وَمَا فَقَدَ المَاضُوْنَ مِثْلَ مُحَمّدٍ
وَلاَ مِثْلَهُ إلى يَوْمَ القِيّامَةِ يُفْقَدُ
حسّان بن ثابت رضي الله عنه في رثاء نبينا صَلَّى اللَّه عليه وآله وَسلَّم
هذا أعظم وأجمل بيت قيل في رثاء على الإطلاق
من قصيدة ابن الرومي لما رثى ابنه محمد
بُكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
فجودا فقـد أودى نظـيركما عـندي
بنـيّ الـذي أهـدتهُ كفـايَ لـلثـرى
فيا عِزة المُهدَى ويا حسرة المهدِي
طواه الردى عني فأضحى مزاره
بعيداً على قـربٍ قـريباً عـلى بـعدِ
فَيا مَن غابَ عَنّي وَهوَ روحي
وَكَيفَ أُطيقُ مِن روحي اِنفِكاكا
حَبيبي كَيفَ حَتّى غِبتَ عَنّي
أَتَعلَمُ أَنَّ لي أَحَداً سِواكا
أَراكَ هَجَرتَني هَجراً طَويلاً
وَما عَوَّدتَني مِن قَبلُ ذاكا
عَهِدتُكَ لاتُطيقُ الصَبرَ عَنّي
وَتَعصي في وَدادي مَن نَهاكا
دَعوتكَ يا كُليب فلم تُجبني
وكيفَ يُجيبني البلدُ القِفارُ
خُذْ العهدَ الأكيدَ عليا عُمريِ
بتركِ كُلَ ما حَوت الديارُ
وهجرِ الغانِياتي وشربَ كأسٍ
ولُبسيِ جُبةً لا تُستعارُ
ولستُ بِخالعٍ سيفِ وترسيِ
إلى أن يخلع الليلَ النهارُ
..أبو ليلى المهلهل
أحمد شوقي يرثي والده:
أنا من ماتَ ومن ماتَ أنا
لقيَ الموتَ كلانا مرّتينِ
نحنُ كنّا مهجةً في بدنٍ
ثم صرنا مُهجةً في بدنين
ثمّ عدنا مهجةً في بدن
ثم نُلقى جُثةً في كفنين
انظر الكونَ وقل في وصفه
كلّ هذا أصله من أبوين
فإذا ما قيل : ما أصلهما
قُل هما الرحمةُ في مرحمتينِ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
إذْ رابهَا الدَّهرُ أنَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
- الخنساء
أراك هجرتني هجرا طويلا
وما عوّدتني من قبل ذاكا
عهدتك لا تطيق الصبر عني
وتعصي في ودادي من نهاكا
رثاء البهاء زهير لابنه
يقول متمم بن النويرة في رثاء أخيه مالك :
أبى الصبر آيات أراها ، وإنني
أرى كل حبل دون حبلك أقطعا
وإنِّي متى ما أدع باسمك لا تجبْ
وكنت جديرًا أن تجيب وتسمعا !.
وكــــنا كـــندمانَيْ جذيمة حقبة ...... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلــــما تفرقنــــــا كـأني ومالكاً ...... لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
أجبني يا كليبُ خلاكَ ذمُّ
لقدْ فجعتْ بفارسها نزارُ
سقاكَ الغيثُ إنكَ كنت غيثاً
وَيُسْراً حِينَ يُلْتَمَسُ الْيَسَارُ
أَبَتْ عَيْنَايَ بَعْدَكَ أَنْ تَكُفَّا
كأَنَّ غَضَا الْقَتَادِ لَهَا شِفَارُ
- المـهلهـل بن ربيــعة
" يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
وَلَم أَرَ في سِواكَ وَلا أَراهُ
شَمائِلَكَ المَليحَةَ أَو حِلاكا
خَتَمتُ عَلى وِدادِكَ في ضَميري
وَلَيسَ يَزالُ مَختوماً هُناكا
لَقَد عَجِلَت عَلَيكَ يَدُ المَنايا
وَما اِستَوفَيتَ حَظَّكَ مِن صِباكا "