من بلاغة القرآن
"الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ، وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ، وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ" .
الآيات المذكورة من سورة الشعراء تقص حِجَاج إبراهيم لقومه في عباداتهم الأصنام. في هذه الآيات عشر أفعال وهي خلقني ، يهديني، يطعمني ، يسقين ، مرضت ، يشفين ، يميتني ، يحيين ، أطمع ، يغفر.
بعض هذه الأفعال يسبقه الضمير المنفصل هو... وهذه الأفعال هي:
هو يهدين ، هو يطعمني ويسقين ، هو يشفين وهناك أفعال أخرى لم تسبق بهذا الضمير وهي خلقني ، مرضت ، يميتني ، يحيين ، يغفر.
هل لاحظت الفرق بين الأفعال التي سبقت بهو والأفعال التي لم تسبق بالضمير...نعم الأفعال التي سبقت بالضمير قد يدعي إنسان أنه هو من قام بها فقد يدعي إنسان أنه هداك وقد يدعي أبوك أنه أطعمك و سقاك وقد يدعي طبيب أنه شفاك لذلك أكدها الله بأنه هو الذي يهدي ويطعم ويسقي ويشفي أما الأفعال التي لم تسبق بهو فلا يمكن أن يدعي عاقل انه هو الذي خلق أو يميت أو يُحيي أو يغفر....
هذه لفتة لمن يتجرأ ويقول أن القرآن قول البشر من القدامى والمعاصرين