابٍ دون لعثمة
حتى تَحيطُ بمضطرٍ ومنتـقِدِ
هيمت قلبى فلم يسكن سواكَ به
يا سيدَ الرسلِ بعد الواحدِ الصمدِ
وجدى تناهى ولكن أينَ مَسعِفُـُه
وليس غيرُكَ إلا اللهُ معتمدى
لا أنثنى عنك حتى إن تركتُ سدى
فالحب لله باق سائر الأمـد
يدوم أوله مادام آخره
آنستنا يا حبيب الروح والجسد
..............................................
مع تحيات
أخوكم في الله
محمود حسن