عندما يكون أفراد العائلة شعراء
______________________
قيل إن فتى من كنانة أحب فتاة من بني تميم وأحبته وكان والدها غيوراً فابتنى لها في داره صومعة وزوجها من أكفائه من بني عمها فمر الفتى ذات يوم فنظر إليها ونظرت إليه فاشتد وجد كل منهما بصاحبه ولم يمكنه الوصول إليها وأنه افتعل بيتاً من الشعر ودعا غلاماً من الحي فعلّمه البيت وقال له : ادخل هذه الدار وأنشد كأنك لاعب ولا ترفع رأسك ولا تصوبه ولا تومئ في ذلك إلى أحد ففعل الغلام ما أمر به وكان زوج الجارية قد أزمع على سفر يوم أو يومين
فأنشد الغلام يقول:
لحى الله من يلحي على الحب أهله
ومن يمنع النفس اللجوج هواها
فسمعت الجارية ففهمت فقالت:
إلا إنما بين التفرق ليلة
فتعطى نفوس العاشقين مناها
فسمعت الأم ففهمت فأنشدت :
إلا إنما تعنون ناقة رحلكم
فمن كان ذا نوق لديه رعاها
ففهم الأب أيضاً فأنشد :
فأنا سنرعاها ونوثق قيدها
ونطرد عنها الوحش حين أتاها
فسمع الزوج ففهم كل ما قيل فأنشد :
سمعت الذي قلتم فها أنا مطلق
فتاتكم مهجورة لبلاها
فطلقها الزوج وخطبها ذلك الفتى وأرغبهم في المهر فتزوجها