نَالَتْ حَلِيمَةُ عِزًّا مِنْ رَضَاعَتِهِ..
و قَوْمُهَا فِي جَدِيبِ العَيْشِ وَ العُدُمِ
تَنَاسَتِ الأَجْرَ مَوْفُورًا وَ قَدْ رَضِيَتْ..
دُونَ المَرَاضِعِ بِالإِقْلَالِ و اليُتُمِ
فَأَصْبَحَتْ في يَسَارٍ بَعدَ عُسْرَتِهَا..
و طَاوَعَتهَا ضُرُوعُ الشَّاءِ و النَّعَمِ
آيَاتُ فَضْلٍ سَرَتْ فِيهِمْ عَجَائِبُهَا..
فَأَظْهَرَتْ مَا لِهَذَا القَدْرِ مِن عِظَمِ
قَدْ شُقَّ صَدْرُكَ تَطْهِيرًا وَ تَكْرِمَةً..
وَ اسْتُودِعَ النُّورَ مِنْ عِلْمٍ وَ مِنْ حِكَمِ
وَ قَدْ تَعَهَّدَكَ المَوْلَىٰ بِعِصْمَتِهِ..
حَتَّىٰ رُبِيتَ عَلَى الأَخْلَاقِ وَ الهِمَمِ
بُعِثْتَ بِالحَقِّ وَ الدُّنْيَا مُضَلَّلَةٌ..
وَ جِئْتَ بِالنُّورِ وَ الآفَاقُ فِي ظُلَمِ
شَرِيعَةُ اللَّٰه مَا أَغْفَلْتَ نُصْرَتَهَا..
وَ لَا بَخِلْتَ عَلَىٰ إِعلَائِهَا بِدَمِ
يَا عَادِلًا شَرَّعَ الأَحْكَامَ عَادِلَةً..
وَ شَبَّهَ الظُّلْمَ فِي مَعْنَاهُ بِالظُّلَمِ
أَنْجَبْتَ لِلدِّينِ وَ الدُّنْيَا قَيَاصِرَةً..
بِالأَمْسِ كَانُوا رُعَاةَ الشّاءِ وَ النَّعَمِ
وَ جِئْتَ بِالعِلْمِ أُمِّيِّينَ مَا دَرَسُوا..
فَأَصْبَحُوا سَادَةَ الأَعْرَابِ وَ العَجَمِ
وَ إِنَّ قَلْبِي مَا جَدَّ الهُيَامُ بِهِ..
فِي غَيرِ حُبِّكَ بَعْدَ اللَّٰهِ لَمْ يَهِمِ
وَ مَا ظَنَنْتُ بِرَبِّي غَيْرَ مَغْفِرَةٍ..
مَا دَامَ حُبُّكَ فِي رُوحِي وَ بَيْنَ دَمِي
يَا رَبّ وَحِّدْ صُفُوفَ المُسْلِمِينَ وَ لَا..
تَخْذُلْهُمُ بِاخْتِلَافِ الرَّأْيِ وَ الكَلِمِ
وَ ارْزُقْهُمُ النَّصْرَ وَ التَّوْفِيقَ وَ ابْنِ لَهُمْ..
مِنَ التَّآلُفِ مَجْدًا شَامِخَ القِمَمِ
وَ زُجَّنَا فِي فَرَادِيسِ العُلَا كَرَمًا..
فَمَا عَهِدْنَاكَ إِلَّا وَاسِعَ الكَرَمِ
وَ صَلِّ رَبِّي عَلَى الهَادِي وَ عِتْرَتِهِ..
وَ الآلِ وَ الصَّحْبِ وَ الأَتْبَاعِ كُلِّهِمِ
مَا حَنَّ قَلْبٌ إِلَىٰ ذِكْرِ الحَبِيبِ وَ مَا..
هَزَّ المَشَاعِرَ ذِكْرُ البَيْتِ وَ الحَرَمِ