من الإعجاز العلمي في القرآن:
—————————
الفرق بين النخل والنخيل والعنب والأعناب .
هناك فرق في القرآن الكريم بين (النخل والنخيل) و(العنب والأعناب )
فالنخيل تأتي بمفهوم شامل هو الأشجار المثمرة المرتفعة وليس نخل البلح المعروف فقط .
والأعناب تعني الأشجار التي بها ثمار قابلة للعصر والأكل ، وليس العنب فقط،
قال الله تعالى :
( أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ) 266 البقرة )
ونرى عبارة ( له فيها من كل الثمرات ) وجاءت مرتبطة بالنخيل والأعناب ،
فلو كان معنى النخيل والأعناب هو النخل والعنب المعروفان فكيف يكون له فيها من كل الثمرات ؟
ثم انظروا لقول الله تعالى :
( فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ )
19 المؤمنون
تأملوا عبارة (لكم فيها فواكه كثيرة) مع أن الآية ذكرت نخيل وأعناب ، فنستنتج أن كلمة نخيل تدل على الأشجار العالية المثمرة،
مثل أشجار النخل والخوخ والتفاح والرمان، واللوز والبرتقال والليمون الخ ، فكلها نخيل .
أما النخل : فهى تدل على نخل البلح المعروف ،
قال تعالى : ( وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
الأنعام : 99، فهنا جاء تحديد للنخل ،
وفى قوله تعالى : ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً )
مريم : 25..والنخلة مفردة النخل .
وكلمة أعناب تدل على النباتات والأشجار التي فيها ثمار طرية سهلة الأكل ، ولا يحتاج ثمارها لجهد في جنيه أي سهلة التناول ،
فكل الأشجار ذات الثمار المتدلية والسهلة والقابلة للعصر هي أعناب ،
قال تعالى : ( وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
النحل : 67،
فالآية تتحدث عن أنه من ثمرات النخيل والأعناب دليلا على اشتمال المعنى بالأشجار ذات الثمار المختلف،
ومن الأعناب العنب والتين والتوت والبرقوق والكرز، والمشمش والكمثرى، والسفرجل، والأجاص، الخ ،،
فكل الأشجار المثمرة التي تنتج ثمار سهلة ومتدلية قابلة للعصر والأكل فهي أعناب ،
قال تعالى : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً )
الكهف : 32،
وقال أيضاً : (حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً)
النبأ : 32..
أما كلمة عنب فتدل على شجرة العنب المعروفة ، قال تعالى :
(وَعِنَباً وَقَضْباً ) عبس : 28..
والخلاصة : النخل هي شجرة البلح
والنخيل هي كل الأشجار المثمرة العالية .
والأعناب هي : الأشجار التي تنتج ثمار طرية سهلة لينة ، قابلة للعصر .
والعنب شجرة العنب المعروفة
من كتاب قطوف إيمانية
د/ أبو العزم حميده