لامية الشنفرى من أبلغ الشعر العربي:
كانت قصيدة اللامية للشنفرى من أشهر قصائده، ومن أعين الشعر العربي، حتى أن الخليفة عمر بن الخطاب كان يوصي الناس بأن يعلموها لأولادهم، لما فيها من بلاغة وقوة سبك، ولأنها تنضح بالقيم النبيلة، وفيها يصف تمرده على قومه، وأنه أصبح يفضل معاشرة وحوش البادية على أن يعاشرهم، ثم يصف عزة نفسه وشجاعته وترفعه عن الجشع ونبله، فيقول:
أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم ... فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ!
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ ... وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأيً للكريم عن الأذى ... وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ ... سَرَى راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ ... وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ... غير أنني ... إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وما ذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضلٍ ... عَلَيهِم وكان الأفضلَ المتفضِّلُ