قصة جميلة
يحكي أن حطابا كان يسكن في كوخ صغير و كان يعيش معه طفله و كلبه و كان كل يوم و
مع شروق الشمس يذهب لجمع الحطب و لا يعود إلا قبل غروب الشمس تاركا الطفل في
رعاية الله و مع الكلب و لقد كان يثق في ذلك الكلب ثقة كبيرة و لقد كان الكلب وفيا لصاحبه
و يحبه و في يوم من الأيام و بينما كان الحطاب عائدا من عمل يوم شاق سمع نباح الكلب
من بعيد علي غير عادته فأسرع في المشي إلي أن أقترب من الكلب الذي كان ينبح
بغرابة قرب الكوخ و كان وجهه و فمه ملطخا بالدماء فصعق الحطاب و علم أن الكلب قد خانه
و أكل طفله فأنتزع فأسه و ضرب الكلب ضربة بين عينيه خر بعدها صريعا و بسرعة دخل
الحطاب إلي الكوخ ليري بقايا طفله المأكول و بمجرد دخوله للكوخ تسمر في مكانه و جثي
علي ركبتيه و أمتلئت عيناه بالدموع عندما رأي طفله يلعب علي السرير و بالقرب منه
حية هائلة الحجم مخضبة بالدماء و قد لقت حتفها بعد معركة مهولة حزن الحطاب أشد
الحزن علي كلبه الذي أفتداه و طفله بحياته و كان ينبح فرحا بأنه أنقذ طفله من الحية
لينتظر شكرا من صاحبه و ما كان من الحطاب إلا أن قتله بلا تفكير .
**************************
{{{ الحكمة من القصة }}}
عندما تحب اناس و تثق بهم فأننا لا يجب ألا نفسر تصرفاتهم و أقوالهم كما يحلو لنا في
لحظة غضب و تهور و في لحظة يغيب فيها التفكير السليم فلنتريث و لا نستعجل الحكم و
لنتذكر ما قد رأينا من خير منهم و لحظات سعيدة معهم قبل الحكم فقد نفقد اناس ندرك
فيما بعد انهم أحبونا بصدق و لكن في وقت لا ينفع فيه الندم
.......................