أنا المدينة من في الكون يجهلني
ومن تراه درى عني وما شغــلا
تتلمذ المجد طفـلاً عـنـد مدرستـي
حـتـى تخرج منهـا عالمــاً رجــلا
فتحت قـلـبـي لخير الخلـق قاطبـةً
فلم يغادره يوماً منذ أن دخلا
وصرت (سيدة الدنيا) به شرفا
واسمي لكل حدود الأرض قد وصلا
ومسجدي كان -بل ما زال- أمنية
تهفو إليه قلوبٌ ضلتِ السبلا
رب مغتربٍ داويتُ غـربــتـه
مسحت دمعتهُ حـوّلتها جـذلا
وفي هواي ملايينٌ تـنامُ على
ذِكري وتصحو على طيفي إذا ارتحلا
تنافـسـوا في غـرامي أرسلوا كُتباً
وأنفقوا عندها الرُّكبانَ والرُّسُـلا
أنا المنوّرةُ الفــيـحآء ذا نـسبي
إذا البدورُ رأتـني أطرقَـتْ خجلا