طلب الحجاج ابن يوسف الثقفي أن يقبض على رجل، فلم يجده العسكر
فقبضوا على أخيه .. فقال المقبوض عليه : أنا مظلوم ..
فقال قائد العسكر : بحثنا عن أخيك فلم نجده فأخذناك ..
قال المقبوض عليه : حسنآ دعوني أكلم الأمير ..
فأخذوه إلى الحجاج فقال : أصلح الله الأمير ..
إن هؤلاء أرادوا أخي فلم يجدوه فأخذوني وهدموا داري
ومنعوا عطائي من بيت المال....
فقال له الحجاج : هيهات ..! ألم تسمع قول الشاعر :
جانيك من يجني عليك...
وربما تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة...
و نجا المقارف صاحب الذنب
فقال الرجل : أصلح الله الأمير ...
ولكن الله عز وجل يقول غير ذلك....
قال الحجاج : وماذا يقول الله عز وجل ؟
قال الرجل : يقول الله تعالی :
{قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه
إن نراك من المحسنين * قال معاذ الله أن نأخذ إلا من
وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون } [يوسف:78-79]
فأطرق الحجاج ساعة وقال لصاحب الشرطة :
فك قيد هذا الرجل وابن له داره و مر له بعطاء ..
ومر مناديا ينادي : لا تصدقوا الشعراء ....فالله تعالى
يقول : * والشعراء يتبعهم الغاوون .. ؟